قصة نجاح تسلا : من شركة ناشئة إلى شركة رائدة عالميا في عالم السيارات
نظرة سريعة على محتويات المقال:
في مقال اليوم سنتحدث عن قصة نجاح تسلا، الشركة التي نجحت نجاحا باهرا وغيرت قواعد اللعبة في عالم السيارات، بفضل تقنياتها وأساليبها الحديثة، دون نسيات مسيريها والساهرين على تطويرها، فتابعوا معنا لتعرفوا المزيد…
أصبح اسم تسلا مرادفًا للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في عالم السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، فمنذ تأسيسها، تمكنت شركة تسلا من أن تصبح واحدة من أكثر العلامات التجارية تأثيرًا واعترافًا في سوق السيارات الكهربائية.
لكن رغم نجاحها المبهر ودخولها لعالم السيارات بقوة، إلا أن شركة تسلا كانت موضوعًا للعديد من الدعاوى القضائية والخلافات، الناشئة عن تصريحات وسلوك الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، ومزاعم انتقام المبلغين عن المخالفات، وانتهاكات حقوق العمّال المزعومة، والمشاكل التقنية والخطيرة معَ منتجاتها التي لم يتم حلها، تُعدّ تسلا أيضًا واحدة من أكثر الشركات للبيع المكشوف في التاريخ.
طالع أيضا: شركة سبيس إكس : وسيلة إيلون ماسك لغزو الفضاء واستيطان المريخ
قصة نجاح تسلا : التأسيس والبداية
قبل الحديث والتعمق في قصة نجاح تسلا المبهر، لا بد من الحديث عن بداياتها وتأسيسها.
تأسست شركة تسلا في عام 2003 من قبل مجموعة من المهندسين بقيادة رجل الأعمال صاحب البصيرة إيلون ماسك، بمساعدة مجموعة من المهندسين الذين أرادوا إثبات أن الناس ليسوا مضطرين للتنازل عن قيادة السيارات الكهربائية، وأن السيارات الكهربائية يمكن أن تكون أفضل وأسرع وأكثر متعة في القيادة من السيارات التي تعمل بالبنزين.
ركزت الشركة منذ إنشائها على إنتاج السيارات الكهربائية المتطورة، مع التركيز على تكنولوجيا البطاريات وكفاءة الطاقة.
خلال سنواتها الأولى، واجهت شركة تسلا العديد من التحديات والعقبات في طريقها إلى النجاح، والتعامل مع المشاكل المالية، والنقد من صناعة السيارات القائمة، والتحديات التكنولوجية لتطوير بطاريات عالية الأداء وسيارات كهربائية بأسعار معقولة.
على الرغم من أن صناعة السيارات معروفة في جميع أنحاء العالم وترتبط باسم إيلون ماسك، إلا أن مارك تاربينينج كان في الواقع مع المهندس الأمريكي مارتن إبرهارد اللذين بدأ قصة شركة تسلا من خلال شركة Silicon Valley صغيرة تسمى AC Propulsion. وكان أول مشروع لهم عبارة عن سيارة كهربائية تسمى T-Zero يصل مدى بطاريتها إلى نحو 300 كيلومتر.
أسعد المشروع إيلون ماسك، الذي كان مليونيراً في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين بدأ الاستثمار في الشركة حتى أصبح الرئيس التنفيذي لها.
قام ماسك بدور نشط داخل الشركة وأشرف على تصميم منتجات رودستر بمستوى مفصل، لكنه لم يشارك بعمق في العمليات التجارية اليومية، منذ البداية، أكد ماسك باستمرار أن الهدف الاستراتيجي طويل المدى لشركة تسلا هو إنشاء سيارات كهربائية بأسعار معقولة في السوق.
سُمِّيت الشركة بهذا الاسم تيمُّنًا باسم المخترع والكهربائي والفيزيائي الصربي الشهير نيكولا تسلا، الذي اشتهر باكتشافاته الكبرى في مجال الهندسة الكهربائية وجعلته موضع احتفاء العلماء والمهندسين في العقود الأخيرة.
إقرأ أيضا:
مشاريع إيلون ماسك الطموحة التي فاقت الخيال
إيلون ماسك : نبذة عن قصة حياته وأبرز مشاريعه المثيرة
إيلون ماسك : الرجل المناسب في المكان المناسب
لم ترتبط قصة شركة تسلا دائما بالنجاح، فكباقي الشركات، عانت شركة تسلا من العديد من العقبات والمشاكل في طريقها للنجاح والمجد.
منذ البداية، كافحت شركة تسلا من أجل جني الأرباح. يأتي كل رأس مالها الحالي تقريبًا من الاستثمارات الخاصة، وكان عام 2007 عامًا صعبًا بشكل خاص؛ أثر انهيار فقاعة في قطاع العقارات بشدة على جميع مجالات الاقتصاد، والتي لم تستبعد التكنولوجيا، وكانت تسلا على وشك الإغلاق.
قرر إيلون ماسك أن جزءًا كبيرًا من مشكلة الشركة كان مؤسسيها، الذين ما زالوا عالقين في منظور يعتقد أنه خاطئ وأن ذلك لم يسمح للشركة بالازدهار، لذلك حصل على الأصوات اللازمة لإخراجهم من اللعبة في نهاية عام 2007.
في كانون الثاني (يناير) من العام التالي، قامت أيضًا بفصل العديد من الموظفين الرئيسيين الذين شاركوا منذ البداية بعد “مراجعة الأداء”. وفقًا لماسك، اضطرت تيسلا إلى خفض قوتها العاملة بنسبة 10٪ لتقليل معدل الاحتراق (حرق رأس المال)، والذي كان خارج نطاق السيطرة بحلول عام 2007.
بحلول عام 2009، لم تتحسن المشكلة. وتم جمع ما مجموعه 187 مليونا من جميع جولات الاستثمار ولكن تم تسليم 147 سيارة فقط. مما لا شك فيه أن الأزمة المؤسسية استمرت ولم يكن هناك حتى الآن أرباح لدعم ربحية الشركة.
إقرأ أيضا: مشروع ستارلينك : مشروع إيلون ماسك المستقبلي للإنترنت
نور في آخر النفق
كان الملاذ الأخير لماسك في ذلك الوقت هو المساهمة بـ 70 مليونًا أخرى من أمواله الخاصة للحفاظ على العمليات، وهو أمر قد يعتبره البعض رقمًا سخيفًا بالنظر إلى أن ثروته كانت كبيرة جدًا.
ولكن هناك العديد من الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار، أولاً، لم يكن ماسك يمتلك ثروة كبيرة جدا مثل اليوم، لذلك قد يكون مبلغ 70 مليون دولار نقدًا أمرًا صعبًا للغاية، وثانيًا، كانت شركة تسلا تدخل عامها السادس وما زالت غير مربحة؛ لقد أستعمل ايلون ماسك كل أوراقه الرابحة.
في ذلك الوقت، في 19 مايو 2009، استحوذت الشركة الألمانية القابضة Daimler AG، المصنعة لشركة Mercedes-Benz، على حصة 10٪ في Tesla مقابل مبلغ تم الإبلاغ عنه قدره 50 مليون دولار.
كان هذا يعني تحسنًا واضحًا في التوقعات، نظرًا لأن شركة سيارات مهمة مثل هذه كانت تولي اهتمامًا لـ Tesla، فهذا يعني أن أعمال السيارات الكهربائية بدأت في الظهور بشكل أكبر في السوق… وهكذا بدأت قصة نجاح تسلا.
قد يهمك: مشروع هايبرلوب : مشروع إيلون ماسك لتقنية نقل بسرعة الصوت
نجاح شركة تسلا
بدأت قصة نجاح تسلا مع ال عندما تم تقديم أول سيارة تم تسويقها بواسطة Tesla في عام 2008. كانت السيارة رودستر. من تلك النقطة فصاعدًا، صممت تسلا أول سيارة سيدان فاخرة بالكامل تعمل بالكهرباء من الألف إلى الياء: طراز S، الذي سيصبح أفضل سيارة سياحية في فئتها في كل فئة.
في عام 2015، وسعت تسلا تشكيلة منتجاتها مع الموديل X، السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الأكثر أمانًا والأسرع والأكثر تنوعًا حتى الآن، وذلك بفضل تصنيف الأمان من فئة 5 نجوم في جميع الفئات وفقًا للإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة.
في وقت مبكر من عام 2016، قدمت Tesla الطراز 3، وهي سيارة كهربائية ذات إنتاج كبير وبأسعار معقولة بدأت الإنتاج في عام 2017. بعد فترة وجيزة، قدمت Tesla Tesla Semi Truck، المصممة لتوفير ما لا يقل عن 200000 دولار لكل مليون ميل يتم قيادتها، مع الأخذ في الاعتبار تكاليف الوقود فقط.
بالفعل في عام 2019، بدأت تسلا تدويل عمليات التصنيع الخاصة بها، حيث أن الهدف هو تجميع النماذج الأكثر اقتصادا في الصين، حيث افتتح الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الأمريكية، إيلون ماسك، مصنعها الضخم خارج شنغهاي في الصين، حيث تهدف إلى بناء أرخص نسخ من سيارتين كهربائيتين، طراز 3 وطراز Y.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية حينها لو كانغ: “كانت تسلا أول شركة تستفيد من السياسة الجديدة التي تسمح لشركات صناعة السيارات الأجنبية بإنشاء شركات فرعية مملوكة بالكامل في الصين، ونحن نهنئهم على ذلك”.
تمكنت شركة تيسلا من التغلب على العقبات وأصبحت رائدة في سوق السيارات الكهربائية بدون منازع، بل الأكثر من ذلك استطاعت التوغل والدخول بقوة للسوق الصينية المنافس الكلاسيكي الأول للسوق الأميركية، وبهذا تصير شركة تسلا نموذجا يحتدى به.
قد يعجبك أيضا: مشروع نيورالينك : مشروع إيلون ماسك لزرع شرائح في رؤوس البشر
تسلا : ليست شركة سيارات فحسب
اليوم، لا تصنع Tesla المركبات الكهربائية بالكامل فحسب، بل توفر أيضًا منتجات توليد الطاقة النظيفة وتخزينها. لإنشاء نظام بيئي مستدام للطاقة بالكامل، صممت تيسلا أيضًا مجموعة فريدة من حلول الطاقة، باور وول Powerwall و Powerpack وسولار روف Solar Roof، والتي تمكن الأفراد والشركات ومقدمي الخدمات من إدارة توليد الطاقة المتجددة وتخزينها واستهلاكها.
لدعم منتجات السيارات والطاقة من تسلا، تم تأسيس Gigafactory 1، وهي منشأة مصممة لتقليل تكلفة البطاريات بشكل كبير. من خلال القدرة على تطوير إنتاج البطاريات داخليًا، تصنع Tesla البطاريات بالكميات اللازمة لتلبية أهداف الإنتاج الخاصة بها، مع خلق آلاف الوظائف.
لاحقا، أعلنت الشركة عن دخولها إلى سوق الطاقة الشمسية بتدشين خط منتجات لإمداد المنازل والمصانع بالطاقة الشمسية، وهو الأمر الذي جعلها تُغيِّر علامتها التجارية عام 2017 من “تسلا موتورز” (Tesla Motors) إلى “Tesla Inc“، لتتحول من شركة صناعة سيارات كهربائية إلى شركة طاقة شاملة متعددة المجالات.
إن أعجبك المقال يمكنك أيضا قراءة: مشروع سولار سيتي : ثورة غير مسبوقة في مجال الطاقات المتجددة