الجنرال الاسباني فرانكو : طاغية ودكتاتور بلاد الفلامنجو
نظرة سريعة على محتويات المقال:
الجنرال الاسباني فرانكو : طاغية ودكتاتور حكم إسبانيا بقبضة من حديد :
لقد عرف التاريخ البشري والإنساني، وجود العديد من الطواغي والديكتاتورات والذين حفرت أسمائهم في صفحات التاريخ، نظرا لإرتكابهم العديد من المجازر الوحشية في حق شعوبهم ورعاياهم.
فلقد عرفت إسبانيا فترة تاريخية سوداء ومظلمة أثناء فترة حكم الجنرال الاسباني فرانكو والذي حكم اسبانيا بقبضة من حديد لمدة 36 سنة كاملة، بعد وصوله للحكم عن طريق إنقلاب عسكري و بسط سيطرته على بلاد الفلامنجو.
وتعد فترة حكم الجنرال الاسباني فرانكو لاسبانيا، واحدة من أسوء الفترات وأكثرها سوادا في تاريخ البلاد. وهو مايذكرنا بأحداث الربيع العربي أوالثورات العربية والتي بدأت سنة 2011 وإطلقت من تونس، ثم مرورا بمصر واليمن وسوريا والسودان وليبيا، حين إشتعلت شرارة الغضب والشعور بالظلم والاحتقار في حق محمد البوعزيزي والذي أقدم على حرق نفسه في مدينة سيدي بوزيد بسبب تمادي السلطات في ظلمهم وإستبدادهم.
لتنتقل بعد ذلك رياح الغضب والتغيير للعديد من الدول العربية الأخرى وتتسبب في الإطاحة بالعديد من الرؤوس والديكتاتورات أبرزهم :
- رئيس تونس زين العابدين بن علي
- رئيس الجمهورية المصرية حسني مبارك
- قائد ليبيا معمر القذافي
- رئيس اليمن علي بن عبد الله صالح
- وإسقاط عمر البشير في السودان.
بينما تسببت رياح الربيع العربي في تغيير العديد من القوانين والتعديلات على الدستور في العديد من الدول كالبحرين والجزائر والمغرب وعمان والسعودية، خوفا من أن يلقى حكامها نفس مصير من سبقوهم من طواغي ودكتاتورات، خرجوا من باب التاريخ الضيق.
أقرأ أيضا : توماس شيلبي العبقري – من هو توماس شيلبي ؟
نبذة عن الجنرال الاسباني فرانكو :
ولد فرانسيسكو فرانكو باهاموند في 4 ديسمبر 1892 في فيرول، غاليسيا، لعائلة تعمل بالبحارة. كانت أفراد عائلته ضباطًا بحريين لستة أجيال، وإنتهى هذا الجيل بوالد فرانكو، نيكولاس فرانكو وسالغادو أراوجو.
التحق فرانكو بالمدرسة الثانوية البحرية في سن الثانية عشرة، وكان يأمل في أن يسير على خطى أسلافه، ولكن في عام 1907 أوقفت الحكومة الإسبانية، التي أصيبت بالشلل والركود بسبب الحرب الإسبانية الأمريكية، قبول المجندين الجدد في الأكاديمية البحرية، مما اضطر الجنرال الاسباني فرانكو للإلتحاق والإنضمام لأكاديمية الجيش بدلا من ذلك.
لقد كان الجنرال الاسباني فرانكو، شخصا طموحا للغاية وصلب الارادة وقوي الشخصية، مما أهله لتسلق المناصب بسرعة صاروخية ويصل إلى رتبة الجنرال سنة 1926 وهو بسن ال 33 سنة فقط، بعدما أبلى البلاء الحسن في حروب الريف في المغرب.
ليتم تكليف فرانكو بعد ذلك بالعديد من المهام المهمة والحيوية.لكن الجنرال الاسباني فرانكو، كان يطمع لما هو أعلى من منصب الجنرال، فقرر بعد ذلك الإنضمام لبعد الجنرلات الذين كانو يخططون لانقلاب ضد حكومة الجمهورية الثانية.
إلا أن الانقلاب قد فشل، مما أدى إلى حرب أهلية إسبانية طاحنة ويصعد بعد ذلك فرانكو إلى قمة الهرم ويتسلم مفاتيح السلطة سنة 1939.
أقرأ أيضا : هارون الرشيد : الخليفة العادل الذي شوهت صورته
معلومات يجهلها العديد من الناس عن الجنرال الاسباني فرانكو :
- حكم فرانكو إسبانيا لمدة 36 سنة، حيث وصفت فترة حكمه بالأسوء في تاريخ إسبانيا وتميزت بديكتاتورية منقطعة النظير.
- كجزء من مهمة فرانكو لإنهاء التنوع الثقافي على أمل تعزيز القومية الإسبانية، قام بتقييد اللغات الإقليمية للبلاد بشدة، وحظر بشكل أو بآخرلهجات Euskera وCatalan وحتى لغة منطقته Galician. كما قام بحظر الأسماء الإقليمية للأطفال حديثي الولادة، ومنع تدريس اللغات الإقليمية في المدارس، وحكم بأن جميع الأعمال الرسمية يجب أن تتم باللغة الإسبانية.
- مثل حليفه وزميله الديكتاتور أدولف هتلر، لم يكن لدى فرانكو سوى خصية واحدة. روى كتاب نُشر في عام 2009 كيف فقد فرانكو خصية في معركة عندما أصيب في أسفل البطن في البيوتز بالقرب من سبتة ، في عام 1916.
وأكدت حفيدة طبيبه لكاتب سيرة أن فرانكو قد أخبر جده أن لديه خصية واحدة فقط،مما تسبب في قلق جده حول قدرة فرانكو على الإنجاب وتكبير إسم العائلة. - خلال الحرب العالمية الثانية، أعاد الجنرال الاسباني فرانكوالساعة الزمنية في إسبانيا للوراء لمدة ساعة تضامنًا مع حلفائه النازيين، ولم يغيرها أبدًا.
أدى ذلك إلى أن تكون إسبانيا من الناحيةالتقنية في المنطقة الزمنية الخطأ: يجب أن تكون بتوقيت غرينتش، مثل لندن ولشبونة، ولكن بدلاً من ذلك تكون بتوقيت وسط أوروبا.
يعني هذا التحول الزمني أن إسبانيا تتمتع بصباح مظلم وليالي فاتحة، وقد ساهم أيضًا في أوقات الوجبات المتأخرة الشهيرة في البلاد. - أراد فرانكو حقًا الترويج لرؤية وطنية موحدة لإسبانيا، وكان أحد الأسلحة الموجودة في ترسانته هو استخدام الرموز “الإسبانية النموذجية” لتمثيل الدولة أمام العالم الخارجي.
روج فرانكو لمصارعة الثيران والفلامنكو، على وجه الخصوص، كرموز قوية لإسبانيا. على الرغم من أن الفلامنكو كان في الواقع تقليدًا أندلسيًا، وبالتالي إقليميًا. لا يزال الاثنان حتى يومنا هذا يشكلان رمزين قويين لفخر الإسبان وإسبانيا. - في الستينيات، كانت إسبانيا ثاني أسرع الاقتصادات نموًا في العالم بعد اليابان. بفضلالضرائب المنخفضة ، والعمالة الرخيصة، والحظر على الإضرابات، بدأت الشركات الدولية في ترسيخ نفسها في إسبانيا، مما أدى إلى تعزيز اقتصاد البلاد فيما يُعرف باسم المعجزة الإسبانية.
- بنى فرانكو وادي الشهداء لإحياء ذكرى أولئك الذين ماتوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية، لكن الكنيسة الضخمة والصليب الذي يلوح فوق المنحدر الشمالي لمدريد أصبحا رموزًا للرجل نفسه. تم دفنه هناك وهو الشخص الوحيد من بين 33000 مدفونًا هناك والذي لم يُقتل خلال الحرب الأهلية.
لا يزال مكانًا يحج إليه عشاق ومؤيدو للفرانكو حتى يومنا هذا.
في حين تم إزالة العديد من رموز فرانكو (بما في ذلك التماثيل وعلامات الشوارع) من المدن الإسبانية،بينما لا يزال وادي الشهداء، تذكيرًا مؤلمًا بأيام إسبانيا المظلمة للحرب والديكتاتورية. - لقد كان الجنرال الاسباني فرانكو يعتقد أنه تم اختياره من قبل الله (نعم ، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح) للقيام بحملة صليبية وإنقاذ إسبانيا.
- كان الجنرال الاسباني فرانكو، يوقع على أحكام إعدام العديد من الناس، بينما كان يتناول الخبز المحمص والشوكولاته الساخنة.
- قبل أن يصبح ديكتاتوراً ، كان أصغر جنرال في أوروبا منذ نابليون بونابرت.
- لقد كان رجلا قويا. يقولون إنه شوهد يبكي ثلاث مرات فقط: في نهاية الحرب الأهلية.
- في 23 أكتوبر 1940، التقى فرانكو وهتلر في جنوب فرنسا لمناقشة إمكانية انضمام إسبانيا إلى دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
أمضى الرجلان سبع ساعات في مناقشة شروط إسبانيا للانضمام إلى الحرب، لكنهما غادرا دون اتفاق، على ما يبدو لأن هتلر اعتقد أن فرانكو كان يطالب بالكثير من المطالب.
وشملت تسليم الأراضي، بما في ذلك جبل طارقإلى إسبانيا بعد الحرب، بالإضافة إلى توفير الغذاء والبنزين والأسلحة لمساعدة إسبانيا، التي كانت تقاتل في ذلك الوقت بعد حربها الأهلية.
أقرأ أيضا : مصطفى كمال أتاتورك الذي ألغى الخلافة العثمانية وأسس الجمهورية التركية العلمانية
وفاة الطاغية فرانكو :
في 20 نوفمبر 1975، تم إعلان وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو وفاة طبيعية في مستشفى دي لاباز في مدريد. كانت وفاة “الجنرال” معاناة بطيئة استمرت لأكثر من شهر. ففي فترة 15 و 24 أكتوبر، عانى فرانكو ما لا يقل عن أربع نوبات قلبية.
وفي 2 نوفمبر تم إدخاله للمستشفى، بالإضافة إلى النوبات القلبية، فقد كان يعاني من نزيف في المعدة بسبب القرحة الهضمية، مما يعني أنه كان عليهم التدخل لإزالة جزء من معدته. وما هو أكثر من ذلك : كان عليه أن يخضع لغسيل الكلى، لأنه تم تشخيصه بالإصابة بالبول.
لكن التدخل الطبي والمحاولات اليائسة من الأطباء لم تنجح في إنقاذ حياته، ليفارق بعد ذلك الجنرال الاسباني فرانكو الحياة ويترك ورائه تاريخا ديتكاتوريا دمويا لا ينسى ويصنع لنفسه مكانا بين الطغاة والجبابرة الذين عرفهم التاريخ.
أقرأ أيضا : جنكيز خان مؤسس الإمبراطورية المغولية العظيمة
المصادر المعتمدة :