محاكمات الساحرات في سالم : واحدة من أكثر المحاكمات إثارة في التاريخ
نظرة سريعة على محتويات المقال:
محاكمات الساحرات في سالم Salem witch trials هي سلسلة من جلسات الاستماع والمحاكمات للاشخاص المتهمين بممارسة السحر في ماساتشوستس المستعمرة بين فبراير 1692 ومايو 1693. أسفرت المحاكمات عن إعدام عشرين شخصاً أكثرهم نساء.
بدأت المحاكمات في فبراير 1692 عندما بدأت ثلاث فتيات مراهقات، اثنتان منهن ابنتي القس سامويل بيرنز، بإقامة عروض هستيرية. ادعت الفتيات أنهن قد تم مساكنهن من قبل ساحرات. سرعان ما انتشر الذعر في سالم وما حولها، وبدأت اتهامات بالسحر تنتشر.
تم تشكيل محكمة خاصة للتعامل مع حالات السحر، وكان القاضي صموئيل سيوال رئيساً لها. كانت إجراأت المحكمة غير عادلة للغاية، حيث تم استخدام التعذيب للحصول على اعترافات من المتهمين. تم إعدام 19 شخصاً، معظمهم من النساء، بتهمة السحر.
في نهاية المطاف، اعترفت المستعمرة بأن المحاكمات كانت خطأ وقامت بتعويض عائلات المدانين. منذ ذلك الحين، أصبحت قصة محاكمات السحرة في سالم مرادفة لجنون العظمة والظلم، ولا تزال تطارد الخيال الشعبي بعد أكثر من ثلاثمائة عام.
كانت محاكمات السحر في سالم مأساة وطنية، وتعتبر مثالاً صارخاً على الظلم القضائي. وقد أدى ذلك إلى إعادة النظر في قانون السحر في المستعمرات الأمريكية، وساعد في تعزيز حقوق المتهمين في المحاكم.
إقرأ أيضا : ظاهرة أقدام اللوتس : تقليد قديم ومؤلم تعرضت له النساء في الصين
قصة محاكمات الساحرات في سالم
في أوروبا في القرن السابع عشر، تم حرق آلاف النساء المتهمات بممارسة السحر بعد تعرضهن لتعذيب رهيب. لقد كُتب الكثير عن الهمجية والتعصب الديني في القارة الأوروبية، ولكن هنالك أعمال مماثلة ارتكبت في أمريكا الاستعمارية بشأن حرق الساحرات حتى الموت.
في حوالي عام 1620، وصل المستوطنون الأوائل من إنجلترا وهولندا إلى أراضي نيو إنجلاند. أسسوا، المعروفون باسم الآباء الحجاج، المستعمرات الأولى مثل كونيتيكت وبوسطن وسبرينغفيلد.
في تلك الأراضي التي عاش فيها هنود ماهيكان أو بوكومتوك أو ماساتشوستس، كان هناك حوالي عشرين قضية وحالة سحر معروفة، على الرغم من أن أكثرها تذكرًا ودموية وصادمة هي تلك التي حدثت في بلدة سالم(والمعروفة بإسم : محاكمات السحر في سالم)، في مستعمرة ماساتشوستس الإنجليزية.
تعود بنا أحداث قصة محاكمات الساحرات في سالم، إلى يناير 1692، حينها بدأت محاكمة العديد من النساء المتهمات بممارسة السحر في بلدة سالم بولاية ماساتشوستس.
حينها فاجأ قس قرية تسمى “سالم” مجموعة من المراهقات الصغيرات وهن يرقصن سرا فى الغابة ويلعبن لعبة السحر الأسود والاتصال بالشيطان لتحقيق أحلامهن فى جو لهو خالص.
إقرأ أيضا: قصة فتيات الراديوم وكيف حول الراديوم حياتهم لجحيم لا يطاق
كذبة بيضاء تنتهي بمجزرة دموية
وكان بينهن ابنة القس نفسه وكان عمرها 9 سنوات التى وقعت مغشيا عليها لشدة الفزع حينما رأته، وطالت فترة إغمائها حتى شك القس فى الأمر فبدأ استجواب الخادمة “تيبوا” التى كانت من الهنود الحمر! وإحدى الفتيات من قريبات ابنته وتسمى “أباجيل” وعمرها حوالى 11 سنة، والتى كانت ماكرة لدرجة أنها أنكرت حكاية الرقص واللعب و رجحت أن إصابة “بيتى” ابنة القس كانت من المس الشيطانى والسحر الأسود .
اتفقت الفتيات على التمادى فى هذه القصة وحين استدعى طبيب القرية لم يقف على أى داء فقرر أن تكرر حالات إغماء الفتاة نتيجة لقوة غير عادية ربما (شيطانية).
واستغلالا للصراع الذى كان على أشده آنذاك بين المستعمرين البيض الجدد والسكان الأصليين، رأت الفتاتان أن تتهما الخادمة “تيبوا” بممارسة السحر وبدأت موجة الاتهامات والمحاكمات وساد القرية ما يشبه الجنون.
بدأت الهيستيريا الجماعية حين خافت الفتاتان من عائلة قس القرية، من انكشاف كذبهما فاتهمتا الخادمة (الهندية الحمراء) “تيبوا” بممارسة السحر وزعمتا أنها تطير فى الهواء وأنها تذهب للقاء الشيطان! وصدق أهل القرية سالم الرواية.
انتشر الخبر وقام القس بتعذيب الخادمة فاضطرت للاعتراف بأنها تلتقى بالشيطان وأنها تحضر اجتماعات السحرة ليلا فى مكان سرى بالغابة، وألقى القبض على المتسولة “سارة جود” التى اتهمت معها طفلتها التى لا تتجاوز الرابعة من عمرها بممارسة السحر الأسود وسجنت الطفلة 8 شهور وشهدت إعدام أمها.
وبدأ الناس الاعترافات على بعضهم البعض بشهادات زور، وتورط الصغار بالشهادات بتحريض من الكبار، خاصة مع وجود صراع شديد بين عائلتين كبيرتين كانتا تتنازعان الزعامة فى القرية، وساد القرية ما يشبه الجنون.
إقرأ أيضاً: ظاهرة تصوير الموتى : صور مرعبة للموتى وذكريات من العالم الآخر
محاكمات السحرة في سالم
جرت محاكمات الساحرات في سالم بين يونيو وسبتمبر 1692، حيث أدينت 19 امرأة بممارسة السحر.
كان الحكم هو عقوبة الإعدام، حيث تم شنقه على جالوز هيل Gallows Hill، وهو منحدر قريب جدًا من سالم. والشيء الغريب في هذه القضية هو أن جميعهم أصيبوا بنوبات من الصرع والذهان الوهمي، وهو أمر كان في ذلك الوقت يخلط بينه وبين القوى الخارقة.
وخلال الأشهر التي جرت فيها محاكمات السحرة في سالم، تم إعدام سبعة رجال و19 امرأة بتهمة ممارسة السحر، وتم اعتقال أكثر من 200 شخص.
كان جهل سكان قرية سالم وتطرفهم من أكثر الحالات إثارة للرعب في التاريخ الأمريكي. من الواضح أنه لا علاقة لها بحرق السحرة في أوروبا، لكنها كانت حالة ملفتة للنظر إلى حد ما.
حاليًا سالم هي مدينة دانفرز Danvers، وهي مدينة سياحية للغاية على وجه التحديد بفضل قضية محاكمات السحرة. وتقع في ولاية ماساتشوستس، على بعد 35 كيلومترًا فقط شمال بوسطن.
إقرأ أيضا : ظاهرة تعدد الزوجات قديما : 10 حضارات قديمة مارستها
أسباب محاكمات الساحرات في سالم
كان يُعتقد في السابق أن الشيطان يمكنه منح السحرة القدرة على إيذاء الآخرين مقابل استعبادهم. في جميع أنحاء أوروبا، بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر، انتشر الخوف من السحر وتم إعدام عشرات الآلاف من السحرة المزعومين، معظمهم من النساء، لهذا السبب.
على الرغم من أن محاكمات الساحرات في سالم حدثت بينما كان الجنون الأوروبي يقترب من نهايته، إلا أن الظروف المحددة التي حدثت فيها تفسر سبب حدوثها.
فيما يلي بعض الأسباب التي أدت إلى محاكمات الساحرات في سالم:
- الخوف من السحر: كان السحر يعتبر جريمة خطيرة في المستعمرات الأمريكية، وكان يُعتقد أنه يمكن استخدامه لارتكاب الشر.
- الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية: كانت المستعمرات الأمريكية تعاني من اضطرابات اجتماعية واقتصادية في ذلك الوقت، مما أدى إلى زيادة التوتر والقلق.
- رغبة القضاة في الحفاظ على النظام: كان القضاة في سالم يرغبون في الحفاظ على النظام في المستعمرة، واعتقدوا أن إعدام السحرة سيساعد في ذلك.
كان لتأثير محاكمات السحرة في سالم تأثير عميق على المجتمع الأمريكي. لقد ساهمت في زيادة الشكوك في السحر، وساعدت في تعزيز حقوق المتهمين في المحاكم.
إقرأ أيضا : طقوس السوكوشينبوتسو اليابانية : تحنيط الرهبان البوذيين وهم على قيد الحياة
