قصة العشاء الأخير : لحظة تحول في التاريخ المسيحي
نظرة سريعة على محتويات المقال:
العشاء الأخير هو حدث ديني ذو أهمية بالغة في المسيحية، ويمثل آخر وجبة تناولها يسوع المسيح مع تلاميذه الاثني عشر قبل صلبه. يعتبر هذا الحدث نقطة تحول في التاريخ المسيحي، حيث أسس فيه يسوع سر القربان المقدس وقدم فيه خلاصة تعاليمه.
وقد خلدت قصة العشاء الأخير في لوحة فنية وهي واحدة من أشهر اللوحات في التاريخ، وهي عمل للفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي. اللوحة تصور اللحظة التي أعلن فيها يسوع المسيح لتلاميذه عن خيانته من قبل أحد تلاميذه، وهي لحظة حاسمة في الإنجيل.
تم تصوير العشاء الأخير مرارًا وتكرارًا من قبل الفنانين على مر العصور، وأشهر هذه اللوحات هي لوحة ليوناردو دا فينشي الشهيرة التي تصور اللحظة التي أعلن فيها يسوع عن خيانته.
يمكننا القول أن العشاء الأخير هو الحدث الذي يسبق مباشرة صلب المسيح، وهو يحمل أهمية كبيرة في العقيدة المسيحية. في هذا العشاء، جمع يسوع تلاميذه الاثني عشر لتناول وجبة عيد الفصح اليهودي، لكن هذا العشاء كان مختلفًا عن كل العشاأت السابقة.
ما الذي حدث خلال العشاء الأخير؟
حسب القصص والمصادر المسيحية، خلال العشاء، أخذ يسوع الخبز وكأس الخمر وباركهما، قائلاً إنهما يمثلان جسده ودمه اللذين سيقدمهما فداءً للبشرية. هذا الحدث أسس سر الإفخارستيا، وهو أحد أهم الأسرار في الكنيسة الكاثوليكية.
أعلن يسوع لتلاميذه أن أحدهم سيخونه، مما أثار الذعر والارتباك بينهم، ثم قام يسوع بغسل أقدام تلاميذه كمثال للتواضع والخدمة. وأخيرا أعطى يسوع لتلاميذه وصايا جديدة، أهمها وصية المحبة، والتي تدعو إلى أن يحب كل واحد منهم الآخر كما أحبه يسوع.
لكن هل فعلا تعرض يسوع للخيانة من أحد تلاميذه ؟
لقد أعلن يسوع المسيح خلال العشاء الأخير أن أحد تلاميذه سيخونه، وهو ما تحقق بالفعل بخيانة يهوذا الإسخريوطي حيث قام بتسليمه للسلطات. هذه الحادثة تحمل في طياتها العديد من المعاني الرمزية واللاهوتية العميقة، وتستحق مزيدًا من التمعن.
ربما كان يهوذا طموحًا وأراد السلطة والمال، ورأى في تسليم يسوع فرصة لتحقيق ذلك، و ربما شعر يهوذا بخيبة أمل بسبب بطء تحقق آماله في أن يصبح المسيح ملكًا أرضيًا، مما دفعه إلى اليأس والخيانة، كما يشير الإنجيل إلى أن الشيطان دخل في يهوذا ودفعه إلى ارتكاب هذه الخيانة.
دت خيانة يهوذا مباشرة إلى صلب المسيح، وهي أهم حدث في التاريخ المسيحي، وبعد أن أدرك يهوذا خطأه، ندم بشدة وندم على ما فعله، ولكنه انتحر. بعد قيامة المسيح، اختار الرسل متياس ليحل محل يهوذا بين الاثني عشر رسولًا.
أهمية العشاء الأخير
العشاء الأخير هو حدث مركزي في المسيحية، يحمل في طياته العديد من المعاني العميقة والرمزية. يعتبر هذا العشاء، الذي جمعه يسوع المسيح مع تلاميذه قبل صلبه، لحظة تحول حاسمة في تاريخ البشرية.
يعتبر العشاء الأخير أساسًا لسر القربان المقدس الذي يحتفله الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس، والذي يرمز إلى اتحاد المؤمنين بجسد ودم المسيح.
خلال العشاء الأخير، قام يسوع بتحويل الخبز والخمر إلى جسده ودمه، مؤسسًا بذلك سر الإفخارستيا أو القربان المقدس. هذا السر هو جوهر العبادة المسيحية، حيث يتناول المؤمنون الخبز والخمر رمزًا لجسد ودم المسيح، تجديدًا لعلاقتهم به وتذكرًا لذبيحة الفداء.
أعطى يسوع خلال العشاء الأخير لتلاميذه وصايا جديدة، أهمها وصية المحبة. هذه الوصايا شكلت الأساس الأخلاقي للإيمان المسيحي ودعت إلى التضحية بالنفس من أجل الآخرين.
كما أعلن يسوع عن خيانة يهوذا الإسخريوطي وعن صلبه القريب، مما أعد تلاميذه لما سيحدث وأعطاهم قوة لتحمل الصدمة.
مثل العشاء الأخير بداية العهد الجديد، حيث حل محله العهد القديم. هذا العهد الجديد يقوم على أساس المحبة والتضحية، ويشمل جميع البشر بغض النظر عن أصلهم أو ثقافتهم.
باختصار، العشاء الأخير هو أكثر من مجرد وجبة. إنه حدث تاريخي وروحاني عميق، يشكل حجر الزاوية في الإيمان المسيحي.