الدكتور داهش : شخص بقدرات خارقة للطبيعة أو مجرد محتال
نظرة سريعة على محتويات المقال:
الدكتور داهش، الاسم الحقيقي له سليم موسى العشي، شخصية تاريخية عربية مثيرة للجدل، ولد في القدس عام 1909 وتوفي في الولايات المتحدة عام 1984. اشتهر بتأسيس عقيدة روحية تسمى الداهشية، والتي يجمع فيها بين عناصر مختلفة من الفلسفة والدين والروحانية.
داهش شخصية مثيرة للجدل، حيث يعتبره البعض معجزة وبعضهم ساحراً، أسس عقيدة روحية خاصة به تسمى الداهشية، والتي تجمع بين عناصر مختلفة من الفلسفة والدين.
الداهشيّون، أي أتباع داهش، يعتبرون أنه رجل روحاني يحمل فلسفةً عميقة تدعو للسلام ونبذ الكراهية والخلافات الدينية والحروب، ولذا يتم تحقيرهم اليوم إعلامياً. وكانوا في حينه يتهافتون إلى منزله في منطقة “زقاق البلاط” في وسط بيروت للتبرك منه، ولا يزال منزله الكبير قائماً هناك ومهجوراً منذ فترةٍ طويلة.
تعرض للاضطهاد والسجن بسبب آرائه، مما زاد من شهرته وانتشرت العديد من القصص حول قدراته الخارقة، مثل الشفاء والتنبؤ بالمستقبل.
من هو الدكتور داهش
يعتبر سليم موسى العشي (1909–1984) أحد أهم الشخصيات الغامضة في القرن العشرين ، حيث لقبه أحد الصحفيين بـ “داهش” لامتلاكه قدرات خارقة للطبيعة شهدها ناس كثر وذكرعنه بأنه كان يتواصل مع أرواح وكيانات من خارج عالمنا، وعلاوة على ذلك هو أديب لبناني ومؤسس عقيدة في الروحانية تدعى بـ “ الداهشية”، له مؤلفات عديدة عن الموت وأحوال الروح وقام برحلات حول العالم,
بعد أن اتسعت شهرة داهش، تناهت أخبار “معجزاته” إلى المحافل العلمية في باريس، فاستضافته جمعية المباحث النفسية الفرنسية، وسافر إليها برفقة شقيقته أنطوانيت. طلب المجتمعون منه أن يريهم مُعجزةً من مُعجزاته، أجابهم أنّه سيريهم آية يونان النبي (يونس).
فطلب منهم وضعه في صندوقٍ حديديّ محكم الإغلاق، ودفنه في قعر نهر السين، سبعة أيام تحت الحراسة المُشدّدة. ارتعب المجتمعون بادئ الأمر، لخطورة العرض، لكنّهم عادوا فقبلوا عندما كتب لهم إقراراً بأنّه هو المسؤول عن عاقبة طلبه
وبعد أن فحصته لجنةٌ طبيّة، قاموا بتنفيذِ طلبه. وبعد 7 أيّام، وأمام 150 شاهداً من المهتمين بالأمور النفسية، رُفع الصندوق، وفُتح، وإذا بجسده يتحرك، ووجهه يبتسم. بعد هذه المعجزة المذهلة، مُنح داهش شهادة العلوم النفسية من قبل “الجمعيّة النفسية الدولية” بتاريخ 6 أيار 1930، ثمّ شهادة الدكتوراه من قبل معهد “ساج” الإنكليزي في باريس، بتاريخ 22 أيّار 1930.
خوارق الدكتور داهش في لبنان
أما عن بعض أعماله السحرية في لبنان، فكتبت مجلة “الحوادث” أن داهش حوّل الورق العادي بين يديه إلى عملة الدولار وإلى الليرة اللبنانية، كما أن الخشب كان ينقلب إلى ذهب أمامه في الحال، وأنه أعاد مرات ومرات خاتماً أو ساعة أو معطفاً ضاع من صاحبه قبل سنوات.
أما الرواية التي تناقلها سكان بيروت فهي أنه بعام 1968، دخل داهش يوماً محلاً ليقصّ شعره فوجد زحمةً كبيرة عند الحلّاق وكان يوم سبت. فطلب من الحلّاق أن يقصّ له شعره ليردّ الحلّاق وهو يحدّق بالزبون الجديد: “إذهب ساعة أو ساعتين ثم عدّ لأحلق لك”. ويُقال إن داهش فصل رأسه عن جسده وأعطاه للحلّاق موضحاً أنه سيعود لأخذه لاحقاً بعد الإنتهاء. لكن بالتأكيد تبقى هذه القصة ضمن نطاق الروايات.
منزله المسكون في بيروت
يُقال إن المنزل الذي سكنه دكتور داهش في بيروت في أهم مراحل حياته “مسكون” بروح صاحبه التي لم تفارقه بعد، ويُحكى أن الأنوار تُضاء وتُطفأ بين الحين والآخر، وتارة أخرى يُحكى أن أحواض الزرع الموجودة على شرفاته تظهر مرة خضراء ومرة يابسة، والأهم يبقى ألا أحد يجرؤ على الاقتراب منه أو الدخول الى هذا المنزل القائم في محلّة زقاق البلاط في بيروت.
وبين هذا وذاك، ما زال منزله مادة دسمة لمرويّات تشبه (الفزّاعة) ، والتي تتخطّى حدود واقع كونه كان مهجوراً لفترة قصيرة خلال الحرب الأهلية، ومن ثمّ عادت ملكيته لعائلة حداد، وتحديداً للرسامة (زينة حداد) التي ما زالت تسكن بداخله، وحيدة لا تستطيع الحراك والتحدّث بسبب مرضها وكبر سنها (93 عاماً).
معجزات الدكتور داهش
قبل الدخول في تفاصيل “معجزات” الدكتور داهش، من المهم أن نؤكد أن هذه الادعاءات غالباً ما تُصنف ضمن الظواهر الخارقة للطبيعة، والتي لا تدعمها الأدلة العلمية. أي ادعاء بحدوث معجزة يتطلب دليلاً علمياً قوياً ومقنعاً، وهو أمر نادر الحدوث.
تدور الروايات حول الدكتور داهش حول قدرته على:
الشفاء من الأمراض المستعصية: يُزعم أنه شفى مرضى من أمراض مزمنة وعضال، وذلك بلمسة يده أو بعض الطقوس الروحية.
التواصل مع الأرواح: يُقال أنه كان يتواصل مع الأرواح ويحصل على معلومات عن الماضي والحاضر والمستقبل.
تحريك الأجسام وإظهار قوى خارقة: هناك روايات عن تحريكه للأجسام دون لمسها وقيامه بأفعال لا يستطيع الإنسان العادي القيام بها.
لماذا ينبغي التعامل مع هذه الادعائات بحذر شديد؟
في الواقع، لا توجد دراسات علمية موثوقة تدعم هذه الادعائات. غالبية الروايات تعتمد على الشهادات الشخصية، والتي قد تكون عرضة للتأويل الشخصي والتحيز.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تأثير نفسي كبير على الأشخاص الذين يعتقدون في هذه القوى الخارقة. الإيمان القوي بحدوث معجزة قد يؤدي إلى تحسن الحالة الصحية لدى بعض الأشخاص، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن المعجزة هي السبب الحقيقي للشفاء.
بدون نسيان عوامل الاحتيال والتدليس، في بعض الحالات، قد تكون هذه الادعائات مجرد حيل وخدع بهدف الاستفادة المادية أو الشهرة.
بينما قد تكون هذه الروايات حول قدرات الدكتور داهش ومعجزاته مثيرة للاهتمام، إلا أنه من الضروري التعامل معها بحذر شديد. يجب علينا الاعتماد على الأدلة العلمية والبراهين الملموسة قبل تصديق أي ادعاء خارق للطبيعة.
وفاة الدكتور المثير للجدل
تمت مناقشة وفاة الدكتور سليم موسى العشي، المعروف باسم الدكتور داهش، في العديد من المصادر، ولكن هناك بعض النقاط الهامة التي يجب توضيحها.
توفي داهش في العام 1984 في ولاية نيويورك داخل أحد المستشفيات بسبب مرض “تخثر العظام”، وتمّ تحنيط جثمانه ووضعه داخل منزله الذي تحوّل إلى متحفٍ كبير.
حتى بعد وفاته، استمر الجدل حول شخصيته وأفكاره، حيث يعتقد بعض أتباعه أنه لم يمت حقًا وأن روحه لا تزال موجودة.
توفي داهش تاركاً خلفه تساؤلات وحكايا ما زالت تعشّش خلف الماورائيات، إذ كان بـ«ستّ أرواح» على حدّ زعم أتباعه، أي «الداهشيّين» المنتشرين في لبنان والعالم، و«مشعوذاً» حسب رأي رافضي أفكاره الفلسفيّة والماورائيّة التي ما زالت تدرّس في الجامعات الأميركية، وهي موزّعة بين طيّات أكثر من 300 كتاب و500 لوحة في دار نشر خاصة بطباعة كتبه (دار النسر المحلِّق ).