تجارب الاقتراب من الموت : كيف وصف العائدون من الموت رحلتهم
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تجارب الاقتراب من الموت هي ظاهرة نادرة الحدوث، وتتلخص ماهيتها في أن البعض ممن تعرضوا لحوادث كادت تودي بحياتهم قد مروا بأحداث وأماكن مختلفة، منهم من وصفها بالطيبة والجميلة ومنهم من وصفها بالشر والعذاب.
تشمل تجربة الاقتراب من الموت العديد من العناصر الخاصة، مثل تجربة الخروج من الجسد، ومشاعر البهجة، ورؤية النفق والنور ولقاء الموتى من الأقارب، أو استعراضاً للحياة.
يوجد لدى العلماء عدة نظريات لشرح بعض الأحاسيس المدهشة المرتبطة بتجارب الاقتراب من الموت، مثل التغيرات الفسيولوجية في الدماغ مع موت خلايا الدماغ.
وقد أجرت دراسة حديثة على الناجين من السكتة القلبية، وكشفت عن ما يمرون به ويشعرونه. لا يوجد تفسير علمي للظاهرة، ولكن بعض العلماء حاولوا تفسيرها على أن العقل الباطن هو من يفتعل تلك الأحداث وتلك الأماكن لتسهيل عملية الموت.
إقرأ أيضا : الإيقاع صفر : تجربة إجتماعية كشفت الجانب اللاإنساني للإنسان
ما هي تجارب الاقتراب من الموت
تجربة الاقتراب من الموت (NDE) هي تجربة نفسية أو حسية يدعي بعض الأشخاص أنهم مروا بها عندما كانوا على وشك الموت.
تجارب الاقتراب من الموت، المعروفة اختصارًا بـ NDEs (Near-Death Experiences)، هي ظاهرة نفسية تحدث عندما يواجه الناس حالات محتملة للموت أو توقف الوظائف الحيوية لأجسامهم. هذه التجارب تختلف من شخص لآخر، لكن هناك بعض العناصر المشتركة التي تظهر في الكثير من التقارير.
تتضمن التجارب الشائعة الشعور بالسلام والهدوء، ورؤية ضوء ساطع، والشعور بالفصل عن الجسم المادي، والتواصل مع الموتى أو الوجود الإلهي.
تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 10٪ من الأشخاص الذين نجوا من حوادث خطيرة أبلغوا عن تجارب الاقتراب من الموت.
لا توجد أسباب محددة لتجربة الاقتراب من الموت، ولكن يعتقد بعض الباحثين أنها قد تكون مرتبطة بتغيرات في الدماغ أثناء الموت أو الإغماء.
إقرأ أيضا: تجربة سجن ستانفورد : هل نحن فعلا كلنا ساديون في داخلنا
قصص تجارب الاقتراب من الموت
هنالك العديد من قصص تجارب الاقتراب من الموت والتي عاشها العديد من الناس وقاموا بوصف ما مروا به من خلال تجاربهم هاته.
هذه التجارب تختلف من شخص لآخر، لكن هناك بعض العناصر المشتركة التي تظهر في الكثير من التقارير.
هناك العديد من التجارب المختلفة التي يمكن أن يمر بها الأشخاص الذين يواجهون الموت. بعض التجارب الشائعة تشمل:
- الشعور بالسلام والهدوء: يشعر العديد من الأشخاص الذين يواجهون الموت بالسلام والهدوء. قد يشعرون بأن كل شيء على ما يرام، وأن الموت ليس شيء يدعو للقلق.
- رؤية ضوء ساطع: يصف العديد من الأشخاص الذين يواجهون الموت رؤية ضوء ساطع. قد يشعرون كما لو كانوا ينجذبون إلى الضوء.
- الشعور بالفصل عن الجسم المادي: قد يشعر الأشخاص الذين يواجهون الموت بأنهم منفصلون عن أجسادهم. قد يشعرون وكأنهم ينظرون إلى أجسادهم من الخارج.
- التواصل مع الموتى أو الوجود الإلهي: قد يتواصل الأشخاص الذين يواجهون الموت مع الموتى أو الوجود الإلهي. قد يتلقون رسائل أو رؤى من هؤلاء الكائنات.
- التغيير النفسي: العديد من الناس يفيدون بأن تجاربهم قد أثرت على نظرتهم للحياة والموت بطرق عميقة.
- اللقاء بأحباء متوفين: البعض يقولون إنهم التقوا بأحباء متوفين أو كائنات روحية.
- استعراض الحياة: بعض الأشخاص يرون لمحات من حياتهم تظهر بسرعة.
لا توجد تجارب اقتراب من الموت نموذجية. تختلف التجارب من شخص لآخر، ويمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.
إقرأ أيضا : تجربة فلاديمير ديميخوف وزراعة رأسين في جسد كلب واحد
التفسيرات العلمية لتجارب الاقتراب من الموت
هناك العديد من التفسيرات العلمية لتجارب الاقتراب من الموت. أحد التفسيرات هو أن هذه التجارب هي مجرد نتاج تغيرات في الدماغ أثناء الموت أو الإغماء.
عندما يموت شخص ما، يحدث نقص في الأكسجين في الدماغ، مما قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من التجارب الحسية، بما في ذلك الرؤية والسمع والشعور.
تفسير آخر هو أن تجارب الاقتراب من الموت هي ببساطة ذكريات من الأحلام أو التخيلات. قد يمر الأشخاص الذين يواجهون الموت بتجارب نفسية مكثفة، مما قد يتسبب في حدوث ذكريات حية تشبه تجارب الاقتراب من الموت.
بينما يعتقد بعض الأشخاص أن تجارب الاقتراب من الموت هي دليل على وجود الحياة بعد الموت. يعتقد هؤلاء الأشخاص أن هذه التجارب هي تجارب واقعية لعالم آخر أو وجود آخر.
من الجدير بالذكر أن هذه التفسيرات لا تُستبعد بالضرورة وجود جوانب روحية أو ميتافيزيقية، لكنها تقدم سبلًا علمية لفهم الظاهرة. بما أن التجارب تختلف بشكل كبير بين الأفراد، فإن البحث العلمي مستمر لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل.
إقرأ أيضا : تجربة ستانلي ميلغرام : تغير البشر وبطشهم عند الوصول للسلطة
أسباب تجربة الاقتراب من الموت
يمكننا القول أن تجربة الاقتراب من الموت هي موضوع محل اهتمام وبحث علمي، ولكن لا يوجد تفسير نهائي مقبول علمياً لها حتى الآن. ولكن، هناك عدة نظريات علمية تحاول شرح هذه الظاهرة:
- نقص الأكسجين في الدماغ (Hypoxia): يُعتقد أن نقص الأكسجين يمكن أن يسبب تجارب بصرية وسمعية، وربما يفسر بعض جوانب تجارب الاقتراب من الموت.
- الإفرازات الكيميائية: بعض العلماء يشير إلى أن الإفرازات الكيميائية مثل الإندورفينات قد تكون لها دور في الشعور بالنشوة والسلام الذي يعيشه البعض.
- تفعيل الفص الجداري للدماغ: بعض الدراسات أشارت إلى أن هناك نشاطًا غير عادي في الفص الجداري من الدماغ، وهو ما قد يسبب الشعور بالانفصال عن الجسد.
- نظرية التشابك الكمومي (Quantum Entanglement): هذه النظرية مثيرة للجدل وتقترح أن الوعي قد يكون له جوانب كمومية تُمكنه من البقاء حيًا بعد الموت، لكن هذا لا يُعتبر تفسيرًا علميًا مقبولًا على نطاق واسع.
- تأثيرات الأدوية والتخدير: في بعض الحالات، يمكن أن تُسبب بعض الأدوية تجارب تشبه تجارب الاقتراب من الموت.
- نظرية الدفاع النفسي: يُفترض أن الدماغ يولد هذه التجارب كوسيلة للتعامل مع الإجهاد الشديد الناجم عن الواقعة المحتملة للموت.
- الظروف الفيزيولوجية: التغيرات في ضغط الدم، نسبة الغازات، وغيرها من الظروف الفيزيولوجية قد تسهم في هذه التجارب.
إقرأ أيضا : تجربة الكون 25 المثيرة : كيف يمكن أن تتحول الجنة إلى جحيم
الآثار النفسية لتجارب الاقتراب من الموت
يمكن أن يكون لتجارب الاقتراب من الموت آثار نفسية عميقة على الأشخاص الذين يمرونها. قد يشعر الأشخاص الذين عانوا من تجارب اقتراب من الموت بمشاعر السلام والراحة والحب. قد يشعرون أيضًا بشعور جديد بالهدف والمعنى في الحياة.
في بعض الحالات، يمكن أن تكون تجارب الاقتراب من الموت تجربة سلبية. قد يشعر الأشخاص الذين عانوا من تجربة الاقتراب من الموت بالخوف والارتباك. قد يشعرون أيضًا بالضياع أو اليأس.
تجارب الاقتراب من الموت غالباً ما تُحدث تأثيراً عميقاً ودائماً على الأشخاص الذين يمرون بها. الآثار النفسية لهذه التجارب تختلف من شخص لآخر، لكن هناك بعض النقاط المشتركة التي تظهر في العديد من التقارير:
- التقدير للحياة: كثير من الناس يبلغون عن تجدد التقدير والامتنان للحياة بعد تجربة الاقتراب من الموت
- تغير الأولويات: قد يشعر البعض بتحول في الأولويات الشخصية، مع التركيز أكثر على العلاقات الإنسانية والإنجازات المعنوية بدلاً من المكاسب المادية أو النجاح المهني.
- التوجه الروحي: تزيد درجة الاهتمام بالأسئلة الروحية والفلسفية، وقد يجد البعض نوعاً من الإيمان أو الروحانية يناسبه بعد التجربة.
- خفض الخوف من الموت: غالباً ما يُفيد الأفراد عن انخراط شعور ملموس بالسلام والقبول، مما يقلل في كثير من الحالات من خوف الموت.
- زيادة الحساسية العاطفية: بعض الأفراد يُبلغون عن زيادة في الحساسية العاطفية والقدرة على التعاطف مع الآخرين.
- أثر على العلاقات الشخصية: بينما يمكن أن تُعمق التجارب الروابط العاطفية، يُمكن أيضًا أن تُحدث انقسامات، خاصة إذا لم يكن الشركاء أو أفراد العائلة قادرين على فهم تأثير التجربة على المعني.
- مشكلات نفسية: ليست كل الآثار إيجابية. في بعض الحالات، قد يواجه الأفراد صعوبة في التكيف مع الحياة اليومية بعد التجربة، وقد يعانون من اضطرابات مثل القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة.
- البحث عن المعنى: الرغبة في فهم وتفسير التجربة قد تُصبح محوراً مهماً في حياة الشخص، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى التوجه نحو البحث العلمي أو الروحي.
بشكل عام، تجارب الاقتراب من الموت تُعتبر مُحوّلة وقوية في كثير من الحالات، وتؤثر عادة على النظرة العامة للشخص تجاه الحياة والموت.
إقرأ أيضا: تجربة النوم الروسية بكل تفاصيلها المروعة بين الحقيقة والخيال
تجربة الاقتراب من الموت بين الحقيقة والخيال
يعتقد بعض الأشخاص أن تجربة الاقتراب من الموت هي دليل على وجود الحياة بعد الموت. يعتقد آخرون أنها مجرد تجارب نفسية أو حسية تحدث أثناء الموت أو الإغماء.
يجدر بالذكر أن تجارب الاقتراب من الموت لم يتم فهمها بشكل كامل حتى الآن، وهي موضوع للبحث والنقاش في العلوم النفسية والطبية والفلسفية.
بعض الناس يرون فيها دليلًا على وجود حياة بعد الموت أو وجود أبعاد روحية، بينما يرى البعض الآخر أنها نتيجة لعوامل بيولوجية مثل تأثيرات نقص الأكسجين على الدماغ.
تجارب الاقتراب من الموت هي ظاهرة مثيرة للاهتمام تثير الكثير من الأسئلة حول معنى الحياة والموت. لا توجد إجابة علمية محددة على ما هي تجارب الاقتراب من الموت، ولكن لا يزالون يمثلون ظاهرة مثيرة للاهتمام تستحق الدراسة.
إقرأ أيضا: أغرب 5 قصص اختطاف الفضائيين للبشر : تعرف على قصصهم بالتفصيل
المصادر
