الإسقاط النجمي

الإسقاط النجمي : رحلة إلى عالم الأحلام أم تجربة خارقة

الإسقاط النجمي أو كما يسمى الإسقاط الأثيري أو تجربة الخروج من الجسد، أو تجربة الاقتراب من الموت. وهي عملية فصل الوعي عن الجسد والسفر إلى الواقع غير المادي، يُطلق على هذا الواقع اسم المستوى النجمي. هذا ليس مثل الحلم، فهما مختلفان تمامًا.

حيث إن الأحلام هي تجربة ذاتية داخلية لخلق إمكانيات لا حصر لها، لكن الإسقاط النجمي هو تجربة موضوعية خارجية لمستويات وجود فعلية لها قوانين وقيود مشابهة للمستوى المادي، على عكس الأحلام، فتجربة الإسقاط النجمي هي مكان حقيقي وملموس تمكّن من التفاعل مع المحيط الخارجي. ويمكن للمرء تجربة ترك الجسد والوقوف بجوار السرير والنظر إلى جسد المادي. ومن ثم إمكانية الطيران بين السحاب، أو زيارة بلد آخر، أو اكتشاف الفضاء.

الإسقاط النجمي هو مصطلح يشير إلى تجربة خارج الجسم، حيث يشعر الشخص وكأنه يخرج من جسده الفيزيائي ويسافر إلى أماكن أخرى، سواء في الواقع أو في عالم الأحلام. هذه التجربة مثيرة للجدل وتثير الكثير من الأسئلة حول طبيعتها ومدى حدوثها فعلاً.

شرح فكرة الإسقاط النجمي

يصف بعض المؤمنين بفكرة الإسقاط النجمي أن المستوى النجمي عادةَ يكون البعد الخامس للطبيعة، والذي يتجاوز الزمان والمكان، وطبعاً تبقى هذه الفكرة نظرية قيد الدراسة والبحث يُقْتَرَض وجودها للمساعدة على فهم الكون بشكل أفضل.

عادةً ما يتضمن الإسقاط النجمي جهدًا مقصودًا لإرسال الوعي من الجسد أي انتقال الوعي خارج الجسد نحو مستوى، أو بُعد روحي.

ومن ناحية أخرى، عادة ما تكون تجربة الخروج من الجسد غير مخطط لها. وبدلاً من السفر، يقال إن الوعي يطفو أو يحوم فوق الجسد المادي.

وفسر عالم النفس دونوفان راتكليف في كتابه علم نفس السحر والتنجيم بأن الإسقاط النجمي هو الوهم والهلوسة والأحلام الحية.

ويمكن لتجربة الإسقاط النجمي أن تحدث في أحد هذه الحالات الثلاثة، الأولى قد تكون بشكل عفوي بمعنى أنها تحدث دون أي ترتيبات أو تقنيات أو معرفة سابقة، الثانية قد تكون بشكل قسري مثل تجارب الاقتراب من الموت، كالغيبوبة على سبيل المثال، والثالثة قد تحدث بشكل مقصود بكامل إرادة الشخص.

مراحل الإسقاط النجمي

  1. الاسترخاء التام: يبدأ الشخص بالاسترخاء التام للجسم والعقل
  2. الشعور بالخدر: يشعر الشخص بخدر في أطرافه وجسمه بشكل عام
  3. الاهتزاز: يشعر الشخص باهتزازات في جسده
  4. الخروج من الجسم: يشعر الشخص وكأنه يخرج من جسده الفيزيائي

أسباب الإسقاط النجمي المحتملة

الحالات النفسية: قد يكون الإسقاط النجمي مرتبطًا بحالات نفسية معينة مثل:

  • الأرق
  • القلق
  • الاكتئاب
  • الصرع
  • الشلل النصفي
  • التجارب الروحية: يعتقد البعض أن الإسقاط النجمي هو تجربة روحية تتيح للشخص استكشاف أبعاد أخرى من الوجود.
  • العوامل الفيزيائية: قد يكون للإجهاد البدني أو بعض الأدوية تأثير على حدوث الإسقاط النجمي

الإسقاط النجمي وظاهرة شلل النوم

0*URiIi3aIjAHEjt2D

ظاهرة شلل النوم أو حركة العين السريعة وهي عدم القدرة المؤقتة على الحركة أو التحدث في أثناء النوم، على الرغم من استيقاظ الوعي، ويسميها البعض بظاهرة الجاثوم.

وقد تحدث بعض الهلوسات في هذه المرحلة وسماع أصوات غريبة أو رؤية أمور مرعبة، وتلك الظاهرة قد تكون الباب المؤدي للإسقاط النجمي، ويقول المؤمنون بوجود هذه النظرية أنه لو حاول من تعرض لتجربة الجاثوم أن يتغلب على مخاوفه، ويحرك يده أو قدمه، واستطاع العبور من خلال هذه الهلوسات، وتمكن من التحكم بوعيه لاستطاع الانتقال إلى أي مكان.

الإسقاط النجمي وتجربة الاقتراب من الموت

يختلف الإسقاط النجمي عن تجربة الاقتراب من الموت، الظاهرتين يمكن تصنيفهما كتجارب الخروج من الجسد، ولكن الفرق أن الاقتراب من الموت هي تجربة حصرية لتحديد مصير الوعي إن كان يريد مغادرة الحياة المادية أو البقاء، أما الإسقاط النجمي فهي عملية اختيارية أو عفوية تحصل مع الشخص لأسباب متعددة، ولكن ليس للموت.

رأي العلم في الإسقاط النجمي

يعتبر العلم الإسقاط النجمي أنه مجرد تخيلات وهلوسات لا أساس لها من الصحة ناتجة عن تحفيز الدماغ بشكل مبالغ به، مثل أن يضع الشخص منبهاً لمساعدته على العودة من العالم الآخر، وهذا يحفز دماغه لتخيل العالم الآخر، ويؤدي إلى جهد عضلي زائد؛ مما يسبب مشاكل كارثية للجسد وجهد دماغي.

وبحث العلماء عن المعلومات التي أتى بها أشخاص يزعمون بأنهم من متمرسي الإسقاط النجمي مثل الخبير في هذه المجال (إنجو سوان) الذي ادعى بأنه قد وصل بروحه إلى كوكب المشتري عام 1978م، وجاء ب 65 معلومة مجهولة عن كوكب المشتري، وعندما تحقق العلماء من هذه المعلومات وجدوا 30 معلومة كاذبة و 11 منها صحيحة، ولكنها موجودة في الكتب، وباقي المعلومات لا يمكن التأكد منها عدا معلومة واحدة صحيحة، كما تحققوا من المعلومات لأشهر متمرسي هذا المجال وبناءً على عدم صحة تجاربهم فشلت نظرية الإسقاط النجمي علمياً.

الإسقاط النجمي والأديان

0*0hB dXfEfEKbqbZI

توجد آراء متباينة بين الأديان المختلفة حول ظاهرة الإسقاط النجمي؛ حيث إن الديانات السماوية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية ينظرون إلى الإسقاط النجمي بشكل عام كممارسة غير مرغوب فيها أو حتى كشكل من أشكال الشعوذة والسحر. فهذه الديانات تركز على الإيمان بالإله الواحد، وترفض الاعتقاد بأن النجوم أو الأبراج لها تأثير في حياة البشر.

في المقابل، توجد بعض الديانات مثل الهندوسية والبوذية التي ترى في الإسقاط النجمي جزءًا من فهم الكون والتنبؤ بالأحداث، فالهندوسية على وجه الخصوص تعطي أهمية كبيرة لعلم التنجيم والفلك في تفسير الظواهر الكونية.

بعض الديانات والمعتقدات الأخرى كالوثنية والشمانية تتبنى أيضًا ممارسات مرتبطة بالإسقاط النجمي والتنبؤ بالمستقبل من خلال النجوم والأبراج.

بشكل عام، يختلف موقف الأديان من هذه الظاهرة اختلافًا كبيرًا، فبينما تراها بعضها كممارسة غير مشروعة، تراها أديان أخرى جزءًا طبيعيًا من فهم الكون والتنبؤ بالمستقبل.

في نهاية الأمر يمكننا القول أن الإسقاط النجمي هو أمر يصعب إثباته علميًا. فلا توجد دراسات ملموسة تثبت حقيقة هذه التجارب، ولا يوجد دليل قاطع على وجود هذه القدرة الخارقة لدى البشر، وعلى الرغم من ذلك، يستمر البعض في الاعتقاد بوجود هذه القدرة، معتمدين على تجارب شخصية أو روايات غير مؤكدة. علماً أنه من الضروري الاعتماد على الأدلة العلمية الموثوقة قبل قبول مثل هذه الادعاءات.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *