بلقيس ملكة سبأ وقصتها المثيرة مع النبي سليمان
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر بلقيس ملكة سبأ من بين أشهر الشخصيات التاريخية والتي كانت تترأس مملكة سبأ الوارد ذكرها في الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
كانت بلقيس ذات بشرة سوداء ووفقًا للتقاليد كانت امرأة ذكية جدًا وقوية جدًا وجميلة جدًا وقد حكمت خلال تلك الفترة بلادا كانت تمتد على مساحة شاسعة للغاية : وهي مملكة سبأ (الآن شمال إثيوبيا وجيبوتي واليمن), وتعتبر الشخصية الأكثر شهرة في تاريخ إثيوبيا.
إقرأ أيضا : خاتم سليمان السحري الذي سخر له الرياح والجن في خدمته
من هي بلقيس ملكة سبأ :
ملكة سبأ شخصية أسطورية، ظهرت في ملوك وسجلات التوراة، في القرآن الكريم، وفي التاريخ الإثيوبي. كانت حاكمة مملكة سبأ، وهي دولة قديمة يفترض علم الآثار أنها كانت تقع في الأراضي الحالية لإثيوبيا واليمن.
في النصوص التوراتية لا يُشار إلى الملكة صراحةً بالاسم. في التقليد الإثيوبي تدعى ماكيدا، بينما في التقاليد الإسلامية (وإن لم يكن في القرآن) تُعرف باسم بلقيس. الأسماء الأخرى المرتبطة بها هي Nikaule أو Nicaula.
تنتمي بلقيس ملكة سبأ إلى نسب عربي : وهي ابنة يشري بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ.
وفقًا للتوراة والعهد القديم (الجزء الأول من الكتاب المقدس)، جائت ملكة أرض سبأ المجهولة إلى إسرائيل بعد أن سمعت عن الحكمة العظيمة للملك سليمان، حيث قدمت هدايا من التوابل والذهب والأحجار الكريمة، لتنال رضاه.
ذكرت هاته الحادثة أيضًا في القرآن الكريم، وفقًا لهذه الرواية، تأثرت الملكة بحكمة سليمان وثرواته وعظمة مملكته لدرجة أنها تحولت من عبادة الشمس إلى التوحيد ، مُغنيةً تسبيحًا للإله الرب؛ ثم كافأها الملك بوعدها بمنحها ما تشاء. يقال أنها أعطت 4.5 أطنان من الذهب لملك إسرائيل سليمان الحكيم.
إقرأ أيضا : مدينة النحاس الاسطورية التي بناها الجن بأمر النبي سليمان
قصة بلقيس وسليمان :
لقد كانت بلقيس إمرأة قوية الشخصية وتتمتع بسلطة ونفوذ، كما كان جيشها من أقوى جيوش الأرض، ويقال أنها أيضا أنه كان تحت سيطرتها بعض الجنود من الجن والشياطين في مملكتها الواسعة والمبهرة.
كانت بلقيس وشعبها من الوثنيين، حيث كانوا يقبلون على عبادة الشمس ويقدسونها، فلما تناهى ذلك إلى علم سيدنا سليمان، والذي وهبه الله قدرات لم يمنحها لأحد من قبله أو بعده، كفهم لغة الدواب والحيوانات وتسخير الرياح لمصلحته وسيطرته على الجن والشاطين، قام بتجهيز جيشه المهيب ليذهب به نحو مملكة الجنوب التي تسكنها بلقيس ويدعوها لعبادة الله.
وفقًا للكتاب المقدس والقرآن الكريم، بلقيس الملك سليمان في القدس لأنها أرادت مقابلة الرجل الذي سبقته شهرته كرجل حكيم.
من جانبه، كان الملك الحكيم سليمان على علم أيضًا بشهرة ملكة سبأ وجمالها وجبروتها، لكنه بعد علمه بعبادتها للشمس هي وشعبها، قام بإعطائها خيارين لا ثالث لهما : عبادة الله الواحد أو الإستعداد للحرب.
قام النبى سليمان، بإرسال إليها كتابا، يدعوها فيه إلى الإنابة لله ورسوله بأن تأتيه وقومها مسلمين مذعنين، فسارعت بتشكيل مجموعة أزمة من الخبراء والحكماء وأصحاب الرأي والمشورة وتباحثت معهم فى أمر كتاب سليمان، الذى يمس صلب فى عقيدتهم، والذين أكدوا لها قدراتهم العسكرية على مواجهة جيوش سليمان، فردت عليه بإرسال هدايا لم يسميها القرآن الكريم.
إقرأ أيضا : الملك منسا موسى : حكاية أغنى رجل في التاريخ على الإطلاق
خضوع بلقيس لسيدنا سليمان :
رفض سليمان الهدية وقررالخروج بجيش ومقاتلة سبأ، ما إذا علمت برفض سليمان للهدية، دخلت على سليمان وقامت بجمع ثيابها حتى ظهرت ساقها لظنها أن بلاط سليمان أو الصرح كان ماء فأخبرها سليمان أنه صرح من زجاج يجري من تحته الماء.
وحسب القرآن والتفاسير الإسلامية، اندهاش بلقيس من ملك سليمان وليس بالضرورة حكمته كما ذكر العهد القديم، هي سبب دخولها في دينه وهو الإسلام حسب التراث.
فلما رأته بلقيس ظنته ماء فكشفت عن ساقيها، ثم تجلّت لها الحقيقة فلم تملك إلا أن أسلمت لله رب العالمين، فالعاقل لمّا يظهر له الحق يستسلم، فلا يمكن لعقل سويّ أن يقف معاندًا للحقّ لمّا يتجلّى :
{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ثم تجلّت لها الحقيقة فلم تملك إلا أن أسلمت لله رب العالمين، فالعاقل لمّا يظهر له الحق يستسلم، فلا يمكن لعقل سويّ أن يقف معاندًا للحقّ لمّا يتجلّى :
{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
إقرأ أيضا : جيش قمبيز المفقود ولغز إختفاء أحد أقوى الجيوش في التاريخ
من هو زوج بلقيس ملكة سبأ :
تقول بعض المصادر التاريخية، أنه وبعد دخول بلقيس لدين التوحيد على يد سليمان عليه السلام، توطدت العلاقة بين الإثنين، حيث كان بينهما إعجاب متبادل.
ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أنّه كان لسيدنا سليمان عليه السلام مئة زوجة، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه :
(قال سُليمانُ بنُ داودَ : لَأطُوفَنَّ الليلةَ على مِئةِ امْرأةٍ، كُلُّهنَّ تأتِي بِفارِسٍ يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، فقال له صاحِبُهُ: قُلْ: إنْ شاءَ اللهُ ، فلمْ يَقُلْ: إنْ شاءَ اللهُ، فطافَ عليهِنَّ، فلمْ تَحمِلْ مِنهُنَّ إلَّا امْرأةٌ واحدةٌ؛ جاءَتْ بِشِقِّ إنْسانٍ، والَّذِي نفسُ مُحمدٍ بِيدِهِ لوْ قال : إنْ شاءَ اللهُ، لمْ يَحنَثْ، وكانَ دَرَكًا لِحاجَتِهِ).
وقد ورد الحديث السابق ذكره بعدة روايات تختلف في عدد الزوجات منها ما يذكر أن عدد زوجات نبي الله سليمان تسعٌ وتسعون زوجة، ومنها ما يذكر أن عددهنّ تسعون زوجة، لكن رغم ذلك وقع سليمان في حب بلقيس ملكة سبأ، حسب بعض الروايات خاصة اليهودية.
إقرأ أيضا : مكان سفينة نوح أحد أكبر الألغاز في تاريخ البشرية
منليك الأول ثمرة حب سليمان وبلقيس :
وفقًا لـ Kebra nagast (الكتاب المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية) ، كان للملك سليمان ابن من ملكة سبأ ، يُدعى منليك الأول ، والذي سيكون ملك إثيوبيا المستقبلي والذي سيأخذ تابوت العهد من إسرائيل ، أخذه إلى مملكته.
كما تخبرنا النصوص التوراتية أنه عندما وصلت الملكة إلى القدس، أُذهلت بالهيكل وحكمة سليمان، حيث مكثت ثلاث سنوات في القدس وحققت معاهدة عدم اعتداء وتجارة بين هاتين المملكتين.
منليك الأول، و أول امبراطور للحبشة يدين باليهودية ورد أنه ابن النبي سليمان وملكة سبأ ماكيدا أو بلقيس، في 950 قبل الميلاد تولى العرش عند وفاة الملكة بلقيس وتوج كامبراطور وملك الملوك للحبشة.
تولى العرش سنة، وله الفضل له مع جلب تابوت العهد إلى إثيوبيا بعد زيارة إلى القدس للقاء والده عند بلوغه سن الرشد.
و يعتبر هو مؤسس السلالة السليمانية في الحبشة التي حكمت ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة ل 225 أجيال متلاحقة انتهت مع سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسي في عام 1974.
يقال أنه عندما أدركت الملكة أنها حامل من الملك سليمان، قامت برحلة جديدة إلى أراضيها. بعد عشرين عامًا، عاد ابنه منليك للقاء والده، الذي تعرف عليه وقدم له كل أنواع التكريم.
وفقًا للتقاليد الأثيوبية، سافر منليك إلى القدس لرؤية والده الذي استقبله بفرح ودعاه إلى البقاء للحكم بعد وفاته.
لكن منليك رفض العرض وقرر العودة. غادر المدينة ليلاً وأخذ معه أثمن بقايا ، تابوت العهد ، ونقله إلى أكسوم حيث لا يزال قائماً حتى اليوم ، في غرفة مبنية خصيصًا في كنيسة القديسة مريم.
نحن نعلم أن النبي سليمان كان موجودًا تاريخيًا، ونعلم أن مملكة سبأ كانت موجودة، كما أنه كانت هناك علاقات بين المملكتين، وقد تم العثور على أشياء من هذه المملكة في القدس والتي تشهد على ذلك.
إقرأ أيضا : قصة أصحاب الكهف ومعجزة النائمين السبعة وكلبهم
اكتشاف بقايا قصر بلقيس :
يمكننا فقط تأكيد الوجود التاريخي لهذه الملكة حتى اليوم في اليمن، حيث لا يزالون يسمون العديد من الفتيات بإسم بلقيس (الاسم العربي لهذه الملكة الأسطورية).
جدير بالذكر أن علماء الآثار الألمان عثروا على بقايا قصر ملكة سبأ الأسطورية في بلدة أكسوم بإثيوبيا، وكشفوا بذلك عن أحد أعظم ألغاز العصور القديمة، حسبما أعلنته جامعة هامبورغ.
كشفت الأبحاث أن القصر الأول لملكة سبأ قد تم نقله بعد وقت قصير من بنائه ورفعه مرة أخرى باتجاه نجم سيريوس، كما أشار علماء الآثار الذين عثروا على بقايا هذا القصر من القرن العاشر قبل الميلاد في بيان مقتضب.
وفقا لفرضيات العلماءكان منليك الأول، ملك إثيوبيا وابن ملكة سبأ وملك القدس سليمان، هو الذي أمر ببناء القصر في مكانه الأخير. اكتشاف هذا القصر يحل بعض الألغاز التي تحيط بهذه الملكة التي تتحدث عنها مئات الأساطير وقصص من الكتاب المقدس أو القرآن.
إقرأ أيضا : اسطورة شمشون الجبار الذي صرع أسدا بيديه العاريتين