رحلة هتلر إلى القطب الجنوبي لاكتشاف أسرار قارة أنتاركتيكا الغامضة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر رحلة هتلر إلى القطب الجنوبي من أكثر الرحلات الغامضة في التاريخ الحديث، حيث أثيرت الكثير من التساؤلات حول الغرض الرئيسي من هاته الرحلة، خاصة أنه كان هنالك تسابق محموم بين القوى العظمى لإستكشاف تلك المنطقة المجهولة والغامضة.
القارة القطبية الجنوبية هي واحدة من أكثر الأماكن قسوة على وجه الأرض، لكن هذا لم يمنع المستكشفين والعلماء من محاولة كشف أسرارها. أحد أشهر الشخصيات في استكشاف القارة القطبية الجنوبية هو الادميرال ريتشارد بيرد (Richard Evelyn Byrd)، ضابط البحرية الأمريكية الذي قاد العديد من الرحلات الاستكشافية إلى قارة أنتاركتيكا في أوائل القرن العشرين.
كانت رحلات بيرد إلى القارة القطبية الجنوبية رائدة في استكشافات أسفرت عن اكتشافات علمية مهمة ووسعت من فهمنا للعالم.
هذا وتعتبر قارة أنتاركتيكا أو قارة القطب الجنوبي والتي تقع في أقصى جنوب الكرة الكرضية، من أكثر الأماكن غموضا على وجه الأرض، حيث تعتبر قارة أنتاركتيكا أبرد مكان على وجه الأرض.
هذا المكان الشاسع و الغامض جذب العديد من الدول و البعتات العلمية لإكتشافه، و تحتفظ العديد من الدول بمراكز للبحث العلمي في قارة أنتاركتيكا أهمها روسيا و أمريكا و ألمانيا، حيث يشاع أن هاته القارة تعد مكانا للعديد من الكائنات والفايروسات والميكروبات التي لم يتم إكتشافها بعد.
لكن ما هو السبب والدافع الرئيسي وراء رحلة هتلر نحو القطب الجنوبي ؟ وماذا وجد الأدميرال الأمريكي المثير للجدل ريتشارد بيرد خلال رحلته في أنتارتيكا؟ هل هنالك فعلا عوالم خفية وسكان في جوف الأرض كما يدعون؟ هل للأمر علاقة بما يسمى نظرية الأرض المجوفة؟
إقرأ أيضا: الادميرال ريتشارد بيرد وحقيقة رحلته الشهيرة لجوف الأرض
قارة أنتاركتيكا بوابة العبور إلى العالم الآخر
قبل التطرق للحديث عن رحلة هتلر نحو القطب الجنوبي أو مغامرة ريتشارد بيرد في قارة أنتارتيكا، لا بد من التعريف بهاته القارة وموقعها.
القارة القطبية الجنوبية، والمعروفة أيضًا باسم القارة السادسة، هي كتلة أرض نصف دائرية يبلغ قطرها حوالي 45000 كيلومتر، وتقع على الكرة الأرضية أسفل خط عرض 60 درجة جنوبًا.
إنها أبرد وأجف وأعلى قارة على الإطلاق وأيضًا حيث يقع القطب الجنوبي، وهو أقصى مكان ممكن في الجنوب على هذا الكوكب والأكثر انخفاضًا في درجات الحرارة المسجلة.
يتم تضمينها بشكل شائع كجزء من القارة القطبية الجنوبية هي جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية وأرخبيل كيرجولين وجزر بوفيت وهيرد وماكدونالد، وكلها تحيط بالجرف القطبي.
وينقسم هذا بدوره إلى غرب أنتاركتيكا أو أنتاركتيكا الصغرى، وشرق أنتاركتيكا أو القارة القطبية الجنوبية الكبرى، والتي تشمل بقية القارة.
يشاع أن أول من وطئت أقدامه قارة أنتاركتيكا في عصرنا الحالي، هو بعثة روسية سنة 1820 بهدف إجراء بعض الإختبارات العلمية ودراسة الكائنات المتواجدة على سطح القارة.
من جهة أخرى وفي ظل تسابق دول عديدة كفرنسا و إسبانيا و إنجلترا لإستكشافات جغرافية جديدة وإستعمار العديد من البلدان لبسط سيطرتها و نفوذها.
الأمر الذي جعل إمبراطور ألمانيا آنذاك “ويليام الثاني” يصرخ بأعلى صوته في أتباعه قائلا مقولته الشهيرة “أريد مكانا تحت الشمس” و كان يقصد أنه يريد بعض المستعمرات الخاصة أيضا لدولة ألمانيا إسوة بإسبانيا وإنجلترا و فرنسا والبرتغال آنذاك.
إقرأ أيضا: سكان جوف الأرض : أشكالهم وأوصافهم و عوالمهم الخفية عن بني البشر
رحلة هتلر إلى القطب الجنوبي
بما أن الدول الاستعمارية الأخرى سبقت ألمانيا في إنشاء مستعمرات في آسيا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية ولم تدع الكثير من المستعمرات لألمانيا، مما دفع الألمان لمفاجأة العالم والقيام بأمر غير اعتيادي، وهو البحث عن مستعمرات ألمانية تحت البحار والمحيطات وذلك بإرسال أسطول من الغواصات الألمانية المتطورة إلى قارة أنتاركتيكا وهنا انطلقت رحلة هتلر نحو القطب الجنوبي.
كانت ولا زالت ألمانيا من أحسن الدول المصنعة للغواصات المائية مما سهل لهم مهمة الوصول للقارة التي لا زالت مجهولة وغامضة.
أبحرت بعثة شوابينلاند Schwabenland الاستكشافية من هامبورغ في 17 ديسمبر 1938 متجهة جنوبًا.
كان الطاقم مكونًا من 82 طاقمًا وشمل طائرتين بحريتين، بورياس وباسات ، اللتين تم تعديلهما خصيصًا للاستخدام في درجات حرارة أقل من 50 درجة، مع أرضية معززة، ومزيج وقود لم يتجمد، وإمدادات تكفي لمدة شهر معبأة في 60 كيس مظلات، في حالة القيام بمهمة إنقاذ في نهاية المطاف.
بالإضافة إلى ذلك، تم تجديد الجزء الخلفي ليكون قادرًا على تحميل 50 رمحًا معدنيًا بأعلام النازية التي سيتم استخدامها لتمييز المنطقة الجديدة.
في وداعهم للأراضي الألمانية، شجع وزير الدولة، رودولف هيس، نائب هتلر، أفراد بعثة شوابينلاند، مذكراً بأهمية المهمة بالنسبة لخطة الرايخ الثالث.
إقرأ أيضا: مدينة أغارثا الأسطورية في جوف الأرض : أين تقع
أسباب رحلة هتلر إلى القطب الجنوبي
وضع النازيون أنظارهم على القارة القطبية الجنوبية في أواخر الثلاثينيات لأسباب مختلفة. من ناحية أخرى، قدمت المنطقة جاذبية جيوستراتيجية فريدة.
فقدت ألمانيا العديد من المستعمرات الأفريقية في الحرب العالمية الأولى، وقاعدة بحرية في الصين وهبطت على المحيط الهادئ، مما يعني انخفاضًا كبيرًا في الموانئ في مختلف خطوط العرض.
عرفت الحكومة الجديدة أنها في مواجهة صراع عالمي جديد لا مفر منه، ستحتاج إلى قواعد في نصف الكرة الجنوبي، ضرورية لتزويد السفن والغواصات. كانت الجزر الواقعة تحت القطب الجنوبي فرصة مثالية لإضافة موانئ دون الدخول في صراع مباشر مع دولة أخرى.
كانت هنالك أيضا أسباب إقتصادية قوية وراء رحلة هتلر إلى القطب الجنوبي، حيث كانت للأراضي المجمدة أيضًا قيمة تجارية للنظام الألماني.
منذ عشرينيات القرن الماضي، أصبح زيت الحيتان مصدرًا حيويًا لاقتصاد البلاد، وهو موجود في مجموعة واسعة من محلات البقالة اليومية بدءًا من المارجرين إلى منتجات التنظيف الأساسية.
في البداية، جاء هذا الزيت من الدهون الحيوانية والنباتي، لكن الهزيمة في الحرب العالمية الأولى تركت البلاد بدون مستعمراتها، لذلك كان عليها أن تجد مصادر جديدة لتحل محلها.
مع مرور السنين، زاد الاعتماد على زيت الحيتان، مما دفع النظام الاشتراكي الوطني إلى تشجيع نمو صناعة صيد الحيتان المحلية، وإنشاء أسطول خاص به يمكن أن يوفر ظروفًا تجارية أفضل بحلول عام 1935، كانت ألمانيا أكبر مشتر لزيت الحيتان، واستهلك نصف إنتاج العالم وعزز سياسة الاكتفاء الاقتصادي لنظام أدولف هتلر.
في وقت لاحق، في أوقات الحرب، أثبتت الحيتان أن لها عدة استخدامات: يمكن أن يأكل الإنسان لحومها، وتخزينها لفترة طويلة إذا تم تجميدها، ويمكن أن يكون شحمها بمثابة مادة تشحيم أو يكون جزءًا من تصنيع النتروجليسرين.
إقرأ أيضا: بعثة تيرا نوفا المنحوسة وهلاك طاقمها في القطب الجنوبي
إنطلاق بعثة شوابينلاند نحو المجهول
في يناير وفبراير من عام 1939 ، حلقت مجموعة من 82 مستكشفًا ألمانيًا شجاعًا فوق منطقة شاسعة من القارة القطبية الجنوبية. باستخدام الطائرات التي نشرتها شركة طيران Lufthansa منجنيق من سفينة الاستكشاف “Schwabenland” (Swabia) ، تحدى هذا الفريق باستمرار المخاطر الكامنة في الأراضي غير المكتشفة حتى الآن.
بشجاعة ملحوظة، قام أعضاء البعثة بتصوير المنطقة ورسم خرائط لها، واكتشاف الجبال الشاهقة التي يبلغ ارتفاعها 4000 متر، وبحيرات المياه العذبة المتجمدة، وواحة ذات أبعاد مذهلة وسط مساحات شاسعة من الجليد الأبيض. تم التقاط كل هذا في صور مذهلة، مما مثل إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الاستكشاف.
لتعزيز المطالبة الإقليمية للإمبراطورية الألمانية الثالثة بحق استعمار أنتارتيكا، تم إطلاق مئات السهام الفولاذية التي تحمل علامة الصليب المعقوف من الطائرات، لترسيم المنطقة بأكملها.
وصول البعثة لأنتارتيكا أرض الأسرار والغموض
مباشرة بعد وصول الألمان لقارة أنتاركتيكا قاموا بإنشاء مستعمرة كبيرة عليها وأطلقوا عليها إسما باللغة الألمانية، حيث لا تزال موجودة ليومنا هذا.
أثار وصول ألمانيا إلى القارة الغامضة فضول العديد من الدول أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت تحاول التجسس ومعرفة ما يقوم به الألمان هناك.
وفي خضم هاته الأحداث قامت الحرب العالمية الثانية والتي إنتهت بهزيمة ألمانيا، مما دفع أمريكا إلى إعادة الكرة وإرسال مبعوثيها لقارة أنتاركتيكا وتفاجؤوا بوجود مستعمرة بشرية كبيرة حيث كان الألمان قد جلبوا أكثر من 9000 امرأة للقارة وقامو بالتزاوج بالجنود هنالك وإنجاب أطفال، الأمر الذي آثار دهشة الأمريكيين والذي لم يكن متوقعا بالنسبة لهم على الإطلاق.
لعل أبرز سؤال كان يطرح نفسه هو كيف تمكن الألمان من إنشاء مستعرة بشرية في القارة، نظرا للظروف البيئية القاسية في قارة أنتاركتيكا التي تعد أبرد مكان على وجه الأرض ويشكل الثلج 98 في المئة من مساحتها.
لكن في الحقيقة أن تحت قشرة جليد قارة أنتاركتيكا توجد شبكة كبيرة جدا من المغارات تحت الأرض وكلها دافئة ومن الممكن العيش فيها.
من المثير أيضا للإهتمام أن هاته القارة تحتوي أكبر سلسلة من البراكين في مكان ما على وجه الأرض رغم البرودة الشديدة و الصقيع الذي تتميز به قارة أنتاركتيكا، إلا أنه يوجد تحت طبقتها الجليدية شبكة من المغارات الدافئة و الصالحة للحياة داخلها.
إقرأ أيضا : مشروع سيربو والتبادل السري بين أمريكا وسكان كوكب سيربو
نتائج البعثة الألمانية للقارة القطبية الجنوبية
كان لبعثة شوابينلاند أو رحلة هتلر إلى القطب الجنوبي هدف علمي مفترض: البحث المناخي عن طريق المسابير الراديوية، وقياس درجات حرارة المحيطات، وتصحيح الخرائط البحرية، ودراسة التضاريس تحت الماء. ومع ذلك، فإن ما كانوا يبحثون عنه هو أرض لضمها إلى النظام، منطقة أنتاركتيكا.
سوف يجدونها في 3 فبراير عندما حلقت باسات فوق 71º45 ‘جنوبًا و 10º57’ شرقًا ووجدوا واحة مثالية لتثبيت قاعدة.
في اليوم التالي، عادت الطائرة المائية الأخرى، بورياس، إلى الموقع لمزيد من الفحص، وهذه المرة مع عالم الأرصاد الجوية هربرت ريجولا والمصور ماكس بوندرمان على متنها لتصويرها وتصويرها.
في اليوم الموالي تم الاحتفال بالاكتشاف العظيم مع البيرة، والتي وضعت اللمسة النهائية للمرحلة الأولى من الخطة.
وفي 5 فبراير، رفعت البعثة العلم النازي في موقع القاعدة المستقبلية، وأسرت أربعة بطاريق إمبراطور، وبدأت في العودة إلى ألمانيا. وصل أفراد الطاقم إلى كيب تاون بعد شهر، حيث ينتظرهم برقية تهنئة من بطل الطيران الألماني هيرمان فيلهلم جورينج.
في منتصف أبريل، رست شوابينلاند في هامبورغ، حيث تم استقبالها من قبل أعلى السلطات مع رفع جميع أعلام المدينة. شارك هتلر نفسه في التهاني برسالة للكشافة.
مما لا شك فيه أن ما أنجزه طاقم شوابينلاند كان إنجازًا بالنسبة للنازية. لم يقتصر الأمر على تحقيق العديد من عمليات الهبوط على البر الرئيسي، بل تمكنت أيضًا من القيام برحلات استكشافية ورسم خرائط، بالإضافة إلى عمليات الهبوط، وهو أمر لم يتحقق حتى ذلك الحين.
إقرأ أيضا : نظرية الزواحف البشرية، أغرب نظريات المؤامرة
إنجازات جغرافية مهمة
عادت البعثة مع 11600 صورة جوية، مما أتاح الحصول على أكثر الخرائط تفصيلاً للمناطق المختلفة، بما في ذلك سلسلة جبال بطول 800 كيلومتر على بعد 100 كيلومتر من حافة الجليد والواحة، أطلق عليها اسم شيرماخر تكريماً للطيار.
تمت كذلك تسمية جميع المعالم الجغرافية بأسماء أفراد البعثة ، وأشهر الجغرافيين والمستكشفين الألمان وحتى بأسماء مديري Lufthansa و Norddeutscher Lloyd، الذين تعاونوا مع المركبات للمهمة.
كما تم تسمية المنطقة الجديدة المغطاة ، والتي تصل مساحتها إلى 600 ألف كيلومتر مربع ، تم تسميتها Neu-Schwabenland، أي “New Swabia” شوابيا الجديدة (وهي منطقة في قارة انتاركتيكا، مساحتها 600 الف كيلومتر مربع سبق ان احتلتها ألمانيا النازية من فترة كانون الثاني 1939 إلى ايار 1945 وتتبع حالياً بقسم منها لسلطة النرويج.)، تكريماً للسفينة.
إقرأ أيضا : قطار الذهب النازي : أسطورة أسالت لعاب صائدي الكنوز