لغز طفلي وولبت الخضر: أطفال ببشرة خضراء ظهروا من العدم
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يعتبر لغز طفلي وولبت الخضر من بين أعظم الألغاز الغامضة والتي إختلف العديد من الناس حول صحته وحقيقته. في الواقع، طفلا وولبيت الخُضر أو طفلا وولبيت ذوو اللون الأخضر هو الاسم الذي أُطلِقَ على طفلين لبشرتهما لونٌ غريبٌ.
تعود بنا أحداث القصة بين عامي 1189 و1220، حين فوجئ سكان بلدة إنجليزية تدعى وولبت وتقعفي مقاطعة سوفولك، إيست أنجيلي عندما وجدوا شقيقين صغيرين عالقين داخل بئر في نواحي القرية الصغيرة. لم يكن الاكتشاف ليُسجّل في التاريخ لولا ميزة غريبة لفتت انتباه السكان : لقد كان الصبي والفتاة يتمتعان ببشرة خضراء.
بالإضافة إلى صدمتهم من مظهرهم، فقد اندهش القرويون من اللغة المجهولة التي كان يتحدث بها الطفلين، والتي لا تشبه الإنجليزية أو الألمانية أو الإسبانية أو الفرنسية أو أي نوع من اللغات التي كان لديهم علم بها.
بسبب المظهر المثير للقلق للطفلين الذين عرفا فيما بعد باسم ” أطفال وولبيت الأخضر” ، إشتهرت بلدة وولبيت الواقعة في مقاطعة سوفولك بإنجلترا، حيث وقع هذا الحدث الغريب في القرن الثاني عشر.
حين تم العثور عليهما، كان الأطفال في حالة شديدة من سوء التغذية، ولم يكونوا على دراية بكل ما يحيط بهم ورفضوا تذوق الطعام الذي يقدم لهم. بعد فترة وجيزة، مات الطفل الذي كان هزيلا وضعيفًا جدًا بالفعل. بينما نجت الفتاة، وأصبحت امرأة بالغة، وتعلمت التحدث باللغة الإنجليزية، وتمكنت من التواصل مع ناس القرية وإخبارهم بقصتها.
إقرأ أيضا : كنز الملك جون أحد أهم الكنوز المفقودة في التاريخ
لغز طفلي وولبت الخضر :
لقد كنا سكان قرية وولبت طواقين جدا لمعرفة قصة الطفلين، خاصة بعدما مات الطفل ونجت الفتاة والتي إندمجت معهم وتعلمت لغتهم. لقد كان لغز طفلي وولبت الخضر يشغل بال الجميع.
ولقد أكدت الفتاة والتي كانت تحمل اسم أغنيس أنها عاشت في بلد به كهوف وممرات تحت الأرض. وأوضحت أنه مكان يكون فيه غروب الشمس أبديًا وأن هناك نهرًا يفصل أرضه عن آخر أكثر إضاءة.
وبحسب روايتها، فقد جاءت هي وشقيقها من “أرض سان مارتين”، حيث لم تشرق الشمس أبدًا، وأنهما وصلا إلى سطح الأرض عبر أنفاق الكهف الذي سافروا فيه لمدة يومين.
إقرأ أيضا : لعنة الفراعنة كيف إبتدأت ووكيف فتكت بالعديد من الرجال
بين الحقيقة والخيال :
تم توثيق قصة طفلي وولبت الخضر في عملين مكتوبين باللاتينية يشتملان على شهادات المستوطنين: Historia rerum Anglicarum (تاريخ إنجلترا ، من عام 1189) ، بواسطة William de Newburgh ، و Chronicon Anglicanum (سجلات إنجلترا ، من 1220) ، بواسطة رالف كوجيشال.
يُعد كتاب نيوبورج ، وهو رجل دين إنجليزي ومؤرخ عاش في القرن الثاني عشر، أحد المصادر الرئيسية لتاريخ العصور الوسطى، ويمتد من عهود ويليام الفاتح حتى عهد ريتشارد قلب الأسد (1066 إلى 1198). في هذا العمل المكون من خمسة مجلدات، تم توثيق ما حدث لأطفال وولبيت أو ما يسمى بأسطورة أو لغز طفلي وولبت الخضر.
وصف نيوبورج الأحداث التي وقعت بناءً على شهادات أولئك الذين اكتشفوا الصغيرين في البئر أو مايسميه السكان المحليون ب “حفرة الذئب” (ثقوب وحفر متوسطة العمق كان يتم حفرها لتقع فيها الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والتي كانت تهاجم الماشية).
وكتب واصفا الطفلين : “كانت بشرتهم خضراء زاهية ويتحدثون بلغة غير معروفة. كانوا يرتدون ملابس ذات لون ومادة لم يرها أحد من قبل. وعلى الرغم من الجوع، فقد رفضوا كل الطعام المقدم لهم”.
أوضح المؤرخ أنه بالنسبة له، أن هاته القصة الغريبة قد حدثت بالفعل في عهد الملك ستيفن. وقال “علي أن أؤكد أنها فعلا قصة حقيقية، خصوصا في ظل هذا العدد الكبير من الشهود وبهذه الصفة”.
إقرأ أيضا : غرفة الكهرمان الروسية أعجوبة العالم الثامنة
توثيق القصة من طرف الراهب رالف دي كوجيشال :
من جانبه، أفاد الراهب رالف دي كوجيشال في سجلات إنجلترا بأن الأطفال نُقلوا إلى منزل ريتشارد دي كاين أحد القرويين، حيث عملت أغنيس لسنوات عديدة كخادمة.
جمع De Coggeshall Ralph (رالف كوجيشال ، المؤرخ الإنجليزي ، كان في البداية راهبًا ثم سادس رئيس دير لكوجيشال آبي ، وهي مؤسسة إسكس تابعة للنظام السيسترسي. وهو معروف أيضًا بأخباره عن الحملة الصليبية الثالثة وجيرارد دي ريديفور)) القصص التي جمعها من الشهود بترتيب زمني. اتفق المتخصصون الذين درسوا عمله على أن التصحيحات والمحو التي أجراها المؤلف تظهر أنه بذل جهدًا في التحقق من البيانات.
اتفق المؤرخان على أن الفتاة كانت قادرة على البقاء على قيد الحياة والتحدث عن ماضيها وقصتها. وفقًا للنصوص، كانت أغنيس وشقيقها يرعان ماشية والدهما عندما سمعوا ضوضاء عالية ووجدوا أنفسهم فجأة في حفرة الذئب حيث تم العثور عليهم. وفقًا للرواة، فإن الضوضاء التي أعقبت ذلك هي الأجراس الحادة لدير بيري سانت إدموندز، الذي يقع على بعد 15 كيلومترًا من وولبيت.
إقرأ أيضا : قطار الذهب النازي : أسطورة أسالت لعاب صائدي الكنوز
تفسيرات الخبراء :
لقد أثار لغز طفلي وولبت الخضر الكثير من الجدل بين الناس والخبراء، والذين انقسموا بين مصدق للقصة ومن يعتقد أنها مجرد خرافة. أما بالنسبة للون الأطفال، فقد أشار بعض الأطباء إلى أنهم ربما يعانون من داء الاخضرار، الذي كان يُعرف سابقًا باسم “المرض الأخضر” ، وهي حالة نادرة تسببها فقر الدم وتتميز بوجود مسحة خضراء على الجلد.
مع ذلك، أكد متخصصون آخرون أن داء الاخضرار لا يحول الجلد إلى اللون الأخضر أبدًا، بل يتحول إلى تصبغ طفيف.
فيما يتعلق باللغة غير المعروفة، ألمح بعض المؤرخين إلى أنها يمكن أن تكون فلمنكية، وهي مجموعة إقليمية متنوعة من اللغة الهولندية التي تم التحدث بها في شمال بلجيكا وجنوب هولندا.
لكن هذا التفسير غير مرجح لأنه في القرن الثاني عشر، كانت هناك طرق شحن مهمة تربط بين بريطانيا العظمى والبر الرئيسي، لذلك فإن الأشخاص الذين تحدثوا تلك اللهجة مروا عبر قرية وولبيت وكان بإمكان القرويين التعرف عليها.
على الرغم من كل الأبحاث التي تم إجراؤها على مر القرون حول هذه الحالة التي لا يمكن تفسيرها، حتى الآن لا يوجد دليل علمي ينفي أو يثبت صحة هذه القصة الرائعة التي أصبحت لغزا وأسطورة شعبية في قرية وولبيت، يتناقلها الأجيال، جيلا بعد جيل.
إقرأ أيضا : كنز جزيرة البلوط الملعونة الذي لم يستطع أحد الوصول إليه