الأساطير العربية الشعبية المرعبة: أشهرها النداهة وعيشة قنديشة وأم الدويس
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يضم وطننا العربي الواسع الغني بالثقافات العديد من الأساطير العربية الشعبية والخرافات والحكايات الشعبية المتوارثة والشخصيات السحرية والجنية، تلك الأساطير التي تعد تراثًا متوارثًا عن الأباء والأجداد، ويؤمن به الكثيرون.
في الواقع هاته الأساطير، هي مجموعة من القصص والخرافات التي تناقلتها الأجيال عبر العصور في مختلف أنحاء الوطن العربي، تتنوع هذه الأساطير في موضوعاتها وشخصياتها، إلا أنها تشترك جميعًا في كونها تعكس الثقافة والتقاليد العربية.
تلعب الأساطير العربية الشعبية دورًا مهمًا في الثقافة العربية، حيث تعكس القيم والتقاليد والعادات العربية، كما أنها تساهم في إثراء التراث العربي، وتساعد على نقله من جيل إلى جيل.
وتساعد الأساطير العربية الشعبية أيضًا على تنمية الخيال لدى الأطفال، وتساعدهم على التعرف على العالم من حولهم، كما أنها تساعدهم على تطوير مهارات التفكير الإبداعي.
إقرأ أيضا : ملك الجن شمهروش : أسطورة مغربية تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل
أشهر الأساطير العربية الشعبية
في مقال اليوم سنتحدث عن أشهر الأساطير العربية الشعبية والشخصيات الأسطورية المرعبة، التي لا طالما خوفت البعض في طفولتهم وجعلتهم يرتعدون.
أسطورة عيشة قنديشة
عند الحديث عن الأساطير العربية الشعبية، لا يمكن تجاهل الحديث عن عيشة قنديشة والتي تعتبر واحدة من أشهر الأساطير الشعبية في المغرب على الإطلاق.
عيشة قنديشة وتلقب أيضا ب“عيشة مولات المرجة” أو “سيدة المستنقعات” هي أسطورة مغربية شهيرة، تنتشر في مختلف أنحاء المغرب، وهي قصة عن امرأة جميلة تتحول إلى جنية شريرة، وتستخدم جمالها لإغواء الرجال وقتلهم.
وحسب الأساطير نفسها يُذكر أن مجرد النطق بلقبها الغريب والمخيف “قنديشة” قد يصيب المرء بلعنة ستلاحقه لبقية حياته.
تختلف تفاصيل أسطورة عيشة قنديشة من منطقة إلى أخرى، ولكن هناك بعض العناصر المشتركة في جميع القصص، فعادة ما توصف عيشة قنديشة بأنها امرأة جميلة ذات شعر طويل أسود، وعين سوداء ساحرتين، وهي ترتدي ثيابًا بيضاء طويلة، وتحمل في يدها مرآة.
تقول القصص أن عيشة قنديشة تعيش في الغابات والصحاري، وتظهر في الليل فقط، وهي تبحث عن الرجال الشباب الجذابين، وتستخدم جمالها لإغوائهم، فإذا استطاع الرجل أن يقاوم إغرائها، فإنها تتحول إلى جنية شريرة، وتقتله.
حسب العديد من الروايات الشعبية فعائشة قنديشة شخصية حقيقية، تنحدر أصولها من الأندلس، فهي من عائلة موريسكية نبيلة، طردت عائلتها من الأندلس، واستقروا بالمغرب، عاشت هذه الشخصية خلال القرن الخامس عشر، ويعود سبب تسميتها “بـ قنديشة” إلى أنها كانت تسمى “بالكونتيسة عائشة”، أي الأميرة عائشة.
اشتهرت “الكونتيسة” بتعاونها مع الجيش المغربي ضد البرتغاليين، وذلك للانتقام لعائلتها التي شُردت بعدما كانت من أغنى العائلات بالأندلس، فأظهرت مهارة وشجاعة في قتل الجنود البرتغاليين، حتى وصفت بأنها ليست من البشر.
صنعت لنفسها مجداً واسماً ذائعاً لدى المقاومين والمجاهدين وعامة المغاربة، عندما حاربت الاحتلال واتخذت في ذلك مذهباً غريباً، حيث كانت تقوم بإغراء جنود الحاميات الصليبية وتجرهم إلى حتفهم إلى الوديان والمستنقعات، إذ يتم ذبحهم بطريقة أرعبت المحتلين البرتغاليين.
وعلى الرغم من أن أسطورة عيشة قنديشة هي أسطورة، إلا أنها تلعب دورًا مهمًا في الثقافة المغربية، فهي تعكس المخاوف والعواطف الإنسانية، مثل الخوف من المجهول والخوف من الموت والخوف من الغدر، كما أنها تعكس القيم والتقاليد المغربية، مثل أهمية الزواج، وأهمية الشرف.
حتى يومنا هذا، لا يزال الكثير من المغاربة يؤمنون بأسطورة عيشة قنديشة، وكثيرًا ما يتم التحذير من الاقتراب من الغابات والصحاري في الليل، خشية الوقوع في شباك عيشة قنديشة.
إقرأ أيضا : وادي الجن في السعودية : شرح وتفسير للظواهر التي تقع هناك
أسطورة النداهة
تعتبر أسطورة النداهة واحدة من الأساطير العربية الشعبية المرعبة في العالم العربي عامة وفي مصر على وجه الخصوص.
تعتبر «النداهة» من أشهر الأساطير التى يؤمن بها الريف المصرى، حيث يزعم الفلاحون أنها امرأة جميلة جدا وغريبة تظهر فى الليالى المظلمة فى الحقول، لتنادى باسم شخص معين فيقوم هذا الشخص مسحورا، ويتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا فى اليوم التالى، ويقولون إنه لا يمكن لأحد أن يقاوم نداءها بسبب سحر صوتها الجميل، الذى يأسر القلب والأذن ويشعر معه الإنسان وكأنه لم يسمع اسمه من قبل.
تقول القصص أن النداهة هي روح امرأة ماتت في ظروف غامضة، أو امرأة قتلت زوجها أو أحد أقاربها، وهي تعيش في الغابات والصحاري، وتظهر في الليل فقط، وهي تبحث عن الرجل الذي قتلها، أو عن الرجل الذي يشبهه، وتنادي باسمه.
إذا استجاب الرجل لنداء النداهة، فسوف يموت، فسوف تأخذه إلى مكان منعزل، وتقتله، وقد تقتله بطريقة وحشية، مثل خنقه أو افتراسه.
وتقول بعض القصص أن النداهة هي في الأصل امرأة بشرية، عاشت في أحد القرى المصرية، وكانت جميلة جدًا، وكان الكثير من الرجال يرغبون في الزواج منها، ولكن عاش في القرية أيضًا ساحر، كان يحب النداهة، لكنه كان يعلم أنها لن تقبل الزواج منه، فقام الساحر بسحرها، وحولها إلى روح شريرة.
وهناك قصص أخرى تقول أن النداهة هي في الأصل جنية، ولكنها سقطت في حب رجل بشري، وقررت أن تعيش معه على الأرض، ولكن الزواج لم يكن سعيدًا، وقرر الرجل ترك النداهة، والعودة إلى حياته السابقة، فغضبت النداهة، وقررت أن تأخذ انتقامها منه، ومن كل الرجال الذين يقعون في حبها.
تم تناول أسطورة النداهة في العديد من الأعمال الأدبية العربية، ومن أشهر هذه الأعمال:
- رواية أسطورة النداهة للكاتب المصري أحمد خالد توفيق.
- قصة النداهة للكاتب المصري محمود تيمور.
- أغنية النداهة للشاعر المصري أحمد شوقي.
أسطورة النداهة في الثقافة الشعبية
تنتشر أسطورة النداهة في الثقافة الشعبية المصرية، حيث يتم استخدامها في العديد من الأغاني والأفلام والمسلسلات، ومن أشهر الأغاني التي تناولت أسطورة النداهة:
- أغنية النداهة للفنان المصري محمد عبد الوهاب.
- أغنية النداهة للفنانة المصرية أم كلثوم.
إقرأ أيضا: وجوه بيلميز المرعبة أكثر الظواهر الخارقة في القرن العشرين
أسطورة أم الدويس
تعتبر أسطورة أم الدويس من بين أكثر الأساطير العربية الشعبية المعروفة في بلدان الخليج وفي الإمارات على وجه الخصوص.
الأسطورة منتشرة بشدة في مناطق الخليج العربي، ولا سيما الإمارات، و(الدويس) هو تصغير (داس) والداس هو آلة قتل تشبه منجل الحصاد.
وحسب الأسطورة فإن (أم الدويس) امرأة شديدة الجمال، متعطرة بعطور خلابة أخاذة، وقدميها قدمي حمار، يديها عبارة عن زوج من الدويس (المناجل)، وعينيها عينيّ قط.
ولا يوجد مكان محدد لظهور (أم الدويس) فهي تظهر في الأماكن المأهولة بالسكان، والأماكن المقفرة، وفي المدن الكبيرة، والقرى الصغيرة، وفي الواحات البعيدة، والمدن المزدحمة… أي أنه لا يوجد تصنيف معين للأماكن التي تظهر بها.
كما أنها تظهر للجميع لتغويهم وتؤثر عليهم، فمن الممكن أن تظهر لشاب أو عجوز أو فتاة أو امرأة أو طفل… ولكن المشاع في الأمر هو أنها تظهر للشباب تحديداً، بغرض إغوائهم، فتأثيرها بجمالها الآخاذ ورائحتها العطرية سيكون شديد التأثير على الشباب أكثر من غيرهم.
يذخر التراث الشعبي الإماراتي بالعديد من القصص الرهيبة عن (أم الدويس) بعضها حديث والآخر قديم، ولكن جميع القصص يتشابه في مقدار الرعب والإثارة الذي يحمله
هناك بعض الأشخاص الذين يدعون أنهم رأوا أم الدويس، أو أنهم يعرفون شخصًا رءاها، ولكن هذه الأدلة غير كافية لإثبات وجود أم الدويس.
وهناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون أن أسطورة أم الدويس هي مجرد قصة خيالية، وأنها لا أساس لها من الصحة، ويستند هؤلاء الأشخاص إلى عدم وجود أدلة علمية تثبت وجود أم الدويس.
أسطورة أم الدويس هي أسطورة شعبية مثيرة للاهتمام، تلعب دورًا مهمًا في الثقافة الخليجية، وعلى الرغم من أن وجود أم الدويس غير مثبت علميًا، إلا أنها ما زالت تثير مخاوف الكثير من الناس، وتجعلهم يشعرون بالخوف عند الاقتراب من الغابات والصحاري في الليل.
إقرأ أيضا : قصة زرقاء اليمامة : الفتاة التي ترى العدو على بعد مسيرة ثلاثة أيام
أسطورة حمارة القايلة
تعتبر أسطورة حمارة القايلة من بين أبرز الأساطير العربية الشعبية، حيث تنتشر في مختلف أنحاء العالم العربي، وخاصة في الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
والقايلة وقت القيلولة، وهي الظهيرة مع شدة الحر، أما الحمارة على لفظ أنثى الحمار، لكن المقصود بها كائن مخيف ومرعب شبيه بالغول والسعلاة، أو السعلوة كما تنطق في بعض المناطق، ويقولون إن لهذا الكائن جسد إنسان ووجه وأطراف حمار.
الأسطورة شبيهة جدا بالغول والغولة الذين يملكون رأس إنسان وأرجل حمار وجسم آدمي ويقال إنه وحش مخيف يأكل الأولاد الصغار الذين يخرجون في وقت الظهيرة، وقد تناقلت الجدات قصصها وحذّروا أطفالهم من الخروج وقت الظهيرة لشدة حرارة الصيف، وما زالت الصورة الخيالية لحمارة القايلة عالقة في أذهان شباب ذلك الجيل في السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر وسائر بلاد المغرب العربي.
ولها مُسمّيات أخرى منها أم حمار في الأحساء والبحرين، كما تنتشر في بلاد المغرب العربي بنفس اللفظ وبتسميات متعددة أخرى ك «حماية القايلة» أو شيطان القايلة.
وقد الهمت هذه الأسطورة على مر العصور الكثير من الفنانين والأدباء، حيث كانت موضوع بعض المسلسلات التلفزيونية الساخرة، كما كانت موضوعا لأفلام ومسلسلات الكرتون، وأطلق المخرج التونسي الشهير معز كمون على أحد أشهر أفلامه «شيطان القايلة»، والذي يتناول عالم الجن والشعوذة، وفي الكويت لفت مجسم «حمارة القايلة» للفنان التشكيلي بدر المنصور الأنظار بشدة في معرض القرين.
يُعتقد أن اسم “حمارة القايلة” مشتق من كلمتي “حمارة” و”القايلة”، حيث تعني “القايلة” وقت الظهيرة، وعادة ما يقال أن حمارة القايلة تخرج في وقت الظهيرة، عندما يكون الجو حارًا، ويكون الأطفال نائمين.
إقرأ أيضا : قرش الميجالودون العملاق : إنقرض فعلا أم لا زال يعيش في أعماق المحيطات
أسطورة أم السعف والليف
أسطورة أم السعف والليف هي بلا شك أحد أشهر الأساطير العربية الشعبية المرعبة، خاصة في دول الخليج.
أم السعف والـليف هو اسم لعجوز ساحرة ابتدعه خيال الناس قديما لإخافة الأطفال ويقولون ايضا ان ام السعف والليف كانت إمراة عجوز كانت تجوب الإمارات من دبي إلى الشارقة وعجمان ولكن في اغلب الظن انها قصة من وحي الخيال لاخافة الاطفال ومنعهم من الخروج من المنزل وخاصة عند هبوط الظلال او عند هطول الامطار حتى لا يصابوا بالبرد.
توصف أم السعف والليف بأنها امرأة عجوز قبيحة، ذات شعر طويل أسود، ووجه مكشوف، وعين سوداء ساحرتين، وهي ترتدي ملابس مصنوعة من السعف والليف.
يُعتقد أن اسم “أم السعف والليف” مشتق من كلمتي “أم” و”السعف” و”الليف”، حيث تشير “أم” إلى أن المرأة عجوز، وتشير “السعف” و”الليف” إلى أنها ترتدي ملابس مصنوعة من السعف والليف.
اغلب الظن ان ام السعف والليف عبارة عن خرافة لا وجود لها فما كان يقوله الاجداد من باب الاحتياط وحماية اطفالهم صدقة الاباء والامهات بل واضافوا لهذة القصص الكثير من الجدية والتصديق وروج بعض الناس انه ام السعف والليف كانت تسكن اعالي اشجار النخيل وبين اغصانها وعند هبوب الرياح كانت الاغصان تهتز بشدة فيظن الناس ان ام السعف متواجدة في الاعلى.
إقرأ أيضا : علم دراسة الحيوانات الخفية : علم مثير للجدل يدرس الكائنات الأسطورية
أسطورة الغول
تعتبر أسطورة الغول بلا شك أشهر الأساطير العربية الشعبية المرعبة على الإطلاق وأكثرها إنتشارا في العالم العربي.
أسطورة الغول هي أسطورة شعبية عربية، تنتشر في مختلف أنحاء العالم العربي، وخاصة في الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وهي قصة عن مخلوق شرس، يسكن في الغابات والصحاري، ويهاجم المسافرين في الليل.
(الغول) أسطورة عربية خالصة قديمة، كانت القبائل العربية في شبه الجزيرة تحذر أبناءها منه وتروي الحكايات عن خداعه ووحشيته، أغلب هذه الحكايات كانت تتحدث عن (الغول) كشيطان مفترس، يتمثل في هيئة الحيوانات أو البشر؛ ليجتذب المسافرين إلى الأراضي الخراب، ومن ثم يقوم بالتهامهم بوحشية، وتوارثت الحكايات وزادت وتطورت، حتى تحول (الغول) إلى فوبيا، ساعدت بدورها على انتشار الأسطورة أكثر.
يوصف الغول بأنه مخلوق ضخم، ذو شعر طويل أسود، ووجه قبيح، وعين سوداء ساحرتين، وهو يمتلك قوة هائلة، ويمكنه أن يقتل الإنسان بسهولة.
للغول حاسة شم حادة مثل الحيوانات المفترسة، يشم بها رائحة “بني آدم” حين يختبؤون عن نظره فيكشف مكانهم.
الغول كائن خرافي ورد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية، يتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية والضخامة، وغالبا ما يتم إخافة الناس بقصصه، وهو أحد المستحيلات الثلاث، يُعتقد أن اسم “الغول” مشتق من الكلمة الفارسية “غول”، والتي تعني “الشيء الكبير” أو “الوحش”.
إقرأ أيضا : أشهر 10 مخلوقات أسطورية : تعرف عليها بالحقائق والصور