طائفة الحشاشين

طائفة الحشاشين : طائفة دموية شكلت خطرا على العالم الإسلامي

طائفة الحشاشين أو الحشاشون the Assassins، أو كما يسمون أنفسهم الدعوة الجديدة، هم طائفة شيعية إسماعيلية نزارية باطنية انفصلت عن العبيديين الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي.

اشتهرت هذه الطائفة بين القرنين الخامس والسابع الهجريين (الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين) وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس والشام.

يُعتقد أن مصطلح “الحشاشين” نشأ من استخدامهم للحشيش كمادة مخدرة، لكن هناك من يشكك في صحة هذه النظرية.

شن الحشاشين العديد من الهجمات ضد أعدائهم، بما في ذلك السلاجقة والفاطميون والصليبيون، اشتهروا بمهاراتهم في الاغتيال، واستخدامهم للسموم والخناجر، كما أثاروا الجدل بسبب معتقداتهم وممارساتهم السرية.

اكتسبت طائفة الحشاشين سمعة سيئة بسبب عمليات الاغتيال التي قاموا بها، لكن بعض المؤرخين يرون أنهم لعبوا دورًا إيجابيًا في مقاومة القوى الظالمة في ذلك الوقت.

إقرأ أيضا : طائفة أوم شينريكيو : طائفة دينية ارتكبت أسوأ عمل إرهابي في تاريخ اليابان

تأسيس طائفة الحشاشين

طائفة الحشاشين

تعود أصول الحشاشين إلى التيار الشيعي في الإسلام، انقسم التيار الشيعي بعد وفاة الإمام جعفر الصادق، حيث اعتبر بعضهم أن الإمامة انتقلت إلى ابنه الأكبر إسماعيل، بينما اعتبر آخرون أن الإمامة انتقلت إلى ابنه موسى الكاظم.

انحدرت طائفة الحشاشين من الفرقة الإسماعيلية، والتي انقسمت بدورها إلى فروع مختلفة، من أهمها الفرقة النزارية التي أسسها الحسن الصباح.

وحسن الصباح هو مؤسس طائفة الحشاشين، ولد في فارس عام 1037م، حيث درس الفلسفة والعقائد الباطنية، وتأثر بأفكار الإسماعيلية.

سافر حسن الصباح إلى مصر عام 1078م للقاء الداعي الفاطمي، وبايعه بالإمامة، ثم عاد إلى فارس عام 1081م ليبدأ بنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية.

حاول الحشاشون إنشاء دولتهم الخاصة لكنهم فشلوا، ثم اختار حسن الصباح التراجع إلى جبال إيران واستولى على قلعة آلموت المنيعة الواقعة في سلسلة جبال البرز (حوالي 100 كيلومتر شمال مدينة طهران).

وكانت هذه القلعة رأساً لشبكة من التحصينات التي كانت لدى النزاريين والتي امتدت إلى سوريا ولبنان الحاليتين، ومن هناك، سعى مؤسس الطائفة، الذي عُرف فيما بعد باسم “شيخ الجبل”، إلى “التأثير بشكل حاسم على مسار السياسة في الدول الإسلامية”.

ولتحقيق أهدافه، قام حسن الصباح بتشكيل ميليشيا مدربة تدريبًا عاليًا، استخدمها لمهاجمة أهداف محددة في الدول والسلالات الإسلامية وكذلك في الأراضي الصليبية.

كان شراء أو اختطاف أطفال الفلاحين من بين الطرق التي قام بها حسن الصباح وخلفاؤه بتغذية صفوف الميليشيات.

بمجرد تجنيدهم، تم تدريب الأعضاء الجدد ليس فقط على القتال بالأيدي، ولكن أيضًا على لغة وثقافة وعادات تلك البلدات أو المدن التي كانوا سينفذون فيها هجماتهم, : “لقد كانوا نوعًا من النينجا، مقاتلين يعرفون كيفية التسلل بين الناس”.

“لقد كانوا أشخاصا مثقفين ومثقفون للغاية، ويعرفون تقاليد وحتى طريقة التحدث والتصرف لسكان تلك الأماكن التي كانوا يعتزمون ارتكاب هجماتهم فيها”.

إن قدرة القتلة على التسلل، إلى جانب دقتهم وبرودتهم، جعلتهم مشهورين ومخيفين.

إقرأ أيضا : أكثر الحضارات المتوحشة في التاريخ : الانكا والازتيك والمايا

مراحل تأسيس طائفة الحشاشين

  1. مرحلة التأسيس:
  • واجه حسن الصباح صعوبات كبيرة في نشر دعوته، خاصة من قبل السلاجقة.
  • استطاع عام 1090م الاستيلاء على قلعة آلموت في شمال إيران، والتي اتخذها مركزًا لنشر دعوته.
  • بنى حسن الصباح منظمة سرية قوية، ونشر أفكاره بين أتباعه
  1. مرحلة التوسع:
  • بعد وفاة حسن الصباح عام 1124م، استمرت طائفة الحشاشين في التوسع.
  • سيطروا على العديد من المناطق في فارس وسوريا.
  • اشتهروا بعمليات الاغتيال التي نفذوها ضد أعدائهم.
  1. مرحلة الانهيار:
  • واجهت طائفة الحشاشين العديد من التحديات، خاصة من قبل المغول.
  • سقطت دولة الحشاشين عام 1256م على يد المغول.

إقرأ أيضا : شعب الاسكيمو : شعب مكافح صمد في وجه الصعاب

معتقدات الحشاشين

الحشاشين

آمن الحشاشون بإمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله واعتقدوا أن الإمام المعصوم هو وحده من يملك التأويل الباطني للنصوص الدينية، كما رفضوا إمامة الفاطميين بعد وفاة المستنصر بالله، واعتبروا الحكام الفاطميين لاحقين مغتصبين للخلافة.

اعتقد الحشاشون بوجود تأويل باطني للنصوص الدينية، وأن المعنى الحقيقي للدين لا يفهمه إلا الأئمة المعصومون، وفسروا النصوص الدينية بشكل رمزي، معتقدين أن لكل شيء ظاهر وباطن، كما اعتبروا أن الشريعة الإسلامية هي رمز للحقائق الباطنية.

من الجدير بالذكر، أن بعض الحشاشين آمنوا بالتناسخ، معتقدين أن أرواح البشر تتناسخ بعد الموت في أجساد أخرى واعتبروا أن التناسخ هو فرصة للروح للتطور والوصول إلى الكمال، وربطوا التناسخ بمفهوم “الخلاص” من عالم المادة.

في الواقع، تنوعت معتقدات الحشاشين تبعاً للزمن والمكان، ولا يمكن حصرها في قائمة واحدة، حيث واجهت بعض معتقداتهم انتقادات من قبل علماء الدين الإسلامي ولا تزال بعض معتقداتهم غامضة حتى يومنا هذا.

إقرأ أيضا : الحضارات التي عبدت الشمس : قدسوها وقدموا لها قرابين بشرية

الحشاشين محترفون متخصصون في الإغتيالات

الحشاشين

اشتهرت طائفة الحشاشين بعمليات الاغتيال التي استهدفت أعدائهم السياسيين والدينيين، كما واجه الحشاشون صراعات عنيفة مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما.

ومن الذين استهدفهم طائفة الحشاشين لإغتيالهم، لكنه تمكن من إنقاذ حياته، السلطان صلاح الدين الأيوبي، أحد أهم الشخصيات في الإسلام، لكونه هو الذي استعاد القدس للمسلمين في القرن الثاني عشر.

“نفذ صلاح الدين سلسلة من الحملات لطرد الصليبيين، لكنه أدرك أنه لتحقيق ذلك يجب عليه أيضًا وضع حد لبعض الدول والممالك الإسلامية، التي غالبًا ما تعاونت مع الصليبيين وخلال تلك الحملات استهدف مصياف، وهي قلعة نزارية (تقع في سوريا الحالية).”

وكان رد النزاريين أو الحشاشين فورياً، ففي عام 1185 أرسلوا قتلة لإنهاء حياته، بحيث أرسلوا مجموعة من القتلة تسللوا إلى معسكر صلاح الدين وهم يرتدون زي جنوده وحاولوا قتله في خيمته، لكنهم لم ينجحوا لأنه كان يرتدي سترة شبكية وكان تحت قبعته ما يشبه الخوذة الفولاذية.

كما نجا الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا، الذي شارك في الحملة الصليبية التاسعة، من الموت بأعجوبة تحت سيف أحد هؤلاء الفدائيين في عام 1272.

هذا النوع من العمليات وحقيقة أنهم عرضوا مع مرور الوقت خدماتهم لكل من المسلمين والمسيحيين، مقابل مبالغ كبيرة من المال.

إقرأ أيضا : حضارة الأزتك المتوحشة : طقوس التضحية البشرية وتقديم القرابين

شعار الحشاشين

شعار الحشاشين

لا يوجد شعار معروف لطائفة الحشاشين بشكل رسمي، ولكن هناك بعض الرموز التي ارتبطت بالحشاشين، مثل:

  • النسر: رمز للقوة والشجاعة.
  • الخنجر: رمز للقتل والاغتيال.
  • اليد: رمز للقوة والسلطة.
  • القمر: رمز للسرية والغموض.

يُمكنك رؤية بعض هذه الرموز في بعض الصور والرسومات التي تُصوّر الحشاشين، وهناك أيضاً بعض الشعارات التي تم تصميمها حديثاً لطائفة الحشاشين، مثل:

  • شعار مسلسل “الحشاشين” الذي تم عرضه عام 2023.
  • شعار لعبة “Assassin’s Creed” التي تدور أحداثها حول الحشاشين.

ولكن هذه الشعارات ليست رسمية، وليست مُعترف بها من قبل أي جهة تاريخية، في الختام، لا يوجد شعار محدد لطائفة الحشاشين، ولكن هناك بعض الرموز التي ارتبطت بهم.

إقرأ أيضا : أسرار حضارة الإنكا العظيمة : حضارة متوحشة وشعب مبدع

نهاية طائفة الحشاشين

طائفة الحشاشين

تمكنت طائفة الحشاشين من البقاء لمدة 166 سنة، حتى أبادهم عدو من الشمال: إنهم المغول.

“كان المغول يشكلون تهديداً هائلاً، أعظم بكثير حتى من الصليبيين، حيث أنهم كانوا أكثر وحشية وجاءوا من مكان أقرب من الغرب، ولذلك حاول الحشاشون التوصل إلى نوع من الاتفاق معهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك”.

عام 1256م: قام المغول بقيادة هولاكو بمهاجمة الحشاشين، وتمكن من الاستيلاء على قلعة ألموت، معقل الحشاشين الأساسي، وأكثر من 100 قلعة أخرى.

تم إحراق القلاع والمكاتب الإسماعيلية، وقتل الكثير من الحشاشين، وشكل سقوط ألموت بيد المغول نهاية الحشاشين في بلاد فارس، والقضاء على دويلاتهم تماماً.

عام 1273م: قام الظاهر بيبرس، سلطان المماليك، بالقضاء على بقايا الحشاشين في الشام، تم الاستيلاء على قلاعهم، وقتل الكثير منهم, وهكذا، انتهت طائفة الحشاشين بعد صراع دام قروناً مع مختلف القوى في العالم الإسلامي.

بعض العوامل التي أدت إلى نهاية الحشاشين:

  • التطورات السياسية: تغيرت الظروف السياسية في العالم الإسلامي، وظهرت قوى جديدة أكثر قوة من الحشاشين.
  • التغيرات العقائدية: واجهت طائفة الحشاشين انشقاقات داخلية، وتغيرات في عقيدتهم.
  • الحملات العسكرية: تعرضت طائفة الحشاشين لحملات عسكرية قوية من قبل المغول والمماليك.

آثار نهاية الحشاشين:

  • زوال خطرهم على الدول الإسلامية: فقد كان الحشاشون يُشكلون تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
  • انتشار المذهب الإسماعيلي: ساعد سقوط الحشاشين في انتشار المذهب الإسماعيلي بشكل أوسع في العالم الإسلامي.
  • إثراء التاريخ الإسلامي: تركت طائفة الحشاشين أثراً كبيراً في التاريخ الإسلامي، من خلال نشاطاتهم السياسية والعسكرية والثقافية.

إقرأ أيضا : اخطر القبائل في العالم وأكثرهم عزلة : تعرف عليهم بالصور

مسلسل طائفة الحشاشين

مسلسل طائفة الحشاشين

مسلسل الحشاشين هو مسلسل تاريخي مصري من بطولة كريم عبد العزيز وإخراج بيتر ميمي، تدور أحداث المسلسل حول حسن الصباح، زعيم الحشاشين، وقيادته للجماعة التي اشتهرت بتنفيذ عمليات اغتيالات دموية لشخصيات مرموقة في تلك المرحلة.

يُدرب حسن الصباح الفدائيين على فنون القتال والاغتيال، ويُرسلهم لتنفيذ عمليات سرية ضد أعدائه، يُواجه حسن الصباح العديد من التحديات، من بينها صراعه مع نظام الملك، وزير الدولة السلجوقية.

سيتم عرض المسلسل في رمضان 2024 وسيتطرق للعديد من الجوانب والأحداث السياسية والتاريخية للحشاشين وكيف كانت عاداتهم ومعتقداتهم في تلك الحقبة الزمنية.

يُسلط المسلسل الضوء على العديد من الجوانب المُثيرة في حياة حسن الصباح وجماعة الحشاشين، مثل:

  • عقيدتهم الإسماعيلية.
  • مهاراتهم في القتال والاغتيال.
  • صراعاتهم مع القوى السياسية في ذلك الوقت.

إقرأ أيضا : طائفة الأميش: طائفة مسيحية ترفض التنكولوجيا والكهرباء

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *