قصة مدينة بومبي : كيف دمر البركان قرية الفاحشة في إيطاليا
نظرة سريعة على محتويات المقال:
قصة مدينة بومبي
تعتبر قصة مدينة بومبي من بين أكثر القصص المدهشة والتي تبين عظمة الله سبحانه وتعالى في أبرز تجلياتها، فقصة هاته المدينة عبرة لمن لا يعتبر وآية للمفسدين في الأرض.
بومبى هي مدينة رومانية قديمة تقع في جنوب إيطاليا، بالقرب من خليج نابولي، كانت المدينة مزدهرة ومزدحمة بالسكان، وكان بها العديد من المباني العامة والخاصة، بما في ذلك المسارح والحمامات والمنازل الفاخرة.
في 24 أغسطس 79 بعد الميلاد، ثار بركان فيزوف، الذي يقع بالقرب من بومبي، وقد أدى الثوران إلى تدفقات كثيفة من الحمم والرماد والغازات التي غمرت المدينة، تم دفن معظم سكان بومبي تحت الرماد، ولم يتم إنقاذهم.
ظلت بومبي مدفونة تحت الرماد لمدة 1700 عام، في عام 1748، تم اكتشاف المدينة عن طريق الصدفة من قبل مجموعة من العمال الذين كانوا يحفرون بئرًا، منذ ذلك الحين، تم بذل جهود واسعة للحفاظ على المدينة وكشفها.
تعد بومبي Pompeii اليوم واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم، توفر المدينة نافذة على الحياة في الإمبراطورية الرومانية، يمكن رؤية منازل ومباني المدينة كما كانت قبل ثوران فيزوف.
من بين أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام في بومبي هي بقايا العديد من الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الثوران، تم العثور على هذه الجثث محفوظة في الرماد، مما يوفر نظرة ثاقبة على مظهر وملابس وحياة الأشخاص الذين عاشوا في بومبي.
تستمر عمليات الحفر في بومبي، وغالبًا ما يتم العثور على اكتشافات جديدة، تُعد بومبي مصدرًا ثمينًا للمعرفة أكثر حول الإمبراطورية الرومانية، وتوفر لنا نظرة فريدة على حياة الناس والحضارة في ذلك الوقت.
قصة مدينة بومبي هي قصة مأساوية عن كيفية تدمير انفجار بركاني لقرية مزدهرة في إيطاليا، لقد وقع هذا الحدث الكارثي في العصور القديمة وترك أثرا دائما على المنطقة، إن أطلال بومبي هي بمثابة تذكير مؤلم بالقوة والدمار الذي أطلقته الطبيعة.
إقرأ أيضا : المدينة المفقودة ماتشو بيتشو : تحفة هندسية لحضارة الإنكا العظيمة
مدينة بومبي الإيطالية قرية الفاحشة
يُطلق على مدينة بومبي الإيطالية أحيانًا اسم “قرية الفاحشة“، وذلك بسبب انتشار الزنا والدعارة والشذوذ الجنسي في المدينة في القرن الأول بعد الميلاد، فقد كانت المدينة موطنًا للعديد من بيوت الدعارة، كما كانت هناك العديد من الرسومات والنقوش الإباحية التي تم العثور عليها في المدينة.
وبحسب المؤرخين، فإن انتشار الفاحشة في بومبي كان نتيجة لعدة عوامل، منها:
- الازدهار الاقتصادي: كانت بومبي مدينة مزدهرة، وكان سكانها يتمتعون بمستوى معيشي مرتفع، وهذا أدى إلى انتشار الرفاهية والترف، ومن بينها ممارسة الفاحشة.
- الحرية الجنسية: كانت الإمبراطورية الرومانية تتمتع بدرجة عالية من الحرية الجنسية، وكان هذا واضحًا في بومبي، حيث كانت هناك قوانين تسمح بممارسة الجنس خارج الزواج، كما كانت هناك قوانين تحمي حقوق المثليين.
- البعد عن القيود الدينية: كانت بومبي مدينة تابعة للإمبراطورية الرومانية، وكانت الديانة الرسمية للإمبراطورية هي الديانة الرومانية القديمة، ولكن، كانت بومبي بعيدة عن مركز السلطة الروماني، مما أدى إلى ضعف الرقابة الدينية على المدينة.
وكان انتشار الفاحشة في بومبي موضوعا للنقاش والنقاش بين المؤرخين وعلماء الدين، فبعضهم يعتقد أن انتشار الفاحشة كان سببًا في غضب الله على المدينة، مما أدى إلى ثوران بركان فيزوف الذي دمرها عام 79 بعد الميلاد، بينما يعتقد آخرون أن انتشار الفاحشة كان مجرد نتيجة للعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت سائدة في المدينة في ذلك الوقت.
ولكن، مهما كان السبب، فإن انتشار الفاحشة في بومبي هو أحد الجوانب المثيرة للجدل في تاريخ المدينة ومن أهم جوانب مدينة بومبي قرية الفاحشة، فبينما يجد بعض الناس أن هذه الفاحشة تثير الاشمئزاز، يرى آخرون أنها مجرد انعكاس لثقافة المدينة وقيمها في ذلك الوقت.
إقرأ أيضا : المدينة المفقودة زد: أسطورة في قلب غابات الأمازون الموحشة
جثث مدينة بومبي
تم العثور على جثث العديد من الأشخاص الذين لقوا حتفهم في ثوران فيزوف في بومبي، تم حفظ هذه الجثث في الرماد، مما سمح للعلماء بدراسة مظهر وملابس وحياة الأشخاص الذين عاشوا في بومبي.
أحد أكثر الأمثلة شهرة على جثث بومبي هو رجل يُعرف باسم “رجل المشي”، تم العثور على جثته في وضع يمشي، مما يشير إلى أنه كان يحاول الفرار من الثوران عندما تم دفنه تحت الرماد.
تم العثور على جثث أخرى في بومبي في وضعيات مختلفة، مثل الجلوس أو الركوع أو حتى النوم، تم العثور على بعض الجثث أيضًا مع متعلقاتهم الشخصية، مثل المجوهرات أو العملات المعدنية.
تساعد هذه الجثث العلماء على فهم حياة الناس في بومبي، توفر لنا هذه المعلومات نظرة ثاقبة على عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم وفهم قصة مدينة بومبي بشكل أوضح.
إقرأ أيضا : مدينة النحاس الاسطورية التي بناها الجن بأمر النبي سليمان
مدينة بومبي الملعونة
يعتقد بعض الناس أن مدينة بومبي هي مدينة ملعونة، وذلك بسبب ثوران بركان فيزوف الذي دمرها عام 79 بعد الميلاد، فقد تسبب الثوران في مقتل أكثر من 16 ألف شخص، وتدمير المدينة بالكامل.
يستند اعتقاد البعض أن بومبي مدينة ملعونة إلى عدة أسباب، منها:
- سرعة الكارثة التي حلت بالمدينة، فقد حدث الثوران في غضون ساعات قليلة، ولم يكن لدى معظم سكان المدينة الوقت للفرار.
- الطريقة التي لقي بها معظم السكان حتفهم، فقد تم دفن العديد من الناس تحت الحمم والرماد، ولم يتم العثور على جثثهم إلا بعد قرون من وقوع الكارثة.
- الرسومات والنقوش الإباحية التي تم العثور عليها في المدينة، فهذه الرسومات تشير إلى أن أهل المدينة كانوا منغمسين في الرذيلة، مما قد يكون سبباً لغضب الله عليهم.
ولكن، هناك أيضًا من يعتقد أن بومبي ليست مدينة ملعونة، وأن ثوران فيزوف كان مجرد كارثة طبيعية حدثت بسبب عوامل طبيعية، ويستند هؤلاء الأشخاص إلى عدة أسباب، منها:
- أن الثوران كان متوقعًا، فقد كانت هناك علامات تدل على أن البركان على وشك الانفجار، ولكن سكان المدينة لم يأخذوا هذه العلامات على محمل الجد.
- أن العديد من المدن الأخرى تعرضت لثورانات بركانية، ولم توصف بأنها مدن ملعونة.
إقرأ أيضا : حضارات ما قبل الطوفان والعهد الأول للبـشر قبل الطوفان
مدينة بومبي في القرآن
ورد ذكر مدينة بومبي أو قصة مدينة بومبي في القرآن الكريم في سورة يس، الآية 67، حيث قال تعالى:
وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ
ولو كنا نشاء لحولنا قلوبهم حتى لا يفهموا القرآن ولو كنا نشاء لحولنا أبصارهم حتى لا يبصروا
ولو كنا نشاء لحولنا آذانهم حتى لا يسمعوا
ولكن حقت علينا كلمتنا التي أنزلناها عليهم فسوف يُصْبِحُونَ حَسْرَى
يُفسّر المفسّرون هذه الآية على أنّ الله تعالى عاقب أهل مدينة بومبي بالهلاك بسبب فسادهم وانحرافهم عن الدين، وقد اعتمدوا في ذلك على عدة قرائن، منها:
- ذكر القرآن الكريم أهل بومبي في سياق الحديث عن قوم لوط، الذين أهلكهم الله تعالى بسبب فسادهم.
- ذكر القرآن الكريم أنّ أهل بومبي كانوا يمارسون الفاحشة علانية، حتى وصل الأمر إلى أنّهم كانوا يرسمون صور الفاحشة على جدران منازلهم.
- ذكر القرآن الكريم أنّ أهل بومبي كانوا يرفضون الاستجابة لدعوة النبيين الذين أرسلهم الله تعالى إليهم.
يقول ابن كثير في تفسيره للآية: “وهذا من جنس ما أخبر الله عنه في سورة العنكبوت، فقال: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَانَتْ لِكُلِّ قَرْنٍ أَمَةٌ جَاهِدَةٌ فَمَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَتَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ وَيَنْهَاكُمْ عَنِ الْأَوْثَانِ فَتَوَلَّوْا وَقَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ فَلَا تَقْصِطْ فِي الْحُكْمِ وَاتَّبِعِ الْهُدَى فَمَنْ تَوَلَّى فَإِنَّمَا يَتَوَلَّى عَلَى نَفْسِهِ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
فهذا من جنس ما أخبر الله عنه في هذه الآية، من أنّه لو شاء لحول قلوبهم على مكانتهم، أي على الكفر والعصيان، فلا يستطيعون الخروج منه، ولا يستطيعون التحرك، ولا يستطيعون الرجوع إلى الحق، ولو شاء لحول أبصارهم، فلا يستطيعون البصر، ولو شاء لحول آذانهم، فلا يستطيعون السمع، ولكن حقت عليهم كلمتنا التي أنزلناها عليهم، فسوف يُصبِحون حَسْرَى على ما فعلوا من الكفر والعصيان”.
وهكذا، فإنّ ذكر مدينة بومبي في القرآن الكريم يُعدّ تحذيراً.
إقرأ أيضا : مدينة بابل والسحر : أكثر الحضارات إتقانا لفنون السحر