كنيسة كابيلا دوس اوسوس البرتغالية المبنية من عظام مسلمي الأندلس
نظرة سريعة على محتويات المقال:
كنيسة كابيلا دوس اوسوس في البرتغال المبنية من عظام البشر
تعد كنيسة كابيلا دوس اوسوس أو كنيسة La Capela Dos Ossos أو مصلى العظام والتي توجد في البرتغال، من أغرب المعالم السياحية في العالم، هاته الكنيسة مفتوحة للزوار والعامة والسياح وتوجد في مدينة إيفورا البرتغالية.
لكن الأمر الغريب في كنيسة كابيلا دوس اوسوس والذي يجعلها تتميز عن باقي الكنائس، أنها مصنوعة من عظام البشر وخاصة عظام مسلمي الأندلس والذين تم قتلهم وإبادتهم في مقابر جماعية على مقربة من الكنيسة.
في موضوع اليوم سنتحدث عن قصة كنيسة الجماجم في البرتغال وعن تاريخ بنائها والأحداث التي رافقتها، فمرحبا بكم في موقع إهتم بنفسك.
تاريخ كنيسة La Capela Dos Ossos
الخوف من الموت و الخوف من نسياننا من طرف أهلنا و أصدقائنا بعد الموت و تحلل جثثنا و تحولنا إلى رماد تحت الأرض.
كانت هاته هي الفكرة التي ألهمت الراهب “فرنسيسكاني” لبناء كنيسة كابيلا دوس اوسيس من عظام البشر و التي لا زالت مستقرة و بادية في كل مكان و كل زواية و في كل ركن من أنحاء الكنيسة منذ آمد بعيد و إلى يومنا هذا.
لكن هنالك العديد من الفرضيات المتضاربة حول العظام البشرية و التي تؤثث و تزين جدران الكنيسة وأرضيتها وكل مكان فيها. بعض المصادر التاريخية تقول أن العظام الموجودة في الكنيسة والتي تعد بالآلاف، هي عظام مسلمي الأندلس الموريسكيين والذين تم تصفيتهم في مقابر جماعية وحشية في محاكم التفتيش بالقرب من مكان الكنيسة بعد رفضهم إعتناق النصرانية و تم بعد ذلك إستعمال عظامهم لبناء تلك الكنيسة المخيفة.
من جهة أخرى يؤكد العديد من المؤرخين و سكان المدينة التي توجد بها كنيسة كابيلا دوس اوسوس، أن تلك العظام تم إستخراجها من مقابر المدينة خلال القرن السادس عشر بغرض إستعمالها في بناء كنيسة الرعب La Capela Dos Ossos والتي تعد و بلا شك مكان الراحة الأخير لمئات الجثث.
جولة داخل كنيسة الرعب
مباشرة بعد دخولك لكنيسة كابيلا دوس اوسوس La Capela Dos Ossos أو مصلى العظام، تصادف لوحة في باب الكنيسة منقوشة باللغة البرتغالية مكتوب عليها “نحن العظام الموجودة هنا، ننتظر عظامك”.
وعند مواصلة تجوالك داخل أرجاء الكنيسة ينتابك شعور وأحاسيس من القشعريرة والبرد، ممتزجة بالخوف، عند رؤيتك للعديد من العظام البشرية المنتشرة في كل مكان وفي كل ركن من الكنيسة، كما أنه عند مدخل الكنيسة، يوجد هنالك جثثين مجففتين ومعلقتين على الجدران بسلاسل حديدية، تقول بعض المصادر أنها تعود لمسلمين تم قتلهما وخنقهما وتجفيف جثثيهما لتعليقهما بعد ذلك على جدران الكنيسة المخيفة.
يوجد ما لا يقل عن 5000 هيكل عضمي بشري، مدمجة في الإسمنت من الأرض إلى السقف، كما أنه من الممكن رؤية العديد من الجماجم البشرية المصطفة على السقف والجدران والأعمدة مشكلة منظرا مرعبا يذكرنا بأفلام الرعب الهوليوودية.
عند وصولك للكنيسة ستجد أعلى الباب عبارة منقوشة باللغة البرتغالية تقول : نحن العظام الموجودة هنا، ننتظر عظامك.
فيديو من تصوير بعض السياح من داخل الكنيسة المرعبة
جولة داخل كنيسة كنيسة كابيلا دوس اوسوس ورؤية أبرز معالمها
الغرض من بناء كنيسة La Capela Dos Ossos
في الواقع هنالك تضارب كبير في النظريات و الآراء حول بناء كنيسة La Capela Dos Ossos، خاصة بعدما تم إستعمال عظام بشرية في بنائها. فعلى الرغم من مظهرها البشع و المخيف، يؤكد بعض المؤرخين الأوربيين، أن الغرض من بناء كنيسة كابيلا دوس اوسوس، كان غرضا دينيا محضا و يبررون إستعمال العظام البشرية في استخدامها بدافع الضرورة المطلقة، لأنه في حقبة بناء الكنيسة في القرن السادس عشر، ونظرا للحروب وإنتشار الأمراض و الأوبئة الفتاكة، فلقد كانت مقبرة مدينة ” إيفورا” مكتظة بالجثث، لذلك تم إخراج بعض الجثث، لفسح المجال لدفن جثث جديدة.
كما يؤكد المؤرخون، أنه تم دمج عظام الموتى بإحترام فائق في الإسمنت وقاموا بتكريمهم و تخليد ذكراهم، بالإضافة إلى أن إخراج جثث الموتى كان أمرا شائعا في تلك الحقبة الزمنية، حيث كانت هنالك العديد من المعتقدات والإيديولوجيات التي تؤيد هاته الفكرة، بإخراج الجثث من المقابر، لأنها ستكون أقرب إلى الله.
من الجدير بالذكر أن طول كنيسة كابيلا دوس اوسيس La Capela Dos Ossos يصل إلى 18.7 مترا فيما يصل عرضها إلى 11 مترا و هي تتكون من 8 أعمدة و جدران مزخرفة بالعظام و الجماجم البشرية و المصففة بعناية فائقة، لكن وبالرغم من حجم الكنيسة الصغير نسبيا والذي لا يسمح لك بالتوقف لأكثر من 20 دقيقة داخلها، إلا أنها تلقى رواجا سياحيا كبيرا.