أسطورة مدينة إلدورادو الضائعة : مدينة الذهب المفقودة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر أسطورة إلدورادو المدينة الضائعة، مدينة الذهب الأسطورية الضائعة لغزا محيّرا يصعب حله لمحبي و عشاق الألغاز و الاساطير والباحثين المتعطشين للثروة. لقد كان الدورادو يعتبر حلم الغزاة القادمين إلى امريكا الجنوبية حيث استمر هذا الهوس لقرون عديده.
كانت هنالك أسطورة تشير إلى الأرض المجهولة المليئة بالذهب و الثروات الأخرى، وهي نقطة انطلاق لماسيمو ليفي لشرح عملية التوسع نحو بوليفيا وباراغواي الحالية.
لم يجد الاسبان، الذين سعوا وراء أهدافهم في تلك الرحلات الاستكشافية، سوى أراضي مستنقعات و أشخاص بدائيين. في مواجهة فشلهم و إحباطهم، قاموا بالانتقام من شعب الإنكا و جعلهم عبيدا، وهو فعل سيؤدي إلى موت عدد كبير من السكان الأصليين.
ما هي أسرار مدينة الدورادو المفقودة التي يكتنفها غموض غير مسبوق ؟ هل كانت أسطورة مدينة إلدورادو الضائعة موجودة بالفعل ؟ أم انها مجرد قصة و أساطير شعبية حيكت حولها أكاذيب كثيرة ؟
إقرأ أيضا : مدينة أغارثا الأسطورية في جوف الأرض : أين تقع
أين تقع مدينة الدورادو :
تقع بحيرة Guatavita الشاطئية، مركز أسطورة إلدورادو المدينة الأسطورية المفقودة el Dorado على بعد ساعة ونصف من بوغوتا في قارة امريكا الجنوبية.
تعد هذه الأسطورة معروفة لكثير من الناس حول أرجاء المعمورة، حيث يعود تاريخها لسنوات غزو و إحتلال أمريكا و هي مدينة ضائعة بالقرب من أدغال غابة الأمازون البرازيلية، حيث يشاع انها مصنوعه من الذهب.
فبالنسبة للكثيرين من الفضوليين و الباحثين عن الحقيقة و علماء الآثار و التاريخ، لا تقل مدينة إلدورادو الذهبيّة أهمية و شهرة عن مدينه أتلانتس الضائعه تحت البحر و ﻣﺪﻳﻨﺔ طروادة ومملكة أغارثا الأسطورية المفقوده و التي يشاع انها موجودة في جوف الأرض، و سكانها يتفوقون علينا في العلوم و الذكاء و التكنولوجيا.
قاد الخيال العظيم للغزاة إلى أن يروا في أوهامهم ، مدينة ذهبية رائعة بها شوارع ومنازل من الذهب الخالص، حيث كان المعدن الثمين وفيرًا وشائعًا لدرجة أن كل شيء تقريبًا تم بناؤه من الذهب، بما في ذلك أدوات المطبخ.
لقد كان الغزاة و المستكشفون هم الذين جلبوا وبنوا أسطورة إلدورادو، إلى جانب ما أخبرهم به السكان الأصليون في ذلك الوقت.
مدينة الذهب المفقودة :
وصول الغزاة الاسبان للعالم الجديد بحثا عن مدينة الذهب المفقودة الدورادو lost gold city dorado :
بدأ كل شيء عند وصول الغزاة الإسبان لمركز حضارة الإنكا آنذاك، حيث تفاجؤو بكمية الذهب الكبيرة و كان كل شيء مصنوع من الذهب، حتى آواني المطبخ و الجدران مطلية كذلك، بهذا المعدن النفيس.
هذا الأمر أسال لعاب الاسبان الحالمين بالثروة و الشهرة و لو على حساب شعوب بدائية و بريئة.
تحكي بعض التقارير انه في كوزكو، كانت جدران معبد الإمبراطور كلها مليئة و مطلية بالذهب بالكامل، وحتى الأنابيب التي تحمل الماء كانت مصنوعة من المعدن الثمين المُذهّب.
كانت الأساطير المحيطة بإلدورادو عديده و متنوعة : ادعى البعض أنها كانت مدينة غنية بالذهب و النحاس و الفضة؛ والبعض الآخر إدعى أنها عبارة عن معبد مليء بالكنوز الثمينة و النادرة و التي لا حصر لها، بينما حاول اخرون تأكيد نظرية اخرى، حيث وصفوا إلدوراو على انها مخبأ في أعماق الغابة يتم فيه دفن الكنوز القديمة التي لم يسبق لها مثيل.
إقرأ أيضا : شعب الفايكنج :غُزَاةٌ متوحشون وملاحون بارعون
بداية الاستكشافات الاوروبية وتوافد الغزات :
يقال في بعض الروايات، أن مستكشفًا من أصل إسباني في سانتو دومينغو، يُدعى ميغيل دياز، اكتشف الذهب والفضة في سنة 1501 في تلك الجزيرة التاريخيّة؛ شجعت هذه الاسطورة على ظهور حملات استكشافية مرتجلة، حيث كان الكثير من المغامرين يبحثون و يغامرون بحياتهم للوصول إلى مناطق يصعب الوصول إليها دون الموارد اللازمة ودون أي معرفة بالمكان. و مات الكثير منهم أثناء المحاولة.
ومع ذلك، في الثلاثينيات من القرن السادس عشر، اشتهرت أسطورة إلدورادو باكتشاف بيرو والاستيلاء على ممتلكاتها على يد المستكشف فرانسيسكو دي بيزارو. الذي قام بشن حرب ضارية على حضارة شعب الانكا بحثا عن الذهب و قام بسجن امبراطورهم أتاهوالبا.
قام بعدها اتاهوالبا بمنح بيزارو قدرًا كبيرًا من الذهب مقابل حريته، وهكذا أمر بإحضار أشياء من هذا المعدن تنتمي إلى معابد مختلفة و لكن بيزارو لم يف بوعده.
هذا الاتصال الأول الذي أجراه الاسبان في بيرو، حيث تلقوا الذهب أو رأوه أو لمسوه، زاد من توقع العثور على ثروات في جميع أنحاء هذه المملكه غير المعروفة في جبال الأنديز.
هكذا ظهرت سلسلة من القصص الرائعة المتعلقة بكوزكوو المدينه الذهبية، و التي وصف فيها هذا الموقع بأنها مدينة اسطورية ممتلئة بالكنوز..
في سنة 1535، “لم تكن اسطورة الإلدورادو المفقودة خيالا أو قصصاً موجودة في مخيلة الغزاة فقط، بل أصبح الأمر حقيقة ملموسة تم الحديث عنها في المحكمة، في المنازل، في الحانات، على سطح السفن…”.
إلدورادو مدينة الذهب الضائعة وأطماع الغزات :
بعد إنتشار أخبار عثور الاسبان على مدينة الذهب المفقودة ووجود كميات ضخمة من الذهب، زادت أطماع الكثيرون من الرجال البيض الأوروبيين و تم تداول ان هنالك مدينة أسطورية ضائعة تعرف باسم إلدورادو على نطاق واسع و كثرت الرحلات الاستكشافية المنطلقة نحو مدينة الذهب الأسطورية في سبيل البحث عن الكنز المخبئ في eldorado.
- بعد بضع سنين، كانت هناك بالتأكيد بعض المحاولات الأخرى لاكتشاف بلد الذهب، وكما ولدت الكثير من الشائعات في سنة 1529 وصل التاجر والمستكشف الألماني أمبروسيو ألفينجر إلى الشواطئ الشمالية لجنوب امريكا لتولي منصب الحاكم و القائد العام لمقاطعة فنزويلا المنشأة حديثًا، بهدف البحث في الغابة عن المدينة الأسطورية المفقودة.
في عام واحد فقط، نظم رحلة استكشافية كبيرة، مع مجموعة رجال مكونة أكثر من 200 ألماني وإسباني وحوالي 1000 عبد، غادروا كورو إلى المناطق الداخلية من القارة، مما أدى إلى القضاء على العديد من السكان الأصليين في طريقهم.
كان للمشروع الطموح نتيجة كارثية : مات مئات الأشخاص واحدًا تلو الآخر من الأمراض والجوع و هجمات السكان الأصليين، وبعد فترة طويلة من السفر إلى مناطق مختلفة من المناطق الداخلية للأراضي الحالية لفنزويلا وكولومبيا، توفي ألفينجر نفسه بالقرب من كونديناماركا من سهم مسموم اخترق رقبته. أخيرًا، تم تلخيص كلّ إنجازات هذه الحملة إلى بضع قطع قليلة من الذهب.
- في سنه 1530 قام ألماني اخر يدعى، نيكولاس فيدرمان برحلة استكشافية بحثًا عن دلائل على وجود مدينة الدورادو الأسطورية. قام بتتبع قناة أورينوكو، إلا أن الحظ لم يكن حليفه.
بعد سنوات، تم تعيينه حاكمًا، وهو المنصب الذي شغله حتى سنة 1534، وفي ذلك الوقت، أظهر عناده و لم يستسلم عندما بدأ رحلة استكشافية جديدة بحثًا عن هدفه المنشود، والتي تمت بين عامي 1535 و 1539. في هذه المرة عبر سهول كولومبيا وفنزويلا ووصل إلى بوغوتا في مارس 1539 ولكن دون نتائج مذهلة.
- في سنة 1531، طلب المحارب المخضرم الذي ساهم في غزو المكسيك دييغو دي أورداز من ملك إسبانيا الإذن للذهاب واستكشاف الغاز مدن إلدورادو، آملا أن يوفق في رحلته و يعثر على المدينة المفقودة.
وفقًا للشائعات، أنها كانت في مكان ما في المناطق الداخلية للأراضي الحالية لـ كولومبيا وفنزويلا. وهكذا، ذهب إلى شمال امريكا الجنوبية، واستكشف بصعوبة نهر أورينوكو. لكن دون اكتشاف أي شيء و رجع يجر ورائه ذيول الخيبة و الإحباط كسابقيه.
في السنوات التالية، وصلت العديد من الحملات الإسبانية الأخرى مثل بيدرو دي سيلفا (1568/1570)، وبيدرو بايتيتي دي سيربا (1569) ودومينغو مويسكا فيرا (1569)، وكذلك من جنسيات أخرى مثل الإنجليزية والبرتغالية والألمانية والفرنسية و من كل المدن و العواصم الاوروبية البارزة آنذاك، محاولين القيام بذلك و ايجاد الحلقة المفقودة في الطريق نحو مدينة الذهب الأسطورية.
إقرأ أيضا : الاحتلال البرتغالي للبرازيل : عصر الإستكشفات الجغرافية
الإنجليز يريدون نصيبهم من كعكة الدورادو الذهبي :
من بين كل هؤلاء المستكشفين الأخيرين، ربما كان أشهرهم السير والتر رالي، وهو رئيس بعثة بريطانية شهيرة انطلقت سنه 1595 من ميناء بليموث بأسطول مكون من خمس سفن وأكثر من مائة رجل يمثلون الملكة إليزابيث الأولى ملكه إنجلترا، للدخول في غابات الأمازون في جويانا بحثًا عن المدينه الأسطورية المفقودة، حيث توجد مدينة غامضة أطلق عليها الآخرون اسم إل دورادو، وليتمكن من وقف طغيان مملكة اسبانيا وممتلكاتها في القارة الجديدة معتقدا أن الانجليز أولى بكنز إلدورادو.
عند الوصول إلى دلتا أورينوكو، اتجهت السفن البريطانية الخفيفة إلى أعلى النهر، عبر الغطاء النباتي الاستوائي الكثيف. أمضى الرجل الإنجليزي معظم الوقت في البحث عن المدينة الأسطورية المفقودة في الأماكن التي أشار إليها السكان الأصليون لكن دون نتائج ليعود أدراجه إلى بريطانيا دون الوصول إلى الحقيقة و لتكوّن آخر رحلة له.
عاد السير والتر رالي من بليموث في يونيو 1617 بثلاث عشرة سفينة وأكثر من ألف رجل آخرون. لكن حملته الجديدة تحولت إلى كابوس بعد موت ابنه في مواجهة مع الإسبان في سانتو تومي، وانتحر أهم مساعديه الرقيب كاييميس، وبالتالي عاد مهزومًا ومطأطأ الرأس في يونيو 1618 بسفينة واحدة.
حكم فشله مجددا عليه بالإعدام و قامت ملكة إنجلترا تحميل مسؤولية الفشل له، و فقد المحبة الملكية وقبل شكاوى السفير الإسباني عن نشاطه في منطقة البحر الكاريبي، تم التخلي عنه وإدانته وإعدامه لغرض وحيد هو أن يقوم التاج بإظهار حسن النية من قبل المملكة تجاه اسبانيا.
تقول بعض المصادر التاريخية أنه ترك كتاب يُدعى باللغة القشتالية “تلال مانوا الذهبية“، نُشر عام 1599، يصف فيه أسفاره وأفكاره، ويوصي بالذهاب إلى سواحل أمريكا الجنوبية بحثًا عن إلدورادو.
إقرأ أيضا : أكثر الحضارات المتوحشة في التاريخ : الانكا والازتيك والمايا
القصة الحقيقية خلف أسطورة مدينة إلدورادو الضائعة :
بدأت هذه القصة في الغابات الممطرة بالقرب من جزيرة Guatavita، إنها قصة الزعيم كاتشيك التي ضُبطت زوجته في حالة الزنا، ولهذا حكم عليها بأبشع أنواع التعذيب : ليلا ونهارا تعرضت للاضطهاد من قبل مجموعة من الهنود الذين غنوا أبيات تروي جريمتهم بكل تفاصيلها و لم يتوقفوا عن تعذيبها.
جعلها اليأس والشعور بالذنب تقفز في بحيرة، حيث غرقت مع ابنتها الصغيرة. بعد هاته الأحداث، امتلأ الزعيم بالندم وأراد التكفير عن وفاة زوجته من خلال طلب المشورة من الكهنة الموثوق بهم.
أخبروه أنّ زوجته ما زالت على قيد الحياة وأنها تعيش في قصر جميل يقع في أسفل البحيرة. كما أن روحها ستخلص إذا قدم لها كل ذهب العالم.
قام الزعيم بفعل ذلك و دون تردد عدة مرات في السنة. حمل الهنود القرابين وألقوا بها في الماء، وظهورهم دائمًا مقلوبة تنفيذا لأوامر الكهنة، بينما جرد الزعيم من ملابسه وغطى جسده بغراء طبيعي ورش على نفسه مسحوق الذهب، ثم صعد على طوف ودخل وسط البحيرة حيث انغمس في الرثاء والصلاة. ثم استحم ليترك مسحوق الذهب الذي غطى جسده. تكررت الطقوس إلى ما لا نهاية.
وهكذا بدأت أسطورة إلدورادو، لم يكن الموقع الدقيق للبحيرة معروفًا أبدًا، لكن الغزاة الأكثر طموحًا فقدوا صبرهم و حياتهم، للعثور على هذا الكنز الأسطوري.
إقرأ أيضا : عصر الاكتشافات الجغرافية واكتشاف العالم الجديد
يمكنكم مشاهدة برنامج وثائقي ممتع عن أسطورة مدينة إلدورادو الضائعة من هنا.