نظرية الأكوان المتعددة : هل هناك نسخ منا في عالم آخر
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر نظرية الأكوان المتعددة أو الأكوان المتوازية أو تعدد الأكوان من بين أكثر النظريات العلمية المثيرة للجدل والتي تتطرق لسؤال جوهري طالما أثار حيرة البشر، هل يوجد عالم أو عوالم آخرى غير عالمنا؟
في الواقع، فهاته النظرية هي عبارة عن مجموعة افتراضية متكونة من عدة أكوان ءبما فيها الكون الخاص بناء وتشكل معاً الوجود بأكمله.
وفكرة الوجود متعدد الأكوان هو نتيجة لبعض النظريات العلمية التي تستنتج في الختام وجوب وجود أكثر من كون واحد، وهو غالباً يكون نتيجة لمحاولات تفسير الرياضيات الأساسية في نظرية الكم بعلم الكونيات.
إقرأ أيضا : معلومات عن الفضاء : حقائق مدهشة وفريدة ستفاجئك
أصل نظرية الأكوان المتعددة
اخترع آندي نيمو (نائب مدير الجمعية البريطانية بين الكواكب في اسكتلندا) مصطلح “الأكوان المتعددة” في ديسمبر 1960، عندما ألقى خطابًا حول تفسير “العوالم المتعددة” لفيزياء الكم الذي تم نشره في عام 1957.
كان التعريف الأصلي لـ “الكون المتعدد” هو: “كون ظاهر، تعدد أكوان، يتحد ليكون الكون بأكمله.” من هذا الخطاب، تم استخدام الكلمة بشكل مختلف من قبل المجموعات العلمية ومؤلفي الخيال العلمي.
اقترح الفيلسوف ويليام جيمس هذه النظرية في القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى وجود أكوان موازية في العالم، ما بدا في ذلك الوقت إلى حد ما أقرب إلى الخرافة، يقترب الآن العلماء من التحقق من ذلك الأمر بفضل التقدم الذي أحرزه علم الفلك في الآونة الأخيرة.
يشير العديد من المتخصصين إلى أنه ربما لم يكن أصل الكون ناتجًا عن انفجار كبير واحد، وأنه إذا كان هناك العديد من الاكوان، فمن المحتمل أنهم لم يكونوا جميعًا محكومين بنفس الفيزياء، قد يكون هذا قد أدى إلى ظهور أكوان مختلفة يمكن أن تكون متوازية مع بعضها البعض، قد يكون البعض منها مخفيًا عن أعيننا.
السماء كل ما علا، والسماوات طبقات غير معلومة الحقيقة وربما تكون نوعا من الغيب، لكن الكون هو كل شيء مادي كائن أو سيكون، ويضم بتعريفه المبسط النجوم والمجرات والكواكب وكل شيء يمكن رصده، وحتى المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي تتسبب في تباعد المجرات بعضها عن بعض بما يعرف بتوسع الكون أو الزمكان وتشكلان معا أكثر من 94% من الكون، لكنهما بعد لم تكتشفا بشكل واضح.
إقرأ أيضا : فرضية الحياة خارج الأرض وإمكانية وجود حياة خارج كوكبنا
نظريات مختلفة عن الأكوان المتوازية
1- نظرية الأكوان اللانهائية
بالنسبة لهذه النظرية، تتمدد الأكوان بشكل لا نهائي في مكان وزمان مستمرين، مما قد يجعلها تكرر نفسها، نظرًا لوجود أكوان مختلفة على مستويات مختلفة، يمكن للمرء أن يتكاثر في الآخر.
تتوسع الأكوان بشكل لا نهائي في الفضاء والوقت المائعين، مما يجعلها تكرر نفسها، أي أنه نظرًا لوجود أكوان مختلفة في المستوى، يمكن تكرارها مع الآخرين وهكذا دواليك.
إقرأ أيضا : ماذا لو اختفت الشمس : حقائق غريبة ستصيبك بالذهول
2- نظرية الانفجار العظيم
قبل وفاته بفترة وجيزة، أكمل الفيزيائي ستيفن هوكينغ أفكاره الأخيرة حول الكون، والتي أشار فيها إلى أن كوننا محدود وأبسط مما كان يعتقد سابقًا، أجريت الدراسة مع زميله توماس هيرتوج في إطار المفاهيم النظرية مثل الكون المتعدد والتضخم الأبدي.
تتنبأ نظريات الانفجار العظيم الحديثة بأن كوننا المحلي نشأ مع لحظة تضخم، بعبارة أخرى، جزء صغير من الثانية بعد الانفجار العظيم الذي توسع فيه الكون بمعدل أسي هائل.
ومع ذلك، يعتقد العلماء أنه بمجرد أن يبدأ التضخم، هناك مناطق لا يتوقف فيها أبدًا، يُعتقد أن التأثيرات الكمومية يمكن أن تبقي التضخم مستمرًا إلى الأبد في بعض مناطق الكون، لذلك سيكون أبديا وبلا نهاية.
3- نظرية الأكوان الفقاعية
يدافع المؤمنون بهات النظرية عن أن الأكوان تنمو من خلال التمدد كما لو كانت فقاعة مملوءة بالهواء، لذلك، يمكن أن تحتوي الفقاعة الأكبر (الكون) على فقاعات (أكوان) أخرى أصغر داخلها.
كان الفراغ يضُجُّ بالطاقة (التي تُعرف بأسماء مختلفة: الطاقة المظلمة، طاقة الفراغ، حقل التضخم، أو حقل هيغز)، كمثل الماء في الوعاء، بدأت هذه الطاقة العالية بالتبخر، فتشكلت الفقاعات.
احتوت كل فقاعة على فراغ آخر، طاقة ذلك الفراغ كانت أقل، لكنها لم تكن العدم، أدت هذه الطاقة إلى توسع الفقاعات.
حتماً، قامت بعض الفقاعات بصدم بعضها الآخر ومن المحتمل قيام بعض الفقاعات بإنتاج فقاعات ثانوية، ربما كانت الفقاعات نادرة وبعيدة جداً عن بعضها، وربما كانت قريبة من بعضها البعض بشكلٍ مشابه للرغوة.
لكن إليك المفيد: كل فقاعة من هذه الفقاعات كانت عبارة عن كون، وفقاً لهذه الصورة، يُعتبر كوننا فقاعةً ضمن بحرٍ يزبد بالأكوان الفقاعية، باختصار، هذه هي نظرية الأكوان المتعددة.
3- نظرية الأكوان المتوازية
يؤكد المؤمنون بهاته النظرية، أنه في هذه الحالة، تتعايش الأبعاد أحدهما فوق الآخر بالتوازي، بحيث لا يلتقيان أبدًا.
نظرية الأكوان المتوازية أو نظرية الكون المتعدد بأنها أحدى النظريات العلمية التي تصف احتمالية وجود أكوان متعددة أو عدد لا نهائي منها ومن ضمنها الكون الذي نعيش به حاليًا.
وتضم هذه الأكوان جميعها مع بعضها البعض جميع الأشياء الموجودة كالفراغ والوقت والمادة والطاقة بالإضافة إلى القوانين الفيزيائية والثوابت العددية التي تصفها، ويُطلق على هذه النظرية الأكوان المتوازية بسبب افتراضها بوجود أكوان موازية للكون الذي نعيش به.
4- نظرية الأكوان الأبناء
تشير هذه النظرية إلى أن الكون يمكن أن يكون له عدة نسخ، حيث تحدث الأشياء بشكل مختلف مع واقعه، ما يوجد في أحدهما يمكن أن يوجد في الآخر ويتطور بشكل مختلف.
إنها الأسهل فهمًا لغير المتخصصين في تخصصات مثل الفيزياء وعلم الفلك، لأنه شيء لجأ إليه الخيال العلمي في مناسبات متعددة، في هذه النظرية، سيكون للكون نفسه عدة نسخ تحدث فيها الأشياء بشكل مختلف.
5- نظرية الأكوان الرياضية
يقدم عالم الرياضيات ملامح ثاقبة للنظريات العظيمة، والمعضلات، والألغاز المبهمة التي لم يتم حلها والتي شكلت عالم الرياضيات الرائع.
إذا تم اعتبار الرياضيات علمًا دقيقًا قادرًا على تحديد الحقائق، فإن ما يتم ملاحظته في الأكوان هو أشكال غير كاملة لشيء له إطار كامل ودقيق وفقًا لبنيته الرياضية.
كل من هذه الهياكل التي تشكل الكون تعمل بشكل منفصل والأهم من ذلك، فهي خالية من جميع التحيزات والأخطاء التي يفرضها التفكير البشري، حتى تتمكن من العمل حتى لو لم تكن هناك حياة.
تنص فرضية Tegmark للكون الرياضي: واقعنا المادي الخارجي هو بنية رياضية، وهذا يعني أن الكون المادي هو الرياضيات، بمعنى محدد جيدًا، و “في تلك الأكوان المعقدة بما يكفي لاحتواء بنى تحتية مدركة لذاتها، هناك ظاهرة تدرك مثل هذه البنى التحتية بشكل ذاتي بيئة ثلاثية الأبعاد بشكل صحيح والتي قد يطلقون عليها اسمًا حقيقيًا فيزيائيًا، وهو العالم”.
تقترح الفرضية أن الكون المتعدد مطابق للحقائق المنطقية لجميع العوالم الممكنة: مجموعات مختلفة من المعادلات، والثوابت الفيزيائية، والظروف الأولية، ومجموعاتها اللانهائية.
يمكن اعتبار النظرية شكلاً من أشكال الفيثاغورية أو الأفلاطونية، بمعنى أنها تفترض وجود كيانات رياضية.
إقرأ أيضا : امكانية العيش على المريخ وانطلاق الرحلات السياحية نحو الكوكب الأحمر
نظرية الأكوان المتوازية في الإسلام
ينظر الفكر الإسلامي لنظرية تعدد الأكوان نظرة ارتياب ونفي، حيث يعتقد غالبية المفكرين الإسلاميين أن فكرة أو نظرية الأكوان المتعددة مازالت مجرد فرضية علمية لا يمكن أن يبنى عليه أي استنتاج صحيح، كون الاستنتاجات الصحيحة تبنى على حقائق مثبتة.
الأدلة المقدمة لمساندة هذه الفرضية أدلة يغلب عليها الرؤية الفلسفية أكثر منها فيزيائية، وإنما هي أقرب للخيال والتوهم الفلسفي، العاري عن الأدلة المادية والبراهين العلمية.
وأما الإسلام فحديثه عن الكون يتركز على خلق الأرض والسموات السبع وما بينهما، بخلاف الحديث عن أكوان لا متناهية في أبعادها ولا في أعدادها!!
وعلى أية حال؛ فالقاعدة في مثل هذه الأمور أن تعامل معاملة الغيب، فلا يجوز التعرض لها دون بينة من نقل صحيح، أو عقل صريح.
قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36].
وقد ذكر ابن كثير أقوال المفسرين في هذه الآية ثم قال: مضمون ما ذكروه: أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال.
إقرأ أيضا : الحياة على الكواكب الاخرى : هل يوجد عالم اخر غير عالمنا
هل يمكننا الانتقال من كون إلى آخر
الكون هو نسيج من الزمكان لا يوجد شيء خارجه، إذا تمكنت من الذهاب إلى نهايات الكون، فستدخل مكانًا بدون مكان أو وقت، مكان لا يمكن أن يحدث فيه شيء.
إذا تم فصل الأكوان عن بعضها بواسطة ذلك المكان بدون مكان أو وقت، فسيكون من المستحيل على جسم مادي أن يعبر من واحد إلى آخر، يقود هذا العلماء إلى التأكيد على أنه إذا كانت هناك أكوان مختلفة، فلن يتمكنوا أبداً من التواصل مع بعضهم البعض، لأنهم ينتمون إلى أقمشة مختلفة من الفضاء والزمان.
تعتبر نظرية الأكوان المتعددة معقدة للغاية وقد يستغرق العلم عدة عقود لتحديد ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة، ومع ذلك، فهو مجال دراسة مثير للاهتمام للغاية للخبراء في تخصصات مثل الفيزياء وعلم الفلك.
إقرأ أيضا : نظرية الارض المجوفة وحقيقة وجود حضارات في جوف الأرض