تقنية الإستنساخ الجيني : هل سيتم استنساخ البشر مستقبلا؟
نظرة سريعة على محتويات المقال:
عملية الإستنساخ الجيني
تقنية الإستنساخ الجيني : لا يزال البشر كل يوم يخطون خطوات كثيرة إلى الأمام ويتقدمون في العديد من المجالات العلمية والطبية والرقمية، حتى أصبحنا نتفاجأ كل يوم باكتشافات واختراعات مذهلة وجديدة.
طموح البشر وفضولهم نحو معرفة المجهول ليس له حدود، فمن منا لم يسمع بعلمية استنساخ النعجة الشهيرة دولي والتي شكلت قفزة نوعية في علم البيولوجيا والجينات وعلم الأحياء. ألم تسأل نفسك عن ما هي عملية الإستنساخ؟ وما هي الخطوات التي يجب إتباعها في عملية الاستنساخ؟
وهل من الممكن القيام بعملية الإستنساخ البشري لتحصل على نسخة طبق الأصل منك ؟ لا تقلق عزيزي القارئ، في الدقائق القادمة، سيقوم موقع إهتم بنفسك بالإجابة على كل هاته الأسئلة، فرمحبا بكم في موقعنا.
ما هي تقنية الإستنساخ الجيني
تقنية الإستنساخ الجيني هي عبارة عن إنتاج مجموعة من الكائنات الحية لها نسخة طبق الأصل، أو بمعنى آخر عمل نسخة جينية من تسلسل الحمض النووي لكائن حي.
تتم عملية الإستنساخ عبر نقل نواة الخلية الجسدية المراد استنساخها إلى بويضة تمت إزالة النواة منها مع المحافضة على الحمض النووي لها.
وتتم عملية الإستنساخ في الطبيعة عند بعض الكائنات بشكل طبيعي، حيث تتكاثر هاته الكائنات بدون عملية التزاوج، كمثال على ذلك نجد: البكتيريا وبعض الحشرات والنباتات. وتتم عملية الإستنساخ عبر ثلاثة طرق علمية مختلفة:
- تقنية الإستنساخ الجزيئي : تم إستعمال هاته التقنية في الستينات من القرن الماضي، حيث كان العلماء يعتمدون على تقنية الإستنساخ بواسطة الحمض النووي، بهدف الحصول على نسخ متعددة من الحمض النووي لكائن ما.
- عملية الإستنساخ العلاجي: تعتمد هاته التقنية على نقل نواة الخلية الجسدية وخلق خلايا جذعية متنوعة مستقلة عن البيويضات المخصبة، ثم إزالة هاته الخلايا التي تحتوي على الحمض النووي من البويضة المخصبة ونقلها إلى كائن آخر فن طريق عمليةالنقل النووي.
- الإستنساخ التناسلي: تعد من التقنيات الشائعة المستعملة لأغراض الإنجاب، حيث تتم علمية نقل الجنين المستنسخ إلى الأنثى التي تعاني من مشاكل الإنجاب.
أنواع الاستنساخ
- استنساخ الخلايا : إنها العملية التي يتم من خلالها استنساخ الخلايا وزرعها في جسم أخر.
- الاستنساخ الجزيئي : يستخدم هذا النوع من الاستنساخ بشكل أساسي لإجراء جميع أنواع التجارب.
- الاستنساخ الطبيعي : إنه نوع التكاثر الذي يوجد فيه والد واحد فقط وهو لاجنسي. يحدث في الحيوانات وحيدة الخلية وبعض النباتات. يشمل هذا التصنيف التوائم.
- الاستنساخ العلاجي : هدفها هو أن تكون قادرة على إنتاج الأنسجة والأعضاء للأغراض الطبية.
- الاستنساخ التناسلي : والغرض منه هو إعادة إنتاج إنسان مثل إنسان آخر. ومع ذلك، فإن هذا الإجراء رغم أنه ممكن، فهو غير قانوني تمامًا. وأشهر مثال على ذلك هو النعجة دوللي.
- استنساخ الأنواع : تركز هاته التقنية بشكل عام على تكاثر الحيوانات المنقرضة. الصراع الرئيسي في هذا النوع من الاستنساخ هو الحفاظ على الحمض النووي للأنواع.
الدوافع وراء قيام العلماء بعملية الاستنساخ
- الاستنساخ بهدف حماية بعض الكائنات الحية والحيوانات من الإنقراض.
- عملية الإستنساخ بهدف عملية زيادة الماشية كالأبقار والأغنام والخنازير وبالتالي زيادة الإنتاج والأرباح.
- الإستنساخ بآخذ عينات من بروتينات بعض الحيوانات بهدف إنتاج أدوية وعقاقير طبية.
- تقنية الاستنساخ بغرض إجراء تجارب علمية، حيث تتم عملية إستنساخ بعض الحيوانات كفئران التجارب، المصممة والمخصصة لتحمل بعض الطفرات الجينية والتجارب المعينة.
الإستنساخ الحيواني واستنساخ النعجة دولي
تعد عملية استنساخ النعجة دولي سنة 1996 من بين أشهر الأحداث التاريخية والعلمية في التاريخ البشري، حيث أن القدرة على استنساخ كائن حي كانت تعد ضربا من الخيال.
بعد إستخدام تقنية الإستنساخ الجيني الناجحة للنجعة دولي كبر وتزايد الفضول والطموح البشري وتزايدات الآمال العلمية وأثير الكثير من الجدل حول مدى إمكانية تطبيق نفس التقنية على بني البشر.
وتعد النعجة دولي أو حيوان ثدي يتم استنساخه بنجاح، حيث ولدت في ال 5 من يوليو تموز سنة 1996 بأحد الجامعات العلمية في إسكتلندا.
وقد عاشت النعجة المستنسخة دولي لمدة 6 سنوات كاملة أنجبت 4 مرات، لكنها ماتت بعد ذلك، عندما تم تشخيص إصابتها بمرض الروماتيزم والذي عادة ما يصيب النعاج المتقدمة في العمر وهو ما لا ينطبق على النعجة دولي، مما أثار العديد من الجدل حول مدى إمكانية نجاح وعيش الكائنات المستنسخة لمدة طويلة.
الإستنساخ البشري
لطالما كان موضوع الإستنساخ البشري وإمكانية صنع نسخة بشرية معدلة طبق الأصل من البشر، طبقا دسما للنقاش والذي تناولته العديد من الصحف والإذاعات العالمية، بل وقامت هوليوود بصنع بعض الأفلام التي تحاكي هاته الفكرة فبإلقاء نظرة بسيطة حول ما يحيط بنا، سندرك مدى التطور العلمي الذي وصل إليه الإنسان بعد غزوه للفضاء والمحيطات و الأراضي البعيدة دون نسيان الأنترنت وهواتف ذكية ومدن ذكية، بل وحتى روبوتات فائقة الذكاء مثل الروبوت صوفيا الحاصل على الجنسية السعودية، مما يخول للإنسان دخول تجربة الإستنساخ البشري.
لكن في الواقع، تبقى عملية الاستنساخ البشري معقدة و مقيدة بالكثير من القوانين، كما أنها تعد تقنية محظورة و غير قابلة للتطبيق على البشر.
يمكن لتقنية الإستنساخ الجيني البشري أن تشكل تهديدا و خطرا حقيقيا على الوجود الإنساني والحضارة الإنسانية، كما أن عملية الإستنساخ البشري تحتاج تمويل مالي ضخم جدا، بالإضافة إلى نسخ بشرية حقيقية.
من جهة أخرى لقد أضهرت الكائنات الحية الأخرى المستنسخة، العديد من العيوب الخلقية والمشاكل الصحية والتشوهات الجينية وضعف مناعتها، مما لا يشجع على عملية الإستنساخ البشري حاليا.
تم حظر استنساخ البشر من قبل اليونسكو. في عام 1997 تمت الموافقة على الإعلان العالمي بشأن الجينوم البشري وحقوق الإنسان. تنص المادة 11 بوضوح على أن هاته الممارسات المخلة بكرامة الإنسان، بما في ذلك الاستنساخ، لذلك لا ينبغي السماح بها في البلدان.
ويسمح باستخدام هاته التقنية فقط في بعض الحالات:
- في الحيوانات : تحسين خصوبة الأنواع والبحث العلمي.
- التحقيق في الأمراض لإيجاد العلاجات الممكنة.
- تحسين إنتاج الأدوية.
- إجراء عمليات زراعة الأعضاء.
الإستنساخ الجيني في الإسلام
لطالما كانت عملية الإستنساخ، سواء تقنية الإستنساخ الجيني البشري أو الإستنساخ الحيواني محط جدل بين الحكومات والدول والسياسيين وعلماء الدين بمختلف معتقداتهم. فبينما يعتبر البعض عملية الإستنساخ أمرا مرفوضا وغير أخلاقيا، يؤمن البعض الآخر أن عملية الإستنساخ من الممكن أن تعطيها آملا كبيرا في إيجاد حل لبعض الأمراض المستعصية والفتاكة.
من جهة أخرى، ومن الناحية الدينية فقد إتفق العلماء المسلمين على حرمة عملية الإستنساخ، حيث يعتبرونها تغييرا لخلق الله وتدخلا في شؤون الخالق، بالإضافة لمخاطر عملية الإستنساخ على صحة الإنسان، حيث أن الأشخاص المستنسخين معروضون للعديد من المشاكل الجسدية والنفسية والعقلية.