قصة جين غودال : المرأة التي عاشت مع القرود البرية لأكثر من 40 عامًا
نظرة سريعة على محتويات المقال:
قصة جين غودال : المرأة التي كرست حياتها في سبيل العلم
في مقال اليوم سنتحدث عن قصة جين غودال، المرأة التي عاشت بين حيوانات الشامبانزي لأكثر من 4 عقود، حاولت فيها دراسة وفهم طبيعة هاته الحيوانات وأعادت فيها تكريس مفهوم البشرية.
جين غودال Jane Goodall هي عالمة بريطانية مشهورة وخبيرة في مجال الرئيسيات. وُلدت في 3 أبريل 1934 في لندن. اشتهرت بأبحاثها الرائدة حول الشمبانزي في تنزانيا واكتشافاتها المبتكرة حول سلوك هذه الحيوانات.
في سنة 1960، بدأت جين دراستها الميدانية في محمية غومبي ستريم الوطنية في تنزانيا. أثناء بحثها، كانت أول من أكتشف أن الشمبانزي يستخدمون الأدوات للحصول على الطعام، مما تحدى الاعتقادات السابقة حول الفروق بين البشر والرئيسيات.
بفضل أبحاثها، تغيرت نظرتنا تجاه الشمبانزي وفهمنا لسلوكهم. كما أسست جين معهد غودال لحماية الشمبانزي وتعزيز فهمهم وحمايتهم.
بالإضافة إلى أبحاثها، كرست جين حياتها للدفاع عن الحياة البرية والبيئة. تعتبر من بين أبرز الناشطين في مجال حماية البيئة والمحافظة على الحيوانات المهددة بالانقراض.
حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات على مر السنين بفضل جهودها وتفرغها للقضايا البيئية والحيوانية. تعتبر قصة حياتها مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.
إقرأ أيضا : العالمة ماري كوري : رائدة الفيزياء والكيمياء ومكتشفة الراديوم
من هي جين غودال
ولدت جين غودال في لندن، إنجلترا، في 3 أبريل 1934. منذ صغرها، كانت مفتونة بالحيوانات، وخاصة القردة. عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، شاهدت فيلمًا وثائقيًا عن رحلة عالم الحفريات الشهير لويس ليكي إلى تنزانيا. أثار الفيلم إعجابها الشديد، وقررت أن تصبح عالمة حيوانات وتدرس الشمبانزي في البرية.
في عام 1957، حصلت غودال على منحة من صندوق لويس ليكي للسفر إلى تنزانيا لدراسة الشمبانزي. كانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 23 عامًا فقط، وكانت أول امرأة تحصل على مثل هذه الفرصة.
وصلت غودال إلى تنزانيا في عام 1957، وبدأت على الفور في مراقبة مجموعة من الشمبانزي في غابة غومبى. أمضت السنوات القليلة القادمة في دراسة سلوك الشمبانزي، وجمعت كمية هائلة من البيانات.
إقرأ أيضا : النابغة نيكولا تسلا : الرجل الذي غير العالم ولكن تم نبذه
اكتشافات غودال عن الشمبانزي
كانت اكتشافات جين غودال عن الشمبانزي ثورية. فقد أظهرت أن الشمبانزي ليسوا مجرد حيوانات بدائية، بل هم كائنات ذكية واجتماعية ذات ثقافة متطورة. على سبيل المثال، اكتشفت أن الشمبانزي يستخدمون الأدوات، وأنهم يشكلون روابط اجتماعية معقدة، وأنهم لديهم القدرة على التعلم والتواصل.
نشرت غودال نتائج أبحاثها في كتابها “حياتي بين الشمبانزي البري” (In the Shadow of Man)، الذي صدر في عام 1967. حقق الكتاب نجاحًا كبيرًا، وجعل غودال مشهورة على مستوى العالم.
واصلت غودال أبحاثها عن الشمبانزي طوال حياتها. أسست معهد جين غودال (Jane Goodall Institute) في عام 1977، والذي يركز على حماية الشمبانزي وحفظ البيئة. كما عملت على نشر الوعي بقضايا البيئة وحقوق الحيوان.
حصلت غودال على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لأعمالها، بما في ذلك جائزة أميرة أستورياس للعلوم الاجتماعية (1990)، وجائزة رامون ماغسايساي (1991)، وجائزة نوبل للسلام (2004).
تُعد جين غودال واحدة من أشهر عالمات الحيوانات في العالم. لقد غيرت نظرتنا إلى الشمبانزي وإلى الحيوانات البرية بشكل عام. كما أنها ناشطة بارزة في مجال حماية البيئة وحقوق الحيوان.
فيما يلي بعض أهم اكتشافات جين غودال عن الشمبانزي:
- الشمبانزي يستخدمون الأدوات، مثل العصي لصيد النمل الأبيض، والحصى لكسر المكسرات.
- الشمبانزي يشكلون روابط اجتماعية معقدة، بما في ذلك روابط الأمومة والصداقة والزواج.
- الشمبانزي لديهم القدرة على التعلم والتواصل، بما في ذلك استخدام الإشارات اليدوية ولغة الإشارة.
تُعد هذه الاكتشافات مهمة لأنها تُظهر أن الشمبانزي ليسوا مجرد حيوانات بدائية، بل هم كائنات ذكية واجتماعية ذات ثقافة متطورة. كما أنها تساعدنا على فهم أفضل لسلوك الحيوانات البرية بشكل عام.
إقرأ أيضا : من هو ليوناردو دافنشي : الرجل العبقري الذي سبق عقله زمانه
وفاة جين غودال
توفيت عالمة الحيوانات البريطانية جين غودال في منزلها في تنزانيا في 31 أغسطس 2023 عن عمر يناهز 89 عامًا. كانت غودال أول امرأة تحصل على منحة لدراسة الشمبانزي في البرية، وأحدثت اكتشافاتها ثورة في فهمنا لسلوك هذه الحيوانات.
سبب وفاة غودال لم يتم الإعلان عنه رسميًا، لكن يُعتقد أنها توفيت بسبب مضاعفات مرض باركنسون، الذي كانت تعاني منه منذ سنوات.
وُصفت غودال بأنها “إحدى أعظم علماء الحيوانات في العالم“. لقد غيرت نظرتنا إلى الشمبانزي وإلى الحيوانات البرية بشكل عام. كما أنها ناشطة بارزة في مجال حماية البيئة وحقوق الحيوان.
تعتبر قصة جين غودال من بين أكثر القصص الملهمة للأجيال القادمة، والتي يضرب بها المثل في الصبر والمثابرة وتكريس الحياة والجهد والوقت في سبيل هدف نبيل.
إقرأ أيضا : أجاثا كريستي بوارو : السيرة الذاتية لأعظم كاتبة روايات بوليسية في التاريخ