المدينة المفقودة زد : أسطورة في قلب غابات الأمازون الموحشة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر المدينة المفقودة زد The Lost City of Z من بين أشهر المدن الأسطورية الضائعة و التي كثر القيل والقال عليها و حول مدى صحة و إمكانية وجودها.
وعلى غرار باقي المدن التاريخية المفقودة : كمدينة أتلانتس الغارقة في قعر المحيط و مدينة أغارثا الموجودة في جوف الأرض و مملكة شامبالا المخبأة في جبال التبت و مدينة الذهب الدورادو، قام كثير من المخرجين السينيمائيين و الكتاب و الأدباء بتحويل أسطورة المدينة المفقودة زد لأعمال سينيمائية و أدبية لقيت نجاحا منقطع النظير.
لعل أشهر الأفلام و الأعمال التي تناولت قصة المدينة المفقودة زد هو فيلم المغامرات و دراما the lost city of Z من بطولة و تمثيل الممثل الإنجليزي المبدع charlie hunnam و robert pattinson,و إخراج بواسطة james gray، ثم الكتاب الشهي والمأخوذ نفس الإسم the lost city of Z للصحافي الأمريكي David Grann.
فما هي حكاية و قصه المدينة المفقودة زد the lost city of Z ؟ و أين تقع هاته المدينة؟ هل هي موجودة فعلا أم أن العثور عليها يعد ضربا من المستحيل ؟
إقرأ أيضا : حضارة الأزتك المتوحشة : طقوس التضحية البشرية وتقديم القرابين
لغز المدينة المفقودة زد :
وفقًا لغابرييل غارسيا ماركيز، مؤلف كتاب “مائة عام من العزلة” والحاصل على جائزة نوبل في الأدب كانت أسطورة مدينة El Dorado من اختراع الهنود الأمريكيين لخداع الإسبان وبالتالي تجنب الدخول في حروب مباشرة معهم، و توجيه تركيزهم نحو البحث عن مدينة الذهب.
ومع ذلك، فقد طاردت هذه الأسطورة العديد من المستكشفين والعلماء و الباحثين عن الثروة لقرون :
يقال أنها كانت مدينة غامضة و رائعة توجد في غابات أمريكا الجنوبية حيث كان كل شيء فيها مغطى بالذهب.
لدرجة أنه حتى نهاية القرن التاسع عشر، عندما كان الاستكشاف و البحث في ذروته، غامر باحثون أوروبيون وحتى باحثون محليون في الأدغال الكثيفة في القارة للعثور على مدن أسطورية بحث عن المال والمغامرات و الثروة.
كان من أشهر أوائل المستكشفين في ذلك البحث البريطاني بيرسي هاريسون فاوست، الذي سافر إلى أدغال الأمازون من أجل العثور على موقع أشيع أنه يحتوي على حضارة مفقودة غير عادية والتي أطلق عنها في يومياته “المدينة المفقودة زد“.
إختفاء بيرسي فاوست الغامض :
ومع ذلك، مثل غيره من المستكشفين في عصره، اختفى بيرسي فاوست دون أن يترك أثرا في عام 1925، في وسط إحدى مغامراته عبر أعماق غابات الأمازون، تاركا ورائه العديد من علامات الإستفهام و التساؤلات، حول مصيره و مصير مدينته المفقودة.
على الرغم من أن هوسه بهذه المدينة الخيالية كان كبيرا جدا، إلا أن الملاحظات التي طبعها في يومياته ساعدت في معرفة المزيد عن واحدة من أكثر الأماكن غير المضيافة و النائية على هذا الكوكب : غابات الأمازون المطيرة.
وصلت شهرته إلى حد أن البعض أشار إلى أنه كان مصدر إلهام لأشهر عالم آثار في هوليوود : إنديانا جونز.
لقد كان بيرسي فاوست متأكدا من وجود حضارة عظيمة و مدينة مزدهرة تقع في تلك الجبال المطيرة من بناء السكان المحليين، وذلك جاء على عكس إعتقاد الأوروبيين آنذاك، و الذين لم يكونو يؤمنون بأن السكان المحليين و الهنود الذين يعيشون في غابات الأمازون، على قدر من التحضر و التطور في ذلك الوقت.
لكن السؤال الذي يطرحه نفسه، لماذا كان بيرسي فاوست متأكدا من وجود المدينة المفقودة زد ؟
إقرأ أيضا : عصر الاكتشافات الجغرافية واكتشاف العالم الجديد
سيرة بيرسي فاوست الذاتية :
ولد الرحالة فوسيت percy fawcett في مدينة توركواي الساحلية في جنوب المملكة المتحدة عام 1867. كان عضوا من الجيش البريطاني وفي نهاية القرن التاسع عشر، تم إرساله إلى المغرب لتطوير وظائف تجسس مختلفة, حيث كان يتميز بروح المغامرة والشجاعة.
وفقًا للصحف والرسائل التي أرسلها إلى زوجته نينا، نظرًا لعمله كمخطط طريق في إفريقيا وبعض مناطق أوروبا قررت الحكومة البوليفية تعيينه في عام 1906 لرسم خرائط لمنطقة كانت غنية جدًا بالمعادن مثل الذهب و الماس.
روى فوسيت في بعض الروايات أن عمله هناك كان صعبًا كانت الأرض صلبة و قاسية، بالإضافة إلى أنه كان عليه التعامل مع العديد من الثعابين والحشرات.
بيرسي يصنع لنفسه إسما في القارة الأمريكية :
وأشار إلى أنه واجه صعوبات مع سكان هذه المناطق، الذين رأوا في فوسيت وفريقه ناهبين محتملين أو مهربي بشر، الذين كانوا سيختطفون البعض لجعلهم عبيدا.
ولكن على الرغم من هذه المضايقات و الصعوبات، تمكنت الحملة من إكمال المهمة بشكل كامل في وقت قياسي وهو ستة أشهر فقط.
بعد مرور عدة السنين عاد إلى أمريكا الجنوبية خمس مرات على الأقل، وذلك للقيام بعمل مماثل في بيرو والبرازيل. هناك برز إسمه ليس فقط لمقاومته لقسوة الغابة (سيموت بعض رفاقه في هذه الرحلات)، لكنه تعلم أيضا أن يكون لديه علاقة جيدة مع مجتمعات السكان الأصليين و تعلم كيفية التواصل معهم.
عند تواجده هناك للقيام بمهماته، بدأ في سماع قصص عن الحضارات الخفية و موضوعات تتناول قصة الغابة الأسطورية. لكن جهوده لإجراء استكشاف أعمق في هذا الصدد توقفت مع بدء احداث الحرب العالمية الأولى.
إقرأ أيضا : أسرار حضارة الإنكا العظيمة : حضارة متوحشة وشعب مبدع
بداية البحث و الاستكشاف :
أثناء البحث عن وثائق منسية في أوراق مكتبة ريو دي جانيرو الوطنية، اكتشف بيرسي فاوست مخطوطة بقلم بحار برتغالي تصف أنقاض مدينة كانت ذات يوم عاصمة كبيرة و مترامية الأطراف، والتي عثر عليها المؤلف في عام 1753.
ووصف البحار أن المدينة أنها كانت في حالة خراب وأعطى بعض المؤشرات الحقيقية على موقعها في منطقة ماتو جروسو بشرق البرازيل.
بالإضافة إلى ذلك، في رحلتهم عبر الأمازون عثر بعض البحارة و المستكشفين الإنجليز (british explorer) لاحقًا على أماكن بقايا و أثار أواني فخارية وأشياء أخرى من المفترض أنها جاءت من هذه المدينة, مما زاد من الاعتقاد بأنها حقيقية.
وعلى الرغم من أنه كان لديه بالفعل فكرة مسبقة عن مدينة زد المفقودة، إلا أنه لم يكن البحث عن هذا المكان هاجسًا له إلا بعد انتهاء الحرب.
وبعدها قرر أن يجد هذه المدينة المخفية و الخيالية تقريبًا كعلاج لكل الرعب الذي شهده في الحرب التي كان جنديا و عضوا فيها.
الإصرار على العثور على المدينة المفقودة مهما كلف الثمن :
في عام 1921، قام برحلة استكشافية و ارتحل بمفرده تقريبًا بحثا عن المدينة المفقودة “لوست سيتي أوف زد” في كل اﻷرجاء، لكن المشروع فشل وكان عليه العودة إلى المملكة المتحدة مريضًا وفي وضع مالي على حافة الإفلاس و بدون أخبار سعيدة.
ومع ذلك، كانت شهرته كمستكشف واسعة جدا مما سمح له بجمع الأموال بسرعة للقيام رحلة استكشافية أخرى.
في نهاية عام 1924 قام برحلة و مغامرة جديدة مع ابنه جاك وصديق له. بعد عدة أشهر من الاستعداد، أخيرًا في مايو 1925 دخلوا الغابة بحثًا عن مدينة زد المفقودة.
في 29 مايو، كتب فوسيت لزوجته :
“أتمنى أن أكون على اتصال بهذه الحضارة القديمة في غضون شهر … يجب ألا نخاف من الفشل, و أرجو أن تكون النتيجة أفضل من المرة السابقة”.
بعد أيام قليلة من تلك الرسالة، لم يسمع أي شيء عنه أو ابنه أو فريقه مرة أخرى إلى يومنا هذا.
هل تم العثور على المدينة المفقودة :
على الرغم من أنه يمكن تلخيص القصة على أنها هوس شخصي، إلا أن الحقيقة هي أنه في المكان الذي يُفترض أن فوسيت قد اختفى فيه، تم العثور على آثار لمستوطنات و حضارات بشرية قديمة بالفعل.
يروي الصحفي غران مؤلف كتاب المدينة المفقودة زد :
“الشيء المدهش هو أن علماء الآثار الذين يعملون في منطقة الأمازون، حتى في نفس المنطقة حيث اعتقد بيرسي فاوسيت أنه سيجد مدينته، وجدوا أدلة رائعة و دامغة على مرور حضارة عظيمة في تلك المنطقة”.
وأضاف : “في المنطقة التي اختفى فيها فاوست والذي كان يبحث فيها عن مدينة زد، وجدوا 20 مستوطنة تعود إلى حقبة ما قبل كولومبوس، مرتبطة بجسور وبها بقايا جسور وخنادق وأنظمة ري متطورة”.
على الرغم من أن العشرات من الأشخاص و المغامرين و الباحثين سافروا من المملكة المتحدة إلى غابات الأمازون المطيرة في أوقات مختلفة لمحاولة العثور على بيرسي فاوست،فلم يتم العثور على رفاته ولم يتم تحديد مصيره إلى يومنا هذا.
فهل هل كان بيرسي فاوست محقا في وجود المدينة المفقودة زد فعلا ؟ أم كان مجرد هوس للمستكشف البريطاني الشهير ؟ الخبر الأكيد أنه لم يستطع أحد ليومنا هذا من الوصول إلى تلك المدينة و لا زالت تنتمي إلى باقي المدن الأسطورية و الخيالية إلى أن يثبت العكس.
إقرأ أيضا : أكثر الحضارات المتوحشة في التاريخ : الانكا والازتيك والمايا
فيلم The Lost City of Z :
يمكنكم مشاهدة وتحميل وتنزيل فيلم المغامره و الاكشن hd “المدينة المفقودة زد عربي أو مترجم بجودة عالية اون لاين و هذا سيرفر تشغيل مباشر : فيلم المدينة المفقودة زد من هنا.
جميل جدا جدا هذا الفيلم لقد احببت هذه القصة اعتقد انها حقيقه