عندما كانت الديدان تعيش في ملابس الاوربيين
نظرة سريعة على محتويات المقال:
كان انتشار الديدان في ملابس الأوروبيين، خاصة في العصور الوسطى وما قبلها، مشكلة صحية واجتماعية شائعة جدًا. يرجع ذلك إلى عدة أسباب:
لم تكن ممارسات النظافة الشخصية كما هي عليه اليوم. كان الاستحمام نادرًا، ولم تكن هناك غسالات ملابس، وكانت الملابس تغسل بشكل متقطع جدًا.
كانت الظروف الصحية العامة سيئة، مما ساهم في انتشار الحشرات والطفيليات، كما كانت الملابس تصنع من مواد طبيعية مثل الصوف والكتان، وهي بيئة مثالية لتكاثر الحشرات والطفيليات.
كانت أيضا المنازل باردة، مما دفع الناس إلى ارتداء العديد من الطبقات من الملابس، مما زاد من فرص انتشار الحشرات.
بالإضافة إلى التأثيرات الصحية، كان وجود الديدان في الملابس يؤثر أيضًا على الحياة الاجتماعية. فقد كانت تعتبر علامة على الفقر والنظافة السيئة، مما كان يؤدي إلى التمييز الاجتماعي.
أوروبا كانت مستنقع قذراة
يتحدث أمبرتو أيكو في روايته الاخيرة “ مقبرة براغ “ انه في القرن السابع عشر بدأت الشعوب المجاورة لـ أيطاليا بالزحف واللجوء لها والعمل فيها كـ خدم ومزارعين زحف أليها اليهودي والنمساوي والهولندي والآلماني.
لكن الفكرة لم تكمن في هذا الزحف الفكرة تكمن أن أوروبا كلها كانت عبارة عن مستنقع قذراة كبير جدا.
كانت هنالك العديد من الحيوانات في الشارع دون حصرها في مكان مخصص لها ، فضلات الحيوانات والبشر هنا وهناك دون ان يقوم أحد بإزالتها, بل كانوا يخصصون خنازير تقوم باكل هذه الفضلات وماتبقى منها تقوم الآمطار بازالتها . كان لدى أوروبا فضلات تكفي لصناعة جدار عازل بين الدول.
ويتحدث باتريك زوسيكند في روايته العطر ان فرنسا بلد يشع بالعفانة والروائح النتنه السمك العفن ، رائحة المجاري التي تطفح كل عام دون الالتفات لها .وكانت سبب رئيسي لتفشي الاوبئة والامراض الخطرة.
سبب كل هذا العفن
في تاريخ العصور الوسطى ، كانت الكنيسة تحرم أستعمال الماء الا في المناسبات بمعنى انهم كانوا يستحمون مرتين في السنة .حتى الملوك نفسهم كان الخدم يشمئزون من رائحتهم فما بالك بالخدم ؛ حكمة تحريم الماء وقد جائت على اساس ان استعماله بكثرة قد يسبب هشاشة في العظام.
كانت الظروف الصحية العامة سيئة، مما ساهم في انتشار الحشرات والطفيليات وقد مات الكثيرون بسبب عدم النظافة الشخصية.
كما يقال أنه عندما كان الهنود الحمر يقابلون ملك قادم من أوروبا كانوا يضعون الورود على أنفوهم من شدة الرائحة البشعة.
يتحدث المؤرخ الفرنسي جيبلرت سينويه عن فضل المسلمين على أوروبا قائلا:
ان المسلمين في فترة الدولة العثمانية كان لهم فضل واسع جدا في حث الناس والآوروبين على النظافة الشخصية حيث تعلموا الاستحمام بشكل دائم.
وايضا أدخلوا لهم الصابون والمعطرات المستخلصة من الاعشاب وفكرة تغيير الملابس وغلسها من حين لحين.
مع تطور المجتمعات وتقدم الطب، بدأت الأمور تتغير. أدى اكتشاف الصابون والمنظفات، وتحسين ظروف الصرف الصحي، وبناء المنازل بشكل أفضل، إلى انخفاض كبير في انتشار الديدان في الملابس.
كانت مشكلة الديدان في الملابس مشكلة كبيرة في الماضي، ولكن بفضل التقدم العلمي والتغيرات الاجتماعية، تم التغلب عليها إلى حد كبير. تذكرنا هذه المشكلة بمدى أهمية النظافة الشخصية والصحة العامة في حياتنا اليومية.