الصحفي فلادو تانيسكي

الصحفي فلادو تانيسكي : قاتل متسلسل مدسوس بين رجال الشرطة

تعتبر قصة وقضية الصحفي فلادو تانيسكي، من بين أكثر القضايا الصادمة في تاريخ مقدونيا و أوروبا، حيث كان القاتل صحفيا مرموقا ومتميزا في مجاله، ولم يكن أحد أن يصدق أنه كان قاتلا متسلسلا، يعيش بوجه غامض ومرعب.

فلادو تانيسكي (المقدوني: Владо Танески ؛ 1952 -23 يونيو 2008) كان قاتلا متسلسلا مقدونيا. قاتلا متسلسلا مقدونيا. 

ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ فلادو تانيسكي vlado taneski صحفيا محترفًا لأكثر من عشرين عامًا من حياته المهنية، اعتقل وقُبض عليه في يونيو 2008 في مسقط رأسه في كيشيفو لقتله امرأتين.

كان يكتب و ينشر مقالات محترفة عن أخبار جرائم القتل التي كانت تحصل، وكان يتطرق لأدق التفاصيل حول تلك الجرائمُ، مما أكسبه شهرة فائقة.

أصبح فلادو تانيسكي أحد أبرز مراسلي الشّرْطة في بلده مقدونيا. عمل لأكثر من عشرين عامًا في وسائل الإعلام الإخبارية المحلية التي غطت بعضًا من أكثر الجرائم ذات الدلالة في تاريخ الأمة الأوروبية، ولكن سرعان ما أصبح بطل الصفحات الحمراء.

على ما يبدو، من أجل عدم إثارة الشكوك، كتب الصحفي الاعلامي عن جرائم القتل هذه في وسائل الإعلام التي كان يعمل بها في ذلك الوقت، مثل Nova Makedonija و Utrinski Vesnik، ومقرهما في العاصمة المقدونية، سكوبي.

لكن أثارت هذه المقالات شكوك الشّرْطة ، لتأخذ قضية جرائم القتل منعطفًا هامًا، حيث احتوت مقالة من مقالات فلادو على معلومات لم يتم الكشف عنها للجمهور.

أثر تانيسكي الشكوك من حوله، و بعد أن ربط اختبار الحمض النووي تانيسكي بجرائم القتل، تم القبض عليه وسجنه في 22 يونيو 2008، وعثر عليه ميتًا في زنزانته في اليوم التالي بعد انتحاره.

إقرأ أيضا : القاتل المتسلسل جيفري دامر : سفاح وجزار ميلووكي الأكثر دموية

نبذة عن حياة فلادو تانيسكي :

الصحفي فلادو تانيسكي
الصحفي فلادو تانيسكي

ولد فلادو تانيسكي سنة 1952 في كيتشيفو جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، وهو الثاني من بين ثلاثة أطفال.

كان والديه صارمين ويحافظان على التأديب وكانت علاقته مع والدته متوترة بشكل خاص. كان والده من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية.

بعد دراسة الصحافة في كرواتيا، أصبح تانيسكي مهتمًا بالشعر والكتابة. في سن الحادية والعشرين، التقى بزوجته المستقبلية طالبة قانون تُدعى فيسنا، وأنجب منها طفلان.

عمل تانيسكي في محطة إذاعية، بينما أصبحت زوجته فيسنا أول محامية في المدينة. امتدت مهنة تانيسكي الصحفية لأكثر من 20 عامًا وفي الثمانينيات عمل كمراسل للصحف التي تتخذ من سكوبي مقراً لها في نوفا مقدونيا وأوترينسكي فيزنيك.

في عام 2002 انتحر والده، وبعد بضعة أشهر تناولت والدته جرعة زائدة من المخدرات عن طريق الخطأ.

في عَام 2003، تضاعفت المشاكل المالية التي كان يواجهها،حيث طُرد تانيسكي من الصحيفة، وفي سنة 2004 تلقت زوجته ترقية وانتقلت إلى سكوبي.

سلسلة جرائم الصحفي فلادو تانيسكي :

ضحايا الصحفي الدموي هم : ميترا سيميانوسكا 64 عاما، عثر عليها ميتة في سنة 2005. ليوبيكا ليكوسكا، 56 سنه، قُتلت في فبراير / شباط 2007 ؛ وزيفانا تيميلكوسكا 65 عاما، تم اكتشاف رفاتها في مايو 2008.

قبل انتحار الصحفي فلادو تانيسكي، سعى الضباط الذين يحققون في القضية أيضًا إلى توجيه الاتهام إلى الرجل بقتل جوريكا بافليسكا، 78 عاما.

العلاقة بين الضحايا كانت مثيرة للاهتمام، كانوا جميعًا فقراء وذوات مستوى تعليمي قليل، وعملن كمساعدات تنظيف في مدينة كيشيفو.

لا تنتهي المصادفة عند هذا الحد لأن والدته التي كانت تربطه بها علاقة صعبة و غير مستقرة، عملت أيضًا في هذا المجال وعرفت كل من النساء اللواتي قُتلن على يد ابنها.

وكان تانيسكي متهمًا بارتكاب جريمة قتل بعد أن كتب مقالات عن جرائم القتل الثلاث وتم استجوابه في عدة مناسبات.

إقرأ أيضا : أجاثا كريستي بوارو : السيرة الذاتية لأعظم كاتبة روايات بوليسية في التاريخ

غلطة الشاطر بألف :

 وبحسب الشرطة، فإن مقالات فلادو تانيسكي تحتوي على معلومات لم يتم الكشف عنها للجمهور.

على سبيل المثال، على عكس جميع التقارير الأخرى المنشورة في الصحافة المقدونية حول جرائم القتل، عرف فلادو تانيسكي أن القاتل استخدم سلكًا هاتفيًا لربط تيميلكوسكا وأن القاتل ترك نفس السلك في مكان الحادث.

كما استغل مكانته كصحفي معروف في المنطقة، لزيارة أهالي الضحايا ومعرفة التفاصيل والتحدث مع الأقارب للحصول على مزيد من المعلومات لملاحظاته.

وكانت صحيفة الإندبندنت قد أوردت تقريراً عن هذه الجرائم في عام 2008، عندما ظهر الخبر وأشارت إلى أنه تم العثور على الجثث الثلاث عارية ومقطعة أوصال، ملفوفة في أكياس بلاستيكية مخبأة في أماكن مختلفة.

تعرضت النساء للإيذاء الجسدي والجنسي، ثم خنقهم بكابلات الهاتف التي قام بتقييدهن بها.

كانت فحوصات السائل المنوي التي تم العثور عليها في الضحايا هي التي جعلت من الممكن التأكد من أن فلادو تانيسكي قتلهم بعد الاعتداء الجنسي.

ضحايا السفاح تانيسكي :

لقد تم تأكيد ثلاث ضحايا فقط وهن :

1- ميترا سيميانوسكا (64 عاما) :

الصحفي فلادو تانيسكي

أختفت في 16 نوفمبر / تشرين الثاني 2004 بعد رحلة إلى السوق ؛ تم العثور عليها في 12 يناير / كانون الثاني 2005. تعرضت للخنق والتقييد والتعذيب والاغتصاب وتم العثر عليها بعد وفاتها بحوالي أسبوعين.

2- ليوبيكا ليكوسكا (56 عاما) :

الصحفي فلادو تانيسكي

اختفت في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني 2007 بعد التسوق لشراء البقالة ؛ تم العثور عليها في 3 فبراير / شباط 2008. تعرضت للخنق والتقييد والضرب والاغتصاب، و عث عليها بعد وفاتها بأيام قليلة فقط.

3- زيفانا تيملكوسكا (65 عامًا) :

الصحفي فلادو تانيسكي

اختفت في 7 مايو / أيار 2008 بعد خدعة حول دخول ابنها إلى المستشفى ؛ وجدت في 16 مايو. تعرضت للتعذيب والاغتصاب والخنق وربطها بكابلات الهاتف وتم إكتشاف جثتها بعد فترة قصيرة.

إقرأ أيضا : لغز اختفاء اميليا ايرهارت : أشهر حادثة اختفاء بتاريخ الطيران

انتحار الوحش المقدوني :

الصحفي فلادو تانيسكي
الصحفي فلادو تانيسكي بين قبضة العدالة

تم القبض على الصحفي فلادو تانيسكي في 20 يُونيو 2008 بعد مقارنة حمضه النووي بالسائل المنوي الموجود على الضحايا. 

كشف فحص منزل عائلة تانيسكي الريفي عن مخبأ لمواد إباحية، وحبال وأسلاك مطابقة لتلك المستخدمة في ربط الضحايا والأشياء الخاصة بالضحايا.

قبل أن تتمكن الشّرْطة من توجيه تهم قتل الضحية الثالثة وبعد ساعات من اعتقاله، تم العثور على الصحفي ميتًا في زنزانته.

كان فلادو تانيسكي مستلقيًا في زنزانته في مدينة تيتوفو، وقد أغرق وجهه في دلو من الماء عندما طلب الإذن بالذهاب إلى الحمام. 

يبدو أن كل شيء يشير إلى أنه قد انتحر، تمامًا كما فعل والده في عام 1990، حين مات بنفس الطريقة.

لا نعرف كيف أدرك أي من السجناء أو الحراس ما كان يفعله. وقال المتحدث باسم الشرطة ايفو كوتيفسكي في ذلك الوقت “انتهى مثل فيلم رعب”.

“لم يخطر ببالي قط أن صحفيًا طلب مني معلومات عن أختي كان متورطًا. من العار أنه مات في السجن. وقالت سفيتانكا ليكوفسكا شقيقة أحد الضحايا، بحسب ما أوردته في سنة 2008 الوسيطة L’express “كان على taneski أن يحاسب على جرائمه أمام المحاكم ويعاني في السجن.


قتل ما يسمى بـ “وحش كيشيفو”، الرجل الذي أبلغ عن جرائم القَتل التي ارتكبها هو نفسه في 23 يُونيو، تاركًا ما لا يقل عن 3 ضحايا ووصمة عار حمراء في تاريخ الصحافة.

إقرأ أيضا : ليوبولد الثاني ملك بلجيكا : قاطع الآيادي المتعطش للدماء

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *