مقاعد الموتى في قلعة أراجون : لغز تاريخي يثير الفضول
نظرة سريعة على محتويات المقال:
مقاعد الموتى في قلعة أراجون هي واحدة من أكثر الظواهر التاريخية غموضًا وإثارة للفضول. هذه المقاعد الحجرية البسيطة، التي تقع في أحد أركان القلعة، تحمل في طياتها قصة غامضة ومأساوية لراهبات كنّ يعشن في هذا المكان.
تروي الروايات أن هذه المقاعد كانت تستخدم من قبل راهبات كنّ يعشن في الدير الموجود داخل القلعة. في الأيام الأخيرة من حياتهن، كنّ يجلسن على هذه المقاعد استعدادًا للقاء حتفهن. يعتقد البعض أن هذا التقليد كان مرتبطًا بمعتقداتهن الدينية أو ربما كان مجرد عادة متوارثة.
لا توجد وثائق تاريخية تفسر بشكل قاطع سبب وجود هذه المقاعد أو كيفية استخدامها بالضبط، لكن يرى البعض أن هذه المقاعد تحمل رمزية عميقة للموت والحياة، والتأمل في الزمن الذي لا يرحم.
أصبحت هذه المقاعد نقطة جذب سياحي مهمة، حيث يأتي الزوار من جميع أنحاء العالم ليشاهدوها ويستكشفون تاريخها الغامض.
مقاعد الموتى في أراجون لغز غامض
تعتبر قلعة أراجون في إيشيا — إيطاليا فريدة من نوعها بالفعل ، حيث تقف على جزيرة بركانية صغيرة متصلة بجزيرة إيشيا الرئيسية فقط عن طريق جسر. لكن لإحدى الغرف الباطنية في القلعة تاريخ يستحق أن يصنع منه فيلم رعب.
يعود أصل الجزيرة إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، لكن القلعة التي نراها اليوم شُيدت بدءاً من عام 1441 من قبل الملك ألفونسو الخامس ملك أراغون ، الذي بنى أيضاً الجسر بين جزيرة الصخرة الصغيرة إلى إيشيا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر ، وعاشت هناك ما يقرب من 2000 عائلة لأنها كانت المكان الوحيد المحمي ضد القراصنة ، علاوة على ذلك شهدت القلعة العديد من الملاك والغايات المختلفة على مر العصور.
الراهبات وطقوس الموت
في القرن السابع عشر أصبحت قلعة أراجون ديراً لمجتمع خاص من الراهبات الكاثوليك يُطلق عليهن اسم “فقراء كلير” ، وشهدت مقبرة الدير تحت الأرض تقليد شنيع ، فعندما كانت تموت راهبة كانت جثتها تُؤخذ إلى سرداب تحت الأرض بدون نوافذ ومنحوت من الحجر الجيري ثم يوضع جسدها الهامد في وضعية الجلوس على أحد المقاعد الحجرية وكانت تترك هناك.
كانت الجثث تتحلل ببطء وخلال ذلك يتم جمع سوائل التحلل في عية خاصة موضوعة أسفل ثقوب المقاعد ، وفي كل يوم كانت الراهبات اللاتي ما زلن على قيد الحياة يزرن مقاعد الموت من أجل الصلاة والتأمل في مسألة الموت والحياة الأرضية الفانية ، وكن يقضين عدة ساعات في مثل هذا المكان غير الصحي ، وغالباً ما يصبن بأمراض خطيرة والتي كانت مميتة في بعض الحالات.
وبعد مضي عام أو عامين تتحول الجثث إلى أكوام من العظام فتقوم راهبات كلير أو أحد أفراد عائلة الراهبة المتوفاة بجمع وتنظيف العظام التي كان يُعتبر بياضها رمزاً للنقاء وفي نهاية المطاف يجري تخزين العظام في صندوق عظام أو صندوق الموتى الذي يكون المثوى الأخير للموتى وهو يرمز لتطهير الروح ورقودها بسلام كما يعفي المعزين من واجبهم في الحداد ، في الواقع كثيراً ما كان يوضع “صندوق الموتى” أمام الملأ وفي مكان عام من الكنيسة أو على الأقل يكون مرئياً من خلال نافذة حديدية من شبكة من القضبان ليكون بمثابة تذكير بالأرواح في السماء.
بالنسبة لبعض الثقافات كهذه ، يعتبر الموت بداية عملية تطهير تبدأ بالتحلل وتنتهي بهيكل عظمي ، ويعتقد هؤلاء الأشخاص أنه عندما يلفظ أحد الأحباء أنفاسه الأخيرة تكون هذه بداية رحلة إلى أرض الأجداد ، ويجب أن تتحلل الجثة تماماً قبل أن تُعتبر الروح مطهرة فيمكنها الصعود إلى الحياة الآخرة.
ولم تظهر مقاعد الموت السيئة السمعة في القلعة حتى القرن السادس عشر أي بين عامي 1575 و 1810 عندما غادر الجزيرة آخر 16 راهبة ، كانت قلعة أراغون موطناً لمجتمع من الراهبات المنتمين إلى جماعة القديسة كلير (المعروفة أيضاً باسم فقراء كلير) وكن يمارسن طريقة دفن غير عادية إلى حد ما في الدير.
وقد تعرضت قلعة أراغون للقصف خلال الحروب النابليونية وسرعان ما أصبحت مهجورة وذلك قبل أن تصبح سجناً لفترة وجيزة حتى عام 1860
وحتى يومنا هذا ما زال بإمكانك زيارة المقاعد الحجرية لمقبرة دير فقراء كلير عندما تنزل في المحطة رقم 6 لدى استكشافك لقلعة أراجون.
نظريات حول مقاعد الموتى في أراجون
تعد مقاعد الموتى في قلعة أراجون واحدة من أكثر الألغاز التاريخية إثارة للجدل والفضول. هذه المقاعد الحجرية البسيطة، التي كانت تستخدمها الراهبات في أيامهن الأخيرة، تحولت إلى رمز قاتم يثير تساؤلات حول الحياة والموت والإيمان.
النظريات الأكثر تداولاً حول هذه المقاعد هي:
ممارسات دينية: يعتقد البعض أن هذه المقاعد كانت جزءًا من طقوس دينية خاصة بالراهبات، حيث كن يجلسن عليها للتأمل والتدبر في أمور الآخرة استعدادًا للموت. وقد يكون هذا مرتبطًا بفكرة القرب من الله والتحضير للحياة الأبدية.
تحضير للموت: نظرية أخرى تشير إلى أن هذه المقاعد كانت بمثابة مكان للتأمل والتفكير في الموت، حيث كانت الراهبات يجلسن عليها لكتابة وصاياهن أو ترتيب شؤونهن الأخيرة.
رمزية الموت: قد تكون هذه المقاعد رمزًا قويًا للموت والحياة، حيث كانت تذكر الراهبات بضرورة الاستعداد الدائم للموت والتركيز على الأمور الروحية.
ظروف تاريخية: هناك من يرى أن وجود هذه المقاعد يعكس الظروف التاريخية الصعبة التي كانت تعيشها الراهبات في ذلك الوقت، حيث كانت الأمراض والأوبئة منتشرة، مما جعل الموت أمرًا واقعًا لا يمكن تجنبه.
لكن تظل هنالك عدة أسئلة لا تزال دون إجابة:
- لماذا اختارت الراهبات هذا المكان بالذات؟
- ما هي الطقوس التي كانت تقام على هذه المقاعد؟
- هل كانت هذه المقاعد تستخدم فقط للراهبات أم لجميع سكان الدير؟
تظل مقاعد الموتى في أراجون لغزًا محيراً يثير الكثير من الأسئلة. ورغم عدم وجود إجابة قاطعة حول الغرض منها، إلا أنها تظل شاهدة على تاريخ غني وتذكير لنا بأسئلة أساسية حول الحياة والموت والإيمان.