نهاية حضارة الأزتك المتوحشة على يد المستكشفين الإسبان
نظرة سريعة على محتويات المقال:
حضارة الأزتك قبل وصول المستكشفين الإسبان
لقد كانت حضارة الأزتك والتي استقرت في المكسيك وبعض مناطق قارة أمريكا الجنوبية، من بين أكثر الحضارات وحشية وبربرية في التاريخ البشري، وقد كان يصل عدد سكان حضارة الأزتك إلى حوالي 15 مليون شخص، أغلبهم محاربون وصيادون ومقاتلون شرسون لا يعرفون معنى الرحمة.
لقد كونوا دولة شاسعة المساحة ومترامية الأطراف، تخشاها كل الدول المجاورة و يعملون لها ألف حساب.
كان الأزتك يؤمنون بالعديد من الآلهة و يقدسونها و ضحوا بالآلاف من الأرواح البشرية في سبيل إرضاء آلهتهم.
وبما أن عدد الآلهة كان كبيرا، فمن الطبيعي أن عدد الأضاحي سيكون كبيرا، مما دفع حضارة وشعب الأزتك للهجوم على الدول والقبائل المجاورة، بسبب أو بدون سبب، حتى يتمكنو من حجز العديد من الأسرى وتقديمهم كقرابين للآلهة.
واستمر الأزتك في وحشيتهم لمئات السنين، حتى وصول المستعمرين الإسبان وعلى رأسهم ” هيرنان كورتيز” سنة 1519 لقارة أمريكا الجنوبية، ليكتبوا بعد ذلك آخر سطر في قصة حضارة الأزتك، أكثر الحضارات المتوحشة على الإطلاق.
في موضوع اليوم سنتطرق لتفاصيل نهاية وسقوط حضارة الأزتك المتوحشة على يد المستكشفين الإسبان، فمرحبا بكم في موقع إهتم بنفسك.
حضارة الأزتك ومواجهة المستعمرين الإسبان
لقد كانت حضارة و شعب الأزتك أقوى حضارة في قارة أمريكا الجنوبية في تلك الحقبة و لقد بسطت سيطرتها و نفوذها على العديد من الدول المجاورة وقام الأزتك بالعديد من الغزوات و لم يكونو يعرفون طعما للهزيمة من قبل.
لكن كانت هنالك نبوءة من طرف أشهر الكهنة، تحذر إمبراطور الأزتك “مونتيزوما الثان” من وصول الرجال البيض والملتحين قادمين من الشرق، لغزو وتدمير حضارة الأزتك ونهب خيراتها.
وقد تناهى إلى مسامع إمبراطور الأزتك و مستشاريه، وصول العديد من الرجال البيض للقارة و دخولهم في حروب مع العديد من القبائل وتفوقهم عليها، مما جعل الأزتك يعدون العدة لملاقاة عدو غير إعتيادي وليس كباقي الأعداء السابقين والذين انبطحوا واستسلموا للأزتك.
قد يهمك: أسرار حضارة الإنكا العظيمة : حضارة متوحشة وشعب مبدع
وصول المستكشفين الإسبان وفتح صفحة جديدة من كتب التاريخ
قبل وصول الإسبان لقارة أمريكا الجنوبية، كانت حضارة الأزتك أقوى كيان سياسي و سكاني و إقتصادي في القارة و بدون منازع.
لقد كانت حضارة الأزتك تتميز بتعداد سكاني ضخم آنذاك وصل إلى 15 مليون شخص و كانت عاصمة الأزتك ” تينوختيتلان” أكبر من أي مدينة أوربية آنذاك، حيث عرفت ازدهارا ورواجا تجاريا وإقتصاديا لا مثيل له في القرن الرابع عشر، وكان الأزتك بارعين في التجارة بالمقايضة.
من جهة أخرى إستغل الأزتك تفوقهم العسكري على باقي الدول وقامو بفرض ضرائب عليهم، مما عزز من الوضعية الإقتصادية لحضارة الأزتك.
في سنة 1519 وصل الإسبان لقارة أمريكا الجنوبية و على رأسهم ” هيرنان كورتيز” بقوام عسكري لا يتجاوز ال 400 رجل، وهو عدد ضئيل جدا لمواجهة حضارة الأزتك القوية التي كانت تعدادها السكاني كبيرا جدا وتضم العديد من المحاربين والمقاتلين المتوحشين.
لذلك، قام “هيرنان كورتيز” بالتخطيط للإطاحة بحضارة الأزتك بكل حنكة وذكاء، محاولا تجاوز الفارق العددي الشاسع بين محاربي الأزتك والمحاربين الإسبان.
طالع أيضاً: حقائق مثيرة عن حضارة المايا : من أعظم الحضارات البشرية
أسباب تفوق الإسبان على محاربي الأزتك
كيف تفوق الإسبان على الأزتك وكيف كانت نهاية حضارة الأزتك المتوحشة؟
لعل أهم أسباب تفوق الإسبان على حضارة الأزتك هي حكمة وحنكة القائد “هيرنان كورتيز” والذي إستغل نقطة كره العديد من الشعوب المجاورة لحضارة الأزتك لصالحه وقام بإقناعهم للقتال في صفهم وتجنيدهم مع جنوده.
وفي طريق الإسبان لتيونيشتيتان عاصمة حضارة الأزتك، حصل “هيرنان كورتيز” على دعم العديد من القبائل التي عانت من ويلات الأزتك ودمجهم في صفوف جيشه ليصبح جيشه يعد بالآلاف بعدا ما كان يتكون من 400 رجل فقط.
من أهم أقوال القائد الإسباني “هيرنان كورتيز” عند وصولنا لمحاربة حضارة الأزتك، أنهم كانوا لا يعرفون ما معنى أسلحة أو بندقيات و كانت أساليبهم بدائية.
لقد استغل “هيرنان كورتيز” خبثه و ذكائه مطبقا مقولة “فرق تسد” و أقنع العديد من الشعوب المجاورة لحضارة الأزتك بالإنضمام لصفوفه بل و حتى حلفاء الأزتك قام بضمهم لصفوفه و أحدث العديد من الانقسامات الداخلية بين شعوب المنطقة واستغله لصالحه.
من جهة أخرى إعتمد “هيرنان كورتيز” على التكتيكات الأوربية الحربية و الأسلحة النارية المتطورة والتي كان الأزتك لا يعرفون عنها شيئا.
عند وصول كريستوفر كولومبوس لقارة أمريكا الجنوبية تفاجأ بجهلهم الكبير وعدم درايتهم بأي نوع من الأسلحة أو الحديد، وقال : لقد عرضت عليهم السيوف وأخذوها من الحافة و جرحو أنفسهم بكل غباء.
ذات صلة: أقدم 10 حضارات في التاريخ: حضارات عظيمة تركت أثرا في تاريخ البشرية
البنادق النارية الإسبانية مقابل أسلحة الأزتك البدائية
لقد إستعمل الإسبان في حربهم ضد حضارة الأزتك البنادق و السيوف، في حين كان الأزتك يستعملون وسائل بدائية في القتال، معتمدين على أسلحة مصنوعة من العظام والخشب وبعض السكاكين المصنوعة من الأحجار محاولين التغلب على الإسبان دون قتلهم، لأسرهم و تقديم كقرابين للآلهة.
وفي أثناء إشتداد الحرب على أوجها، قام الطرفان بتبادل الهجوم، حيث اختار الأزتك خيرة المقاتلين لمحاربة الرجال البيض الملتحين أو الإسبان، محاولين إستغلال تفوقهم العددي.
لكن الكلمة الأخيرة كان ل”هيرنان كورتيز” ورفاقه والذين قامو بمحاصرة عاصمة الأزتك في نهاية أبريل سنة 1521، حيث كانت أسلحتهم النارية والبارودية كلمة السر في التفوق لتخضع عاصمة الأزتك والتي يزيد عدد سكانها عن 100.000 نسمة لسيطرة الإسبان.
إقرأ أيضاً: المدينة المفقودة ماتشو بيتشو : تحفة هندسية لحضارة الإنكا العظيمة
نهاية وسقوط حضارة الأزتك المتوحشة على يد الإسبان
كيف كانت نهاية حضارة الأزتك المتوحشة؟
نتيجة لحصار الإسبان لعاصمة الأزتك “تينوختيتلان” وضربهم لها بالبارود والبنادق النارية وتفوقهم الواضح من ناحية العدة والأسلحة، قام الأزتك برفع الراية البيضاء والإستسلام للإسبان الذين أذاقوهم طعم الهزيمة المر لأول مرة في تاريخهم.
بعد نهاية الحرب قام الإسبان بإستغلال العديد من شعب الأزتك في العمل في مناجم الذهب لساعات طويلة جدا وفي ظروف قاسية و قاموا بإرسال البعض الآخر لإسبانيا للعمل كعبيد، مما آثر عليهم وبدؤوا في الموت والتناقص واحد تلو الآخر.
ولعل ما زاد الطين بلة، هو الأمراض و الأوبئة التي جلبها الإسبان معهم كالحصبة و الجدري حمى التفويد والأنفلونزا والتي لم تكن لسكان حضارة الأزتك مناعة ضدها، بحكم أنها أمراض و أوبئة جديدة عليهم، مما ساهم في موتهم كلهم، ليدق بعد ذلك آخر مسمار في نعش أكثر الحضارات وحشية في التاريخ وآخر حضارة كبيرة في قارة أمريكا.
قد يهمك: جنكيز خان مؤسس الإمبراطورية المغولية العظيمة
المصادر المعتمدة: