لغز اختفاء اميليا ايرهارت : أشهر حادثة اختفاء بتاريخ الطيران
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر حادثة اختفاء اميليا ايرهارت من أشهر الحوادث الغامضة في عالم الطيران ليومنا هذا.
في يوم مثل هذا اليوم من سنة 1937، اختفت طائرة لوكهيد إلكترا الأمريكية التي كانت تقل الطيارة اميليا ايرهارت amelia earhart ومساعدها الطيار فريد نونان في المحيط الهادئ.
كانت الرحلة جزءًا من مهمة، وهي أن تصبح اميليا ايرهارت أول امرأة تطير حول العالم.
في الأول من شهر يونيو، غادرت الطيّارة الأمريكية أميليا إيرهارت ميامي وأكملت طريقها ببراعة حتى وصلت إلى لاي في غينيا الجديدة في 29. المحطة التالية كانت جزيرة هَاولاند، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ.
وفي ذلك اليَوْم خططوا للانتقال من ميناء لاي، في غينيا الجديدة، إلى جزيرة هَاولاند الصغيرة، في نقطة نائية بين جزر مارشال وكيريباتي.
كانوا قد بدأوا تلك الرحلة في 1 يونيو 1937 في ميامي، حيث سافروا من هناك إلى بورتوريكو، ثم شرقاً إلى فنزويلا ومن هناك إلى البرازيل، ثم عبروا إلى إفريقيا.
كانت كراتشي (باكستان) وكلكتا (الهند) ورانغون (بورما) وبانكوك (تايلاند) وسنغافورة وباندونغ (إندونيسيا) وداروين (أستراليا) محطاتهم التالية.
كانت ستكون لحظة تاريخية لكنها انتهت بمأساة. في 2 يوليو 1937 في تمام الساعة 20:14 بتوقيت جرينتش أرسلت طائره إليكترا الأميركية، بقيادة إيميليا إيرهارت وفريد نونان، موقعها لآخر مرة إلى خفر السواحل الأمريكي.
قبل ذلك بساعة، أرسلوا رسالة تخبرهم عن انخفاض حمولة الوقود، وبعد إرسال موقعهم، ساد الصمت بشكل غامض. اختفى الجهاز وطاقمه، وبالتالي ولد أحد أعظم الألغاز الشهيرة و الغامضة في القرن العشرين.
على الرغم من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للاحتفال بها وتقديم الدعم الفني للبعثة، إلا أن الطقس كان سيئا في 2 يوليو وفشل محاولات الاتصالات بها كليا.
بمجرد فقدان الاتصال بالطائرة، تم بعث فرقة إنقاذ للبحث عنها. لكن انتهت كل المحاولات دون جدوى في التاسع عشر.
كان رئيس الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الأمريكية، فرانكلين دي روزفلت قلقًا شخصيًا بشأن الاختفاء، ولم تدخر حكومة الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الأمريكية أي موارد للبحث أو جهد للبحث عن من كان أشهر طَيّار في البلاد.
أرسلت 9 سفن وأكثر من 60 طائرات تجوب الأجواء .. بحثا عن رفات الطائِرة وركابها لكن لم يظهر شيء. وانتهت القضية بفرضية نفاد وقود الطائِرة وتحطمها في المحيط.
إقرأ أيضا : حادثة معبر دياتلوف الغامضة ولغز وفاة المتزلجين التسعة
نبذة عن حياة أميليا إيرهارت :
ولدت أميليا في 24 يوليو 1898 في أتشيسون (كانساس)، حيث أمضت جزئا كبيرا من طفولتها. عندما كانت في العاشرة من عمرها، في معرض حكومي في دي موين أيوا، رأت طائرة لأول مرة، لكنها لم تجذب انتباهها على الإطلاق.
فاجأتها بداية الحرب العالمية الأولى. لم تتردد وسجّلت كمتطوعة في مهام التمريض في تورنتو كندا، حيث عالجت الطيارين المصابين.
في عشرينيات القرن الماضي، عاشت إميليا إيرهارت في كاليفورنيا، شاهدت عرضًا جويًا في لونج بيتش وعرفت أن هذا هو الشيء الذي تريده.
تمكنت لاحقا من الركوب في طائرة ذات سطحين لتطير فوق لوس أنجلوس، وهي رحلة ستتذكرها لاحقًا، حيث وصفتها على النحو التالي:
“بمجرد أن أقلعنا علمت أنه سيتعين عليّ الطيران من ذلك الحين”.
تلقت دروسًا واكتسبت طائرة Kinner التي أطلقت عليها اسم “الكناري” بسبب لونها الأصفر، وفي سنه 1922 حققت أول رقم قياسي له، حيث حلّقت على ارتفاع 4267 مترًا (14000 قدم).
في العام التالي، عاشت اميليا ايرهات في بوسطن، ثم أصبحت المرأة السادسة عشرة التي تحصل على رخصة طيار من الاتحاد الدولي للطيران وبدأت في الترويج لهذا النشاط خاصة بين النساء.
وصفتها صحيفة بوسطن غلوب أَنَّها “واحدة من أفضل تاريخ الطيارين في الولايات الْمُتَّحِدَة.”
ثم واصلت الترويج للطيران بين النساء في الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة بأنشطة مختلفة، وفي عام 1930 ساعدت حتى في إنشاء شركة طيران تربط نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن، وكانت نائبة رئيس العلاقات العامة فيها.
بحلول ذلك الوقت، كانت بطائرتها Lockheed Vega قد سجلت بالفعل أرقامًا قياسية في السرعة بين “النساء الطائِرة”.
إقرأ أيضا : رجل الثلج اوتزي : جثة ظهرت من العدم لتعيد كتابة التاريخ البشري
أول امرأة تطير عبر الأطلسي :
كانت أميليا إيرهارت الأميركية قد حطمت الكَثير من الأرقام القياسية الأخرى مثل كونها أول امرأة تطير فوق المحيط الأطلسي (في عام 1928) و أول امرأة تطير فوق المحيط الهادي من هونولولو إلى كاليفورنيا (في عام 1935).
لقد كانت اميليا ايرهات رائدة جيدة و تمتلك خبرة كافية في مجال الطيران، إذن ما هو سر اختفاء اميليا ايرهارت في ظروف غامضة و دون سابق إنذار؟ في أي مكان من العالم سقطت طائرتها ؟
لغز اختفاء اميليا ايرهارت :
في يوم اختفائها، كانت الطيّارة الأميركية اميليا ايرهارت في رحلة اتجاه جزيرة هَاولاند في المحيط الهادئ بعد 6 أسابيع من الطيران وما يقرب من 33000 كيلومتر من السفر حول العالم.
نعم، كل شيء كان يشير إلى أَنَّها سوف تصنع التاريخ مرة أخرى وأنها ستكون أول شخص يكمل رحلة جوية حول العالم فوق الخط الاستوائي.
تتفق النظَريات على أن سلسلة من العوامل مثل نقص الوَقود وسوء الأحوال الجوية كانت ستحول مسار الطائِرة وتجعل من المستحيل عليها العثور على وجهتها في جزيرة هَاولاند.
من هناك، ظهرت بالفعل عدة فرضيات مختلفة، بعضها يرجح أن اميليا ايرهات تعرضت لعملية إختطاف من طرف اليابانيين، أو سقوط طَائرتها على أحد الجزر الغير مأهولة.
بينما يرجح البعض الآخر موتها و إنضمام جثتها لباقي الجثث المدفونة في المحيط الهادئ. وقد اجتذب اختفاء إيرهارت ونونان لسنوات انتباه الكثير من الخبراء والمعجبين الذين حاولوا حل تِلكَ القضية.
إقرأ أيضا : همهمة تاوس : ظاهرة خارقة لأصوات مجهولة المصدر حيرت العلماء
أشهر الفرضيات حول اختفاء أميليا إيرهارت :
شكل اختفاء اميليا ايرهارت وملاحها المساعد بالمحيط، واحدا من أكبر و أكثر الألغاز التي يحيط بها الغموض، ولم يجدو لها حلاً، رغم مرور عقود طويلة.
هذا الأمر، دفع العُلَماء و الباحثين وأشخاص شغوفون بالطيران، لطرح نظريات عديدة في سبيل حلّ لغز الاختفاء الغامض، لعل أشهر النظريات :
النظرية رقم 1: غرق الطائرة في نيكومارورو
وفقًا لما قاله ريتشارد جيليسبي الرئيس التنفيذي لـ TIGHAR، بعد الإبلاغ عن انخفاض الوَقود، بدأت أميليا إيرهارت في البحث عن جزيرة هاولاند.
توجهت بالخطأ إلى الجنوب الغربي، ربما لأنها كانت يعلم أن جزر فينيكس، وهي منطقة هبوط بديلة، كانت على بعد حوالي 560 كيلومترًا في هذا الاتجاه.
في دراستها لهذه النظرية الأولى، سلطت TIGHAR الضوء على سجل تحطم طائرة قبل عام 1939 في نيكومارورو، مع شخصين مجهولين رجل وامرأة، والتي تتناسب مع وصف إيرهارت و نونان.
قامت TIGHAR بزيارة الجزيرة في مناسبات متعددة لجمع الأدلة و التحقيق. في عام 2003 ، على سبيل المثال، جاء الفريق لتحليل الحطام الذي اكتشفه عالم الأحياء البحرية على الشعاب المرجانية، لكن عاصفة جرفتها بعيدًا قبل وصولها.
“ومع ذلك، اكتشفنا في بعثاتنا ثلاث قطع أثرية أخرى من نفس نوع جزء الطائِرة التي وجدناها في رحلتنا الأولى إلى الموقع في عام 1989، وهو جهاز داخلي كان يحمي الكابلات”، حسبما أفاد غيليسبي لموقع National Geographic News في عام 2003.
هذه الأجزاء شائعة في الطائرات المدنية، وليست العسكرية لذا فمن المحتمل أَنَّها جاءت من طائرة إليكترا المفقودة.
ومع ذلك، وفقًا لـ Gillespie، تعتبر هذه الأجزاء جزءًا من مقصورة الطائِرة ولا تظهر في رسومات Electra.
بالإضافة إلى ذلك ، لا يوجد لدى الكترا التي تعد جزءًا من مجموعات المتاحف المختلفة هذه القطع الأصلية.
في عام 2010 ، اكتشف العاملون في TIGHAR عظمة في نيكومارورو يمكن أن تنتمي إلى إصبع بشري. ومع ذلك، أكد باحثون من جامعة أوكلاهوما في وقت لاحق أنهم لا يستطيعون تحديد ما إذا كانت تعود لنونان أو إميليا.
حاول TIGHAR أيضًا تحديد موقع 13 عظمة بشرية مفترضة تم العثور عليها في الجزيرة عام 1940 لكن العظام اختفت بعد شحنها إلى فيجي.
النظرية الثانية : تحطم الطائرة بالقرب من وجهتها
منذ حوالى عشر سنوات، حاولت شركة Nauticos ومقرها ولاية ماريلاند والتي تجري عمليات بحث تحت الماء، تحديد موقع طيارة إيرهارت حيث يعتقدون أَنَّها تحطمت في المحيط الهادئ بالقرْب من جزيره هاولاند.
قال ديفيد جوردان رئيس شركة ناوتيكوس في عام 2003 إنه من خلال دراسة عوامل مثل الإرسال اللاسلكي ووقود الكترا، حدد فريقه منطقة المحيط التي يعتقدون أن حطام الطائِرة يقع فيها.
قال جوردان :
“نعتقد بقوة أن بقايا الطائِرة المفقودة موجودة في المنطقة التي نبحث فيها”. “بالطبع، لا يمكننا أن نكون متأكدين تماما، لكننا مقتنعون بأننا قريبون من العثور عليها.”
في مارس و أبريل 2002، استخدمت الشركة جهاز سونار عالي التقنية للبحث في منطقة تبلغ مساحتها 1630 كيلومترًا مربعًا بالقرْب من هاولاند. لكنهم لم يعثروا على الطائرة في ذلك الوقت أو في الرحلة الاستكشافية اللاحقة عام 2006.
النظرية الثالثة : نظرية المؤامرة
تدعي نظريه ثالثة بأن إيرهارت ونونان، كانوا غير قادرين (أو غير راغبين) في العثور على جزيرة هاولاند، حيث اتجهوا شمالًا إلى جزر مارشال التي تسيطر عليها اليابان، فتم احتجازهم كرهائن أو ربما كجواسيس حرب أمريكيين.
يعتقد البعض أنهم قتلوا في نهاية المطاف، والبعض الآخر يعتقد أن أميليا إيرهارت وربما نونان، عادوا إلى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة بأسماء مستعارة و هويات جديدة.
وفقًا لهذه النظرية، أطلقت الطيّارة اميليا ايرهارت على نفسها اسم إيرين كريجميل، وبعد زواجها من جاي بولام، أصبحت إيرين بولام التي توفيت في نيو جيرسي الأمريكية عام 1982.
Reineck هو مؤلف الكتاب الشهير، Amelia Earhart Survived، يدعي فيه أن إيرهارت غادرت الطائِرة في جزر مارشال وعادت إلى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة تحت اسم مستعار لأسباب أمنية.
يشير العقيد الأميركي السابق أيضًا إلى أن التحليلات خلصت إلى أن العديد من صور إيرين بولام وكتابتها اليدوية وأدلة جنائية أخرى تشير إلى علاقتها بأميليا إيرهارت.
في رأيه، كانت حكومة الْوِلاَيَات المتحدة الأمريكية ستسمح له بإنقاذ أميليا إيرهارت وفي نفس الوقت إجراء استطلاع قبل الحرب مع اليابانيين.
“ومع ذلك، فإن الخطة لم تسر على ما يرام، كما هو الحال في كثير من الأحيان ،” يضيف راينك. أبلغت أيميليا ايرهارت أنها تتجه شمالًا وتم اعتراض الرسالة، واحتجزها اليابانيون كرهينة.
لا يحظى تفسير راينك بالكثير من الدعم، و مادام لم يتم العثور على رفاتها أو بقايا طَائرتها في المحيط الهادىء، فإن لغز اختفاء اميليا ايرهارت سيستمر في إثارة جميع أنواع التكهنات و الفرضيات.
وأنتم أعزائي القراء، ما هو رأيكم باختفاء اميليا ايرهات ؟ لماذا لم يقم الباحثون بحلّ هذا اللغز رغم مئات المحاولات ؟
إقرأ أيضا : حادثة طائرة جبال الانديز : اشهر قصة نجاه في القرن العشرين