مكتبة الفاتيكان السرية وأرشيفاتها التي ساهمت في تقدم الغرب
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر مكتبة الفاتيكان السرية الرسولية bibliotheca apostolica vaticana إحدى أقدم المكاتب وأكثرها غموضا في العالم.
إنها تضم العديد من الكنوز الأدبية الأصيلة، مثل Codex Vaticanus (القرن الرابع)، أقدم مخطوطة كاملة من الكتاب المقدس، وكتاب غوتنبرغ المكون من 42 سطرًا.
بعض اكثر الألغاز غموضًا في التاريخ الغربي مخبأة في قبو مبني تَحتَ كاتدرائية القديس بطرس في رومَا يسمونها “مكتبة الفاتيكان السرية“.
هذا البناء الاستثنائي للمسيحية الذي تخيله مايكل أنجلو، ليس فقط المركز الاحتفالي للكاثوليكية ولكنه يخزن في الطابق السفلي أسرار الكثير من تاريخ المعرفة البشرية.
تَحتَوي المكتبة التي لا يمكن الدخول إليها من طرف الشخص العادي على رسومات ومخطوطات وأشياء لا حصر لها لا يعرفها معظم العالم. إنها أفضل كنز سري محفوظ لمؤسسة الفاتيكان.
يقولون أن البَابا نيكولاس الخامس أنشأ أول مكتبة سنة 1448 مع 3000 مجلد مكتوب بمعظمه باللغة اليونانية والقبطية والعبرية.
وتم إضافة ملفات أصلية هامة لا حصر لها بلغات مختلفة، كاشفة عن المعلومات التي يجب حمايتها. في العام 1610 أصبح القبو سريًا، مما جعل عددًا قليلاً من العلماء يتمتعون بامتياز الوصول إليه.
سار الباباوات والكرادلة المنتخبون من قبل المؤسسة وعدد قليل جدًا من الباحثين تَحتَ إشراف الكُرسيّ الرسوليّ في ممراتها اللامتناهية. دفنت غرفه تحت الفناء الضخم المسمى “Cortile della Pigna” في مدينة الفاتيكان.
إقرأ أيضا : سلالم كنيسة لوريتو : لغز فشل الجميع في حله لمدة 140 عاماً
تاريخ مكتبة الفاتيكان السرية :
تقع مكتبة الفاتيكان في الكرسي الرسولي لمدينة الفاتيكان، وقد نشأت عام 1448 مع مجموعه من حوالي 350 مجلدًا تمكن البَابا نيكولاس الخامس من التركيز عليها.
كانت المخطوطات و المحفوظات من أصل يوناني ولايني وعبراني وبعضها جاء من المكتبة الإمبراطورية في القسطنطينية.
تأسست مكتبة الفاتيكان رسميًا في عام 1475 بواسطة البَابا سيكستوس الرابع، وفي ذلك الوقت كانت تَحتَوي بالفعل على اكثر من 3500 مخطوطه، مما يشكل أكبر مكتبة في الثقافة الغربية.
تم بناء المبنى الرائع الذي لا يزال يقع فيه بتكليف المهندس المعماري دومينيكو فونتانا في سنة 1587.
بينما تم فصل ما يسمى بأرشيف الفاتيكان السري عن بقية المكتبة في أوائل القرن السابِع عشر. إنه الأرشيف الشخصي للبابا، الذي لم يتمكن من الوصول إليه إلا هو وأقرب معاونيه وحاشيته الخاصة، ويحتوي على وثائق أصدرها الكُرسيّ الرسولي لعدة قرون.
حاليًا، يُسمح للباحثين باستعارة ودراسة جزء صغير من مجموعة الأوراق والمخطوطات السرية بإذن مسبق، والوصول إلى بقيه الوثائق مقيد.
إنه أحد مراكز البحث التاريخية الرئيسية الموجودة الأكثر سرية، حيث يوجد حوالي 150.000 مجلد مخزّن في 65 كيلومترًا طوليًا من الأرفف.
إقرأ أيضا : مشروع الشعاع الأزرق : مشروع الماسونية السري للسيطرة على العالم
أرشيف الفاتيكان السري :
تضم أرشيفات الفاتيكان السرية vatican library مراسلات ووثائق بابوية يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 عَام، ووثائق ظهرت في رواية دان براون “الملائكة والشياطين” حيث يتولى “خبير الرموز” بجامعة هارفارد مواجهة المتنورين.
سمح البَابا ليو الثالث عشر لأول مرة للعلماء المختارين بعناية بزيارتها في عام 1881، والآن يمكن للباحثين الاطلاع على العديد من الوثائق. لكن لا يزال الوصول إلى مناطق الأرشيف السريه محظورًا.
يقع الارشيف في قبو خرساني، وهو جزء من جناح خلف مستودع كاتدرائية القديس بطرس، والذي يحميه حراس سويسريون وشرطة مؤسسة الفاتيكان.
تَحتَوي مكتبة الفاتيكان السرية على مراسَلَات بين الفاتيكان vatican وشخصيات مثل موتسارت وإيراسموس وشارلمان وفولتير وأدولف هتلر وطلب الملك هنري الثامن فسخ زواجه من كاثرين أراغون. عندما رفض البابا كليمنت السابع هذا، طلقها إنريكي وتسبب في انهيار وسقوط روما مع كنيسة إنجلترا.
هناك أيضًا مرسوم 1521 الصادر عن البابا ليو العاشر بالحرم الكنسي لمارتن لوثر، وهو نص تاريخي مكتوب بخط اليد لمحاكمة جاليليو بتهمة البدعة والزندقة ورسالة خطية من مَايكل أنجلو، حيث يشكو من انه لم يتقاضى أجرًا مقابل عمله في كنيسة سيستين.
إقرأ أيضا : البستان البوهيمي : المكان السريّ المفضل لقادة العالم
لغز و سر الأرشيف السري للفاتيكان :
بدأت الحماية الحديثة للقبو السرّي الذي يضم الأرشيفات السرية من قبل بولس السادس وافتتحه البابا يوحنا بُولس الثاني في عام 1980 مع تعزيز المبنى الذي يحميه من هجوم نووي خلال السنوات الأخيرة من الحرب الباردة.
من المعروف أن هناك 85 كيلومترًا من الأرفف التي زارها القليلون جدا ويقدر البعض أن معظم وثائق مكتبة الفاتيكان السرية لم يتم تحليلها بعد. من يعرف الألغاز التي يخفيها هذا المكان الفريد؟
هناك مخطوطات سريّة ومجموعة أخرى منشقة مثل مخطوطات جيوردانو برونو وولعه بعلم الفلك والفلسفة واللاهوت الذي كلفه حياته أثناء محاكم التفتيش بسبب “خطورتها”.
هنالك أيضا أعمال جاليليو لاكتشافاته الفلكية الاكثر أهمية التي تناقضت مع الرواية الرسمية الدينية للكنيسة.
هناك أكبر مجموعه من نسخة “الأناجيل الملفقة للكتاب المُقدَّس” التي حذفتها قسطنطين في القَرن الرابع و التي تروي الحلقات والوحي من حياة يسوع والتي أزيلت من الكِتاب المُقدَّس.
يدعي الكثيرون وجود مخطوطات سحرية تاريخية، و أسرار الكيمياء، وقصص استعمار أمريكا، و خرائط غامضة، و كتابات مجهولة تشير إلى معادلات رياضية تشرح تكوين الكون، وعلم التنجيم، والنبوأت، وسجلات الأحداث مع الكيانات و المخلوقات القادمة من ” النجوم “والكتب المحرمة، و السجلات المخفية من العهد القديم و المجلدات التي لا تعد ولا تحصى التي لا تزال مجهولة المصدر.
هناك بالطبع العديد من الروايات عن التَّاريخ المسيحي مثل أناجيل توما التي تصف حياة يسوع حتى بلغ من العمر 12 عامًا، والشهادات المكتوبة التي تؤكد أنه جاء إلى الهند باسم “عيسى”.
إقرأ أيضا : طائفة الكابالا اليهودية الغامضة وأسرارها الخفية
الانتقادات تطال الفاتيكان :
هناك الكثير من الألغاز القديمة التي يخفيها هذا المكان و التي تفوق أي تقدير. “مكتبة الفاتيكان السرية” هي إنجاز للقوة المؤسساتية للمسيحية التي تظهر اهتمامها بإخفائها، وكما يتضح فإن تلك الأرشيفات السرية ستظل خفية وبعيدة المنال عن الناس لوقت طويل من الزمن.
هناك العديد من نظريات المؤامرة والأساطير الأخرى التي تحيط بالمكتبة و الارشيف السري، مما أدى إلى ظهور شائعات لا يمكن التحقق منها حتى يومنا هذا لأنه وفقًا لأعضاء الفاتيكان و الكنيسة، هناك العديد من الملفات التي لم ينتهوا من تحليلها.
أخيرًا في 20 فبراير سنة 2002، أصدر البابا يوحنا بولس الثاني مرسومًا بعد انتقادات كثيرة للموقف المتخذ أثناء الإبادة الجماعية النازية، بأن جميع الوثائق التي بحوزته و التي تحتوي على معلومات خاصة تتعلق بالهولوكوست وألمانيا بين عامي 1922 – 1939 ستكون متاحة اليوم للجميع.
إقرأ أيضا : معاهدة جريادا السرية : اتفاقية مزعومة بين امريكا والفضائيين مقابل التكنولوجيا