أطفال الضفدع : جريمة هزت بلاد الشمشون الكوري
نظرة سريعة على محتويات المقال:
قضية أطفال الضفدع هي واحدة من أكثر القضايا غموضاً وإثارة للجدل في تاريخ كوريا الجنوبية. هذه القضية، التي لا تزال تحظى باهتمام كبير حتى اليوم، تتعلق باختفاء مجموعة من الأطفال في ظروف غامضة، مما أثار العديد من التساؤلات حول هوية الجناة والدوافع وراء هذه الجريمة البشعة.
تدور أحداث هذه القصة المأساوية حول اختفاء مجموعة من الأطفال في كوريا الجنوبية، حيث عُثر على جثثهم في ظروف غريبة ومشوهة. أطلق على الضحايا لقب “أطفال الضفدع” بسبب أوضاع الجثث التي وجدت عليها، والتي تشبه وضعية الضفادع.
لم يتم حل هذه القضية حتى الآن، مما يجعلها لغزاً محيراً يستمر في جذب انتباه الناس، كما أن طبيعة الجريمة البشعة والوحشية تجعل القضية مثيرة للاهتمام والفضول.
أصبحت قضية أطفال الضفدع جزأً من الثقافة الشعبية الكورية، حيث تم إنتاج العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المستوحاة من هذه القصة.
مأساة الأطفال الخمسة
في 26 مارس 1991 غادرت مجموعة من خمسة أولاد تتراوح أعمارهم بين 9 و 13 سنه بيتهم في دايجو كوريا الجنوبيه وساروا بالقرب من جبل واريونغ للبحث عن بيض السمندل. كانوا خمسة طلاب في مدرسة سيونغسيو الابتدائية. كان الأولاد يعرفون المنطقة جيداً ويعيشون على بعد بضع كيلو مترات من الجبل.
انقضت أيام طويلة و لم يظهر الأطفال مطلقاً. ولم تقم الشرطة فيها بشيء يذكر، كانت باردة وجافة في تعاملها مع اختفائهم. فباعتقادهم أنهم هاربون ومختبئون في مكان ما. وفي يوم الرابع من مايو قام الآباء بمقابلة مع أحد البرامج التلفزيونية، وتحدثوا مطولاً عن قضية إختفاء أبنائهم.
“أطفال الضفدع “ كما يقال عنهم في وسائل الإعلام لم يعودوا أبدا. أبلغ آباؤهم عن فقدهم، وبينما قام كل من سكان المدينة والشرطة المحلية بتفتيش المنطقة، لم يتم العثور على أي أثر للأولاد. مع تصاعد اهتمام وسائل الإعلام وانخراط الدولة بأكملها في القضية، أمر الرئيس 300,000 شرطي للبحث.
تم توزيع أكثر من 8 ملايين نشرة إعلانية في جميع أنحاء البلاد، ووعد بمكافأة قدرها 42 مليون وون (35000 دولار) لأي شخص يمكنه تحديد مكان الأولاد. أصبح بعض آبائهم مصممين جدًا على العثور على أبنائهم لدرجة أنهم تركوا وظائفهم حتى يتمكنوا من تكريس كل وقتهم للبحث.
القضية التي حيرت رجال الشرطة
على الرغم من كل المساعدات الإضافية، تبين أن التحقيق في القضية صعب. تلقت السلطات أكثر من 550 خيطًا مزيف، وفي وقت ما، اتصل رجل بالشرطة وكذب أنه اختطف الأولاد. قال في إحدى المكالمات: “لقد خطفت الصبية من أجل الفدية، وهما بيموتو من سوء التغذية!”.
المجهول.. يخبرهم فيه بأن الأطفال الخمسة معه وكلهم مرضى وأن عليهم إحضار مبلغ من المال له في محطة قطار دايجو. هرع الآباء المفجوعون مع الشرطة إلى المكان المتفق عليه، وكانوا قد أحضروا معهم المال الذي طلبه المجهول. وانتظروا هناك لمدة طويلة لكن لم يأت أحد.
لم تصل القضية لأي مكان حتى 26 سبتمبر 2002 ، لما وجد رجل يبحث عن شجر البلوط في جبل واريونغ قطع متناثرة من أحذية وملابس الأطفال. اتصل بالشرطة، وبعد أن فتشوا سفح الجبل، وجدوا جميع الجثث الخمس للأولاد في حفرة ضحلة. في البداية، اشتبهت الشرطة في أن الصبية تجمدوا حتى الموت.
كان الجو بارد وممطر في اليوم اللي فقدوا فيه، وربما ضاع الأولاد. ربما كانت حقيقة أن أجسادهم كانت قريبة جدا من بعضها لأنهم حاولوا التجمع من أجل الدفء.
ومع ذلك، كان آباؤهم متشككين. تم العثور على أبنائهم على بعد 3 كيلو فقط من قريتهم، لماذا لم يستطيعوا الرجوع؟ لماذا كانوا قد خلعوا بعض ملابسهم لما كان الطقس سيئ للغاية؟
أخيرا، ربما كانت النقطة الأكثر ضررا، وهي جبل واريونغ والمنطقة المحيطة بها، قد تم تفتيشها وفحصها أكثر من 500 مرة خلال العقد الماضي. كيف يمكن للجثث ان تكون موجوده دون أن يلاحظها أحد لفترة طويلة من الزمن؟
وبعد استخراج جثث الصبية، اعترفت الشرطة بأن نظرية انخفاض حرارة الجسم كانت غير صحيحة. كانت هناك علامات على جماجم ثلاثة من الأولاد، مما يشير لتعرضهم للضرب حتى الموت بأداة غير حادة. بالإضافة لذلك، كانت اثنتان من الجماجم عليها آثار دماء، وأخرى بها فتحتان من الرصاص، ربما من بندقية.
جريمة قتل والجاني مجهول
لم تعد الشرطة تتعامل مع قضية لمفقودين؛ بل كضحايا قتل. لم تحدث أي تطورات تانيه منذ تشريح جثة الأولاد في سنه 2002. ودُفِنوا في نهاية المطاف في 25 مارس 2004، وتم التبرع بجمجمتهم لجامعة جيونجبوك لإجراء البحوث الطبية.
في سنه 2006 وصلت القضية لقانون التقادم في كوريا الجنوبية لمدة 15 سنه بشأن القتل، مما يعني أنه تم إيقاف التحقيق ولا يمكن مقاضاة القاتل على الجريمة بعد الآن. لحسن الحظ أزالت كوريا الجنوبية القانون في يوليو 2015، ربما لا يزال هناك أمل في أن يحصل الأولاد وعائلاتهم على العدالة أخيرا.
في الذكرى الثلاثين لإختفاء الأطفال، أقامت مدينة دايجو نصباً تذكارياً لهم. وأعلنت شرطة دايجو ميتروبوليتان عن تشكيل فريق عمل جديد لمراجعة القضية من البداية، ومتابعة أي معلومات جديدة يتلقونها.
ذكرت قضية فتيان الضفدع بفيلمين. صدر أولهما عام (1992) وكان بعنوان “Come Back, Frog Boys” والآخر عام (2011) بعنوان ” Children” إضافة إلى الفيلم الوثائقي (In Search of the Frog Boys) الذي عرض عام (2019) على منصة نتفليكس.
في الذكرى الثلاثين لإختفاء الأطفال، أقامت مدينة دايجو نصباً تذكارياً لهم . وأعلنت شرطة دايجو ميتروبوليتان عن تشكيل فريق عمل جديد لمراجعة القضية من البداية، ومتابعة أي معلومات جديدة يتلقونها.