ظاهرة الشبيه : من هو ذلك الشخص الذي يشبهني تمامًا؟
نظرة سريعة على محتويات المقال:
ظاهرة الشبيه أو ظاهرة الـ Doppelgänger هي ظاهرة رؤية شخص يشبهك بشكل مطابق أو شبيه بشكل كبير لشخص تعرفه. نشأت هذه الكلمة من اللغة الألمانية وتعني “المشي المزدوج”.
وقد اختلفت أسماؤها – بدءًا من KA “كا”، “ثنائي الروح” في الثقافة المصرية القديمة، مرورًا بالثنائيات الشبحية التي تسمى “vardøger” في الأساطير الإسكندنافية، إلى “etiäinen” في الفولكلور الفنلندي – ولكن الكلمة التي استمرت هي الكلمة الألمانية doppelgänger التي، إذا أردنا ترجمتها، فستكون مثل المشي المزدوج أو الماشي المزدوج، إشارة إلى وجود شبيه لك، يتمشى في مكان ما من العالم.
في الواقع، لقد كان وجود الشبيهين في الأساطير والأدب أمرًا مهمًا عبر التاريخ، لقد أثارت هاته الظاهرة إهتمام الناس عبر مختلف الأزمنة والعصور.
تذكر بعض النصوص الدينية ظاهرة الشبيه، ففي الإسلام مثلاً، ورد ذكر “القرين” وهو كائن مُشابه للإنسان يُقال أنه يُرافقه منذ ولادته.
هناك العديد من الأشخاص الذين ادّعوا أنهم شاهدوا شبيههم. وتختلف هذه التجارب من شخص لآخر، فبعضهم شاهد شبيههم في العالم الافتراضي، بينما شاهده آخرون في أماكن أخرى أو في العالم الحقيقي.
إن كلمة “doppelgänger” التي وصفها الكاتب الألماني جان بول عام 1796 بأنها “الشخص الذي يمشي بجانبه”، عادة ما تستخدم للإشارة إلى شبيه الشخص، في إشارة إلى شخصية التوأم الشرير أو ظاهرة خارقة للطبيعة يتم من خلالها يمكن أن يتواجد جسد و/أو روح الشخص في مكانين مختلفين في نفس الوقت.
إقرأ أيضا : ظاهرة تأثير المتفرج: لماذا يتراجع الناس عن تقديم يد المساعدة
ما هي ظاهرة الشبيه
كل إنسان فريد من نوعه، أو على الأقل، نعتقد أنه لا يمكن أن يوجد شخصان متساويان في العالم، ولكن ماذا سيحدث لو وجدنا شخصًا مطابقًا لنا يعيش حياة مختلفة تمامًا؟ كيف سيكون شعورك عندما تجد توأمنا في لوحة المتحف؟ تُعرف هذه الظاهرة باسم doppelgänger أو ظاهرة الشبيه.
يأتي هذا المصطلح من اللغة الألمانية ويتكون من كلمة doppel، والتي تعني “مزدوج” وgänger، والتي تعني “المشاة”، وتعني حرفيًا ” الماشي المزدوج” أو “الشخص الذي يمشي جنبًا إلى جنب”.
Doppelgänger عبارة عن ظهورات جسدية وشبحية لها نفس شكل الشخص ويمكن أن تظهر في أشكال من الماضي أو الحاضر، بما في ذلك ظاهرة التواجد في مكانين في نفس الوقت.
إن وجود أو ظهور الشبيه يجلب معه العديد من النظريات: هناك من يعتقد أن لقاء شبيهك يعني أنك ستموت قريبًا، هناك من يعتقد أن هناك سبع شخصيات من أنفسنا تتجول في العالم.
بدون نسيان المقولة الشهيرة “يخلق من الشبه أربعين” هو مثل شعبي شائع في العديد من الثقافات، بما في ذلك العربية. أصل كلمة “أربعين” في المثل فارسي، وتستخدم للدلالة على الكثرة، وليس المقصود بها العدد 40 حرفياً.
يشير المثل إلى أن لكل شخص العديد من الأشخاص الذين يشبهونه في المظهر أو السلوك أو الطباع، بغض النظر عن وجود أي صلة قرابة بينهم.
إقرأ أيضا : ظاهرة تصوير الموتى : صور مرعبة للموتى وذكريات من العالم الآخر
تفسير ظاهرة الشبيه
كما ذكرنا سابقا، فإن ظاهرة الشبيه، أو الدوبلغنجر، هي ظاهرة غامضة تشير إلى رؤية شخص يشبهك بشكل مطابق أو مشابه جدًا. تختلف التفسيرات حول هذه الظاهرة، ونذكر منها:
التفسيرات العلمية:
- الهلوسة: قد تكون رؤية الشبيه ناتجة عن الهلوسة، وهي ظاهرة نفسية ترى فيها أشياء غير موجودة. يمكن أن تحدث الهلوسة لأسباب مختلفة، مثل التعب، أو الإجهاد، أو بعض الأدوية.
- اضطرابات نفسية: قد ترتبط رؤية الشبيه باضطرابات نفسية معينة، مثل الفصام أو اضطراب الشخصية الحدية.
- خلل في وظائف الدماغ: قد يكون سبب رؤية الشبيه خللًا في وظائف الدماغ، مثل تلف في الفص الصدغي، الذي يلعب دورًا في معالجة الوجوه.
التفسيرات الروحية:
- القرين: في بعض الثقافات، يُعتقد أن الشبيه هو قرين الشخص، وهو كيان روحاني يرافقه طوال حياته.
- التناسخ: يعتقد البعض أن رؤية الشبيه هي دليل على التناسخ، وأن الشخص الذي رأيته هو أنت في حياة سابقة.
- السفر عبر الزمن: يعتقد البعض أن رؤية الشبيه هي دليل على السفر عبر الزمن، وأن الشخص الذي رأيته هو أنت في المستقبل أو الماضي.
التفسيرات الأخرى:
- التشابه العرضي: قد يكون الشخص الذي رأيته يشبهك بشكل مصادفة، دون أي تفسير غامض.
- تأثير وهمي: قد يكون الشخص الذي رأيته هو مجرد وهم ناتج عن خداع بصري أو تأثيرات نفسية.
في الواقع، لا يوجد تفسير قاطع لظاهرة الشبيه، وتبقى هذه الظاهرة غامضة ومفتوحة للنقاش. يعتمد تفسير هذه الظاهرة على معتقدات الشخص وخبراته الشخصية، كما أنه لا يوجد دليل علمي يدعم التفسيرات الروحية لظاهرة الشبيه.
إقرأ أيضا : ظاهرة الاستبصار بالمستقبل : قدرات خارقة أو مجرد خرافات
أشهر القصص عن ظاهرة الشبيه
هنالك العديد من الأشخاص الذين يدعون أنهم شاهدوا شبيههم وجها لوجه، وهنالك العديد من القصص التي تدعم ظاهرة الشبيه، ومن بين أشهر تلك القصص، قصة الكاتب الألماني جوته الذي رأى شبيهه في أحد شوارع روما قبل وفاته بفترة قصيرة.
1- قصة الكاتب الألماني جوته
في عام 1790، كان الكاتب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته يسير في أحد شوارع روما. فجأة، رأى رجلاً يمشي أمامه يشبهه تمامًا. كان الرجل يرتدي نفس الملابس، وله نفس الشعر، ونفس ملامح الوجه. حتى أنه كان يمشي بنفس الطريقة.
تبع غوته الرجل بدافع الفضول، لكنه اختفى في أحد الأزقة. لم ير غوته الرجل مرة أخرى، لكنه كتب عن هذه التجربة في مذكراته.
فسّر غوته هذه الظاهرة بطرق مختلفة. في البداية، اعتقد أنه كان مجرد وهم أو خداع بصري. لكن بعد ذلك، بدأ يفكر في إمكانية أن يكون الرجل الذي رآه هو شبيهه، أو “Doppelgänger”.
في ذلك الوقت، كانت ظاهرة الشبيه موضوعًا شائعًا في الثقافة الأوروبية. كان يُعتقد أن رؤية شبيهك هي نذير بموته.
لم يكن غوته خائفًا من الموت، لكنه كان مهتمًا بفهم هذه الظاهرة الغريبة. كتب عن تجربته في مذكراته، وناقشها مع أصدقائه ومعارفه.
2 – قصة الممثلة جينيفر لوبيز التي رأت شبيهتها في أحد الفنادق
ومن بين أشهر قصص ظاهرة الشبيه أيضا قصة الممثلة جينيفر لوبيز التي رأت شبيهتها في أحد الفنادق، حيث في عام 2017، كانت الممثلة والمغنية الشهيرة جينيفر لوبيز تقيم في أحد الفنادق في مدينة نيويورك. بينما كانت تنتظر المصعد، رأت امرأة تشبهها بشكل غريب.
كانت المرأة ترتدي نفس ملابس جينيفر، ولهما نفس لون الشعر، ونفس ملامح الوجه. حتى أنها كانت تحمل نفس حقيبة اليد.
شعرت جينيفر بالصدمة والارتباك، وقالت في مقابلة لاحقة: “لم أصدق ما رأيته. لقد كانت تشبهني تمامًا، حتى في طريقة المشي والتحدث.”
حاولت جينيفر التحدث إلى المرأة، لكنها اختفت قبل أن تتمكن من ذلك.
لم تر جينيفر المرأة مرة أخرى، لكنها لم تنسَ هذه التجربة الغريبة.
قالت جينيفر: “لا أعرف ما إذا كانت تلك المرأة هي شبيهتي أم لا، لكنها كانت تجربة غريبة جدًا.
3 – قصة الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن الذي رأى شبيهه قبل اغتياله بليلة واحدة
في ليلة 14 أبريل 1865، قبل اغتياله بليلة واحدة، كان الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن يقيم في مسرح فورد في واشنطن العاصمة.
بينما كان يستعد للنوم، نظر لينكولن في المرآة ورأى انعكاسه. لكن بدلاً من أن يرى نفسه، رأى رجلاً طويل القامة يرتدي ملابس سوداء.
كان الرجل شاحبًا وله وجه حزين، شعر لينكولن بالخوف والارتباك، وغادر الغرفة على الفور وفي صباح اليوم التالي، اغتيل لينكولن على يد جون ويلكس بوث, يعتقد البعض أن الرجل الذي رآه لينكولن في المرآة كان شبيهه، أو “Doppelgänger”.
إقرأ أيضا : تأثير مانديلا : كيف يمكن أن يشترك آلاف الناس في ذكرى زائفة