لا بد وأنك سمعت عن تجربة العالم كيرت ريختر الشهيرة مع الفئران؟ تلك التجربة التي أثارت جدلاً واسعاً وألقت الضوء على قوة الإرادة والأمل في مواجهة أصعب الظروف.

قام ريختر بوضع مجموعتين من الفئران في أوانٍ مملوءة بالماء. المجموعة الأولى تركت حتى تستسلم وتغرق، بينما قام بإنقاذ المجموعة الثانية في اللحظات الأخيرة قبل الغرق. بعد فترة، أعاد ريختر التجربة مع المجموعة الثانية، وكانت النتيجة مذهلة! فقد استمرت الفئران في السباحة لفترات أطول بكثير مما كانت عليه في المرة الأولى.

أثبتت التجربة أن الأمل والإرادة يمكن أن يمدنا بقوة هائلة لمواجهة الصعاب والتغلب عليها. كما برهنت على أن التجارب السابقة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تؤثر بشكل كبير على سلوكنا وردود أفعالنا في المستقبل.

وأظهرت تجربة كيرت ريختر بشكل لا يدعو للشك، أن الدعم والتشجيع من الآخرين يمكن أن يزيد من قدرتنا على الصمود والتغلب على التحديات.

تعد تجربة ريختر تذكيرًا قويًا بأننا جميعًا نمتلك قوة داخلية أكبر مما نتصور. إنها تدعونا إلى الاعتقاد بأنفسنا وقدراتنا، وأن نستمر في السعي لتحقيق أهدافنا حتى في أصعب الظروف.

تجربة مذهلة تكشف عن قوة الأمل

في عام 1950 أجرى الطبيبان كيرت ريختر وجون هوبكنز سلسلة من التجارب باستخدام ماء ودلاء وجرذان وكانت النتيجة مروعة حقاً.

في التجربة الأولى : وضع ريختر الجرذان في الدلاء وملأ نصفها بالماء ، وعلى الرغم من أن الجرذان من الحيوانات التي تسبح بمهارة ، إلا أنها غرقت بعد حوالي 15 دقيقة.

وفي التجربة الثانية: كرروا العملية المذكورة أعلاه ، لكن حينما تكون الجرذان على وشك الاستسلام من الإرهاق يخرجها الباحثون من الدلو ويجففونها ثم يتركونها ترتاح لبضع دقائق ثم يعيدونها إلى الدلو في جولة ثانية ، فإلى متى تعتقد أن الجرذان صمدت في في التجربة الثانية ؟

15 دقيقة أخرى؟ 10 دقائق؟

الجواب هو : 60 ساعة

كنت تقرأ بشكل صحيح ، كانوا يسبحون 60 ساعة

في المحاولة الثانية كان متوسط الوقت 60 ساعة، أكثر من 60 ساعة.

فقط لأن الجرذان اعتقدت بأن شخصاً ما سينقذها في النهاية لذلك استخدموا كل طاقاتهم لمواصلة السباحة وتجنب الموت.

فكر في الأمر الآن:

إذا كان الأمل قد جعل الفئران تسبح لمدة 60 ساعة ، فتخيل تأثير المعتقدات على نفسك ، خصوصاً تلك التي تؤثر سلباً على نجاحك وصحتك ؟! وبعضها معتقدات غذتها أوهام ، فتذكر.

“الأمل هو معرفة كيفية رؤية النور رغم كونه محاطاً بالظلمة “.

خلاصة التجربة هي أن الفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج. في حين أنه في المرة الثانية كان لديها خبرة سابقة بأن هناك أملًا، وأنه في أي لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم لذا استمروا أكثر في انتظار تحسن الظروف.

هذه التجربة دليل على أهمية الأمل والتفاؤل. فذهن الإنسان يفرض قيودًا على قدراته الجسدية..أو على الأقل يوهمه بوجودها! ومن الفئران نتعلم.