فتاة تورفيل النائمة : هل نامت طوال 9 سنوات ؟
نظرة سريعة على محتويات المقال:
فتاة تورفيل هو لقب أُطلق على إلين سادلر (1859–1901)، وهي شابة بريطانية عانت من حالة طبية نادرة جداً تتمثل في نوم مستمر لفترات طويلة جداً. هذه الحالة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية والعلمية، وحيرت الأطباء والباحثين.
كانت الفتاة تقيم في تورفيل وهي قرية صغيرة في المملكة المتحدة ونامت وهي في الحادية عشر من عمرها ولم تستيقظ لمدة تسع سنوات وهذا أثار جدلاً وما يزال.
آنذاك جذبت القضية اهتماماً دولياً من الصحف وأخصائيي الطب والجمهور ، ألين في الصورة الكبيرة قبل سباتها العميق والطويل.
حتى الآن، لا يوجد سبب واضح ومحدد لهذه الحالة النادرة. يعتقد بعض الخبراء أن السبب قد يكون مرتبطًا بمشكلة في الجهاز العصبي المركزي، أو خلل في الهرمونات المسؤولة عن تنظيم النوم والاستيقاظ. كما يُرجح أن يكون هناك عامل نفسي قد لعب دوراً في تفاقم هذه الحالة.
ما الذي حدث لإلين سادلر؟
بدأت قصة إلين سادلر أو فتاة تورفيل النائمة عندما بدأت تشعر بالتعب الشديد والنوم لفترات طويلة بشكل غير طبيعي. مع مرور الوقت، ازدادت مدة نومها بشكل ملحوظ حتى وصلت إلى أشهر متواصلة. خضعت إلين للعديد من الفحوصات والتحاليل الطبية، ولكن الأطباء لم يتمكنوا من تشخيص حالتها بدقة أو العثور على علاج فعال.
وُلدت إلين لعائلة كبيرة وفقيرة من عمال المزارع ، وتم إرسالها للعمل كمساعدة ممرضة في سن الحادية عشرة وبعد فترة وجيزة ، بدأت تعاني فترات من النعاس فتم تحويلها إلى مستشفى محلي وبعد أربعة أشهر أُعلن أن حالتها غير قابلة للشفاء أُعيدت إلى المنزل وبعد يومين أصيبت بسلسلة نوبات — كما ادعت والدتها — فبقيت في سبات عميق لم تستطع إيقاظها منه.
ومع مرور السنوات وعدم وجود أي علامة على استيقاظها برزت تكهنات بأن مرضها ربما كان خدعة من طرف والدتها آن فروين أو أنه مرض نادر غير معروف وهي مشكلة جدلية لم تجد حلاً أبداً ، وفي أواخر عام 1880 أي بعد وفاة والدتها بفترة وجيزة استيقظت إيلين ثم تزوجت في وقت لاحق وأنجبت خمسة أطفال على الأقل.
كيف كانت تعيش فتاة تورفيل النائمة ؟
بحلول مارس 1873 كان يُعتقد بأن إلين تعاني من شدة الجوع ، في البداية كانت تعيش إلى حد كبير على الخمرة والشاي والحليب حيث تُعطى ثلاث مرات في اليوم ، وبعد حوالي 15 شهراً وبينما كانت والدتها تعمل على نبات الروروت — أُغلق فك إلين وبعد ذلك، وفقاً لـلطبيب هايمان تم إطعامها “ نبيذاً وعصيدة وأشياء أخرى “ من فوهة إبريق شاي لعبة جرى إدخاله بين بعض أسنانها المكسورة.
وتوسعت صحيفة ديلي تلغراف في تناول طعام إيلين ثم تساءلت كيف تعاملت الأسرة مع خروج إلين من البول والبراز الذي لم يكن واضحاً ، لكن في عام 1880 قال الطبيب هايمان أن آن فروين أخبرته أنه لم تحدث أي حركات معوية طوال خمس سنوات، لكن كل أربعة أيام تقريبًا “ تخرج كمية كبيرة من المثان.
ماذا كتب الصحفيون فتاة تورفيل النائمة
أصبحت إلين أو فتاة تورفيل النائمة منطقة جذب سياحي لتورفيل حيث زارها صحفيون ومهنيون طبيون ورجال دين و “فضوليون عاديون” من جميع أنحاء البلاد ، وقد تبرع العديد منهم بالمال لعائلة إيلين للسماح لها برؤيتها فيما دفع البعض لأخذ قصة من شعر إيلين حتى بدأ “العرض” ينفد.
وروى صحفي من شركة باكس فري برس زيارته لها:
“ كان تنفسها منتظماً وطبيعياً ، وجلدها ناعم وجسمها دافئ كما في أي إنسان في وضع سليم صحياً ؛ النبض كان سريعاً نوعاً ما وكانت أياديها صغيرة ورفيعة لكنها مرنة تماماً ؛ هناك هزال في الجسم إلى حد ما ؛ لكن قدميها وساقيها كانا مثل قدما طفل ميت إذ بدت شبه باردة كالثلج ، كانت ملامحها لطيفة ، أكثر مما كان متوقعاً في ظل تلك الظروف أو “الموت” ، وعلى الرغم من عدم وجود لون على خديها لم يكن ذلك الشحوب الذي نراه في حالة الموت “..
وقد زار مراسل من ديلي تلغراف إيلين بعد حوالي 22 شهرا من مرضها (أو نومها) فكتب:
“ وجه الفتاة لا يشبه وجه جثة بأي حال من الأحوال ،على خديها صبغة وردية ، وهناك بعض الألوان في شفاهها الرقيقة ، عيون مغلقة بهدوء ، كما لو كانت في نوم طبيعي ، وعندما غامرت برفع أحد الجفنين ولمس العين مباشرة تحتها لم يكن هناك حتى أدنى ارتعاش أو رمش العين ! ، كانت يديها دافئة ورطبة جداً ، وجسمها نحيف جداً مقارنة بأطرافها ؛ إنها ناعمة ومترهلة ، كانت قدميها متجمدة تقريباً ، تنفسها ضعيف لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل اكتشافه ، وستشعر بالرفرفة الخافتة الوحيدة عندما تضع اليد على منطقة القلب”..
مرحلة التعافي والرجوع للحياة الطبيعية
بعد خمسة أشهر من وفاة أمها استيقظت إلين أخيراً بحلول نوفمبر حيث تعافت تماماً وبعد أن أصبحت في رعاية زوج أمها توماس وأخواتها، كانت إلين تبلغ من العمر الحادية والعشرين ولم تتذكر شيئاً عن السنوات التسع الماضية وقد عانت القليل من الآثار طويلة المدى مثل توقف النمو قليلاً وضعف في العين ، وفي عام 1886 تزوجت إلين من مارك بلاكال وأنجبا خمسة أطفال.
ظلت قضية إلين سادلر جزءاً من الفولكلور المحلي ، حيث ظهرت حكايات السحر والشائعات عن الإهتمام الغير عادي في تورفيل وأصبح منزل عائلة سادلر معروفًا باسم “الكوخ النائم” ولم يتم تحديد سبب واضح لحالة إلين,
تعتبر قصة إلين سادلر من القصص التي انتشرت بشكل واسع عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لا توجد أدلة موثقة على أن هذه القصة حقيقية بالكامل. قد تكون مستوحاة من حالات طبية حقيقية، ولكن تم تضخيم بعض التفاصيل أو دمجها مع عناصر خيالية لخلق قصة أكثر إثارة.