رؤوس الأولمك الضخمة: أحد أعظم ألغاز حضارة المكسيك القديمة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
رؤوس الأولمك الضخمة olmec colossal heads هي منحوتات من صخرة واحدة تمثل رؤوس بشرية مستديرة بأحجام كبيرة. نحتت في من صخور البازلت في حوالي 900 قبل الميلاد وهي تمثل الحضارة الأولمكية.
هناك 17 رأس أولمك معروفة كلها تمثل بشر ذكور من سن كهول بخدود مدورة و أنوف مفلطحة ذي خصوصية السكان الأصليين في المكسيك ولاية تاباسكو وفاراكروز.
أكبر رأس أولمك معروف هو رأس La Venta Monument 4 الذي يزن 20 طنًا ويبلغ ارتفاعه 3.4 مترًا.
تم العثور على جميع رؤوس أولمك في مواقع أولمكية في المكسيك، بما في ذلك لا فينتا، ولوس تشابوس، وسان لويس بوتوسيلكو.
تعد رؤوس أولمك الضخمة من أكثر الأعمال الفنية شهرة في أمريكا الوسطى القديمة. إنها رمز للحضارة الأولمكية، التي تعتبر واحدة من أقدم الحضارات في أمريكا.
لا يزال الغرض من رؤوس الأولمك الضخمة غير معروف، ولكن هناك العديد من النظريات. يعتقد بعض العلماء أنها كانت صورًا لأباطرة أولمك أو أفراد آخرين من النخبة. يعتقد آخرون أنها كانت صورًا لآلهة أو شخصيات أسطورية.
إقرأ أيضا: أقدم 10 حضارات في التاريخ : حضارات عظيمة تركت أثرا في تاريخ البشرية
حضارة الأولمك
قبل الحديث عن لغز رؤوس الأولمك الضخمة وعن ماهيتها ومن بناها، لا بد من الحديث أولا عن حضارة الأولمك.
حضارة الأولمك هي أول حضارة كبرى في أمريكا الوسطى، والتي ازدهرت من حوالي 1200 إلى 400 قبل الميلاد. كانت تقع في المناطق المنخفضة الاستوائية في جنوب ووسط المكسيك، في ولايات فيراكروز وتاباسكو الحديثتين.
تميزت حضارة الأولمك بإنجازاتها الفنية والهندسية الرائعة، بما في ذلك رؤوس أولمك الضخمة، ولوحاتها الحجرية، و كانوا أيضًا من أوائل الذين طوروا نظامًا كتابةً في أمريكا الوسطى.
لم تعد حضارة الأولمك موجودة اليوم، لكنها تركت بصمة دائمة على أمريكا الوسطى. تم تطوير العديد من التقنيات والممارسات التي طورها الأولمك من قبل الحضارات اللاحقة، بما في ذلك حضارتي المايا والأزتيك.
فيما يلي بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول حضارة الأولمك:
- كانت حضارة الأولمك حضارة حضرية، مع العديد من المدن الكبيرة، بما في ذلك سان لويس بوتوسيلكو ولا فينتا.
- كان الأولمك من المزارعين المهرة، وزرعوا الذرة والأرز والفول السوداني.
- كان الأولمك من الحرفيين المهرة، وقاموا بنحت التماثيل واللوحات والسيراميك.
- كان الأولمك من الرياضيين المتحمسين، وقاموا بلعب لعبة الكرة التي كانت رياضة مهمة في أمريكا الوسطى القديمة.
حضارة الأولمك هي حضارة غامضة إلى حد ما، حيث لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عنها. ومع ذلك، فإن بقاياهم الفنية والهندسية تتحدث عن ثقافة كانت غنية ومتقدمة.
إقرأ أيضا : حضارات ما قبل الطوفان والعهد الأول للبـشر قبل الطوفان
قصة رؤوس الأولمك الضخمة
المكسيك هي الوجهة المفضلة لكثير من المسافرين. بلد متنوع للغاية للاستمتاع بالجمال الطبيعي والمواقع الأثرية والشواطئ الفردوسية والعديد من الاماكن الساحرة. ومن بين كنوزها العديدة، نريد أن نخبركم عن أحد كنوزها الفريدة جدًا: رؤوس الأولمك الضخمة.
تشكل هذه الرؤوس أحد أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام في ثقافة الأولمك القديمة، وهو شعب ما قبل كولومبوس الذي سكن أراضي المكسيك. وكان ماثيو ستيرلينغ أول من اهتم بها، بعد اكتشاف أول الرؤوس في تريس زابوتس في القرن التاسع عشر.
ومنذ ذلك الحين تم اكتشاف 17 رأسًا منحوتًا في الحجر بين ولايتي فيراكروز وتاباسكو. وهي رؤوس منحوتة من أحجار كروية، يعود أقدمها إلى حوالي 1500 قبل الميلاد، رغم صعوبة تحديد تاريخ دقيق.
ويقدر أن أصغر الرؤوس تزن أكثر من ثلاثة أطنان، في حين أن أكبرها يتجاوز 25. أما ارتفاعها فهو في بعض الأحيان هائل يصل إلى 3 أمتار. أصغر ما تم العثور عليه حتى الآن يبلغ طوله حوالي متر ونصف.
رؤوس أولمك الضخمة مصنوعة من صخور البازلت وهي مادة لا يمكن استخراجها إلا من جبال توكستلاس، في فيراكروز. والغريب في الأمر أن الرؤوس ليست في هذا المكان، فمن الواضح أنها نقلت مسافات كبيرة، وصلت في بعض الأحيان إلى عشرات الكيلومترات.
كيف فعلوا ذلك؟ كيف قاموا بنقل صخور البازلت لكل تلك المسافات وكيف بنوا تلك الرؤوس الصخرية العملاقة وأي معدات قاموا بإستعمالها؟ إنه لغز يذكرنا بدون تأكيد بتاريخ التماثيل الموجودة في جزيرة الفصح أو تماثيل جزيرة القيامة.
إقرأ أيضا : الحضارات التي عبدت الشمس : قدسوها وقدموا لها قرابين بشرية
تفسيرات ونظريات حول رؤوس أولمك الضخمة
أثارت رؤوس الأولمك الضخمة منذ إكتشافها العديد من النظريات حول كيفية بنائها والغرض من بنائها. النظرية الأكثر انتشارًا هي أنها تم نحتها من أجل التقاط صورة حكام الأولمك المختلفين مع بعض خصائصهم المميزة.
هناك أيضا العديد من النظريات. يعتقد بعض العلماء أنها كانت صورًا لأباطرة أولمك أو أفراد آخرين من النخبة وعلية القوم آنذاك، بينما يعتقد آخرون أنها كانت صورًا لآلهة أو شخصيات أسطورية تركت بصمات لا تنسى في تاريخ حضارة الأولمك.
لكن هناك نظرية أخرى تشير إلى أن هؤلاء هم المراهقون والبالغون الذين يعانون من تشوه خلقي. على ما يبدو، ربما ظن الأولمك أن الآلهة اختارتهم ليكونوا مختلفين وكانوا يُوقرون بسبب ذلك، معتبرينهم مقدسين.
على أية حال، ما يمكن تسليط الضوء عليه هو أن السمات المميزة لرؤوس أولمك الضخمة متشابهة جدًا. لديهم رؤوس كبيرة مستديرة، مع أنف أفطس، وعيون حول، وخدود سمينة، وظهور مسطحة. علاوة على ذلك، فإن تعبيرها يكاد يكون تهديدًا.
فيما يلي بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول رؤوس أولمك الضخمة:
- يبلغ متوسط وزن رأس أولمك 10 أطنان.
- تم نحت رؤوس أولمك من صخور البازلت الصلبة.
- تم نقل رؤوس أولمك إلى مواقعها الحالية على طول نهر توتوناكا.
- يعتقد بعض العلماء أن رؤوس أولمك كانت تستخدم في الطقوس الدينية.
رؤوس أولمك الضخمة هي تحفة فنية وهندسية. إنها تذكير بحضارة أولمك العظيمة التي تركت بصمتها على أمريكا الوسطى القديمة.
إقرأ أيضا : أكثر الحضارات المتوحشة في التاريخ : الانكا والازتيك والمايا
المصادر