الفانتوسميا هي حالة يشم فيها الشخص روائح غير موجودة في الواقع. قد تكون هذه الروائح كريهة أو لطيفة، وقد تكون مستمرة أو متقطعة.

على مر القرون ، وصف العديد من الأشخاص الذين زعموا أن لديهم تجارب مع الظواهر الشبحية مجموعة متنوعة من الأشياء غير العادية المختلفة. من بينها رؤى ضابية أو حتى تجسدات شبحية يزعمون أنهم رأوها في بيئتهم، ويروي آخرون عن إحساسهم بشيء قريب منهم كأن يسمعوا أصواتاً لا يمكن العثور على مصدر طبيعي لها، أو حتى يشتمون روائح غير عادية ومجهولة بل وغير موجودة في الواقع، كما هو الحال للمصابين بالفانتوسميا.

ومع ذلك ، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الفانتوسميا أو ظاهرة “الروائح الوهمية” الخاصة قد لا يمكن تفسيرها فحسب بل إنها أكثر شيوعاً مما كان يعتقد سابقاً … وقد تكون أيضاً مؤشراً على بعض المخاوف الصحية.

غالباً ما يتم تشبيه “الروائح الوهمية” من قبل أولئك الذين يختبرونها بتلك الرائحة التي تنتج عن حرق الشعر واللحوم المتعفنة وعديد من الروائح الكريهة الأخرى وهذا يتناقض إلى حد ما مع الروائح التي يربطها الناس بالادعاءات الخارقة ، والتي غالباً ما تذكرنا بشخص محبوب بطريقة ما مثل رائحة زهور أو عطر.

أعراض الفانتوسميا

كما ذكرنا سابقا، الفانتوسميا هي حالة حسية غريبة يتم فيها شم روائح غير موجودة في الواقع. هذه الروائح يمكن أن تكون قوية ومزعجة، وقد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المصاب.

الأعراض الرئيسية قد تكون كالتالي:

شم روائح غير موجودة: هذه هي العلامة الأساسية للفانتوسميا. قد تكون الروائح قوية أو خفيفة، ممتعة أو كريهة.

استمرار الرائحة: قد تكون الرائحة مستمرة أو متقطعة، وقد تتغير طبيعتها بمرور الوقت.

صعوبة في تحديد مصدر الرائحة: الشخص المصاب لا يستطيع تحديد مصدر الرائحة، حيث إنها وهمية وغير موجودة في البيئة المحيطة.

تأثير على الحياة اليومية: قد يؤدي الشعور المستمر برائحة غير مرغوب فيها إلى الشعور بالإحباط والقلق، وقد يؤثر على العلاقات الاجتماعية والعمل.

الروائح التي يشمها المصابون بالفانتوسميا

الروائح التي يشمها المصابون بالفانتوسميا متنوعة للغاية وتختلف من شخص لآخر. قد تكون هذه الروائح:

كريهة: مثل رائحة البيض الفاسد، أو السمك المتعفن، أو الكبريت، أو الدخان.

لطيفة: مثل رائحة الزهور، أو العطور، أو الطعام الشهي.

معقدة: قد تكون مزيج من روائح مختلفة أو حتى روائح غير موجودة في الطبيعة.

هنالك عوامل تؤثر على نوع الرائحة، قد تختلف الروائح باختلاف السبب الأساسي للحالة، مثل الإصابة أو الالتهاب أو الاضطراب النفسي.

قد تزداد شدة الرائحة أو تقل مع تغير حالة المرض و قد تتغير الروائح التي يشمها الشخص مع مرور الوقت، ومن الأمثلة على الروائح التي قد يشمها المصابون بالفانتوسميا قد نجد:

رائحة الحرق: قد يشعر الشخص برائحة شيء يحترق حتى لو لم يكن هناك نار.

رائحة العفن: قد يشم رائحة العفن أو الرطوبة في مكان نظيف وجاف.

رائحة المعدن: قد يشعر بطعم معدني في فمه أو رائحة معدنية في أنفه.

تعرف ظاهرة الروائح الوهمية بمصطلح طبي هو فانتوسميا وقد تكون هذه الحالة دليلاً على اصابة بورم سرطاني أو حتى سكتة دماغية أو قد تكون اصابة في مركز الشم في الدماغ ويمكن أن تكون ناجمة عن مرض الصرع كما ذكرت بعض التقارير. والمؤشرات الجديدة عن ارتباط الظاهرة بالظروف الصحية نالت اهتماماً أكبر مما تلقته في الماضي من المجتمع الطبي.

تشخيص الفانتوسميا

لتشخيص الفانتوسميا، سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل، وسؤال المريض عن تاريخه الطبي، وعن الأعراض التي يعاني منها. قد يحتاج الطبيب أيضًا إلى إجراء بعض الفحوصات، مثل:

فحص الأنف: للكشف عن أي التهابات أو أورام.

تصوير الرنين المغناطيسي : للكشف عن أي تغيرات في الدماغ.

التخطيط الكهربائي للدماغ : للكشف عن أي نشاط غير طبيعي.

العلاج

علاج الفانتوسميا يعتمد على السبب الأساسي. إذا كان السبب هو حالة طبية، فإن علاج هذه الحالة قد يؤدي إلى اختفاء الفانتوسميا. قد تشمل العلاجات:

الأدوية: لعلاج الالتهابات أو الاضطرابات العصبية أو النفسية.

الجراحة: في حالات نادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة ورم أو إصلاح تلف في الأعصاب.

العلاج النفسي: لمساعدة المريض على التعامل مع التوتر والقلق الناجمين عن الفانتوسميا.

الفانتوسميا حالة مزعجة وقد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المصابين بها. إذا كنت تعاني من هذه الحالة، فمن المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب و الحصول على العلاج المناسب.