معبد كارني ماتا في الهند : المكان الذي تعامل فيه الفئران كالآلهة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يعتبر معبد كارني ماتا في الهند واحدا من بين أغرب المعابد على وجه الأرض، في هذا المكان تعامل الفئران معاملة الآلهة ويتم تقديسها وإحترامها، بل وتقديم قرابين لها في سبيل إرضائها.
تم بناء معبد الفئران هذا منذ أكثر من 600 عام من قبل مهراجا جانجا سينغ تكريما للإلهة الهندوسية دورجا، التي أعيد تجسيدها في كارني ماتا حول القرن الرابع عشر.
على الرغم من بدء بناء معبد الفئران منذ 600 عام، إلا أنه لم يتم الانتهاء منه حتى بداية القرن العشرين، ومن حيث الهندسة المعمارية، يبرز معبد كارني ماتا بسبب مدخله الرخامي الأبيض وأبوابه الفضية.
في قرية ديشنوه النائية في راجستان بالهند، تقع واحدة من أعظم الأشياء المثيرة للفضول في العالم. هذا هو المعبد الهندوسي لكارني ماتا، حيث يسافر المصلون لمسافات طويلة لتكريم 20 ألف فأر. هنا تعتبر هذه القوارض مقدسة، حيث يعتقد أنها تناسخ من نسل آلهة هندوسية.
إقرأ أيضا : كارثة بوبال بالهند : قصة أكبر كارثة صناعية في التاريخ
معبد كارني ماتا في الهند : معقل الفئران المقدسة
يعتبر معبد كارني ماتا في الهند من أكثر المعابد فضولًا وفريدة من نوعها في العالم، حيث يعيش في الداخل أكثر من 20000 جرذ، وتعتبر كلها مقدسة.
لقد أصبح معبد كارني ماتا في الهند واحدا من بين أكثر الأماكن الجاذبة للسياح والفضوليين، وبمجرد مرورك عبر طريق عبور مدخل المعبد، تبدأ بالفعل في رؤيته القوارض على كلا الجانبين، بل وفي كل مكان في المعبد.
يعتقد سكان ولاية راجستان أن هذه الفئران تجسد حي لإلة «وهمية» في معتقداتهم تدعى «كارنى ماتا»، وهي امرأة هندوسية كانت تحظى مكانة طيبة، عبدها اتباعها في القرن الرابع عشر.
كل عام يزور المعبد آلاف الهندوس لعبادة هذه القوارض التي يصلون من أجلها ويطعمونها بالحليب والفواكه والحلويات.
في كل صباح يقدم الكهنة أوعية ضخمة مليئة بالفواكه والخضروات المقطعة وصواني من الحليب حتى يتم إطعام أحفاد كارني ماتا جيدًا.
بالإضافة إلى ذلك، يمشي المؤمنون لساعات داخل المعبد في انتظار أن يلمس أحدهم فأر ما أو يركض فوق أقدامه، لأنه بالنسبة لهم علامة على حسن الحظ.
إقرأ أيضا : بوابة الجحيم في روسيا : قصة أعمق حفرة على وجه الأرض
الفئران سيدة المكان
من بين العديد من الفئران، هناك بعض الفئران البيضاء، والتي يزعمون أنها تناسخ لكارني ماتا نفسها وأطفالها. من الصعب جدًا رؤيتها، ولكن إذا كنت قادرًا على رؤية أي منها، فسيكون لديك حظ سعيد لفترة طويلة، لأنها علامة على فأل حسن.
تظهر الفئران في كل زاوية يمكن تخيلها، عليك أن تمشي بحذر وأن تراقب خطوتك بعناية، حتى لا تسبب ذعرًا مزدوجًا لها.
تركض تلك الفئران والقوارض في الممر وتتسلق الجدران وتتسلل إلى جميع الزوايا والشقوق التي يمكنها العثور عليها. إنها تشعر بالحرية التامة، تركب على رؤوس الزوار، الذين يجلبون لها الطعام والقوت من جميع الأنواع.
ثم تتحرك الفئران بحرية حول المعبد، وتتغذى بفضل الأوعية المعدنية الموجودة في زوايا مختلفة والتي تحتوي على الحبوب والحليب. كما يقدم العديد من الزوار لهم الحلويات. يعتبر الطعام الذي تقضمه القوارض أيضًا مقدسًا، لذلك غالبًا ما يستهلكه المصلين، حتى لو تم تناوله بالكامل تقريبًا.
يعتبر قتل الفئران في المعبد جريمة يُعاقب عليها وجريمة لا تغتفر أبدا، أيضا عندما يرى سكان ولاية راجستان «فأراً أبيضاً» فإنهم يعتبرون أنه هبة من الله.
يجب على الأشخاص الذين يدخلون هذا معبد كارني ماتا في الهند أن يدخلوا حافي القدمين، لذلك توجد موظف في المكان يحافظ على الأحذية. اسمها نارين كريشانت ، تبلغ من العمر 45 عامًا ولم تفقد زوجًا من الأحذية مطلقًا منذ أن عملت في المعبد قبل 25 عامًا.
وقالت في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الدولية “كل يوم أعمل هنا 16 ساعة مقابل 5 آلاف روبية فقط في الشهر. لكن هذا مكان خالص ومقدس، وكل شخص لديه مهمة في الحياة. هذه هي مهمتي”.
كما هو الحال في أي معبد آخر في الهند، يجب على الزائر تسليم حذائه قبل دخوله للمعبد. أما بالنسبة للأجانب وخصوصا للذين لديهم من رهاب، هناك تسامح مع المشي مرتديًا جواربك داخل المعبد.
إقرأ أيضا : انفاق الموت في باريس أكبر مستودع عظام تحت الأرض في العالم
الفئران البيضاء تميمة الحظ
على الرغم من إحتواء معبد كارني ماتا في الهند على أكثر من 20000 جرذ داخل جدرانه، إلا أن الفئران البيضاء تعتبر صاحبة المكانة الأعلى والأكثر تقديسا، حيث يقال أنه لا يوجد سوى اثنين في المكان كله، وأن رؤيتهما علامة على الحظ السعيد ونعمة إلهية.
يصل الآلاف من الأشخاص كل عام للعثور عليهم، سعيا نحو حظ أفضل في حياتهم، لكنهم عادة ما يغادرون دون الاستمتاع بهذه المتعة.
من ناحية أخرى، يحذر كهنة معبد كارني ماتا الزائرين من توخي الحذر عند وضع أقدامهم على الأرض حتى لا يؤذووا الحيوانات، لأنهم يعتبرون أن دوسها بالخطأ وقتلها إثم عظيم.
يؤكد عمداء المعبد أنه ومنذ تأسيس المعبد قبل 600 عام، لم يكن هناك مرض ينتقل عن طريق الاتصال بالقوارض.
لكنها قناعة، لا توجد بيانات تدعمها. على أي حال، واحترامًا للمعتقدات المحلية، من الأفضل عدم إثارة ضجة أو صراخ. إذا كنت لا تستطيع تحمل الزيارة، فمن الأفضل أن تنسحب بتكتم.
كإجراء وقائي للسائحين، من الأفضل التخلص من أي جوارب تستخدم أثناء الزيارة، وإذا أمكن العودة إلى الفندق وغسلها جيدًا أو الاستحمام. أثناء المشي داخل المعبد، ستكون بالتأكيد قد دست على براز وبول آلاف الفئران التي تتجول بحرية في جميع أنحاء كارني ماتا.
إقرأ أيضا : كنيسة كابيلا دوس اوسوس البرتغالية المبنية من عظام مسلمي الأندلس