قصة مائدة بني إسرائيل: نزلت من السماء لتظهر قدرة الله تعالى
نظرة سريعة على محتويات المقال:
قصة مائدة بني إسرائيل هي قصة ذكرت في القرآن الكريم في سورة المائدة، وهي تروي قصة نزول مائدة من السماء على بني إسرائيل في عهد المسيح عيسى عليه السلام.
كان بني إسرائيل في ذلك الوقت قد كفروا بعيسى عليه السلام، واتهموه بالكذب، وطلبوا منه أن ينزل عليهم معجزة تدل على نبوته. فطلب منهم عيسى عليه السلام أن يصوموا ثلاثين يوما، ثم يسألوا الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء.
ففعل بني إسرائيل ما طلب منهم عيسى عليه السلام، وسألوا الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء. فاستجاب الله دعاءهم، وأنزل عليهم مائدة من السماء، وكانت مائدة كبيرة مليئة بالطعام والشراب.
نزلت مائدة بني إسرائيل بين غمامتين، وكان يأكل منها كل من أراد، وكان الطعام فيها يتغير حسب رغبة كل شخص. فكان يوجد فيها الخبز واللحم والسمك والفواكه والخضروات، وكان يوجد فيها كل ما لذ وطاب.
أكل بني إسرائيل من المائدة، وتعجبوا من هذا الحدث العظيم، وعرف الكثير منهم أن عيسى عليه السلام هو رسول من عند الله. ولكن بقي بعض بني إسرائيل على كفرهم، ورفضوا الإيمان بعيسى عليه السلام.
ظلت المائدة تنزل على بني إسرائيل لمدة أربعين يوما، ثم رفعت إلى السماء. وبعد رفع المائدة، كفروا بني إسرائيل مرة أخرى، وبدأوا في الافتراء على عيسى عليه السلام، واتهموه بأنه هو الذي رفع المائدة إلى السماء.
إقرأ أيضا : قصة أصحاب السبت: قوم عصوا الله فمسخهم لقرود عبرة لمن لا يعتبر
ما هو الطعام الذي كان في المائدة
في القرآن الكريم، لم يتم تحديد بالضبط أنواع الطعام التي كانت في المائدة التي نزلت من السماء لأصحاب المائدة. القرآن يشير إلى وجود طعامٍ وشرابٍ لكنه لم يوضح تفاصيل محددة حول هذا الطعام.
القصة تركز بشكل أساسي على رحمة الله وقوته في تزويد أصحاب المائدة بما يحتاجونه من طعام كدليل على قدرته الكاملة. ويُظهر القرآن كيف أن هؤلاء الأشخاص طلبوا المعجزة من النبي عيسى عليه السلام وكيف تم تلبية طلبهم بإرادة الله.
وردت أقوال مختلفة في تفسير نوع الطعام الذي كان في مائدة بني إسرائيل، منها:
- أن الطعام كان من كل نوع، بما في ذلك الخبز واللحم والسمك والفواكه والخضروات.
- أن الطعام كان يتغير حسب رغبة كل شخص، فكان يوجد فيه كل ما لذ وطاب.
- أن الطعام كان من طعام الجنة، وكان له طعم لذيذ لا يقاوم.
ولعل القول الأول هو الأرجح، وذلك لأن الله تعالى لم يحدد نوع الطعام الذي كان في المائدة، وإنما قال: “وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَائِدَةً مُبَارَكَةً“، وهذا يدل على أن الطعام كان من أفضل أنواع الطعام، وكان فيه كل ما يحتاجه الناس.
ولعل الحكمة من نزول المائدة على بني إسرائيل هي أن تكون معجزة تثبت نبوة عيسى عليه السلام، وأن تبين قدرة الله تعالى على كل شيء.
إقرأ أيضا : قصة بقرة بني إسرائيل: معجزة إلاهية تبين كيفية تحقق العدل الإلهي
لماذا طلب الحواريون مائدة
قبل الخوض في الحديث عن لماذا طلب الحواريون مائدة وعلاقتهم بشأن قصة مائدة بني إسرائيل، من الواجب التعريف أولا بمن هم الحواريون؟
الحواريون هم تلاميذ عيسى بن مريم عليه السلام، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة المائدة.
يذكر المفسرون المسلمون أن الحواريين كانوا إثنا عشر من بني إسرائيل، وكانوا من أشراف القوم وعلمائهم. وكانوا من أخلص أتباع عيسى عليه السلام، وكانوا يدافعون عنه وينصرونه.
وقد لعب الحواريون دورًا مهمًا في نشر تعاليم عيسى عليه السلام، وكانوا من دعاة المسيحية في العالم.
لكن لماذا طلب الحواريون مائدة من عيسى عليه السلام؟
طلب الحواريون (تلاميذ عيسى عليه السلام) مائدة من الله كجزء من اختبار لإيمانهم ولإظهار عجبهم بقوة الله ورحمته. كانوا يريدون أن يرى الله إن كان سيمنحهم معجزة من السماء كدليل على رضاه عنهم.
عندما طلبوا من عيسى عليه السلام أن يُطعم الله من السماء، كان ذلك تعبيرًا عن رغبتهم في رؤية معجزة تثبت لهم أن عيسى عليه السلام نبي من الله وأن الله قادر على تلبية طلباتهم.
وبالفعل، أجاب الله على دعاء عيسى عليه السلام وأنزل مائدة من السماء لهم كعلامة على رحمته وقدرته. هذه المائدة كانت رسالة من الله لهم تؤكد على أنه يراعي احتياجاتهم ويستجيب لطلباتهم.
وقد وردت علة طلب الحواريين المائدة في قوله تعالى: “قَالُوا يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُنَزِّلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ طَيِّبَةً نَتَفَرَّغْ لَهَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَنُرِيَكَ آيَاتِنَا إِنَّكَ إِنَّكَ عَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ” (المائدة: 114).
ولعل الحكمة من طلب الحواريين المائدة هي أن تكون معجزة تثبت نبوة عيسى عليه السلام، وأن تبين قدرة الله تعالى على كل شيء.
إقرأ أيضا : مدينة النحاس الاسطورية التي بناها الجن بأمر النبي سليمان
عذاب أصحاب المائدة
ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى عذب أصحاب المائدة بعد أن كفروا بعد صعود المائدة، واتهموا عيسى عليه السلام بأنه هو الذي رفعها إلى السماء.
ورد ذكر عذاب أصحاب المائدة في الآية التالية من سورة المائدة:
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ فَإِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وقد وردت أقوال مختلفة في تفسير عذاب أصحاب المائدة، منها:
- أن الله تعالى مسحهم عن وجه الأرض، فأصبحوا قردة وخنازير.
- أن الله تعالى أرسل عليهم عذابًا من السماء، فهلكوا.
- أن الله تعالى تركهم في ضلالهم، فعاشوا في جهالة وظلم.
ولعل القول الأول هو الأرجح، وذلك لأن الله تعالى قال في الآية: “فَإِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ“، وهذا يدل على أن الله تعالى لم يعاقبهم عقوبة الأبد، بل عذبهم عذابًا مؤقتًا، ثم ردهم إلى رشدهم.
ولعل الحكمة من قصة مائدة بني إسرائيل هي أن يكونوا عبرة لغيرهم، وأن يعلم الناس أن الله تعالى لا يقبل الكفر والجحود، وأن عقوبته شديدة على المخالفين.
إقرأ أيضا : رحلة سلام الترجمان لسد ياجوج ومأجوج وتفاصيلها المثيرة
الدروس المستفادة من قصة مائدة بني إسرائيل
قصة مائدة بني إسرائيل هي قصة عظيمة تحمل العديد من الدروس والعبر، منها:
- قدرة الله تعالى : تدل قصة المائدة على قدرة الله تعالى على كل شيء، فهو القادر على إنزال الطعام من السماء، وهو القادر على أن يفعل ما يشاء في خلقه.
- نبوة عيسى عليه السلام : تدل قصة المائدة على نبوة عيسى عليه السلام، فقد أنزل الله تعالى عليه معجزة عظيمة هي نزول المائدة من السماء، وهي معجزة لا يمكن أن تتحقق إلا من نبي مرسل من الله.
- ظلم الكفر : تدل قصة المائدة على ظلم الكفر بالحق، فقد كفر بعض بني إسرائيل بنزول المائدة، واتهموا عيسى عليه السلام بأنه هو الذي رفعها إلى السماء، وهذا الكفر هو ظلم لأنفسهم، فقد حرموا أنفسهم من نعمة الإيمان بالله تعالى.
- عدل الله تعالى : تدل قصة المائدة على عدل الله تعالى، فقد عاقب الله تعالى أصحاب المائدة على كفرهم، ولكن لم يعاقبهم عقوبة الأبد، بل عذبهم عذابًا مؤقتًا، ثم ردهم إلى رشدهم.
وهكذا، فإن قصة المائدة هي قصة عظيمة تحمل العديد من الدروس والعبر التي يجب أن نتعلمها ونطبقها في حياتنا.
إقرأ أيضا : قصة أصحاب الكهف ومعجزة النائمين السبعة وكلبهم