الكاهن سطيح

قصة الكاهن سطيح وشق : أشهر الكهنة في شبه الجزيرة العربية

يعتبر الكاهن سطيح واحدا من أشهر الكهنة وأكثرهم إثارة للجدل عبر التاريخ، حيث كان معروفا بتنبؤاته المثيرة وشكله المخيف وشخصيته الغامضة.

لقد كان الكاهن سطيح أشهر كاهن عرفته العرب طوال تاريخها فلقد تكهن بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بسنوات طوال.

حسب العديد من المصادر التاريخية ( البداية والنهاية لإبن كثير ) وبعض المؤرخين العرب (كتب السيرة النبوية)، في الجاهلية كان هنالك اثنان من الكهنة المعروفين جدا يخبران بالمستقبل، الأول كان إسمه شق والثاني سطيح.

لقد كان الكاهن شق يقيم في بلاد الحجاز وسطيح في بادية الشام. سمي شق بهذا الاسم لأنه كما يقولون كان كشق إنسان، وأما سطيح فكان كالبضعة الملقاة على الأرض فكأنه سطح عليها.

بعض الكتب ذكرت أن سطيح عاش 140 سنه وأكثر وأيضا ذكر في بعض الاقوال أنه تجاوز ال150 عام ولكن جميعها ليست مؤكدة.

إقرأ أيضا : تنبؤات العرافة بابا فانغا : العرافة البلغارية التي تنبأت بعودة الخلافة الإسلامية

قصة الكاهن سطيح وشق :

 الكاهن سطيح

كما ذكرنا سابقا، فلقد كان الكاهن سطيح والكاهن شق من الكهنة المثيرين للجدل والبارعين في الدجل، كما كانا يتسمان ب صفات خَلقية غريبة، مما زاد من شهرتهما وأصبحا أشهر من نار على علم في شبه الجزيرة العربية آنذاك.

يقال إن سطيحًا كان لا أعضاء له، وإنما كان مثل السطيحة، ووجهه في صدره، وكان إذا غضب، انتفخ، وجلس. ويعود سبب تسميته سطيحا أن له نصف جسم ونصف رأس ويد ورجل واحدة. وادعى بعض أهل العلم أنه جني تمثل بهيئة رجل كسيح عاش لعدة قرون,بينما كان شق نصف إنسان، لهذا سمي بذلك الإسم.

ومن غريب الصدف، أن شق وسطيح ولدوا في نفس اليوم الذي ماتت فيه الكاهنة طريفة بنت الخير الحميرية (كان العرب يعتبروها أم الكهان) يقال أنها بصقت في أفواههم عند ولادتهم ورثوا منها الكهانة.

لقد كان سطيح وشق يتمتعان بشهرة كبيرة في شبه الجزيرة العربية، حيث إتسمت تنبؤاتهما بالجدل وكثير منا تحققت، وعلل العديد من الناس قدرتها العجيبة على التنبؤ بإعتمادهما على الجن مسترقي السمع.

الكهان قبل بزوغ فجر الإسلام :

 الكاهن سطيح

لقد كان العرب يضعون مكانة خاصة للكهان ويحترمونهم جدا ويقدرونهم وكان للكاهن تقدير خاص دونًا عن بقية الناس لدرجة أنهم كانو يذهبون إليه لحل قضاياهم ونزاعاتهم اليومية.

فقد كان وضع الكهنة قبل بعثة النبي مختلف تماما عن وضعهم بعد بعثته لأن الله منع عن الجن اخبار السماء بعد بعثه المصطفى وإذا منع الجن عن أخبار السماء فأن الكاهن سيمنع أيضا لان الكاهن يعتمد على الجان حتى يتكهن للناس.

فلقد أتى الإسلام برسالته العظيمة وقضى على الكهانة وإعتبرها من البدع الجاهلية، حيث كان العرب قديما يعتبرون الكاهن من أهل العلم الغامض والمستور، لكن في الحقيقة الكاهن قبل كل شي هو منجم يصاحب جنيًّا اسمه التابع أو الرائي ينقل إليه ما يسترقه بالسمع من أخبار السماء.

لقد كان الكاهن عند عرب الجاهلية بمثابة المتنبئ؛ فتعددت وظائفه في شئون الدين والدنيا، وكان له حتمًا اتصال بعالم الخفاء والغموض؛ ولذا ترى بعض الرواة يصفون الكهان بأهل العلم الغامض ولعل أبرزهم : مسيلمة الكذاب في بني حنيفة وكاهنة بني تميم المعروفة سجاح وغيرهم الكثير.

نبؤات سطيح وشق :

الكاهن سطيح

لقد تميز الكاهن سطيح المثير بالجدل، بالكثير من النبؤات الفريدة والتي جعلته كاهنا لا يشق له غبر في زمن الجاهلية وكان الناس يأتون لسطيح فيقولون : جئناك بأمر ؟ فما هو ؟ فيجيبهم على ما في أنفسهم قبل أن يبوحو بأي شيء.

لقد كان الكهان العرب قديما يشتهرون بالسجع في كلامهم و السجع: هو توافق العبارات أو الجمل في نهايات الفواصل، وكان سطيح من أمهر الكهنة في السجع وكان كلامه فيه قبول عجيب عند المستمع.

ومن قصص سطيح المشهورة أن الملك اليمني ربيعة بن مضر رأى في المنام حلمًا أرعبه، فأرسل إلى جميع العرافين والسحرة ومفسري الأحلام لتفسير حلمه.

لم يخبرهم بما كان حلمه قائلاً إن الشخص الذي سيعرف التفسير الصحيح سيكون قادرًا على معرفة الحلم دون إعادة سرده. لم يتمكنوا من إخباره بما كان يحلم به، لذا نصحوه بالاتصال بكل من شق وسطيح.

فدعاهما ربيعة. وصل سطيح في وقت أبكر من شق. فبادره ربيعة بن نصر بسؤاله وقال له : إنني حلمت حلماً أفزعني فما هو؟

‘قال سطيح : رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فوقعت في أرض نهمة.. قال ربيعة: أصبت فما تفسيره؟ قال: ليأخذن أرضك الأحباش السود.’قال سطيح : رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فوقعت في أرض نهمة.. قال ربيعة: أصبت فما تفسيره؟ قال: ليأخذن أرضك الأحباش السود.

فقال ربيعة : إن هذا لغائظ موجع فمتى هو واقع؟ قال: بعدك بستين أو سبعين عاماً ثم يخرجون منها.

قال : ومن يملك بعدهم؟ قال: سيف بن ذي يزن يخرج عليهم من عدن فما يترك منهم واحداً في اليمن.

 فقال ربيعة : أيدوم ملكه أم ينقطع؟ قال سطيح: بل يقطعه نبي زكي يأتيه الوحي من الله العلي.. قال الملك: وممن هذا النبي؟ قال سطيح: من ولد عدنان بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر.. فقال ربيعة: وهل للدهر من آخر؟ فقال سطيح: نعم يوم يبعث الأولون والآخرون فيسعد المحسنون ويشقى المسيئون.

جاء شق فيما بعد وقال لربيعة تفسيرًا مشابهًا. عندما رأى ربيعة أن كلا من شق وسطيح أعطيا تفسيرًا مشابهًا، فوقع في نفس ربيعة ما قالا، فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم، وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له «سابور بن خرزاد» فأسكنهم الحيرة النعمان بن المنذر من نسل ربيعة بن نصر.

المثير في الأمر، أن كل ما أخبره سطيح للملك حدث كاملا فأحتل الاحباش اليمن لمدة تتجاوز الـ 70 عام ثم جاء سيف بن ذي يزن وطردهم وحكم حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان يقصده سطيح عندما قال نبي زكي يأتيه الوحي من العلي .

إقرأ أيضا : تنبؤات مسلسل سيمبسون : حقيقة أشهر التنبؤات وأكثرها إثارة للجدل

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *