حمى ذهب كلوندايك واندفاع الآلاف بحثا عن المعدن النفيس
نظرة سريعة على محتويات المقال:
حمى ذهب كلوندايك هي مغامرة وقعت أحداثها في يوكون و ألاسكا واستحوذت منذ ذلك الحين على خيال الناس في جميع أنحاء العالم .
في أغسطس سنة 1896، عثر Skookum Jim Mason و Dawson Charlie و George Washington Carmack على الذهب في أحد روافد نهر كلوندايك في إقليم يوكون الكندي، و كان هذا الإكتشاف بمثابة الشرارة التي أطلقت واحدة من أعظم مغامرات التنقيب عن الذهب في التاريخ.
لقد كان نهر كلوندايك في يوكون مسرحًا لواحدة من آخر عمليات التنقيب عن الذهب في أمريكا الشمالية. مر الآلاف من الناس بكل أنواع المصاعب على أمل أن يصبحوا أغنياء بعد إيجادهم للمعدن النفيس، لكن قلة منهم فقط فعلت ذلك.
إقرأ أيضا : حمى الذهب في كاليفورنيا : عندما تهاطل الآلاف من الحالمين بالثروة على كاليفورنيا
قصة حمى ذهب كلوندايك
بدأت قصة حمى ذهب كلوندايك بين عامي 1896 و 1899، حين أصبحت منطقة نائية في يوكون (كندا) هدفًا لآلاف الأشخاص الذين حلموا بأن يصبحوا أثرياء بين عشية وضحاها، باحثين عن الذهب في قاع نهر كلوندايك. كان الواقع الذي واجهوه أقسى مما كانوا يتخيلون والمنفعة أقل بكثير من المتوقع. فقط جزء صغير منهم فقط حقق الثروة المرجوة.
كانت حادثة حمى ذهب كلوندايك واحدًا من العديد من حالات اندفاع وهوس الآلاف من الباحثين عن الذهب والتي شهدتها أمريكا الشمالية في القرن التاسع عشر، ولم تكن بالضرورة الأكثر أهمية، ولكنها واحدة من أكثر الاندفاعات التي ظلت حاضرة في الذاكرة الجماعية. لكن أبرز هاته القصص بدون تأكيد كانت حمى الذهب في كاليفورنيا.
البحث عن الكنز
في أغسطس 1896، طلب منقب عن الذهب يدعى جورج كارماك من السلطات الكندية التنازل عن بعض الطرود على ضفاف نهر كلوندايك، أحد روافد نهر يوكون، في شمال غرب البلاد.
وجد هو وزوجته وزوج أخته بعض شذرات الذهب في واد يُعرف باسم رابيت كريك. انتشر الخبر كالنار في الهشيم وفي غضون أسبوعين تقريبًا احتل المنقبون المنطقة بأكملها وطلبوا امتيازات.
في أوت سنة 1896، عثر Skookum Jim Mason و Dawson Charlie و George Washington Carmack على الذهب في أحد روافد نهر كلوندايك في إقليم يوكون الكندي، و كان هذا الإكتشاف بمثابة الشرارة التي أطلقت واحدة من أعظم مغامرات التنقيب عن الذهب في التاريخ.
وفقًا للقانون، يحق لكل واحد الحصول على قطعة أرض يبلغ طولها حوالي 150 مترًا؛ لم يكن من المؤكد أن هناك ذهبًا فيها جميعًا، لكن الكثير من الناس كانوا على استعداد للمراهنة على جيولوجيا المنطقة وبإمكانية أن يصبحوا ثريين.
كانت حادثة عثور جورج كارماك وزوجته وزوج أخته، الحادثة التي أطلقت العنان لوصول جحافل وآلاف من صائدي الكنوز والباحثين عن الذهب والثروة السريعة.
إقرأ أيضا : التضخم الجامح في المانيا : عندما فقدت الأوراق النقدية قيمتها
طوابير بشرية طمعا في الثروة
استقل جيش من الباحثين عن الذهب، سنة 1897، سفنًا من سياتل ومدن ساحلية أخرى في المحيط الهادئ واتجه شمالًا طامحا لإيجاد ثروات محتملة و الاستيلاء عليها.
طوال فصل الصيف وحتى شتاء 1897-1898، تدفَّق عدد كبير من المغامرين إلى خيمة ألاسكا المنشأة حديثًا ومدن الأكواخ في Skagway و Dyea التي مثلت نقاط الانطلاق في رحلة 600 ميل إلى حقول الذهب.
في السنوات الثلاث التالية استمر فيها اندفاع الباحثين عن الذهب، حيث انتقل حوالي 20000 منقبين و80 ألف شخص آخر إلى وادي رابيت كريك النائي، والذي عُرف منذ ذلك الحين باسم بونانزا كريك.
واجه المغامرون المندفعون مصاعب كبرى على مشارف Chilkoot Trail من Dyea و White Pass Trail خارج Skagway.
آنذاك، ارتكبت عدة جرائم قتل وعمليات انتحار كما تفشّت الأمراض وتفاقم معدل سوء التغذية وارتفع عدد الوفيات بسبب انخفاض حرارة الجسم وحصول انهيار جليدي في تلك المنطقة.
مصاعب وخيبات أمل واستسلام
كان مسار تشيلكوت هو الأصعب بالنسبة لهم ذلك أنه لم يكن بإمكانهم استخدام الحيوانات و الدواب بسهولة على المنحدرات شديدة الانحدار المؤدية إلى الممر، بالتالي كان عليهم حمل كل شيء على ظهورهم.
بين كل هؤلاء الأشخاص، عثر حوالي 4000 فرد فقط على الذهب وأقل من ألف شخص قاموا باستخراجه بما يكفي لاعتبار حلم الثراء قد تحقق.
أكثر من نصف الذين انطلقوا في رحلة كلوندايك استسلموا قبل الوصول إلى خط النهاية، وغادر كثيرون آخرون بعد أيام قليلة غير قادرين على كسب لقمة العيش.
بالنسبة للباحثين عن الذهب، كان من المستحيل البقاء على قيد الحياة دون الاعتماد على الآلاف من الأشخاص الذين جعلوا الحياة ممكنة في ذلك المكان البعيد. كان من الصعب الوصول إلى المنطقة ولم يتمكن عمال المناجم من مغادرة مكانهم لأكثر من ثلاثة أيام دون المخاطرة بفقدان الامتياز، لذلك كانوا يعتمدون على الآخرين لشراء كل شيء من الطعام إلى مواد التعدين.
كان سائقو الزلاجات والبغال هم الخيط الذي يربطهم ببقية العالم، ويعملون كسعاة وناقلات؛ وحصلوا على الزلاجات والكلاب والخيول والبغال مقابل أسعار باهظة.
إقرأ أيضا : أزمة الكساد العظيم : عندما صارت أكياس الطحين الزيّ الأكثر شعبية في أمريكا
نهاية حلم البحث عن ذهب كلوندايك
في غضون ثلاث سنوات من بداية حمى ذهب كلوندايك، تلاشى وهم الثروة السهلة بالنسبة لمعظم الناس. كانت قطع الأراضي محدودة وكان من الصعب بشكل متزايد العثور على الذهب، بينما نما السكان بسرعة وارتفعت أسعار المنتجات بشكل كبير بسبب الطلب عليها وندرتها.
بحلول عام 1899، لم يعد المعدن الثمين قادرًا على دعم السكان ووتيرة الحياة في داوسون سيتي. أدى اكتشاف مناطق ذهب جديدة في مناطق أخرى من كندا وألاسكا إلى إفراغ المنطقة بالسرعة التي امتلأت بها، خاصة بعدما ذاع خبر اكتشاف الذهب في منطقة نوم بألاسكا فشهدت المنطقة موجة هجرة جماعية أكبر لعمال المناجم.
رغم كل الجهود المبذولة، انتهى سباق كلوندايك جولد راش العظيم فجأة كما بدأ. بدأ وضع مدن مثل داوسون سيتي وسكاغواي في التدهور. كما اختفت تماما مدن اخرى، و من ضمنها Dyea، تاركة ذكريات لما يعتبره الكثيرون آخر مغامرة كبرى في القرن التاسع عشر.