الفرق بين المغول والتتار : أحفاد جنكيز خان وهولاكو
نظرة سريعة على محتويات المقال:
لقد شكلت الإمبراطورية المغولية التي أسسها جنكيز خان كابوسا مزعجا للمسلمين والصليبيين على حد سواء، حيث كانت الإمبراطورية أكبر الإمبراطوريات مساحة في التاريخ، شاسعة و مترامية الأطراف. بينما تمتع المقاتلون المغول بالشراسة و البربرية و عدم الرحمة و قامو بالعديد من المجازر التي سجلها التاريخ، أبرزها مجزرة مدينة بغداد، عندما دخلوها و قتلوا كل من في المدينة حتى فاحت رائحة الجثث و التعفن منها في كل مكان. لكن ما هو الفرق بين التتار والمغول ؟
الإمبراطورية المغولية المهيبة كانت تضم عرقين أساسين و هما المغول و التتار، لذلك هنالك العديد من الناس لا يعرفون الفرق بين المغول و التتار و يعتبرونهم نفس العرق. في موضوع اليوم سيتطرق موقع إهتم بنفسك للحديث عن الفرق بين المغول والتتار وعن صفاتهم ، فرمحبا بكم.
إقرأ أيضا : أكثر الحضارات المتوحشة في التاريخ
صفات المغول
لقد كان المغول يقطنون حوالي نهر اونون ما بين دولة روسيا و منغوليا، قبل أن يوحد جنكيز خان كل القبائل في البلاد و ينتقل بعض المغول للعيش بالقرب من المناطق الصينية. و يعيش المغول في عصرنا الحالي في روسيا و منغوليا و الصين و كوريا الجنوبية و قيرغزستان ، و يقدر عددهم بحوالي 10 مليون نسمة.
لقد تطرق الكاتب و الباحث المصري منصور عبد الحكيم في كتابه « جنكيز خان أمبراطور الشر وقاهر العالم » إلى صفات المغول و التتار الخلقية و التي جعلتهم يتميزون عن غيرهم من باقي البشر. فقد كان المغول والتتار يشتهرون بالرأس المستدير و الشعر الأسود الطويل و الناعم و الجبهة العريضة و العيون الضيقة و اللون الأصفر الشاحب و الطول المتوسط في القامة.
أما بالنسبة للصفات الجسدية، فلقد كان المغول و التتار يتمتعون بالسرعة في الحركة و القوة البدنية و إتقان ركوب الخيل ، كما كانو يتسمون بالقسوة و الوحشية و عدم الرحمة، مما جعلهم يغزون مناطق كثيرة في ربوع الأرض، حيث خلفو ورائهم الدمار و الموت و الخراب.
من أشهر قادة و شخصيات المغول : جنكيز خان مؤسس الإمبراطورية المغولية الأكبر في التاريخ و حفيده هولاكو خان و الذي سار على نهجه في التوسع و بسط نفوذ و قوة المغول و إستمر في التوسع و غزو البلدان.
إقرأ أيضا : جنكيز خان مؤسس الإمبراطورية المغولية العظيمة
صفات التتار :
لقد كان التتار يتميزون بنفس الصفات الجسدية و الخلقية للمغول و يقتسمون نفس العادات و التقاليد و ألوب المعيشة البدوية، إذ أنهم كانو يسكنون في أكواخ و خيام قابلة للتنقل و يعتمدون على تربية الماشية و مهاراتهم في الفروسية و الصيد. لكن الفرق بين المغول والتتار كان يتجلي في اللغة، حيث كان التتار يتكلمون اللغة التترية ، بينما كان المغول يتكلمون اللغة المغولية .
الفرق بين المغول والتتار تجلى أيضا في التموقع الجغرافي، حيث كان التتار يسكنون في أواسط آسيا، بينما سكن المغول ناحية الشرق من قارة آسيا . و يقدر عدد التتار حاليا في العالم بحوالي 7 مليون نسمة، يقطنون روسيا و أوزبكستان و أوكرانيا و كازاخستان و تركيا و طاجيكستان و رومانيا و روسيا البيضاء و أذربيجان.
من الجدير بالذكر، أنه تم إدماج التتار في الجيش المغولي في أواخر القرن الثالث عشر و كان يشكلون جزأ مهما لا يتجزأ من قوة الإمبراطورية المغولية و التي أسسها جنكيز خان و قام بتوحيد قبائل التتار و المغول . لكن مباشرة بعد سقوط الإمبراطورية المغولية و إنهيارها، بادر التتار لتكوين ما يسمى بالقبيلة الذهبية مع مجموعة من القبائل التركية و أعتنق أغلب التتار ديانة الإسلام، بينما إعتنق معظم المغول الديانة البوذية .
من أشهر قادة و شخصيات التتار : تيمور لنك القائد الشهير و الذي كان يعتنق ديانة الإسلام و تمكن من إلحاق الهزيمة بالإمبراطورية العثمانية و أسر السلطان بايزيد ، و قام بمواصلة التوسع و التمدد و فرض سيطرة المغول و التتار في أنحاء القارة ، ليكون خير خلف لجنكيز خان و هولاكو خان .
إقرأ أيضا : منغوليا بلد جنكيز خان و هولاكو، من المجد إلى الضياع
لماذا لا يعرف العديد من الناس الفرق بين المغول والتتار :
يقوم العديد من الناس بالخلط بين المغول و التتار و ذلك راجع للعديد من المصادر التاريخية و المقررات المدرسية و الأفلام السينيمائية و التي ركزت على نقطة أن المغول و التتار يشكلون نفس العرق، بينما يعد هذا الأمر خاطئا. فبالرغم من إشتراك المغول و التتار في العديد من الأشياء كالعادات و التقاليد و أسلوب العيش، إلا أنهما شعبان مختلفان، كانا متحدان في وقت من الأوقات و أفترقو بعد ذلك .
لعل أبرز سبب و الذي جعل العديد يخطون بين التتار و المغول هو منطق القوة، حيث ذكر المؤرخ التاريخي الفارسي رشيد الدين فضل الله الهمذاني في كتابه الشهير ” جوامع التاريخ ” أنه في العصور القديمة كانت الغلبة للتتار على المغول و كانو هم أصحاب النفوذ ، لذلك أطلق إسم التتار على كل القبائل الأخرى بما فيهم قبائل المغول. لكن دوام الحال من المحال، فبعد ظهور جنكيز خان و هولاكو و العديد من الشخصيات المغولية البارزة، أصبحت الكفة تميل للمغول و بالتي أطلق إسم المغول على التتار أيضا.
إقرأ أيضا : الكنيسة البرتغالية المبنية من عظام مسلمي الأندلس
المصادر المعتمدة :