قضية فوساكو سانو : قصة إختطاف هزت اليابان
نظرة سريعة على محتويات المقال:
قضية فوساكو سانو هي إحدى الحوادث التي تركت بصمة عميقة في المجتمع الياباني، والتي سلطت الضوء على جوانب مظلمة من الجريمة والعنف. هذه القصة المأساوية تتناول اختطاف فوساكو سانو وحبسها في ظروف قاسية للغاية.
تدور أحداث القصة حول فوساكو سانو ذات التسع سنوات فقط والتي تعرضت للاختطاف وحبسها في مكان مظلم لمدة عشرة سنوات. تفاصيل الحبس والتعذيب التي تعرضت لها فوساكو كانت مروعة، مما أثار صدمة كبيرة لدى الرأي العام الياباني.
أثارت القصة موجة من الرعب والخوف في المجتمع الياباني، حيث كشفت عن وجود خطر قد يواجه أي شخص، حتى في مجتمع آمن مثل اليابان.
أدت هذه القصة إلى زيادة الاهتمام بالقضايا الجنائية ووسائل الوقاية منها، كما دفعت السلطات إلى تشديد الرقابة الأمنية، كما أظهرت القصة مدى المعاناة التي يتعرض لها ضحايا الاختطاف والتعذيب، مما زاد الوعي بأهمية دعم هؤلاء الضحايا.
قضية فوساكو سانو
فوساكو سانو هي فتاة يابانية اختطفت في سن التاسعة على يد نوبويوكي ساتو واحتجزت في الأسر لمدة تسع سنوات وشهرين، من 13 نوفمبر 1990 إلى 28 يناير 2000,
بعد ظهر يوم 13 نوفمبر 1990، بعد قضاء بعض الوقت في اللعب مع أصدقائها، استعدت فوساكو سانو للعودة إلى المنزل بمفردها. وبالنظر إلى أن معدلات العنف في اليابان عادة ما تكون منخفضة، فإن عودة فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات إلى منزلها بمفردها لم يكن أمرًا غير معتاد. لكن فوساكو لم تعد ذلك اليوم. واتصل والداها القلقان بالشرطة، لكن مع مرور السنوات لم يتمكنوا من العثور على مكان وجودها.
رآها نوبويوكي ساتو، 28 عامًا، وهي تمشي بمفردها ومتأخرة، أجبر فوساكو على ركوب سيارته، حيث هددها بالقتل إذا لم تفعل كل ما قاله لها. وبسبب خوفها، تم نقلها إلى الطابق الثاني من منزل ساتو.
كان هو ووالدته فقط يعيشان في منزل ساتو، لكنها استخدمت الطابق الأول فقط، حيث كان من الصعب الوصول إلى الطابق الثاني (حيث تنام ساتو)؛ لقد تُرك المبنى نصف مكتمل بعد أن اشتكى ساتو نفسه من أن العمال ينقلون الجراثيم. هناك، احتجز فوساكو أسيرة لديه لمدة تسع سنوات وشهرين.
سنوات من التعذيب والترهيب
على مدى تسع سنوات، أخضع ساتو فوساكو لمختلف أنواع التعذيب. اغتصبها وضربها وأساء إليها نفسيا؛ كان يقدم لها طبقًا واحدًا من الطعام يوميًا، ويجبرها على قضاء حاجتها في كيس لأن الطابق الثاني لا يحتوي على حمام.
وعندما كان يشعر بالملل الشديد كان يقوم بصعقها بالكهرباء بمسدس الصعق ليرى مدى قدرتها على التحمل.كما كان يقوم بتقييدها ليلاً حتى لا تتمكن من الهروب أو إحداث ضجيج.
كانت الظروف التي عاشت فيها فوساكو خلال فترة اختطافها قاسية للغاية، مما جعل قصتها مؤثرة بشكل خاص,
حقيقة أن فوساكو تم حبسها لمدة عشر سنوات زادت من صدمة القصة وأظهرت مدى إصرار الجاني وجبروته وتعنته.
الخلاص عن طريق الصدفة
كان ساتو مريضا نفسيا وعصبيا جدا ومتقلب المزاج، حيث كان يكسر أثاث المنزل ويقوم بضرب والدته، وفي أحد الأيام اتصلت والدة ساتو المسنة بالخدمات الاجتماعية: بدأ ابنها يتصرف بعدوانية تجاهها، ويهاجمها جسديًا.
طلبت الأم من الأخصائيين الاجتماعيين زيارة منزلها، وحدث ذلك أخيرًا في 28 يناير 2000.
عند وصول الأخصائيين الاجتماعيين إلى المنزل كان ساتو خارجه لكنه نسي باب غرفته مفتوحا ولم تكن تجرؤ فوساكو سانو على الهروب بسبب خوفها منه، وعند دخول الأخصائيين الاجتماعيين فوجئوا بفتاة نحيلة وشاحبة جدا تعاني من سوء التغذية ومشاكل في ساقيها والتي أعاقت حركتها، لتخبرهم أنها تدعى فوساكي ساكو وهي مختطفة منذ 9 سنوات.
تم اكتشاف أن نوبويوكي ساتو سبق أن حاول اختطاف فتاة من قبل، لكن لم يتم تسجيل ذلك في محضره ولم يواجه عواقب هذه الحقيقة، ولم يتم أخذه في الاعتبار خلال التحقيقات قبل تسع سنوات.
وأثناء المحاكمة، تم أخذ والدة ساتو كشاهدة وليس كشريكة، حيث زعمت أنها لم تصعد أبدًا إلى الطابق الثاني من المنزل خوفًا على ابنها. كما لم يتم العثور على بصمات أصابعها في غرفة ساتو.
زعم محامو الأخير أنه يعاني من مشاكل نفسية وأنه لم يكن واعيًا بما كان يفعله، لكن القاضي رفض هذا الادعاء وحكم على ساتو بالسجن لمدة 9 سنوات بتهمة اختطاف فوساكو. توفي ساتو لاحقا في شقته عام 2017 عن عمر يناهز 53 عامًا، لسبب غير محدد للوفاة.
أما فوساكي ساكو فقد حاولت نسيان ماوقع لها وعيش حياة طبيعية وعادية وتزوجت من شخص ما، لكنها تطلقت بعد مدة قصيرة، حيث يبدو أن قضية إختطافها أثرت عليها بشكل كبير.
قضية فوساكو سانو هي قصة مؤلمة تذكرنا بضرورة الحذر واليقظة، كما أنها تدعونا إلى التكاتف لمحاربة الجريمة وحماية المجتمع.
حظيت القصة بتغطية إعلامية واسعة النطاق، مما ساهم في انتشارها بسرعة ووصولها إلى شريحة واسعة من الناس.