ذاكرة السمك وضعف الذاكرة : حقيقة أم خرافة؟
نظرة سريعة على محتويات المقال:
لطالما ارتبطت السمك بذاكرة قصيرة جداً، لدرجة أننا نستخدم هذا المثل لوصف الأشخاص الذين ينسون الأمور بسرعة. ولكن هل هذه الشائعة صحيحة؟
ذاكرتك ضعيفة كذاكرة السمك، هذا المثل شائع في العديد من اللغات والثقافات، ويعود إلى الاعتقاد السائد بأن أسماك ليس لديها ذاكرة قوية أو أنها تنسى بسرعة كبيرة.
قد يكون هذا الاعتقاد قد نشأ من ملاحظة سلوك الأسماك في البيئة الطبيعية، حيث تبدو وكأنها تنسى الأحداث بسرعة وتستجيب بشكل انعكاسي للمؤثرات الخارجية.
السمكة في العديد من الثقافات ترتبط بالزلافة والانسيابية، ولكنها أيضاً ترتبط بالعمق الغامض والعالم غير المعروف. لذا، قد تكون ذاكرة السمكة رمزاً للشيء الذي يضيع بسرعة أو يصعب الوصول إليه.
لذلك فإن المقارنة بين ذاكرة الإنسان وذاكرة السمكة بسيطة وفعالة في توصيل المعنى المراد، وهو أن الشخص الذي يتم تشبيهه بالسمكة لديه ذاكرة ضعيفة جدا.
هل ذاكرة السمك فعلا ضعيفة
في الحقيقة، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم فكرة أن أسماك ليس لديها ذاكرة. بعض الدراسات أظهرت أن بعض أنواع الأسماك تمتلك قدرات ذاكرة معقدة، مثل التعرف على الأفراد الآخرين وتذكر أماكن الطعام.
بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث على مختلف أنواع الأسماك، تبين أن ذاكرة السمك ليست قصيرة كما كنا نعتقد. بل على العكس، تمتلك العديد من الأنواع قدرة مدهشة على التذكر والتعلم.
مثلا أثبتت الدراسات أن السمكة الذهبية تستطيع تذكر الأماكن والأشخاص والأحداث لمدة تصل إلى عدة أشهر.
كما أن هناك أنواع عديدة من الأسماك قادرة على التعرف على الوجوه البشرية، وحل المتاهات، وحتى القيام بعمليات حسابية بسيطة.
إشاعة أن ذاكرة السمك لا تتعدى دقيقتين
تعتبر الشائعة القائلة بأن ذاكرة السمك لا تتجاوز دقيقتين واحدة من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا حول هذه الكائنات المائية.
الحقيقة هي أن ذاكرة السمك أكثر تعقيدًا وتنوعًا بكثير مما توحي به هذه الشائعة. فأنواع الأسماك المختلفة تختلف قدراتها الذاكرية بشكل كبير، تمامًا مثل البشر والحيوانات الأخرى.
إن القول بأن ذاكرة السمك لا تتعدى دقيقتين هو تصور مبسط وغير دقيق. فأسماكنا أذكى بكثير مما نعتقد، وهي قادرة على التعلم والتذكر واتخاذ القرارات.
يمكننا القول، إن فكرة أن السمك لديه ذاكرة قصيرة جداً هي مجرد خرافة. فالحقيقة هي أن العديد من أنواع الأسماك تمتلك قدرات ذهنية مدهشة تتجاوز بكثير ما كنا نظن.
مدة ذاكرة السمك
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن ذاكرة السمك قصيرة جداً وتقتصر على بضع ثوانٍ، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة كشفت أن هذه الفكرة خاطئة تماماً.
أثبتت الدراسات أن العديد من أنواع الأسماك تمتلك ذاكرة تمتد لعدة أشهر، حيث يمكنها تذكر الأماكن التي تزورها، والأوقات التي تتغذى فيها، وحتى بعض الوجوه وحتى تذكر وجوه المفترسين.
لكن يمكن القول، أنه تختلف قدرة الأسماك على التذكر باختلاف نوعها وحجم دماغها. بعض الأنواع تتمتع بذاكرة أقوى من غيرها.
كما تؤثر العوامل البيئية مثل درجة حرارة الماء، وتوافر الغذاء، والإضاءة على قدرة السمك على التذكر. ذاكرة السمك ليست قصيرة كما كنا نظن، بل هي أكثر تعقيداً وتنوعاً. إن فهمنا لقدرات الأسماك الذهنية يتطور باستمرار، وقد يساعدنا في فهم أفضل لكيفية عمل الدماغ بشكل عام.
ذاكرة السمكة الذهبية
الشائعة المنتشرة عن ذاكرة السمكة الذهبية التي لا تتجاوز ثلاث ثوانٍ هي مجرد خرافة. لطالما اعتقدنا أن هذه الكائنات المائية تنسى كل شيء فور حدوثه، لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.
لقد أثبتت الدراسات العلمية أن السمكة الذهبية قادرة على تذكر الأحداث والأماكن لمدة تصل إلى عدة أشهر. كما يمكن للسمكة الذهبية تعلم مسارات معينة في أحواض السمك والعثور على الطعام المخفي، مما يدل على وجود ذاكرة طويلة الأمد.
كما أن بعض الدراسات أشارت إلى أن السمكة الذهبية قد تتمكن من التمييز بين الأشخاص الذين يعتنون بها.
ذاكرة السمكة الذهبية ليست قصيرة كما كنا نظن، بل هي أكثر تعقيدًا وتنوعًا. هذه الكائنات المائية قادرة على التعلم والتذكر واتخاذ قرارات بسيطة.
لماذا يستمر هذا المثل بالانتشار؟
يستمر الناس بمقارنة الأشخاص ضعيفي الذاكرة وتشبيههم بذاكرة السمك، على الرغم من عدم وجود أساس علمي قوي لهذا المثل، إلا أنه استمر بالانتشار عبر الأجيال لأسباب ثقافية واجتماعية.
وذلك لأن المثل الشعبي هو تعبير عن تجارب وملاحظات الناس، وليس بالضرورة أن يكون دقيقاً من الناحية العلمية.
ربما يعود هذا الاعتقاد إلى ملاحظات سطحية على سلوك بعض الأسماك، مثل عودة السمكة إلى الطعم مرة أخرى بعد أن تنجو من الصيد، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن ذاكرتها قصيرة، بل قد يكون بسبب عوامل أخرى مثل الجوع أو الغريزة.
كما ساهمت الأفلام والقصص في ترسيخ هذه الفكرة الخاطئة عن ذاكرة السمك.
خلاصة مقولة ذاكرتك ضعيفة كذاكرة السمك ليست دقيقة علميًا. على الرغم من أننا نستخدمها للتعبير عن نسيان شيء ما بسرعة، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن العديد من أنواع الأسماك تمتلك قدرات تذكر مثيرة للإعجاب.