قانون ساكسونيا : قانون يقطع يد الفقير ويقطع ظل يد النبيل
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يعتبر قانون ساكسونيا Saxony Law واحدا من بين أغرب القوانين وأكثرها ظلما في التاريخ. فهذا القانون يعتبر حرفيا واحدا من أشهر أشكال الاضطهاد التي تعرض لها البشر في التاريخ، وتحديدا في ولاية ساكسونيا الألمانية، فكان بسببه يُحاكم الفقير وتصل عقوبته للإعدام، في نفس الوقت الذي تقتصر فيه عقوبة النبيل على محاكمة ظله.
طبق هذا القانون المجحف لأول مرة في القرن 15، حينها قام المُشرّعون من طبقة النُبلاء الأغنياء بوضع قانون خاص يحكم المجتمع والشعب بولاية ساكسونيا، وكان القانون يُعاقِب اللصوص والمجرمين من كِلا الطبقتين، عامة الشعب الفقراء والنبلاء الأغنياء دون تمييز بينهم، ولكن مع اختلاف طريقة تنفيذ العقوبة.
بالنسبة للفقراء وعامة الشعب، كان السارق منهم يقطع يده والمجرم تقطع رأسه، أما فئة النبلاء والأشراف فكان سارقهم يقطع ظل يده، وكان المجرم منهم تقطع ظل رأسه. وكان السجين من النبلاء يدخل السجن ولكنه يخرج من البوابة الخلفية دون أن يقضي أي فترة عقوبة بداخل السجن،فقد كان النبلاء والأعيان لا تطالهم يد القانون فكانوا يقفون في ساحة تنفيذ الأحكام الوهمية بكبرياء وشموخ واستهزاء.
يعرف قانون ساكسونيا في الأوساط القضائية بأنه مصطلح يشير إلى اللاعدالة والظلم والتمييز في إصدار وتطبيق الاحكام او العقوبات، أي اختلال النظام القانوني ككل، وتم استنباط هذا المصطلح من رواية تاريخية لم تثبت حقيقتها حدثت في ولاية ساكسونيا الألمانية في العصور الوسطى.
إقرأ أيضا : قوانين نيوتن الثلاث للحركة : ثورة في قوانين الفيزياء
ما هو قانون ساكسونيا
قانون ساكسونيا هو مصطلح يشير إلى الظلم والنظام القانوني المختل وذلك إستنادا إلى رواية لم يثبت حقيقتها التاريخية قد حدثت في ولاية ساكسونيا في العصور الوسطى بألمانيا.
على كل حال تقول الرواية أن ولاية ساكسونيا في العصور الوسطى كانت تحكم من خلال طبقة أوليجاركية (النبلاء والأثرياء والأقوياء) وسن مشرعيها أحد القوانين الظالمة الذي ينص على تنفيذ العقاب على جسد المجرم إذا كان من طبقة عامة الشعب.
بينما إذا كان المجرم من طبقة الأوليجاركية فإن العقاب ينفذ على ظله، أو بمثال توضيحي إذا قلنا أن هناك جريمة سرقة، فإذا كان السارق من العامة فإنه يجلد وإذا كان من طبقة الأوليجاركية فالجلد يطبق على ظله أو كان تم قطع رأس ظل القاتل بعد وقوفه في الشمس.
كان من يحكم عليه بالسجن من طبقة عامة الشعب الفقيرة فانه يسجن تنفيذا للعقوبة التى يستحقها، اما طبقة النبلاء الاغنياء يسجن المتهم امام الناس ثم يخرج من البوابة الخلفية.
إقرأ أيضا : قانون قوة الجاذبية : كيفية حساب الجاذبية ومن اكتشفها
أصل الحكاية وسبب التسمية
سمي القانون بإسم قانون ساكسونيا، لأنه بدأ تطبيقه لأول مرة في ولاية ساكسونيا. ساكسونيا هي ولاية ألمانية كانت مزدهرة اقتصاديا وتجاريا ولكن علي حساب الطبقة الكادحة الفقراء فكان كل شيئ يمتلكه طبقه النبلاء وكان الفقراء يعملون تحت امرتهم.
ولأن طبقة النبلاء هي حاكمة سكسونيا فقام المشرعون (النبلاء) بتشريع قانون لحكم ساكسونيا فكان القانون يطبق على الفقراء ولا يطبق على طبقة النبلاء.
فمثلا: إذا قتل أحد الفقراء قامو بقطع رأسه واذا قتل أحد النبلاء وقف بالشمس وقامو بقطع رأس خياله.
وكذلك إذا سرق أحد الفقراء قامر بجلده أو سجنه أما النبلاء فكان يجلد خياله أو يدخل السجن ويخرج من الباب الخلفي ولم يكن الأمر بخفي بل كان علنيا وكان النبلاء يتفاخرون بذلك وكانوا يستفزون الطبقة الفقيرة.
ولذلك أصبحت كلمة قانون ساكسونيا تعبير عن الظلم أو للاستهزاء بعدالة قانون ما.
كما أصبح هذا القانون مضرب مثل للعدالة الزائفة أو الوهمية أو الشكلية، وأيضا مضرب مثل للفجوة الكبيرة بين الطبقات الثرية التي تفلت بجرائمها والفقيرة التي تدفع ثمنها باهظاً لفقرها.
إقرأ أيضا : قيام الثورة الفرنسية : الثورة التي ألهمت العالم وغيرت التاريخ
قانون ساكسونيا يحمي النبلاء ويفتك بالفقراء
كان قانون ساكسونيا مثلا للاضطهاد والظلم والتسلط، حيث كان هذا القانون يُعاقِب اللصوص والمجرمين من كِلا الطبقتين، عامة الشعب الفقراء والنبلاء الأغنياء دون تمييز بينهم، ولكن “مع أختلاف طريقة تنفيذ العقوبة” بحيث تكون كالآتي :
بالنسبة لعامة الشعب الفقراء:
- القاتل : تُقطع رأسه بحيث تُفصل عن جسده.
- السارق : يُجلد على جسده بعدد الجلدات التي حُكمَ عليه بها.
- من صدر بحقه حُكم بالسجن يُسجن.
بالنسبة لطبقة النُبلاء الأغنياء:
- القاتل : يؤتى به ليقف في الشمس وتُقطع رقبتة (ظله) .
- إذا سرق أحد النُبلاء: يؤتى به ليقف في الشمس ويُجلد (ظله).
- إذا حُكمَ على أحد النُبلاء بالسجن: يُسجن أمام الناس ويخرج من البوابة الخلفية.
وكان النُبلاء يقفون في ساحة تنفيذ الحكم الوهمي، وكلهم شموخ وكبرياء وأحياناً يبتسمون بأستهزاء، لجموع الرعاع الذين يصفقون فرحاً بتنفيذ تلك العدالة.
بغض النظر عن صحة قصة هذا القانون المجحف، إلا أن قانون ساكسونيا لا زال يضرب به المثل إلى اليوم في التعبير عن الظلم والتمييز الطبقي وغياب العدالة الاجتماعية.
إقرأ أيضا : قانون الجذب المثير للجدل: كيف تطبقه للنجاح في حياتك
ساكسونيا حاليا
صحيح أن قانون ساكسونيا الظالم والمجحف ظهر في مقاطعة ساكسونيا، كان هذا في القرن الخامس عشر، أما الآن فقد ازدهرت ولاية ساكسونيا الألمانية (بالألمانية: Sachsen) فعلاً عندما سادت العدالة وسيادة القانون بين مواطنيها، وباتت من أهم الولايات الالمانية المزدهرة اقتصادياً وعاصمتها دريسدن وتضم ثلاث مناطق إدارية هي لايبزيغ، دريسدن وكمنيتس.
تتميز ساكسونيا بتاريخ طويل من الاستقلال كمملكة منفصلة، وهي تمتلك مزيج رائع من قلاع القرون الوسطى وساحات المدينة المرصوفة بالحصى والكنائس القوطية والقصور الفخمة وقطارات البخار القديمة، سكان ساكسونيا لديهم شعور قوي بالتميز عن الألمان الآخرين، ينبع هذا أساسا من تاريخ استقلال المنطقة وعدد سكانها الكبير والمتنوع.
كما تعد ولاية سكسونيا واحدة من أكثر الولايات في شرق ألمانيا ذات الكثافة السكانية المرتفعة، رغم أن عدد سكانها انخفض منذ منتصف القرن العشرين، حيث انخفض عدد السكان بمقدار الخمس بين عام 1960 ومطلع القرن الحادي والعشرون، لكن السكان ودودون ودافئون فخورون بثرواتهم الثقافية والطبيعية.
إقرأ أيضا : قانون تأثير الكوبرا : عندما ينقلب السحر على الساحر
قانون ساكسونيا عادل إمام
تم التطرق لما يسمى ب “قانون ساكسونيا” في السينما العربية وبالضبط في السينما المصرية في فيلم “الغول” والذي لعب دور البطولة فيه الفنان عادل إمام.
تناول العمل الفني السينمائي، قصة قانون ساكسونيا، في مشهد جسده عادل إمام مع الفنان القدير صلاح السعدني، وشرح فيه أصل القانون وطريقة معاقبة المتهمين به، كما جسدته الإذاعة المصرية في الثمانينيات، بنفس اسمه «قانون ساكسونيا»، من بطولة الفنان نور الشريف والفنانة بوسي، من تأليف وحيد حامد، وألحان هاني شنودة، وإخراج مصطفى أبو حطب.
إقرأ أيضا : قوانين مورفي لسوء الحظ : حقيقة مثبتة أم مجرد خرافة