قصة نينا كولاجينا : تحرك الأشياء بعينيها وتتحكم بنبضات قلب الآخرين

هل سمعتم من قبل عن قصة نينا كولاجينا، السيدة الروسية التي أثارت حولها ضجة إعلامية غير مسبوقة، حيث إدعت أن لها قوى نفسية خارقة، مما جعلها تحرك الأشياء عن بعد بدون حتى أن تلمسها.

ليس هذا فحسب، قالت عائلتها إن نينا كانت قادرة على فك رموز ما يحمله الآخرون في جيوبهم، وكذلك تحديد المرضى ونوع المرض الذي يعانون منه عن طريق رؤيتهم فقط.

خضعت نينا كولاجينا للاختبار في مناسبات مختلفة وعلى يد خبراء مختلفين سعوا للتحقق من أن قدراتها كانت حقيقية تمامًا، لكنهم لم يتوصلوا لشيء يذكر.

تعتبر نينا كولاغينا من أشهر الأشخاص الذين اعتبروا أنهم يملكون قدرة على تحريك الأشياء عن بعد، والتي قامت أيضاً في عام 1960 ببث فيلم يظهر قدرتها على تحريك أدوات المائدة عبر النظر إليها، كما استطاعت أن تكسر بيضة وتفصل الصفار عن البياض دون أن تمسك بها، وكانت تلك السيدة مجرد ربة منزل عادية اكتشفت بالصدفة قدرتها على تجربة تلك المعجزة الأمر الذي ولد ضجة كبيرة بين العلماء والباحثين النفسيين الذين بدؤوا البحث عن تفسيرات لتلك الظاهرة.

إقرأ أيضا : قصة ميشيل لوتيتو : الرجل الذي أكل طائرة في سنتين

قصة نينا كولاجينا

قبل الحديث عن قصة نينا كولاجينا، لا بد من الحديث أولا عن طفولتها وشخصيتها وكيف إمتلكت تلك القوى النفسية الخارقة والتي أذهلت العالم.

نينا كولاجينا هي سيدة روسية تدعي أنها تمتلك قدرات خارقة، بما في ذلك القدرة على تحريك الأشياء بالعقل.

ولدت نينا كولاجينا عام 1926 في لينينغراد وكان عمرها 14 عامًا فقط عندما حاصر النازيون مدينتها. مثل العديد من أطفال لينينغراد، كان عليها أن تصبح جندية، جنبًا إلى جنب مع والدها وشقيقها وأختها، انضمت إلى الجيش الأحمر وتم إرسالها إلى خضم المعركة.

كانت الظروف التي مرت بها خلال 900 يوم من الحصار مروعة. كانت درجة حرارة الشتاء تصل أحيانًا إلى أربعين درجة تحت الصفر ، وكانت حصص الخبز حوالي أربع أونصات يوميًا، وانقطعت المياه والكهرباء، ودُمرت المدينة بالقنابل ونيران المدفعية الألمانية.

خدمت نينا كولاغينا في الخطوط الأمامية في دبابة T-34 كمشغل راديو، وميزت نفسها بما يكفي لترتقي إلى رتبة رقيب. لكنها تركت القتال عندما أصيبت بجروح بالغة. لحسن الحظ، تمكنت من التعافي وتزوجت لاحقًا وأنجبت ولداً.

في تلك الفترة التقت بالمهندس البحري فيكتور فاسيليفيتش كولاجين، الذي ورثت منه اسمه، وكان زوجها هو الذي عانى من جزء كبير من حلقات التحريك الذهني هذه، لأنه عندما كانت كلما غضبت منه، تقوم بتحريك الأشياء في الغرفة من حولها بطريقة مرعبة.

إقرأ أيضا: قصة ساتيا ساي بابا : النبي الهندي الزائف ومعجزاته المزعومة

قدرات نفسية خارقة

بدأت قصة نينا كولاجينا عندما بدأت تلاحظ أن لديها قدرات خارقة عندما كانت صغيرة جدًا. في البداية، لم تخبر أحداً بقدراتها، لكنها بدأت في الكشف عنها لاحقًا في حياتها.

قالت عائلته إنه كان بإمكانها رؤية الأشياء في جيوب الناس ذهنيًا، وأنه عندما التقت بأشخاص مرضى، كان بإمكانها تحديد المرض الذي يعانون منه.

كانت نينا كولاغينا تضيء الأنوار وتطفئها بدون لمسها، وتبدو الأشياء وكأنها تنجذب إليها. تم الكشف لاحقًا عن أنه كان نوعًا من النشاط الأرواح الشريرة، إلا أن كولاجينا كانت مقتنعة بأن قوتها وقدراتها النفسية كانت هي السبب في ذلك.

كان هذا الارتباط بين قدراتها النفسية على ما يبدو والنشاط الخارق للعادة الذي كانت يحدث في منزلها، مزيجًا غامضا ساهم في تحديد هويتها لاحقا.

في عام 1964، بينما كانت نينا في المستشفى تتعافى من الانهيار العصبي، أمضت الكثير من الوقت في الخياطة. اندهش الأطباء عندما رأوا أن المرأة كانت قادرة على الوصول إلى سلة الخياطة الخاصة بها واختيار أي لون من الخيط تريده دون النظر إليه.

اتصل بها الأطباء مع أخصائيي التخاطر الروس، وفي العام التالي، عندما تعافت تمامًا، وافقت على المشاركة في تجارب مختلفة. وهكذا بدأت الاختبارات التي حقق فيها مكانة بارزة في تاريخ الحرب الباردة.

إقرأ أيضا: تجربة لازلو بولغار : كيف تجعل إبنك عبقريًا منذ الصغر

كيف تحرك الأشياء بدون لمسها

في عام 1965، تم اختبار قدرات نينا كولاجينا من قبل العلماء السوفييت، الذين أذهلتهم نتائج الاختبارات. تمكنت كولاجينا من تحريك الأشياء بالعقل، بما في ذلك ألعاب الطاولة والكراسي وحتى السيارات. كما تمكنت من إيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائية والتحكم في الحيوانات.

في الاختبار الذي تم إجراؤه في 10 مارس 1970، حاولت نينا كولاغينا رفع معدل ضربات قلب طبيب في الغرفة كان متشككًا في قدراتها النفسية الخارقة.

تم توصيل الطبيب العقلي والطبيب بـأجهزة مخطط كهربية القلب. بعد دقيقتين من بدء الاختبار، لاحظ المحللون أن قلب الطبيب كان ينبض بمعدل شديد الخطورة، وتم إنهاء التجربة فورا.

ساهمت كل هاته التجارب السوفييتية في إنتشار قصة نينا كولاجينا عالميا، لذلك وكما هو متوقع وصل فيديو هذه التجربة إلى يدي وزارة الدفاع الأمريكية. فوجئت السلطات بقدرة نينا كولاغينا وبدأت في الاستفسار عن القوى النفسية للمرأة.

كانت آراء السلطات الأمريكية منقسمة، ولكن كان هناك أمر واحد مؤكد: كان لا بد من مراقبة نينا كولاجينا عن كثب واهتمام ومراقبة تحركاتها عن كثب.

إقرأ أيضا: تجربة الكون 25 المثيرة : كيف يمكن أن تتحول الجنة إلى جحيم

تجربة الضفدع الشهيرة

لعل أشهر التجارب والتي ساهمت في إنتشار قصة نينا كولاجينا بشكل واسع هي تجربة التحكم في نبض الضفدع، حينها قرر ليونيد فاسيليف، الباحث السوفياتي التحقيق مع نينا كولاجينا، ووافقت على أن تخضع للفحص في 25 مختبرًا مختلفًا على الأقل، في معاهد الطب النفسي والراديو والإلكترونيات والعلوم.

كما خضعت لتنويم مغناطيسي، وإلكترونيات نفسية، وعلاج نفسي عاطفي، واختبارات عصبية، وفيزيائية، وكيميائية، وكهرومغناطيسية، وطبية لاستبعاد أنها كانت عملية احتيال وخداع.

كان هناك العديد من الاختبارات التي أصبحت أول حالة موثقة في التاريخ، وتم التحقق من صحتها علميًا وكانت مصورة. في الواقع، قاموا بفحص المكان الذي جلست فيه أو أتت لإجراء التجارب فيه.

كان من أكثر التجارب رعبا التي قامت بها نينا هو التلاعب بنبض قلب الضفدع، فقد كانت قلبه ينبض بشكل طبيعي، لكنه تسارع فجأة حتى توقف عن الضرب. أظهرت هاته التجربة أن قوتها العقلية كانت قوية جدًا لدرجة أنه كان لديها القدرة على التأثير في حياة كائن آخر.

إقرأ أيضا: تجربة فلاديمير ديميخوف وزراعة رأسين في جسد كلب واحد

دور القوى النفسية في الحرب الباردة

طورت الحرب الباردة سباق التسلح واشتدت أجواء الشك العميق والمستمر. لهذا السبب، ركزت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي موارد هائلة لإتقان أشكال التجسس. كان أحد هاته الأساليب هو استكشاف القوة النفسية.

كانت برامج التجسس تبحث عن طرق لجمع المعلومات وأسرار الدولة باستخدام عملاء مزدوجين، للقيم بالتنصت والتجسس، وطرق أخرى أقل تقليدية مثل إمكانية إقامة حرب نفسية.

على الرغم من المادية الديالكتيكية الماركسية، لجأ الروس إلى التخاطر وقوة النساء مثل نينا كولاجينا وكان عليهم صياغة أنشطتهم بمصطلحات علمية أكثر.

في مرسوم صدر عام 1963، قرر الاتحاد السوفياتي أن الإدراك خارج الحواس يجب أن يكون له جوانب تقنية لإبعاده عن السحر والتنجيم أو ما وراء الطبيعة البحتة واقترحت السلطات مصطلحات جديدة.

على سبيل المثال، أصبح التخاطر العقلي “عمليات النقل لمسافات طويلة للأنظمة البيولوجية” التحريك النفسي، أي القدرة على تحريك الأشياء المادية بالعقل، أصبح “انبعاثات غير مؤينة، ولا سيما الكهرومغناطيسية من البشر”.

طوال الستينيات، كرس السوفييت أنفسهم لدراسة تدفقات الطاقة أو الهالة التي تحيط بالبشر. كان نيتهم تسخير تلك الطاقة للتأثير على الأنظمة الفيزيائية.

أكد مصدر مرتبط بالمختبر الخاص لظواهر الاتصالات الحيوية بجامعة لينينغراد، في تلك السنوات، أن فهم الطاقة خارج الحواس للعقل كان مكافئًا لاكتشاف الطاقة النووية.

لطالما كان للبرامج النفسية منتقديها، لكنها استمرت في التسعينيات وربما بعد ذلك. في عام 1984، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وكالة المخابرات المركزية واصلت أخذ مثل هذه التحقيقات على محمل الجد.

إقرأ أيضا: تجربة ستانلي ميلغرام : تغير البشر وبطشهم عند الوصول للسلطة

قدرات نينا كولاغينا بين الحقيقة والخيال

حظيت قصة نينا كولاجينا باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام العالمية، وتم إجراء العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية عنها. كما تم اختبار قدراتها من قبل العديد من العلماء والباحثين، لكن لم يتم التوصل إلى إجماع علمي حول ما إذا كانت هذه القدرات حقيقية أم لا.

في إحدى المقابلات، قالت نينا كولاغينا إنها لا تملك أي قوة خارقة للطبيعة، لكن القوة جاءت من والدتها، التي أيضًا مع التركيز والقوة العقلية كان يمكنها أن تحرك الأشياء بطاقة عقلها.

وأكدت أيضًا أنه بعد القيام بهذا النوع من الأشياء، كانت تشعر بألم شديد في أسفل الظهر والعمود الفقري، كما تأثر بصرها عند القيام بذلك.

توفيت نينا كولاجينا لأسباب طبيعية في 11 أبريل 1990. عن عمر يناهز 63 عامًا. ومع ذلك، لا يزال الجدل حول قدراتها مستمرًا حتى اليوم. هناك من يعتقد أنها كانت بالفعل تمتلك قدرات خارقة، بينما يعتقد البعض الآخر أن هذه القدرات كانت مجرد وهم,

إقرأ أيضا: تجربة الوحش وكيف تم إستغلال الأطفال كفئران تجارب

المصادر

المصدر: 1