رواية بلد العميان : من أروع القصص العالمية القصيرة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر رواية بلد العميان واحدة من أروع القصص القصيرة ذات معنى وبعد أخلاقي وتربوي.
بلد العميان (بالإنجليزية: The Country of the Blind) هي قصة قصيرة بقلم هربرت جورج ويلز. وقد نشرت لأول مرة في عدد أبريل 1904 من مجلة ستراند، وأدرج عام 1911 في مجموعة من القصص القصيرة لويلز بعنوان بلد العميان وقصص أخرى. وهي إحدى أشهر قصص ويلز القصيرة، وتحتل مكانة بارزة في الأدب الذي يتعامل مع العمى.
هذه القصة هي واحدة من أكثر القصص الرائعة التي تتحدث عن العمى كاستعارة. إنها تتناول قضايا مثل المعرفة البشرية والمجتمع، وتوضح كيف يرفض المجتمع أولئك الذين يختلفون عن معتقداتهم، ويقضون عليهم لكونهم مختلفين.
جورج ويلز، مؤرخ وفيلسوف وعالم اجتماع، وصحفي شهير واشتراكي (آنذاك) وأستاذ (ولد عام 1866 وتوفي عام 1946) يؤمن بعمق بالإنسان. وكرس جهوده لصياغة حقوق الإنسان.
إقرأ أيضا : رواية قنديل أم هاشم : صراع العادات والتقاليد مع العلم
مراجعة رواية بلد العميان :
رواية بلد العميان هي قصة قصيرة تروي حدثًا طوباويًا في بلد غير موجود يقع على جبل خيالي في الإكوادور، حيث قصة متسلق جبال Núñez يدعى نونيز,
تدور أحداث رواية بلد العميان على بعد أكثر من ثلاثمائة ميل من شيمبورازو ومائة من ثلوج كوتوباكسي، في أكثر الأراضي غير المضيافة في جبال الأنديز الاستوائية، يقع وادي جبلي غامض هناك يقع بلد المكفوفين، معزولًا عن بقية البلدان.
أثناء محاولته تسلق جبل يسمى Parascotopetl ، ماترهورن في جبال الأنديز, ينزلق ويسقط من منحدر ثلجي. عندما يقف على قدميه، يدرك في ذهول أنه في واد منعزل عن بقية العالم بمنحدرات عميقة.
يكتشف مجتمعًا شديد العزلة وغريبًا ولا يعرف شيئا عن وجود العالم الحديث و احداث التاريخ.
لكن سكانها يتمتعون بخصوصية وميزة فريدة من نوعها كونهم مكفوفين تمامًا، فكل سكانها يعانون من مرض غريب وغير قابل للشفاء يحكم عليهم بالعمى للأبد.
هرب أسلافهم من القمع الإسباني وانتشر بينهم مرض غريب ، مما تسبب في ولادة جميع أحفادهم مكفوفين. وهكذا ظل هؤلاء القوم يعيشون جيلًا بعد جيلًا في ذلك الوادي البعيد ، وهم يتوارثون العمى ويورثونه إلى أبنائهم.
إقرأ أيضا : رواية موبي ديك : تحفة أدبية تجسد هوس الانتقام
قصة المبصر في مدينة العميان :
إعتقد Núñez أنه سيكون من السهل السيطرة عليهم ، لأنه وفقًا لمقولة ” في بلد العميان يصبح الأعور ملكًا”.
أثناء تجول نونييز في قرية أو بلد العميان، لاحظ أن بيوت القرية بها منازل بلا نوافذ، مظلمة للغاية تشبه الجحور تقريبًا.
لكن المكفوفين في هذه القصة ليسوا فقط غير قادرين على الرؤية، ولا يرون، لكنهم أيضًا لا يفهمون مفهوم الرؤية. أي أنهم يتجاهلون افتقارهم، ويجدون أنه من غير المعقول أن يكون هناك معنى آخر.
أخذ نوينييز يخبره سكان بلد العميان عن نفسه ومدينته التي جاء منها، وأن الناس فيها مبصرون فتعجبوا ماذا يقصد بالبصر، فحاول إفهامهم ولكن بدون جدوى، ظنوا أنه أحمق يهذي حدثهم كثيرًا عن جمال الدنيا وتنوع الألوان وحاول وصفها لهم، ولكنهم لم يستمعوا له واتهموه بالجنون.
وبعد أن فشلت كل محاولاته بإقناعهم أنه الأفضل، ويمتلك ما لا يمتلكون قرر الهرب ولكن فشل فعاد إليهم معتذرًا وأنكر كل ما قاله عن البصر حتى يسامحوه ويسمحوا له بالعيش معهم، فصفحوا عنه بعد أن قاموا بجلده ثم كلفوه ببعض الأعمال.
إقرأ أيضا : كتاب مزرعة الحيوان : عندما تنهار المدينة الفاضلة بسبب حب السلطة
الحب في مملكة العميان :
وفي هذا الوقت بدأ قلبه ينبض بالحب لفتاة جميلة من العميان، لكن على عكس نظرته كانت نظرة العميان، فقد كان يعتبرونها قبيحة جدًا لأن أنفها مدبب وأهدابها طويلة.
وحينما تقدم الشاب للزواج من والدها وقع الأب في حيرة، أيزوجها من ذلك الغريب الأحمق الذي يعد في مرتبة أقل منهم جميعًا، أم يترك ابنته القبيحة عانسا ودون زواج !
لذا طلب رأي الشيوخ والحكماء في ذلك، فجاء رأيهم قاطعًا أن الفتى لديه عضوين غريبين بوجهه يقعان فوق أنفه، هو يسميهما العينين وهما من أتلفا عقله، لذا يجب فليه نزعهما حتى يصير الفتى كاملًا عاقلًا مثلهم، وبعدها يمكنه أن يتزوج الفتاة .
رفض نونييز أن يضحي بعينيه في البداية رفضا قاطعا، ولكن الفتاة التي تحبه حاولت إقناعه بأن يقتلع عينيه في سبيل حبهما، وهكذا أصبح العمى هو شرط الزواج واكتمال المواطنة في ذلك المجتمع النائي والمعزول .
فرضخ الشاب وخرج لأخر مرة يودع العالم الساحر بجماله، وأنهاره الزرقاء ووديانه الخضراء، وسطوع شمسه الصفراء ولكنه توقف لبرهة، وأخذ يفكر في كل شيء فانتصر بداخله حب الحياة وقرر الهرب للمرة الأخيرة، وبالفعل استطاع فعل ذلك ونجا بنفسه بعيدًا عن مدينة العميان.
إقرأ أيضا : رواية صاحب الظل الطويل : حكاية اليتيمة جودي أبوت والمتبرع المجهول
نبذة عن كاتب الرواية :
هربرت جورج ويلز Herbert George Wells. (بروملي ، ١٨٦٦ – لندن ، ١٩٤٦). الراوي والفيلسوف السياسي الإنجليزي.
هو كاتب حديث يتمتع بقدرة إبداعية كبيرة وأصالة موضوعي ، إنه من الروائيين الذين يعرضون نظرة واقعية للحياة ويحافظون على إيمان قوي بقدرة الإنسان على استخدام التقنية كوسيلة لتحسين الظروف المعيشية للبشرية.
وقع له حادث طفولته، حيث كسر عظم ساقه مما أجبره على الراحة لشهور. في سن الثامنة، أدى هذا السكون المفروض عليه إلى اكتشافه القراءة وعلى وجه الخصوص، بتوجيه من والده، لمؤلفين مثل سي ديكنز أو دبليو إيرفينغ.
في شبابه، درس ويلز علم الأحياء في المدرسة العادية للعلوم في لندن، وبعيدًا عن الإنسانية الكلاسيكية، اقترب أكثر من العلوم ، التي زودته بالكثير من الطاقة الإبداعية التي غذت حياته المهنية كروائي.
يمكن تقسيم إنتاجه إلى ثلاث مراحل: الرواية العلمية، والأسرة، والمراحل الاجتماعية.
بدأت الرواية العلمية مع نهاية الحرب العالمية الثانية وسرعان ما أصبحت نوعًا أدبيًا شائعًا، وتعتبر روايات ويلز روائع من هذا النوع بفضل اهتمامها العلمي، فضلاً عن هياكلها الأسلوبية القوية وإبداعاتها الخيالية
أشهرها آلة الزمن (1895) ، تكفي كمثال ، حيث يمكن لمخترع الآلة السفر إلى الماضي أو المستقبل بحركة بسيطة من رافعة.
يسافر بطل الرواية إلى عام 802701 ويتأمل بانوراما مثيرة للشفقة ، كنتيجة لعقيدة التطور ، في عالم يسكنه نوعان من البشر : إلوي ، نباتيون عاطلون ، لطيفون وودودون ، خاليون من الذكاء ، وأشرار بلا قلب، سكان باطن الأرض وورثة الطبقات المقهورة ، الذين يصعدون من وقت لآخر إلى السطح ليلتهموا الإيلوي.
إقرأ أيضا : تلخيص رواية رحلات جليفر في أرض الأقزام والعمالقة