قصة بلانش مونييه : قصة مأساوية لفتاة حبست 25 سنة في قبو المنزل
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر قصة بلانش مونييه Blanche Monnier من أكثر القصص المأساوية التي تجسد إنعدام الضمير والإنسانية وتؤكد مقولة أن الانسان اخطر الحيوانات أو أن الإنسان عدو نفسه.
قصة بلانش مونييه (1849-1913) هي قصة مأساوية عن فتاة فرنسية من عائلة ثرية تم احتجازها سراً في غرفة صغيرة لمدة 25 عامًا.
كانت بلانش مونييه تبلغ من العمر 26 عامًا عندما أخضعتها لويز، والدتها، لأسر وحشي في قبو المنزل لأنها أرادت الزواج من رجل “لا ينتمي” للعائلة الأرستقراطية والملكية.
بلانش كانت رومانسية جدا وكانت فكرتها عن الحب هي فكرة كل بنت مراهقة لم تخرج من غرفتها ولم تواجه الشر. فكرتها عن العالم كانت مأخوذة من صفحات الروايات الرومانسية.
بكل الطرق حاولت أن تقنع والدتها بالشاب الذي تحبه، لكن للأسف صُدِمت من عنف ورفض والدتها وانضم لوالدتها اخوها الكبير، كانوا رافضين تمام لفكرة ارتباطها بهذا الشاب.
بلانش قررت أن تفعل مثل الأفلام والروايات وتهرب مع حبيبها ليعيشوا مع بعض، في اليوم التالي اختفت المسكينة بلانش لتبلغ والدتها وشقيقها عن إختفائها المفاجئ.
بلانش مونيه فتاة من أسرة ثرية اختفت في ظروف غامضة عام 1875 وعلى الرغم من ثراء عائلتها وشغلهم مناصب مرموقة إلا أنه لم يتم العثور عليها، إلا بعد خمسة وعشرون عامًا من اختفائها، وقد تسبب ظهورها مرة أخرى في إثارة الرأي العام الفرنسي حول السبب وراء اختفائها والمكان والظروف الذي وجدت فيه هذه الفتاة المسكينة.
إقرأ أيضا: قصة ناتاشا كامبوش اشهر قضية اختطاف في أوروبا
ما قصة بلانش مونييه
ولدت بلانش مونييه في بواتييه، فرنسا في عام 1849. كانت الابنة الوحيدة لزوجين أرستقراطيين، وكان والدها طبيبًا.
نشأت بلانش في بيئة ثرية ومحافظة، وكانت عائلتها تتوقع منها أن تتزوج من رجل من نفس الطبقة الاجتماعية الراقية.
في عام 1875، عندما كانت بلانش في سن 26 عامًا، وقعت في حب رجل من عائلة أقل ثراء أو عائلة متوسطة. لكن عارضت والدتها بشدة هذا الزواج، وخشيت أن يؤثر على سمعة العائلة.
في أحد الأيام، اختفت بلانش فجأة من المنزل. بحثت الشرطة عنها في كل مكان، لكن لم يتم العثور عليها. بعد مرور بعض الوقت، أخبر والد بلانش الجميع أن إبنته أصيبت بالجنون ومرض عقلي حاد، وأنها ضاعت في مكان ما.
بعد 25 عامًا، في عام 1900، تلقى النائب العام في بواتييه رسالة مجهولة الهوية تفيد بأن بلانش كانت محتجزة في منزل عائلتها. أرسل رجال الشرطة إلى المنزل للتفتيش، ووجدوا بلانش في غرفة صغيرة في الطابق العلوي.
كانت بلانش في حالة يرثى لها عندما تم العثور عليها. كانت هزيلة ومريضة، وكانت تعيش في ظروف قذرة. لم تكن قادرة على الكلام أو المشي، وكانت تتصرف مثل طفل صغير.
وحتى يومنا هذا، ظلت هوية كاتب الرسالة مجهولة، وقد افترض البعض أن مارسيل مونيير شقيق بلانش هو من كتبها بينما يعتقد آخرون أنه شريك لأحد أفراد العائلة أو أحد الخدم.
بعد توالي كل هاته الأحداث، أصبحت قصة بلانش مونييه قضية رأي عام في فرنسا، وتناقلتها الألسن والأفواه وإنتشرت كالنار في الهشيم، حيث طالب العامة من الناس بمعاقبة الجاني أشد عقاب.
ظهر اسم بلانش مونييه لأول مرة في إحدى الصحف المحلية في بواتييه في مايو 1901، ولكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تظهر قصتها في الصفحات الأولى للصحافة الوطنية، تحت عنوان المرأة التي احتجزتها والدتها لمدة 25 عامًا في قبول المنزل، لقد كانت صدمة لمختلف شرائح المجتمع الفرنسي.
إقرأ أيضا : قصة أوتا بينغا : مأساة شاب عرض في حديقة للحيوانات وكأنه قرد
قصة بلانش مونييه التي روعت باريس
هزت قصة بلانش مونييه الرأي العالم في فرنسا وشكلت صدمة لا تصدق للعديدين، خاصة بعدما عثروا عليها في حالة يرثى لها، دخل ذلك القبو الموحش والمظلم والذي حبست فيه ل 25 سنة.
وجدوها محبوسة في غرفة صغيرة، كان جسمها هزيلاً جداً، ووزنها حوالي 25–30 كيلو وكانت جلد على عظم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد كان منظرها مرعبا جدا.
وجدت بلانش في حالة وسخ وعتمة حيث إن بشرتها ونظرها لم يعودا يتحملان الضوء بسبب تعودها على الظلمة ربع قرن.
لقد بقيت بلانش مونييه 25 سنة كاملة في عتمة تامة تقتات على بقايا الطعام و تعيش في وسخ مقزز وكان حبيبها قد توفي في الفترة التي حبست فيها.
بدأت بلانش بالصراخ ومناشدة رجال الدرك ألا يأخذوها من “كهفها الصغير”، كما أطلقت عليها اسم زنزانة التعذيب. قبل نقلها إلى المستشفى، تم التقاط الصورة المروعة لها ونشرت في L’illustration وأعيد نشرها في العديد من الصحف الأخرى.
إقرأ أيضا : قضية اختطاف أورسولا هيرمان : دفنت حية في صندوق تحت الأرض
يد العدالة لم تكن عادلة
بعد العثور على المسكينة بلانش مونيي في تلك الحالة اللاإنسانية والمزرية، لم تستطع والدتها لويز تبرير هذا الرعب، لكنها أنكرت أن ابنتها كانت محتجزة ضد إرادتها.
ادعت أن بلانش لم كانت مجنونة ومريضة نفسيا، وأنها رفضت تناول الطعام، وأنها لا تريد أن تغسل، وأنهم لم يستطيعوا إخراجها من تلك الغرفة القذرة.
بعد إلقاء القبض عليها بفترة قصيرة، تم إطلاق سراح والدتها لعدم كفاية الأدلة وعادت إلى المنزل الواقع في شارع Rue de la Visitation، حيث قام كان هنالك حشد غاضب من الناس يقوم بتوبيخها كل يوم عند الباب.
غير قادرة على تحمل الفضيحة والعار الذي لحقها جراء تلك الحادثة، توفيت لويز بنوبة قلبية بعد 15 يومًا فقط من إطلاق سراحها.
كان لبلانش أخ أكبر، يدعى مارسيل وهو عضو محترم آخر في مجتمع بواتييه البرجوازي. كان يعيش مع زوجته في المنزل المجاور لمنزل العائلة وكان على علم بكل شيء.
في أكتوبر / تشرين الأول، بعد خمسة أشهر من إنقاذ أخته، حوكم وحُكم عليه بالسجن 15 شهرًا بتهمة العنف والاعتداء في قصة بلانش مونييه.
ومع ذلك، تم الإفراج عنه بعد ستة أشهر بعد أن ادعى محاميه أنه لم يكن هناك عنف متعمد لم تكن هناك جريمة. في ذلك الوقت، لم تكن جريمة الامتناع عن المساعدة جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي.
أغلقت بعد ذلك التحقيقات تمامًا في هذه القضية التي أصبحت مثار للرأي العام بعد اكتشاف مكان الفتاة ووجودها على هذه الحالة المزرية والمخيفة هذه الفتاة التي عاشت حياة النبلاء وانتهت حياتها بهذه الطريقة الموحشة والقاسية.
إقرأ أيضا : قصة اختطاف إليزابيث سمارت : في سن الرابعة عشر تم اختطافها والاعتداء عليها يوميًا لمدة 9 اشهر
الموت طريق خلاص محبوسة بواتييه
توفيت بلانش مونييه في عام 1913 في مستشفى بلوا للأمراض العقلية، وكانت غير قادرة أن تغسل وتطعم وتلبس نفسها بدون مساعدة، لكنها ما زالت تتوسل للعودة إلى “كهفها الصغير”.
بالنسبة للكثيرين، تعتبر هاته القصة واحدة من أكثر القصص رومانسية في القرن التاسع عشر (الحبيبة التي لم ترغب في التخلي عن حبها حتى بعد الموت)، بالنسبة للكثيرين الآخرين هو انعكاس للا عقلانية التي يمكن أن يروج لها نظام القيم غير المتسامح والطبقي، مثل الطبقة الأرستقراطية الفرنسية في ذلك الوقت.
قصة بلانش مونييه هي قصة مأساوية عن القمع والظلم. كانت فتاة جميلة وذكية، لكن والدتها حرمتها من الحرية والسعادة.
كانت قصة بلانش مونييه معروفة في جميع أنحاء فرنسا، وأصبحت رمزًا للظلم الذي عانت منه النساء في ذلك الوقت.
إقرأ أيضا : قصة ناتاشا كامبوش اشهر قضية اختطاف في أوروبا