بنك الجلد البشري : هل هو المستقبل لعمليات زراعة الجلد؟
نظرة سريعة على محتويات المقال:
في مقال اليوم سنتحدث عن بنك الجلد البشري وهو نوع من أنواع البنك التي تخزن الجلد البشري وإعادة إستعماله لاحقا في عمليات ترقيع أو زراعة الجلد، نعم كما تسمع يا عزيزي القارئ إنه ليس ببنك أموال ولكنه بنك من نوع آخر، فهو بنك يخزن جلد البشر.
في الواقع، يعد بنك الجلد الإسرائيلي هو الأكبر في العالم، حيث يحتوي على حوالي 17 مترًا مربعًا من الجلد، وقد أثيرت مخاوف بشأن مصدر هذا الجلد، حيث اتهمت بعض المنظمات الحقوقية الجيش الإسرائيلي بسرقة الجلد من جثث الفلسطينيين.
ويحتفظ مستشفى هداسا في القدس بالجلد المجمد في صناديق تحتوي على صفائح ملفوفة من الجلد، مغمورة في حاويات كبيرة.
في الواقع ورغم أن أكبر بنك جلد بشري في العالم هو بنك الجلد الإسرائيلي، إلا أن هنالك دولا أخرى تحوي هذا النوع من البنوك، حيث وفي نهاية عام 2019، أعلن المدير العام للصحة في نيوزيلندا آشلي بلومفيلد، في مؤتمر صحفي، عن شراء مائة ألف سنتيمتر مربع من الجلد، بتكلفة تقترب من المليون دولار، من بنك الجلود في الولايات المتحدة.
لم يكن سبب هذه الصفقة الغريبة سوى ثوران بركان واكاري، وهو بركان يقع على جزيرة غير مأهولة في شمال شرق نيوزيلندا، والذي تسبب في حروق خطيرة لأكثر من عشرين ناجياً.
وفي القرن العشرين، شهد علاج مرضى الحروق ثورة حقيقية؛ حيث تم تطوير المضادات الحيوية، ووحدات الحروق، والعناية المركزة، والدعم الغذائي، فضلاً عن العلاجات الجسدية والنفسية، وإحدى القطع الأخيرة من هذا اللغز المعقد كانت إنشاء بنوك الجلد، وأول بنك جلد بشري هو، بنك Euro Skin، الذي تأسس عام 1976 في بيفيرفايك (هولندا).
إقرأ أيضا : بئر برهوت في اليمن : قعر جهنم الذي تحوم حوله الأساطير
أول عمليات زرع الجلد في التاريخ
بعيد عن بنك الجلد البشري، أقدم الأخبار عن عملية زرع الجلد تأتي من الهند، حيث أجرى الجراح سوشروتا العديد من عمليات زرع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد حيث كانت جميعها عبارة عن عمليات زرع ذاتي، وتم استخدام الجلد من المنطقة الألوية للمريض لإصلاح تشوهات الأنف، وهي واحدة من العقوبات الأكثر شيوعًا في تلك الحقبة الزمنية.
وبعد عدة قرون، أتقن الإيطالي غاسباري تاجلياكوزي (1545-1599)، أستاذ التشريح في جامعة بولونيا، هذه التقنية عن طريق إجراء عمليات زرع ذاتي وزراعة خيفية بجلد من أشخاص آخرين.
بالإضافة إلى تجميل الأنف، دعا تاجليا كوزي إلى إعادة البناء الجمالي للشفاه والأذنين، في أطروحته الشهيرة عن الجراحة، لم يقتصر على وصف الإجراء فحسب، بل قام أيضًا بتفصيل الأدوات اللازمة لتنفيذه والخطوات التي يجب اتباعها حتى تكون العملية ناجحة وفي الأسابيع التالية لها.
تعتبر بنوك الجلد البشري ضرورية لتوفير الجلد للأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليات ترقيع أو زراعة الجلد، في بعض الحالات، قد يكون من الصعب العثور على الجلد المتبرع به، خاصة في حالات الحروق الشديدة أو أمراض الجلد الخلقية.
إقرأ أيضا : نقطة نيمو : معلومات وحقائق حول أبعد مكان على وجه الأرض
بنك الجلد البشري الأكبر في العالم
في عام 1944، كان الباحثان لويت وويبستر أول من قام بتوثيق التجميد كوسيلة فعالة للحفاظ على الأنسجة، وبعد عدة سنوات، تم تخزين أجزاء من جلد الجثث لأول مرة باستخدام محاليل مكملة بمصل 10% كعامل حفظ، لقد كانت بداية ما أصبح يُعرف بعد عقود في جميع أنحاء العالم باسم “بنوك الجلود“.
خلفت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ما يقرب من مائة هجوم انتحاري، وأكثر من خمسة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، العديد منهم مصابون بحروق خطيرة، كانت هذه الأنواع من الهجمات بالتحديد هي التي ولدت الحاجة إلى إنشاء وحدة الحروق في مستشفى هداسا في القدس وتزويدها، بعد فترة وجيزة، بأكبر بنك جلدي في العالم.
في هذا المستشفى، يتم تجميد الجلد بالنيتروجين السائل في أدراج تحتوي على صفائح ملفوفة من الجلد، والتي بدورها مغمورة في حاويات كبيرة.
وتشير التقديرات إلى أن ستة من هذه الحاويات يمكن أن تحتوي على أكثر من مائة وسبعين مترًا مربعًا من الجلد، ويمكن بها علاج ما لا يقل عن مائة شخص من حروق تصل إلى خمسين بالمائة من سطح أجسادهم.
يمتلك الشخص السليم حوالي مترين مربعين من الجلد ومن الطبيعي إزالة حوالي خمسة آلاف سنتيمتر مربع من كل جثة، الجلد هو آخر عضو يتم إزالته من الشخص المتوفى، إذ لا حاجة لنبض القلب، وبعد حفظه وتخزينه يمكن استخدامه لمدة أقصاها خمس سنوات.
يمكننا القول أن بنك الجلد البشري هو نظام تخزين عينات من الجلد من متبرعين، يتم استخدامها في عمليات ترقيع أو زراعة الجلد، يُستخدم الجلد البشري في العديد من الحالات الطبية، بما في ذلك:
- علاج الحروق
- علاج تقرحات الفراش
- علاج ندبات حب الشباب
- علاج أمراض الجلد الخلقية
إقرأ أيضا : خندق ماريانا : أعمق نقطة على وجه الأرض وبؤرة الكائنات الغريبة
أنواع بنوك الجلد البشري
يمكن تصنيف بنك الجلد البشري إلى عدة أنواع بناءً على عدد من العوامل، بما في ذلك:
المصدر: يمكن جمع الجلد البشري من مصادر مختلفة، بما في ذلك الجثث وعمليات الزرع وعمليات سرطان الجلد، بناءً على المصدر، يمكن تصنيف بنوك الجلد البشري إلى:
- بنوك الجلد من الجثث: يتم جمع الجلد من الجثث بعد الموت.
- بنوك الجلد من عمليات الزرع: يتم جمع الجلد من عمليات الزرع التي لا تحتاج إلى الجلد بالكامل.
- بنوك الجلد من عمليات سرطان الجلد: يتم جمع الجلد من عمليات سرطان الجلد التي لا تحتاج إلى الجلد بالكامل.
النوع: يمكن تصنيف الجلد البشري إلى عدة أنواع، بناءً على سمات معينة، مثل:
- النوع: يمكن تصنيف الجلد البشري إلى جلد عادي وجلد سمكي.
- اللون: يمكن تصنيف الجلد البشري إلى جلد فاتح اللون وجلد داكن اللون.
- الجودة: يمكن تصنيف الجلد البشري إلى جلد سليم وجلد تالف.
- الحجم: يمكن تصنيف بنوك الجلد البشري حسب حجم العينات المخزنة، حيث يمكن أن تكون العينات صغيرة أو كبيرة.
- الموقع: يمكن تصنيف بنوك الجلد البشري حسب الموقع الجغرافي، حيث يمكن أن تكون محلية أو دولية.
فيما يلي بعض الأمثلة على أنواع بنوك الجلد البشري:
- بنك الجلد من الجثث: يجمع هذا النوع من البنوك الجلد من الجثث بعد الموت، يتم استخدام هذا النوع من الجلد عادةً في عمليات زرع الجلد الحرجة، حيث يكون من الضروري استخدام كمية كبيرة من الجلد.
- بنك الجلد من عمليات الزرع: يجمع هذا النوع من البنوك الجلد من عمليات الزرع التي لا تحتاج إلى الجلد بالكامل، يتم استخدام هذا النوع من الجلد عادةً في عمليات تجميل الجلد، حيث يكون من الضروري استخدام كمية صغيرة من الجلد.
- بنك الجلد من عمليات سرطان الجلد: يجمع هذا النوع من البنوك الجلد من عمليات سرطان الجلد التي لا تحتاج إلى الجلد بالكامل، يتم استخدام هذا النوع من الجلد عادةً في عمليات البحث العلمي، حيث يمكن استخدامه لدراسة خصائص الجلد.
تلعب بنوك الجلد البشري دورًا مهمًا في توفير الجلد للأشخاص الذين يحتاجون إليه للعلاج الطبي أو البحث العلمي.
إذا أعجبك المقال، يمكنك أيضا قراءة: قدم الفيل في تشيرنوبل : أخطر منطقة مشعة على وجه الأرض
الأخلاقيات المتعلقة ببنك الجلد البشري
تتعلق الأخلاقيات المتعلقة ببنك الجلد البشري بالطريقة التي يتم بها جمع وتخزين واستخدام الجلد البشري، هناك عدد من القضايا الأخلاقية التي يجب مراعاتها عند إنشاء وتشغيل بنك الجلد البشري، بما في ذلك:
- الموافقة: يجب الحصول على موافقة مسبقة ومستقلة من المانحين على جمع واستخدام الجلد، يجب أن يكون المانحون على دراية بمخاطر وفوائد التبرع بالجلد.
- السلامة: يجب أن يتم جمع واستخدام الجلد البشري بطريقة آمنة، يجب اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتقليل خطر انتقال العدوى أو الإصابة.
- الخصوصية: يجب حماية خصوصية المانحين، يجب عدم الكشف عن معلومات التعريف الشخصية للمانحين دون موافقتهم.
- الاستخدام العادل: يجب استخدام الجلد البشري بطريقة عادلة، يجب استخدام الجلد فقط لأغراض طبية أو علمية مشروعة.
ونلخصها فيما يلي:
- حق المتبرعين في معرفة كيفية استخدام الجلد الذي تبرعوا به.
- حق المتبرعين في رفض استخدام الجلد الخاص بهم في حالات معينة.
- حماية خصوصية المتبرعين.
هناك عدد من المؤسسات التي تعمل على تطوير معايير أخلاقية لبنوك الجلد البشري، من بين هذه المؤسسات:
- الجمعية الدولية لزراعة الجلد (ISHR)
- الجمعية الأمريكية لزراعة الجلد (AAST)
- المنظمة الدولية لبنوك الأنسجة (ISBT)
هذه المؤسسات تعمل على تطوير معايير أخلاقية لبنوك الجلد البشري تستند إلى المبادئ الأخلاقية المذكورة أعلاه.
يتوقع أن تستمر أهمية بنوك الجلد البشري في النمو في المستقبل، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليات ترقيع أو زراعة الجلد سيزيد بنسبة 50٪ بحلول عام 2030.