طاعون عمواس

طاعون عمواس : وباء اجتاح الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب

طاعون عمواس هو أحد الأوبئة التاريخية التي ضربت المنطقة العربية، تحديدًا في بلاد الشام، خلال عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. سمي بهذا الاسم نسبة إلى مدينة عمواس، وهي بلدة صغيرة قرب القدس، حيث بدأ انتشار هذا الوباء الفتاك.

في العام الثامن عشر من الهجرة وقع شيءٌ فظيعٌ مروِّعٌ، وهو ما تذكره المصادر باسم (طاعون عِمَواس) وقد سمِّي بطاعون عِمَواس نسبة إِلى بلدةٍ صغيرة، يقال لها: عِمَواس، وهي: بين القدس، والرَّملة؛ لأنَّها كانت أول ما نجم الدَّاء بها، ثمَّ انتشر في الشَّام منها، فنسب إِليها.

وقع هذا الطاعون في ولاية بلاد الشام الإسلامية التابعة للخلافة الراشدة في أيام خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هـ/ 639م بعد فتح بيت المقدس، وسُميت هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها من المجاعة في المدينة المنورة أيضًا. ويُعتبر هذا الطاعون أحد امتدادات طاعون جستنيان. وهو أول وباء يظهر في أراضي الدولة الإسلامية.

قتل مرض طاعون عمواس المدمر الآلاف من المسلمين، ورجح المؤرخون أن الوباء حد أرواح 25 ألف من أهل الشام، بينما يرى آخرون أن عدد الضحايا وصل إلى أكثر من 30 ألف من بينهم العديد من صحابة النبى محمد “صلى الله عليه وسلم”.

بداية طاعون عمواس الفتاك

يقال أن طاعون عمواس وقع في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حادثة طاعون عمواس، وهو وباء وقع في الشام سنة 18 هجرية بعد فتح بيت، و ذلك لأن الطاعون نشأ بها أولا ثم انتشر في بلاد الشام فنسب إليها.

واختلف في خبر طاعون عمواس وفي أي سنة كان، فقال ابن إسحاق ما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عنه، قال: ثم دخلت سنة ثماني عشرة؛ ففيها كان طاعون عمواس، فتفانى فيها الناس، فتوفي أبو عبيدة بن الجراح؛ وهو أمير الناس، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث ابن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل، وأشراف الناس. وحدثني أحمد بن ثابت الرازي، قال: حدثنا عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، قال: كان طاعون عمواس والجابية في سنة ثماني عشرة.

بدأ الطاعون في عمواس، وهي قرية قرب بيت المقدس، فسُمي «طاعون عمواس»، ثم انتشر في بلاد الشام. وكان عمر بن الخطاب يهم بدخول الشام وقتها، فنصحه عبد الرحمن بن عوف بالحديث النبوي: «إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارًا منه».

فعاد عمر وصحبه إلى المدينة المنورة. حاول عمر بن الخطاب إخراج أبي عبيدة بن الجراح من الشام حتى لا يُصاب بالطاعون فطلبه إليه، لكن أبا عُبيدة أدرك مراده واعتذر عن الحضور حتى يبقى مع جنده، فبكى عمر. ويبدو أن الطاعون انتشر بصورة مريعة، عقب المعارك التي حدثت في بلاد الشام، فرغم أن المسلمين كانوا يدفنون قتلاهم، فإن عشرات آلاف القتلى من البيزنطيين بقيت جثثهم في ميادين القتال من غير أن تُدفن، حيث لم تجد جيوشهم المنهزمة دائمًا الوقت الكافي لدفن القتلى.

استمر هذا الطاعون شهرًا، مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفًا من المسلمين وقيل ثلاثين ألفًا، بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم: أبو عبيدة بن الجراح وقد دُفن في «عمتا» وهي قرية بغور بيسان، ومعاذ بن جبل ومعه ابنه عبد الرحمن، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبو جندل بن سهيل. وقيل أن الطاعون أصاب البصرة أيضًا فمات به بشر كثير.

كيف تعامل عمر بن الخطاب مع الطاعون

ويكشف مؤرخون أن الفاروق عمر بن الخطاب، تعامل مع ذلك البلاء كان في منتهى الحذر، حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، كما حاول إخراج المعافين من أرض الوباء، فضلاً عن قيامه بتحمل المسؤولية كاملة بعد انجلاء هذا الوباء، فرحل إلى الشام وأشرف على حل المشكلات وتصريف تبعات هذه الأزمة.

وحسبما جاء فى موقع الفتاوى الإسلامية تعامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع هذا البلاء في منتهى الحذر حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، كما حاول إخراج المعافين من أرض الوباء، كما قام بتحمل المسؤولية كاملة بعد انجلاء هذا الوباء فرحل إلى الشام وأشرف على حل المشكلات وتصريف تبعات هذه الأزمة.

في حين رفض الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، عملاً بما جاء في حديث الرسول بعدم الخروج من أرض الطاعون، واعتقادًا أن في ذلك فرارا من قدر الله، وقال حينها مقولته الشهير: “إني في جند المسلمين، ولا أجد بنفسي رغبة عنهم”.

وشهد الإجراءات التى قام بها الخليفة والوالى عمرو بن العاص لمواجهة الوباء القاتل فى الشام، إجراءات شبيهة بالحجر الصحى، حيث أخذ بن العاص بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك؛ فخطب فيهم قائلاً: “أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه في الجبال”، وبتلك الطريقة استطاعوا القضاء على الوباء الذي شكّل خطورة كبيرة على دولة الإسلام في تلك الفترة؛ وذلك أخذًا بأسباب الوقاية منه، والقضاء عليه.

أسباب انتشار الطاعون وأثره

0*v7BDWptE KiAjCrB

انتشار سريع: انتشر الطاعون بسرعة كبيرة بين الناس، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة منهم، بما في ذلك العديد من الصحابة الكرام.

تأثيره على الدولة الإسلامية: شكل هذا الوباء تحديًا كبيرًا للدولة الإسلامية الوليدة، وأدى إلى توقف بعض الفتوحات وتغيير مسار بعض الأحداث التاريخية.

إجراءات وقائية: اتخذ الخليفة عمر بن الخطاب، بناءً على مشورة الصحابة، العديد من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الوباء، مثل حظر دخول المناطق الموبوءة والخروج منها.

دروس مستفادة من طاعون عمواس

يعتبر طاعون عمواس مثالاً واضحًا على تأثير الأوبئة على المجتمعات، وكيف يمكن أن تغير مجرى التاريخ.

تظهر قصة طاعون عمواس أهمية اتخاذ الإجراأت الاحترازية للحد من انتشار الأوبئة، حتى في ظل الظروف الصعبة ويعكس صبر الصحابة وتحملهم للمحنة التي حلّت بهم قوة إيمانهم وثباتهم.

بعض الشخصيات التي تأثرت بالطاعون

0*usBMJucWfT20XukS

أبو عبيدة بن الجراح: أحد أشهر الصحابة الذين توفوا بسبب طاعون عمواس.

معاذ بن جبل: صحابي جليل وتابعي، توفي أيضًا بسبب هذا الوباء.

عديد من الصحابة: توفي عدد كبير من الصحابة بسبب هذا الطاعون، مما ترك فراغًا كبيرًا في المجتمع الإسلامي.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *