جنة عدن الضائعة : اين تقع وكيف هي أوصافها
نظرة سريعة على محتويات المقال:
جنة عدن الضائعة eden lost paradise، تتوفر من كلمتين “جنة” تعني حديقة غناء حيث أشجار الفاكهة والخضرة والماء العذب و”عدن” بمعنى الخلود، فجنات عدن تَعني جنات الخُلُود الأبدي.
و قد ذكرت جنات عدن في القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى :
“جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ، (سورة طه آية 76)”.
هل توجد فعلا جنة عدن في مكان ما في الأَرْض؟ وفي أي بلد أو منطقة في العالم تقع؟
قصة جنة عدن :
أثناء خلق الكون، أعد الله جنة عدن الضائعة كبداية المكان الذي ستقيم فيه البشرية، وعلى وجه الخصوص، الرجل الأول وجدنا ادم.
في “اليوم” الثالث من الخلق، خلق الرب نباتًا سيؤتي ثمارًا، يسقيها بضباب، ربما ندى كثيف، حيث لم يكن هناك مطر لسقي النباتات. للمساعدة في زراعة الأَرْض، قام الله بتسخير نهر عظيم من عدن وانقسم إلى أربعة أنهار عظيمة متدفقة.
في وسط هاته الجنة أو الحديقة الغناء، زرع الله شجرتين : شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر على الإطلاق، وقد حملت الأخيرة ثمارًا محرمة، وكان تجنب الشجرة هو الشريعة الأولى التي وضعها الله. باستثناء تلك الشجرة، كانت جميع أنواع النباتات وثمارها تقدم طعامًا لنبي الله ادم و زوجته و باقي الحيوانات.
تم وضع ادم في الجنة وتمت العناية به. ثم أمر الله آدم اّن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، بعد ذلك بفترة خلق الله المرأة حواء لتكون رفيقته و ونيسته.
أغوى الشيطان وهو على شكل ثعبان، حواء وآدم أن يأكلوا الفاكهة المحرمة، وعندما وقعوا في المحظور، طُردوا من الجنة و أصبحت ممنوعة و محرمة على الإنسان.
بعد هبوط آدم وزوجته، تقول الأساطير أن الحديقة أو جنة عدن الضائعة قد دمرت في الفيضان العظيم واختفى المدخل الرئيسي لها عن أنظار البشر.
غيّر الطوفان العظيم وجه الأَرْض بشكل جذري ومع هذا التغيير فقدت جنة عدن وصارت حلما صعب المنال للكثيرين الذين تملكتهم فكرة البحث و العثور على الفردوس و الجنة المفقودة.
إقرأ أيضا : مدينة أغارثا الأسطورية في جوف الأرض : أين تقع
أنهار جنة عدن :
تتضمن جنة عدن الضائعة على غابات كثيفة فيها 4 أنهار عظيمة ومتدفقة تقوم بري و سقي كل نباتات و أشجار و حيوانات الجنة، لتبقيها خصبة و نضبة. وأسماء هاته الأنهار الأربعة التي يبدو أنها كانت تأتى من خارج الجنة هي “فيشون” و”جيحون” و”حداقل” و”الفرات”.
جنة عدن في الأرض :
لعدة سنوات بل و قرون، كرس الكثير من الأكاديميون و الباحثين من مختلف مجالات المعرفة (علماء اللاهوت والمؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا و علماء التاريخ) أنفسهم و جهودهم لتحديد مكان وجود أسطورة جنة عدن الضائعة في محاولة لاستكشاف ذلك المكان الآخاذ الذي يأخذ الألباب وبالتالي إثبات صحة وجوده.
هناك العديد من الأماكن التي يزعم الناس أنها الموقع الأصلي لجنّة عدن، لكن لا يمكننا التأكد من ذلك. ماذا حدث لجنة عدن؟ قيل أَنّه من المحتمل أن جنة عدن قد دمرت بالكامل في الطوفان أو أنها دفنت كاحتياطي نفطي تحت قرون من الرواسب الرملية.
اليوم من المعروف أن نافورة جيحون الأسطورية تقع في القدس. بالنسبة لبعض العُلَماء، هذا دليل قوي بما يكفي على أن الحديقة الأصلية أو جنة عدن كانت موجودة هناك.
ومع ذلك، تشير أعمال بحثية أخرى إلى أن هناك أدلة أثرية تدعم النظرية القائلة بأن عدن كانت تقع في سهل في شمال إيران بالقرب من تابيرز.
إقرأ أيضا : مملكة شامبالا الأسطورية المخبأة بين جبال التبت
موقع جنة عدن الضائعة حسب الكتاب المقدس :
تعتبر قصه جنة عدن الضائعه من أشهر القصص في الكتاب المقدس. فلقد تم فيها شرح كيف أخطأ آدم وحواء، و كيف انفصلوا عن الله، وطردوا من الجنة.
فلقد تم التلميح في الكتاب المقدس إلى بعض الأماكن المحتملة حيث كانت جنة عدن. على مدى قرون، حاول اللاهوتيون والمؤرخون والمستكشفون تحديد مكانها وشكلها، لكن دون جدوى و هذه أحد أهم النظريات حول مكان وجودها :
- العراق : هناك إشارة في سفر التكوين تشير إلى نهر الفرات. نهر الفرات يعبر العراق. تقول نظرية شائعة أن جنة عدن الضائعة كانت موجودة هناك، في مهد الحضارة القديم.
- القدس : تذكر قصه سفر التكوين نهر جيحون، وهو أحد الأنهار الثلاثة والتي عبرت جنة عدن. تقع نافورة جيحون في القدس. لذا بالنِسبة لبعض العلماء، هذا دليل على أن جنة عدن الحقيقية كانت موجودة هناك. وهكذا فهذه النظرية تعد من بين اقوى و اقرب النظريات.
- إيران : هناك نصوص سومرية قديمة تشير إلى وجود جنة عدن في إيران. تم استخدام هذه النصوص وبعض الأدلة الأثرية لدعم النظرية القائلة بأَنّ عدن كانت تقع في سهل في شمال إيران، بالقرب من مدينة تابيرز.
- فنزويلا : أخيراآخر مكان و هو فينزويلا حيث و بناء على الرواية الاصلية للمستكشف كريستوفر كولومبوس، فإن الغالبية العظمى من بعثاته كانت مضاءة و مستلهمة بألوهية الخالق.
عندما وصل إلى في رحلة شاقة فنزويلا، كان على يقين من أَنّه وجد جنة عدن، بناءً على النظرية القائلة بأَن الارض تحمل رمز الكمثرى وأن عدن كانت على أعلى مستوى وتتمتع أيضًا بجمال مذهل في كل من نباتاتها وحياتها البرية الصافية والرائعة و الأنهار المتدفقة.
إقرأ أيضا : أسطورة مدينة إلدورادو الضائعة : مدينة الذهب المفقودة
جنات عدن في القران الكريم والأحاديث :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
و قال عَزَّ وجل : ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴾.
روى بلال الحبشي عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال : “… جَنَّةُ عَدْنٍ، وَ هِيَ فِي وَسَطِ الْجِنَانِ، وَ أَمَّا جَنَّةُ عَدْنٍ فَسُورُهَا يَاقُوتٌ أَحْمَرُ، وَ حَصَاهَا اللُّؤْلُؤُ…”
رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قَالَ : “لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ لَبِنَهَا مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ وَ مِسْكٍ مَدُوفٍ فَاهْتَزَّتْ وَ نَطَقَتْ وَ قَالَتْ” أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ طُوبَى لِمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ دُخُولِي، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا يَدْخُلَنَّكَ مَنْ لَمْ يُوفِ بِعَهْدِي”.
يتبين لمن يراجع الاحاديث و الروايات الكثيرة التي تتحدث عن جنة عدن أن جنة عدن تتصف بأوصاف خاصة نشير اليها بإختصار :
- جنه عدن هي موضع عرش الرحمن.
- جنة عدن المفقودة هي جنة في وسط الجنان تحيط بها سائر الجنان فهي مركز الجنة و في باطنها كنوز لا حصر لها، بينما ظاهرها يسر العين و القلب.
- جــــنة عدن هي الفردوس و الجنه التي فيها منزل النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و آله و منزل أهل بيته و الأئمة الأطهار عليهم السلام.
- جنّة عدن المفقودة هي اجمل و افضل جنان الله و أشرفها و أرقاها.
- جنه عدن لها سور من الياقوت الأحمر يحيط بها، و حصاها من اللؤلوء، مبنية بالذهب و الفضة.
- جنة عدن الضائعه هي مغرس شجرة طوبى العظيمة و المباركة، فأصل طوبى في جنة عدن و أغصانها منتشرة في الجنان الأخرى.
إقرأ أيضا : مدينة أتلانتس المفقودة في أعماق المحيط : بين الحقيقة والخيال