لغز جسر أوفرتون الذي دفع مئات الكلاب للانتحار
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يعتبر لغز جسر أوفرتون من بين أكثر الألغاز غموضا في تاريخ بريطانيا العظمى، حيث يقع جسر أوفرتون أو جسر الكلاب المنتحرة بالقرب من مدينة دمبارتون الاسكتلندية، وتوجد لافتة بجانبه تنصح أصحاب الكلاب بإبقاء حيواناتهم الأليفة مقيدة في تلك المنطقة.
لقد شهد جسر أوفرتون overtoun bridge العديد من حالات قفر الكلاب منه مباشرة عند مرورها بنجانبه، فمنذ أن بدأ القفز في الخمسينيات من القرن الماضي،بدأت العديد من الحيوانات الأليفة تشعر بعدم الارتياح عند عبور الجسر وقامت بالقفز فوق جدار الجسر، مما تسبب في نفوق حوالي 300 كلب هنا منذ ذلك الحين، على الرغم من أن البعض يرجح عددها بحوالي عن 600.
ساهمت حالات إنتحار الكلاب في لك الجسر في تسميته بجسر الكلاب المنتحرة، كما أثارت الكثير من النظريات والفرضيات، بعضها منطقي والبعض الآخر لا يكاد يصدق.
وبدأ الاعتقاد ينتشر بأن المكان هو بوابة إلى الجحيم، وأن حساسية الحيوانات المفرطة جعلتها ترمي بنفسها في الفراغ. وبعد عقود، تم التوصل إلى استنتاج مفاده أن الكلاب كانت تقفز هناك عندما شعرت برائحة المنك في المنطقة.
فما هي قصة جسر أوفرتون أو جسر الكلاب المنتحرة؟ هل تم التوصل فعلا لحل ذلك اللغز ؟
إقرأ أيضا : همهمة تاوس : ظاهرة خارقة لأصوات مجهولة المصدر حيرت العلماء
لغز جسر أوفرتون
جسر أوفرتون هو جسر الموت في اسكتلندا، وهو بناء يعود إلى العصر الفيكتوري في القرن التاسع عشر ويقع على قناة لنهر كلايد في بلدة ميلتون في اسكتلندا، وهو يخفي أحد الألغاز الخارقة للطبيعة المتعلقة بلعنة الموت.
منذ خمسينيات القرن الماضي، قفزت العديد من الكلاب من جسر أوفرتون. مسافة لا تقل عن 15 مترًا تفصل الجسر عن الشلال الموجود بالأسفل. أدت الظاهرة التي لا يمكن تفسيرها إلى قيام أكثر من 600 كلب بالقفز من فوق الجسر دون سبب واضح.
ومن الغريب أن الكلاب تقفز من نفس النقطة على الجسر في الأيام المشمسة. الكلاب التي كانت أكثر عرضة للانتحار كانت تنتمي إلى سلالتين على وجه الخصوص: لابرادور وجولدر ريتريفرز.
وليس الكلاب فقط، بل البشر أيضًا: حاول الاسكتلندي كيفن موي قتل ابنه وهو طفل رضيع، لأنه اعتقد أنه تجسيد للشيطان، ثم حاول الانتحار.
وبحسب سكان البلدة، فإن الجسر يميل إلى إثارة الرغبة في الانتحار لدى من يعبرونه، وخاصة الكلاب، لذلك لقبه سكان البلدة بإسم جسر الكلاب المنتحرة.
لقد كان كان جسر الموت هذا مسرحا لانتحار مئات الكلاب خلال العقد الماضي، وحتى الآن لم يتم العثور على تفسير منطقي أو علمي يكشف لغز جسر أوفرتون المروع.
ويؤكد أصحاب الحيونات الأليفة الذين زاروا الجسر، أن كلابهم ابتعدت عنهم دون سبب واضح، فتوجهت إلى الجسر، وقفزت وماتت عندما اصطدمت بحجارة قناة النهر. حتى أن البعض ادعى أن بعض الكلاب كم تمت من المحاولة الأولى، فقامت بالقفز عدة مرات أخرى، حتى لقيت حتفها، أمام إندهاش أصحابها.
إقرأ أيضا: بوابة الجحيم في روسيا : قصة أعمق حفرة على وجه الأرض
أوفرتون الجسر الذي يربط الجنة بالجحيم
تتراوح النظريات التي يتم النظر فيها لتفسير لغز جسر أوفرتون، من فرط نشاط الحيوانات عندما تكون محاطة بالطبيعة، إلى الأشباح التي تسكن القلعة المجاورة للجسر، بيت أوفرتون.
يربط سكان ميلتون سر الجسر بأساطير من الأساطير السلتية، والتي تشير إلى أن الموقع الذي يقع فيه الجسر الذي يبلغ ارتفاعه 15 مترا هو بوابة روحية تتعلق بظلمة الموت، فهو عبارة عن خط يصل بين أبواب الجنة مع أبواب الجحيم حيث تؤثر قوى الظلام على الكلاب فتقفز من فوق الجسر بحثا عن الموت.
بعد بعض الدراسات، أرجع الخبراء القفزات إلى انجذاب الكلاب وفضولها لرؤية ما يوجد تحت الجسر. يمكن لرائحة بول المنك والفئران التي تعيش أدناه أن تجذب الكلاب، التي تميل إلى القفز من فوق الجسر حيث تنتشر على طول الجسر بالكامل.
لكن السكان المحليين ينفون وجود هذه الحيوانات تحت الهيكل وينسبون الظاهرة إلى نظريات شبحية، وأن الجسر يربط الجنة بالجحيم، حسب بعض السكان.
كما يروي العديد من سكان المنطقة أسطورة السيدة وايت من أوفرتون، التي تنتمي إلى عائلة وايت، التي سكنت منزل أوفرتون في نهاية القرن التاسع عشر، حيث تم رؤية شبحها على مدار المائة عام الماضية. يقول البعض إنك تشعر بهذا الحضور بمجرد مرورك بجانب الجسر، كما لو كان شخص ما يدفعك للقفز.
إقرأ أيضا : وادي الجن في السعودية : شرح وتفسير للظواهر التي تقع هناك
ماذا يقول الخبراء
لم يمر لغز جسر أوفرتون مرور الكرام، دون أن يثير حوله الكثير من النظريات المختلفة حول سر إنتحار الكلاب من أعلى جسر أوفرتون.
قام الطبيب والمتخصص في علم نفس الكلاب ديفيد ساندز، بالتحقيق في حالات إنتحار الكلاب وقرر أن السلالات لم تتخذ نفس السلوك المميت، ولكن بشكل رئيسي سلالات الكولي والجولدن ريتريفر واللابرادور.
وبالمثل، طور ساندز نظريتين، إحداهما تتعلق بحاسة الشم لدى الكلاب، والتي، كونها متطورة للغاية، يمكنها اكتشاف رائحة قوية، غير مرئية لرائحة الإنسان، والتي يمكن أن تثير الدافع للبحث عنها تحت الجسر.
أما النظرية “العقلانية” الأخرى التي قدمها المتخصص فتتعلق ببعض السلوكيات غير الطبيعية للكلب، الناجمة عن التدفق الكبير للشذوذات الصوتية من أبراج الهاتف القريبة من الجسر.
كما زارت الجمعية الاسكتلندية للرفق بالحيوانات المكان، ولكن حتى الآن لم يتمكن العلم أو الطب من الكشف عن التردادت المغناطيسية التي تسبب هذه الغريزة الانتحارية لدى الكلاب.
إقرأ أيضا : وجوه بيلميز المرعبة أكثر الظواهر الخارقة في القرن العشرين