ليونارد كاسلي : المزارع الذي أعلن نفسه ملكًا وتحدى حكومة أستراليا
نظرة سريعة على محتويات المقال:
ليونارد كاسلي هو شخصية استرالية فريدة أثارت الجدل والفضول حول العالم. في عام 1970، أعلن هذا المزارع عن انفصال مزرعته الواسعة في غرب أستراليا، والتي تبلغ مساحتها حوالي 517 كيلومتر مربع، عن الحكومة الأسترالية، وأعلن نفسه ملكًا على هذه المساحة الشاسعة وأطلق عليها اسم “مقاطعة هوت ريفر”
يعود سبب هذا الإعلان إلى خلافات عميقة بين كاسلي والحكومة الأسترالية حول سياساتها الزراعية، خاصة تلك المتعلقة بأسعار القمح. شعر كاسلي بأن هذه السياسات تضر بمزارعي القمح بشكل كبير، فقرر اتخاذ هذه الخطوة الاستثنائية للاحتجاج والتعبير عن استيائه
كيف استطاع أن يفعل ذلك؟
على الرغم من أن هذا الإعلان قد يبدو متطرفًا، إلا أن كاسلي استطاع أن يبني لنفسه “دولة” صغيرة ذات دستور وعملة خاصة بها، وأصدر جوازات سفر للمواطنين الذين أرادوا الانضمام إليه. كما قام بإنشاء علاقات دبلوماسية مع بعض الدول الصغيرة الأخرى التي تعترف بوجود دول مجهرية
وتقع هذه الدولة المجهرية على مساحة 75 كيلومتراً مربعاً من الأراضى الزراعية، وكانت مساحتها ضعف مساحة ماكاو، ولكنها مأهولة من قبل أقل من 30 شخصاً، ورغم عدم اعتراف أستراليا بها رسمياً
على الرغم من كل هذه الجهود، لم تحظَ “مقاطعة هوت ريفر” باعتراف دولي رسمي، ولا تعترف بها الحكومة الأسترالية. ومع ذلك، استمرت هذه “الدولة” المجهرية لسنوات طويلة، وأصبحت مقصدًا للسياح والفضوليين من جميع أنحاء العالم
عملة وجوازات سفر خاصة
لم تكترث الحكومة الأسترالية لإعلان الملك ليوناردو انشقاقه عنها، ليستمر الحال على ما هو عليه حتى عام 1977، الذي شهد إعلان مملكة “نهر هوت” الحرب على كانبيرا. لكن شيئا لم يتغير إذ تجاهلت استراليا هذا التحدي، ليعلن الملك نفسه منتصرا في الحرب التي لم تقع
حاول ليوناردو كاسلي أن يتميز بمملكته عن الأراضي المحيطة بها، فأسس صحيفة وأصدر عملة محلية، ليتطور الأمر لاحقا بإصدار جوازات سفر، كرمز للسيادة والاستقلالية، لكن دون أن يهتم بذلك أحد سوى عدد من وسائل الإعلام المحلية التي كانت تلقي الضوء عليه من حين لآخر
توفي ليونارد كاسلي عام 2006، تاركًا وراءه قصة فريدة عن تحدٍ للسلطة وإصرار على الحفاظ على الاستقلال. ورث ابنه مايكل لقب الأمير، واستمر في إدارة “المقاطعة” ولكن بجهود أقل
إختفاء أكبر دولة مجهرية شهيرة في أستراليا
أجبر التأثير الاقتصادي لجائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”، إلى جانب فاتورة ضريبية ضخمة، المقاطعة على الإعلان أنها ستستسلم لأستراليا أخيراً
عندما توفي الأمير ليونارد في فبراير/شباط من العام الماضي، ترك خلفه فاتورة ضريبية قيمتها 2.15 مليون دولار، ما أجبر ابنه ووريثه، الأمير غريم كاسلي، الإعلان عن بيع المقاطعة لأرضها لسداد الديون
وعبر كاسلي عن حزنه لحل هذه الدولة المجهرية لـسي ان ان، وقال: “من المحزن مشاهدة والدك يبني شيئاً لـ50 عاماً، ومن ثم يجب عليك إغلاقه”
وأضاف كاسلي: “إنها أوقات عصيبة اقتصادياً وصحياً حول العالم بسبب كوفيد، ونحن نشعر بذلك أيضاً”
وتُعد الدول المجهرية كيانات تدّعي أنها دول ذات سيادة، ولكنها لا تُعد مستقلة من ناحية قانونية، على عكس دول مجهرية مثل مدينة الفاتيكان، والتي تتمتع بسيادة معترفة بها دولياً
وأنتجت أستراليا دول مجهرية أكثر مقارنة بمعظم البلدان، وعلى مدى العقود الأخيرة، أعلن العشرات من مواطنيها الاستقلال عن أستراليا