مخطوطات البحر الميت : كنز تاريخي لا يقدر بثمن
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر مخطوطات البحر الميت التي كانت مفقودة من بين أثمن وأغلى المخطوطات وأندرها على الإطلاق. تحتوي على تقريباً 850 مخطوطة، بعضهم من الكتاب المقدس، عثر عليهم راع فلسطيني بين عامي 1947 و1956 في 11 كهف في وادي قمران (القريب من خربة قمران على الساحل الشمالي للبحر الميت.
في سنة 1947 عثر راعي غنم بالصدفة على مخطوطات قديمة داخل أواني فخاريه داخل كهف من كهوف وادي قمران وبعد ان علم علماء الاثار بهذا الاكتشاف وبدأوا بالحفر هناك وصل عدد القصاصات التي تم اكتشافها هناك حوالي 600 قصاصة، تم لاحقا التنقيب في الاماكن القريبة من هذه المنطقة وقد تم العثور لاحقا على كهوف اخرى تحوي مخطوطات مكتوبة باللغة الآرامية والعبرية واليونانية سنة 1952 وقد عكف العلماء منذ حينها على دراسة مخطوطات قمران واعادة ترميمها.
مخطوطات البحر الميت لها تأثير ديني كبير لأنهم المخطوطات الوحيدة من المتعلقة بالكتاب المقدس المكتوبة من قبل 100م. وذلك بسبب تصديقها لصحة الكتب المقدسة اليهودية و المسيحية و لتصديها للادعائت القائلة بالتحريف.
وبما أنها اكتشفت في كهوف قرب البحر الميت في موقع خربة ” قمران ” لذلك فهي تسمى أيضًا ” مخطوطات قمران ” أو ” لفائف قمران “.
إقرأ أيضا : مكان سفينة نوح أحد أكبر الألغاز في تاريخ البشرية
اكتشاف مخطوطات البحر الميت :
بدأت فصول الحكاية عندما اكتشف أول جزء من هذه المخطوطات بعض البدو صدفة في مغارة أثناء بحثهم عن ماعز ضلت منهم فباعوها لبائعين سوريين حملوها لمطرانهم الأرثوذكي الذي حملها بدوره إلى الولايات المتحدة عام 1948م.
عند اهتمام المتعاملين بالآثار بهذه المكتشفات بدأ التنافس بين السكان المحليين وسلطات الآثار الأردنية للبحث فى بقية المغارات، والذى انتهى باكتشاف ما بين 800 و900 مخطوطة يعود تاريخها إلى الفترة بين عام 150 قبل الميلاد و70 ميلادية.
بعد ذلك بفترة، أعلن علماء الآثار الإسرائيليون أنهم اكتشفوا عشرات الأجزاء الجديدة من مخطوطات البحر الميت التي تحتوي على نصوص توراتية عثر عليها في كهف صحراوي ويعتقد أن اللاجئين اليهود قد أخفوها خلال ثورة يهودية ضد روما قبل ما يقرب من 1900 عام.
تعتبر مخطوطات البحر الميت من أهم الاكتشافات الأثرية في كل العصور. تحتوي المخطوطات على أكثر من 800 وثيقة تشكل الصفحات الافتتاحية للكتاب المقدس والتعاليم المسيحية المبكرة، بما في ذلك الوصايا العشر. تسببت اللفائف، التي اكتشفت بين عامي 1947 و 1956 في 11 كهفًا في قمران (على ساحل البحر الميت ، شرق القدس)، في جدل جاد حول من احتل المنطقة.
إقرأ أيضا : رجل تولوند : جثة بشرية زارتنا من العصر الحديدي
أهمية مخطوطات البحر الميت :
تعتبر مخطوطات البحر الميت أو لفائف قمران من أهم الاكتشافات الأثرية في كل العصور.
تسببت اللفائف، التي اكتشفت بين عامي 1947 و 1956 في 11 كهفًا في قمران (على ساحل البحر الميت ، شرق القدس)، في جدل جاد حول من احتل المنطقة في تلك الحقبة الزمنية.
مخطوطات البحر الميت هذه هي عبارة عن مجموعة من النصوص اليهودية وجدت في الكهوف الصحراوية بالقرب من البحر الميت في قمران في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد وهي تتضمن أقدم نسخ معروفة من النصوص والوثائق التوراتية التي تصف معتقدات طائفة يهودية غير مفهومة.
تحتوي أجزاء الرق التي تم العثور عليها حديثًا على خطوط منقوشة باليونانية من كتب زكريا و ناحوم. يعود تاريخها إلى القرن الثاني، وفقًا لسلطة الآثار الإسرائيلية.
احتوت لفئف قمران على أقدم نسخ معروفة من التراث اليهودي المسيحي، بعضها كتب قبل قرن من ولادة يسوع.
كما تم العثور على مزامير وكتب مقدسة في الشفرات وقصائد وقصص عن العمالقة والملائكة والأبراج وخريطة الكنز المدفون المفترض : كنز الهيكل.
ان اكتشاف مخطوطات قمران أو مخطوطات البحر الميت أثّر كثيرا عل دراسات الكتابية والنقد النصي وموثوقية نص العهد القديم خاصة انه كانت أقدم مخطوطات عبرية للعهد القديم تعود الى القرن العاشر،.
كما اثرت ايضا على دراسة العهد الجديد خاصة انجيل يوحنا الذي ظل النُقّاد يقولون بأنه قد كُتب بعد سنة 150 بسبب أسلوب كاتبه القريب من اسلوب الغنوصيين، فبعد هذه الاكتشاف تبين بان أسلوب كاتب الانجيل الرابع كان أقرب الى اسلوب مجتمعات قمران من اسلوب الغنوصيين.
إقرأ أيضا : لغز الكأس المقدسة الكنز الذي تم البحث عنه لقرون طويلة
الحقب الزمنية للفائف عمران :
دُرسَت مخطوطات قمران من قِبل عالم البيوغرافيا البرايت وقال بأن تاريخ كتابتها يعود إلى ما قبل حصار اورشليم وتدميرها سنة 70 ، لاًحقا تم فحص مخطوطات قمران بالكربون المُشع وتبيّن أن تاريخ كتابتها يعود إلى ما بين 175 – 225 قبل الميلاد.
بعد فحص متواني من قبل عالم البيوغرافيا البرايت، تبين له بان مخطوطات قمران قد كُتِبَت في حقب مختلفة حيث كُتبَت هذه المخطوطات بين 225 قبل الميلاد إلى فترة قصيرة قبل خراب اورشليم قام لاحقا العالم فرانك كروس بدراسة هذه المخطوطات وتوصل إلى أن مخطوطات قمران قد كتبت في ثلاثة حقب :
- الحقبة الاولى 200-150 قبل الميلاد
- الحقبة الثانية 150-30 قبل الميلاد
- الحقبة الثالثة 30 قبل الميلاد الى ما قبل سنة 70 الميلادية
إقرأ أيضا : خريطة بيري ريس : الخريطة العثمانية الغامضة السابقة لزمانها
أسرار مخطوطات البحر الميت :
بعد اكتشاف ما لا يقل عن أحد عشر كهفًا على شواطئ البحر الميت، بدأ تصنيف النصوص. ماذا وجد علماء الآثار وعلماء اللغة؟ تتوافق معظم المخطوطات مع مقاطع من الكتاب المقدس من العهد القديم ، وبعضها غير منشور، أو إصدارات مختلفة لقصص معروفة بالفعل.
كانت المخطوطات السبع الأصلية التي عثر عليها في الكهف الأول والتي اكتشفها الرعاةعلى النحو التالي :
- نسخة من سفر اشعياء.
- جزء آخر من سفر إشعياء.
- تعليق على الفصلين الأولين من سفر حبقوق.
- دليل الانضباط أو معيار المجتمع، وهو مصدر قيم للمعلومات حول طائفة قمران الدينية.
- مجموعة من المزامير والتسابيح المعروفة باسم “تراتيل الشكر”.
- كتاب التكوين مع ملاحظات باللغة الآرامية.
- حكاية غريبة وغير عادية عن نهاية العالم تؤرخ النضال الوشيك لما يسمى “أطفال النور” مع “أطفال الظلام” في الأيام الأخيرة قبل نهاية الزمان.
كما أن هناك تنوع في محتوى مخطوطات قمران فبعضها عبارة عن أسفار كتابية والبعض الاخر عبارة عن صلوات وترانيم وتفاسير كتابية وقوانين الطائفة واعمال أبوكريفية، وقد وُجدَت اقتباسات من كل أسفار العهد القديم في مخطوطات قمران أو مخطوطات البحر الميت عدى سفر استير.
لعل مخطوط إشعياء الكبير هو من اهم الاشياء المكتشفة هناك، لان المخطوط يحتوي على نص سفر إشعياء كاملا ويعود تاريخ كتابته الى القرن الثاني قبل الميلاد، قبل هذه الاكتشاف كانت أقدم مخطوطة كاملة لأي سفر من العهد القديم بالعبرية يعود الى القرن العاشر، بعد هذا الاكتشاف أصبح لدينا محتوى سفر كامل بلغته الاصلية الى فترة ما قبل الميلاد وبهذا يعد هذا المخطوط أقدم سفر كتابي كامل مكتوب بلغته الاصلية.
إقرأ أيضا : مخطوطة فوينيتش : لغز عجز العلماء عن حله ل 5 قرون
من كتب لفائف البحر الميت :
تدعي إحدى أقدم نظريات المؤامرة أن أفراد طائفة يهودية عزباء قديمة، أو من يسمون الأسينيين، عاشوا في قمران وكتبوا مخطوطات البحر الميت، التي كانت مكتوبة بالعبرية، والآرامية، واليونانية، أو أنهم اهتموا بهذه الأمور الدينية والقانونية والدينية والفلسفية.
ومع ذلك، في السنوات الثلاثين الماضية تم اقتراح نظريات أخرى تشير إلى أن الرعاة البدو والحرفيين والجنود الرومان كانوا من السكان المحتملين في قمران وهم من كتبوا تلك المخطوطات التاريخية القيمة.
لكن يعتقد العديد من الخبراء أن مخطوطات البحر الميت كتبها الأسينيون. كانت هذه طائفة يهودية منشقة استقروا في كهوف قمران. بينما يعتقد آخرون أن اليهود أخفوا جزءًا منهم لحمايتهم من الرومان.
إقرأ أيضا : لغز كهوف تاسيلي بالجزائر : رسومات ونقوشات من العالم الخارجي