جيش قمبيز المفقود ولغز إختفاء أحد أقوى الجيوش في التاريخ
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر قصة جيش قمبيز المفقود من بين أكبر الألغاز التاريخية التي عجز العلماء والمؤرخون عن حلها. بدأت فصول الحكاية في عام 525 قبل الميلاد، حينها أرسل الملك الفارسي قمبيز جيشا قوامه 50000 رجل لتدمير معبد آمون في واحة سيوة بمصر، سعيا للانتقام من رفض الكهنة الاعتراف به كحاكم للمكان.
ويقال إن الجنود جابوا الصحراء لمدة سبعة أيام حتى وصلوا إلى واحة تعرف باسم الخارجة. قرروا بعدها أخذ قسط من الراحة ولم يسمع عنهم مرة أخرى.
اختفى 50 ألف رجل كما لو أن الأرض قد ابتلعتهم، لغز يسعى الكثيرون إلى معرفته، وكذلك العثور على رفات الجنود وما كانوا يحملونه من عتاد وكنوز.
اختفاء جيش قمبيز الثاني هو أحد أعظم الأسرار المخبأة في الصحراء. لم يُعرف ما حدث لهم، ولم يتم العثور على دليل قاطع يعمل على حل لغز ما حدث لواحد من أكبر الجيوش في التاريخ.
إقرأ أيضا : الملك منسا موسى : حكاية أغنى رجل في التاريخ على الإطلاق
أصل الحكاية
كان الشخص المسؤول عن سرد هذه القصة هو المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي أوضح أن الأخمينيين – الأسرة التي حكمت الإمبراطورية الفارسية – سعوا لمفاجأة العمونيين في أراضيهم، مستغلين قوتهم العظيمة.
لكن الجيش الكبير الذي أرادوا به تدمير المدينة جعلهم قابلين للترصد والكشف، حيث كان من السهل رؤية 50000 جندي، بالإضافة إلى مئات من الخدم والحيوانات للنقل والحرب.
لذلك قرروا عبور الصحراء الخطرة. قرر قمبيز الثاني ابن قورش الثاني العظيم، مؤسس الإمبراطورية الأخمينية الفارسية أن يسلك طريق الواحات إلى الشمال، مما يعني عبور الصحراء بأكملها، وهو طريق أكثر خطورة ولكنه منحهم الخصوصية اللازمة الوصول إلى سيوة سرًا، لكن هذا لم يحدث أبدًا. في نقطة غير محددة في الصحراء، اختفى تمامًا أحد أكبر الجيوش في التاريخ.
إقرأ أيضا : كنز جزيرة البلوط الملعونة الذي لم يستطع أحد الوصول إليه
قصة جيش قمبيز المفقود
في عام 525 قبل الميلاد، أرسل الملك الفارسي قمبيز جيشا قويا قوامه 50000 جندي لتدمير معبد آمون في واحة سيوة، مصر. والسبب هو رفض الكهنة الاعتراف بحق قمبيز في حكم مصر.
أراد الإمبراطور الفارسي أن يطالب بمصر وأن يُمنح شرعًا منصبه كملك مصري. لكن يبدو أن الكهنة الأقوياء في معبد وحي آمون في سيوة كانوا غير مستعدين لتوفير تلك الشرعية، مما أغضب قمبيز وقرر أن ينقلب عليهم.
بعد السفر عبر الصحراء لمدة سبعة أيام، وصل الجيش الرائع والمدجج بالعتاد والأسلحة إلى واحة يعتقد المؤرخون أنها الخارجة. بعدها قررو التوقف للإستراحة من عناء السفر، لم يسمعوا شيئًا عنهم مرة أخرى. اختفوا تماما كأن الأرض قد ابتلعتهم.
هناك المئات من العظام البشرية والأسلحة البرونزية والأساور الفضية والأقراط التي ظلت مدفونة في رمال الصحراء لعدة قرون. الفرضية التي تلقى قبولا واسعا بين العلماء، هي أن الجيش كان فوجئ بعاصفة رملية هائلة.
إقرأ أيضا : الادميرال ريتشارد بيرد وحقيقة رحلته الشهيرة لجوف الأرض
قمبيز الملك المغرور
عندما قرر الملك الفارسي قمبيز الثاني، ابن كورش الثاني الكبير، غزو مصر عام 525 قبل الميلاد. لم يحسب أو لم يعرف كيف يقيم العواقب الكارثية التي يمكن أن تحدثها هذه الحملة على جيشه.
بعد غزو والده لآسيا، كان البلد الوحيد الذي بقي في الحقيبة الفارسية، على وجه التحديد مصر. لهذا السبب لم يستغرق قمبيز وقتًا طويلاً للتخطيط لرحلة استكشافية إلى وادي النيل، والحقيقة أن الحقائق تظهر أنه لم يكلفه الكثير للتخلص من الفرعون الذي كان في ذلك الوقت ملك مصر، بسماتيشوس الثالث، وتصل إلى النوبة جنوب البلاد.
لكن قمبيز كان يتوق لامتلاك آخر حبة رمل في الصحراء الفرعونية، وقام بتحضير جيش عتيد لا يشق له غبار وتوجه به نحو مصر. بمجرد احتلال المدن الكبرى على ضفاف النيل، أمر قمبيز بحملة ثلاثية : ضد القرطاجيين، وضد العمونيين (سكان واحة سيوة) وضد الإثيوبيين.
إقرأ أيضا : حملة فرانكلين المفقودة وقصة إختفاء طاقم بأكمله دون أثر
جيش قمبيز بين الحقيقة والخيال
يعتبر العديد من علماء المصريات أن هذه القصة أسطورة وخرافة، على الرغم من أن العديد من الناس حاولوا العثور على بقايا هذا الجيش لفترة طويلة, ومن بين هؤلاء الكونت لازلو ألماسي (الذي تستند إليه رواية مايكل أونداتجي المريض الإنجليزي) والجيولوجي الحديث توم براون.
هناك من يعتقد أن بعض التنقيبات النفطية الأخيرة وجدت أدلة تثبت وجود هذا الجيش أو ما يسمى ب “جيش قمبيز المفقود“.
تحكي رواية بول سوسمان “لغز قمبيز ” قصة البعثات الأثرية التي تنافست في البحث عن رفاته، والتي كانت رحلات كثيرة ومن كل بقاع العالم.
في نوفمبر 2009، زعم فريق من علماء الآثار الإيطاليين أنه عثر على العديد من رفات الجنود المدفونين تحت رمال الصحراء الكبرى، جنوب سيوة.
عثر عالما الآثار أنجيلو وألفريدو كاستيجليوني على قطع أثرية أخمينية تعود إلى زمن قمبيز، وكانت عبارة عن أسلحة برونزية، وسوار من الفضة، وأقراط، ومئات من العظام البشرية.
لكن تم تكذيب هذا الخبر، مدعين أنه لا يعدو مجرد خدعة وحيلة قامت بها وكالات السياحة لجذب الزوار إلى المنطقة، وقامت بإستجار أولئك المستكشفين الزائفين، كما أنهم لم يكونوا يتصرفون كعلماء آثار حقيقيين.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على بقايا يمكن أن تكون مرتبطة بقوات قمبيز سيئة السمعة (التي كرس بول سوسمان رواية مثيرة للبحث عنها).
في عام 2000 قام فريق جيولوجي من جامعة حلوان بالتنقيب عن النفط في عثرت الصحراء على بقايا بشرية، وشظايا من أشياء معدنية يبدو أنها أسلحة، وأقمشة منسوبة إلى الجيش الفارسي، لكن لم يتم تأكيد أنها كانت تخص جيش قمبيز المفقود.
حاول بعض علماء الآثار والمؤرخين – دون جدوى – العثور على بقايا محتملة للجيش سالف الذكر، على الرغم من حقيقة أن العديد من الباحثين اعتبروا القصة أسطورة خالصة.
إقرأ أيضا : كنز الملك جون : أحد أهم الكنوز المفقودة في التاريخ