حادثة طائرة جبال الانديز : اشهر قصة نجاه في القرن العشرين
نظرة سريعة على محتويات المقال:
فصول حادثة طائرة جبال الانديز :
تعتبر حادثة طائرة جبال الانديز “andes accident” من أشهر قصص النجاة في القَرن العشْرين وأكثرها إثارة للإهتمام، خصوصا بسَبَب الظروف المحيطة بالحادثة وإضطرار المفقودين لأكل اللحوم البشرية, حيث اكلوا لحوم اصدقائهم للبقاء على قَيد الحَياة.
بعد أحداث تِلكَ الحادثة المعروفة أيضا باسم الرِحلة رقم 571, تم إنتاج ثلاثة أفلام وتسعة أفلام وثائقية و 26 كتابًا مكتوبًا عن قصة حادثة طائرة جبال الانديز.
تبدأ فصول القصة أو الحادثة الشهيرة عندما استأجر فريق لاعبي كرة الرجبي بمدرسة أو نادي Old Christian Club de Montevideo فريق من العاصمة مونتيفديو, طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو الأوروجوياني متجهة إلى مدينة سانتياجو دي تشيلي في 13 أكتوبر عام 1972.
كان ركاب الطائرة في طريقهم للعب مباراة ضد أولد بويز في تلك المدينة.
ولكن عندما عبرت الطائرة FH-227D التابعة لسلاح الجو الأوروجوياني، التي تقل على متنها 45 راكبًا قمم جبآل الإنديز، لكن بسَبَب الظروف الجوية السيئة، تسقط الطائرة و تتحطم لتودي بحياة 12 مسافرا منهم على الفور.
رحلة محفوفة بالمخاطر :
توفي 17 آخرون في الأيام التالية بسَبَب الإصابات ونقص الطعام والظروف القاسية التي واجهوها.
من بين 45 شخصًا, قُتل 13 شخصا على الفور في الكارثة عندما انكسر جسم الطائرة في المنتصف عند نقطة الانهيار، بجانب تضرر أربعة آخرين عانوا من تحمل آلالام و جروح طوال الليل وتوفوا في صباح اليوم التالي، وفقد عشرات آخرون حياتهم ببطء في الخريف، بسَبَب الصقيع و الثلج و البرد القارس في قمم جبال الانديز.
واجهت مجموعة الأشخاص الذين نجوا من حادث الاصطدام ومعظمهم في العشرينات من العمر،مشق تحمل من بين 30 درجة تحت الصفر في الليل و وسط ظروف التعب و الجوع.
وصف الحادث أنها “معجزة جبال الأنديز“. واحدة من أكثر الحلقات إثارة للصدمة في مجال الطيران لأن أحد أسباب نجاة 16 هو أنهم أكلوا لحم رفاقهم القتلى لينجو.
بعد مرور 16 يوماً من تحطم الطائرة، تسبب انهيار جليدي في مقتل ثمانية أشخاص آخرين من فريق الطائرة.
إتخذ الركاب النَاجون من حطام و بقايا الطائرة ملاذا وملجأ لهم يقيهم شرا البرد القارس، و مأوى ينامون فيه في الليل في انتظار المساعدة والإنقاذ.
حاول الناجون إدخار مخزون الطعام الشحيح لديهم على أمل أن يتم إنقاذهم، لكن آمالهم تراجعت عندما علموا بواسطة الراديو أن البحث توقف و قد تم التخلي عنهم من طرف السلطات، بسَبَب الإعتقاد السائد بأهم ماتوا.
تم إنقاذ المجموعة التي قاومت بعد 72 يومًا من الحدث.
صراع البقاء على قيد الحياة :
الإيمان بالله، الذي نقلته مجموعة من الناجين إلى بقية رفاقهم، أبقى شعلة الأمل حية بين أولئك الذين يمكن أن يعتبروا أنفسهم محكومين بالموت المؤكد والوشيك في ظل الظروف المناخية القاسية التي كانت فوق طاقتهم.
من ناحية أخرى، من اللافت للنظر إعادة بناء ما كان برنامج الخلاص المادي الذي طبق هؤلاء المنبوذين من سلسلة الجبال الإنديز أنفسهم لتحقيق أقصى استفادة من فرصهم النادرة في البقاء على قَيد الحَياة.
نظرًا لأن الأيام الـ 71 التي قضاها النَاجون في خضم أكثر الظروف الجغرافية والمناخية سوءًا تجعل النَاجين 16 من حادث طائرة أوروغواي من أصحاب الإرادة القوية.
بعد مرور فترة من الوقت من الواقعة, و بعد إنقضاء مخزون الطعام لديهم وبسبب معاناتهم من الجوع القاتل لأيام وليالي طوال، قَرَّرَ بعض من النَاجون إتخاذ القرار الصعب، وهو أكل لحوم بعض الموتى من رفاقهم، بسَبَب الرغبة في البقاء على قَيد الحَياة.
الانتصار في معركة الموت :
أخيرًا، بعد أن ضاقوا ذرعاً بدرجات الحرارة المنخفضة للغاية والانهيارات الجليدية التي تهددهم، بسَبَب الموت المستمر لرفاقهم والانتظار البطيء للإنقاذ، وسط كل هاته الظروف قرر اثنين من الصبية وهما روبرتو كانيسا وفرناندو “ناندو” بارادو، عبور الجبال الهائلة في من أجل الوصول إلى شيلي و طلب المساعدة.
قام الناجيان بالمشي لمدة 10 أيام متواصلة بجبال الأنديز بدون كلل أو ملل على أمل الوصول إلى قرية أو مدينة قريبة. أثناء ذلك لم يكونا يبصران غير جبال لا متناهية من البياض والثلج في كل مكان محيط بهما.
على مدار 10 أيام من الرحلة وبعد حوالي 38 كيلومترًا، صادفوا أخيرًا رجلاً على الجانب الآخر من النهر عند سفح سان فرناندو في تشيلي.
كانوا غير قادرين على التحدث مع بعض بسبب هدير النهر، ربط الرجلان بعض الأوراق وقلم رصاص بحجر وألقاه على ضفة النهر كتب ناندو رسالة :
“لقد جئت من حادثة سقوط طائرة سقطت و تحطمت فوق الجبل. أنا من الأوروغواي. كنا نسير لمدة 10 أيام. أصيب 14 على متن الطائرة ومات آخرون. علينا الخروج من هنا بسرعة ولا نعرف كيف. ليس لدينا طعام، نحن ضعفاء. متى سيبحثون عنا ؟ من فضلك، لا يمكننا حتى المشي. اين نحن؟“.
وصول فرق الإنقاذ :
لم يتردد سيرجيو كاتالان الشخص الذي كان من الرعاة راكبا بغله، في طلب المساعدة. قدم سلاح الجو التشيلي مروحيات للبحث في الجبل عن ناجين آخرين بتوجيه من الشابين.
في 23 دِيسمبر عام 1972، تم إنقاذهم أخيرً و العثور على باقي الطاقم منهيا كابوسهم المزعج، ليعلنو إنتصارهم على الموت في معركة جبال الآنديز.
في 22 ديسمبر 1972، بعد عزلهم عن كل شيء لمدة 72 يوما علم العالم أن 16 مسافراً من الأشخاص الذين عانوا من حادث سقوط و تحطم طائرة سانتياجو تمكنوا من النجاة من الكارثه وهزيمة الموت في سلسلة جبال الانديس.
وتعتبر الحادثة أو معجزة الركاب الناجين من أحداث قمم جبآل الإنديز واحدة من أعظم قصص بقاء الإنسان في القرن العشْرين، حيث ترجمة للعديد من الأعمال الفنية و السينيمائية و الأدبية، كما تم عمل نصب تذكاري تكريما لضحايا الحادثة أو رحلة الموت.
إقرأ أيضا : حادثة معبر دياتلوف الغامضة ولغز وفاة المتزلجين التسع
فيلم وثائقي حول حادثة طائرة جبال الانديز و قصة أو نجاة ركاب الواقعة